أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)















المزيد.....

أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3062 - 2010 / 7 / 13 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)
مجدى خليل
لم تكن تصريحات الجنرال ستانلى ماكرستيال هى التى فجرت النقاش حول وضع قوات التحالف فى أفغانستان،وأنما الوضع المتردى فى هذه الدولة المشكلة هو الذى فتح هذا النقاش بعد أن سجلت الحرب الأمريكية فى أفغانستان(2001- ) أطول الحروب فى التاريخ الأمريكى، فهى اطول من الحرب الأهلية الأمريكية(1861-1865)، والحرب العالمية الأولى (1914-1918)، والحرب العالمية الثانية (1939-1945)، والحرب الكورية (1950-1953)، وحرب فيتنام (1965-1973). وقد تراجعت موجة التفاؤل فى أمريكا والغرب من حرب "تصدير الحرية" إلى مقولة " لا يمكن تحقيق النصر فى هذا البلد"، وهى تذكرنا بوصف جورباتشوف عام 1985 لحرب بلاده فى أفغانستان بانها "جرح دام".ومما زاد الأمر سوء أن شهر يونيه 2010 سجل معدل مرتفع جدا لقتلى قوات التحالف فى أفغانستان، حيث قتل 103 من العسكريين ليرتفع بذلك عدد القتلى الأمريكيين إلى ما يزيد عن 1000 شخص والبريطانيين إلى 300 شخص والكنديين إلى 148 شخص،وبدأ الكلام فى العديد من الدول المشاركة فى قوات التحالف بالحديث عن الانسحاب من هذا البلد.... هل يستحق هذا البلد أن يموت هؤلاء الشباب من آجله؟.
من يقرأ تاريخ أفغانستان لا يجد شيئا يدعو للأعجاب أو الفخر أو الثراء الإنسانى والأخطر لا تشعر بالآمل، فلا يوجد شئ فى هذا البلد سوى الخراب والآسف على ما آلت اليه أحوال البشرية تحت سيطرة الدين ورجال الدين والحكام المتلاعبين بالدين، فتاريخ أفغانستان أو أرض الأفغان كما يسمونها هو تاريخ مقاومة أى شى يمت للحضارة المعاصرة بصلة.
وعكس ما يروج فى الاعلام العربى، لا يوجد شئ فى هذا البلد يجعله مطمعا للدول الكبرى، فهو بلد بائس وفقير بشريا وثرواتيا وتاريخيا وإنسانيا ومقفل جغرافيا،وحروب الدول الكبرى عليه سواء حروب الهند البريطانية (1839-1842)،(1878-1880) أو الحرب السوفيتية (1979-1989) أو الحرب الاطلسية الحالية، جميعها فرضتها ظروفا سياسية قاهرة أو كانت نتيجة للغباء للسياسى.
دشنت حروب الهند البريطانية ولادة أفغانستان الإسلامية الحديثة على يد مؤسسها عبد الرحمن الذى تولى الحكم عام 1880 واجبر جميع أقاليم أفغانستان الحالية للتحول للإسلام ، وكانت آخر هذه المقاطعات شرق كابول وكانت مقرا للمسيحيين والبعثات التبشيرية الغربية فحولها بالقوة للإسلام وسماه نور ستان، بمعنى أرض النور والضياء بدلا من كفرستان ،أى أرض الكفار كما كان يطلق عليه الأفغان وقتها. ودشنت الحرب السوفيتية ولادة جمهورية طالبان الإرهابية عام( 1996-2001) بعد عدة سنوات من التطاحن بين من اطلق عليهم المجاهدين، ولا نعرف ما شكل الدولة التى سوف تنتج عن الحرب الاطلسية الحالية فى أفغانستان.
أستن عبد الرحمن مؤسس الدولة الأفغانية الإسلامية سنة إرسال الطلاب للدراسات الدينية إلى الأزهر فى مصر أو إلى المعهد العالى الدينى فى ديوباند بالهند، وبالنسبة للشيعة يتم إيفادهم إلى مدينة مشهد بإيران أو قم بالعراق، وأستمر بعده حبيب الله(1901-1919) بتعميق هذا الاتجاه الدينى الإسلامى، ولهذا دفع الثمن أمان الله(1919-1929) عندما حاول اضفاء الطابع الحديث على الدولة الأفغانية، فقام بإصدار أول دستور عام 1923( وهى نفس سنة إصدار أول دستور مصرى ليبرالى)، وقام بتحريم تعدد الزوجات بين موظفى الحكومة،وبتحريم زواج البنات الصغيرات، وسمح للنساء بخلع الحجاب، وظهرت زوجته ثريا بدون حجاب على الملأ،وابتداء من مارس 1929 فرض على سكان كابول وزوارها ارتداء الأزياء العصرية الحديثة مع القبعة... ولكن هذه الإصلاحات لم تستمر طويلا بفعل طبقة رجال الدين الذين رباهم من سبقوه من حكام افغانستان، فتحالفوا مع الرعاع واطاحوا بحكمه عام 1929، واطلق أحد رجال الدين الكبار عام 1929 صيحته المشهورة ضد أمان الله بقوله " عندما تدخل الإصلاحات يخرج الإسلام"، والغريب إنه فى نفس الفترة تقريبا قال اللورد كرومر الحاكم الإنجليزى الشهير لمصر مقولة مشابهة خلدت فى التاريخ وهى "إصلاح الإسلام معناه نهايته"، وهى المقولة التى رددها واعتمد عليها المفكر المصرى المعروف جلال أمين بعد 11 سبتمبر 2001 لرفض الدعوات بإصلاح الإسلام التى ترددت عقب أحداث 11 سبتمبر.
وبعد خمسين عاما من نجاح رجال الدين المتحالفين مع الرعاع فى اسقاط حكومة أمان الله فى أفغانستان عام 1929، نجحوا مرة أخرى، ولكن فى إيران، فى اسقاط حكومة الشاه عام 1979.
وبعد تولى أبن عمه نادر شاه الحكم فى أكتوبر 1929 خضع لجميع طلبات ورغبات رجال الدين، وأنتقل بأفغانستان من إسلام القرون الوسطى إلى الاصولية الإسلامية العنيفة، فغير القوانين كلها المدنية والجنائية لكى تتوافق مع الشريعة، وغير الدستور عام 1931 وأضفى عليه الطابع الإسلامى الكامل.. ولكن كل هذا لم يشفع له عند الاصوليين، وكما حدث مع مؤسس الأصولية فى السعودية فيصل بن عبد العزيز، ومع مؤسس الاصولية فى باكستان ضياء الحق، ومع مؤسس الاصولية فى مصر انور السادات، تم اغتيال نادر شاه عام 1933 ليذهب العرش إلى ابنه محمد زاهر شاه البالغ من العمر 19 عاما.
إن قصة أفغانستان تجسد فى الواقع قصة الإسلامية الاصولية المعاصرة، فحتى كلية الشريعة التى أسست عام 1944 بجامعة كابول كان يرأسها البروفيسور محمد نيازى عضو جماعة الأخوان المسلمين المصرية، وكانت محور الدراسات تنطلق من افكار سيد قطب المصرى وابو الأعلى المودودى الباكستانى، وقد قام صيغة الله المجددى بترجمة مؤلفات قطب والمودودى إلى اللغة المحلية لتكون متاحة أمام الطلاب الأفغان، ولهذا لم يكن مستغربا مقاومة الأفغان الشرسة للشيوعية، وتحالفهم مع تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن فيما بعد... وليس بمستغرب أيضا انطلاق الحرب العالمية على اليهود والصليبيين من أفغانستان، ولم يكن مستغربا أن تنطلق معظم الأسماء الأفغانية من اسماء أصولية مخيفة مثل عبد الرسول سياف،ذبيح الله مجاهد، قلب الدين حكمتيار، برهان الدين ربانى، أسد الله شاه مسعود،حبيب الله،أمان الله،سيف الله،وحش الله....الخ.
لم يكن أحد يهتم بافغانستان عندما كانت دولة اصولية فاشلة تلتهم نفسها وتأكل أبنائها، ولكن ما الحل وقد تحولت إلى دولة فاشلة خطرة تعلن الحرب على الحضارة الحديثة وتنطلق منها أكبر عملية إرهابية فى التاريخ الإنسانى كله؟، وما العمل الآن بعد تعثر الحرب فى أفغانستان؟، وهل يملك الغرب خيارات أخرى أمام الحالة الأفغانية؟... هذا ما نحاول الاجابة عليه فى المقال القادم.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال وجواب حول الزواج المدنى للأقباط
- الأقباط بين الزواج المدنى والزواج الدينى
- إنقلاب على عهد بوش
- رسائل عطرة من اشقائنا المسلمين
- حوار مع قرائى
- الناسخ والمنسوخ فى الدستور المصرى
- حكاية الدكتور عصام عبد الله
- التعليم والمواطنة(3-3)
- التعليم والمواطنة(2-3)
- الأزهر بين شيخين
- أمن الخليج....مسئولية من؟
- وضع الأقباط تحت حكم مبارك
- تظل إشكالية المجتمعات الإسلامية قائمة
- العلمانية والديموقراطية فى فكر مراد وهبة
- التعليم والمواطنة
- نسيم مجلى
- عشر خصائص للعنف ضد الأقباط
- حقوق الإنسان فى العالم العربى
- مؤتمر كوبنهاجن ...وهندسة المناخ
- البرادعى يعرى النظام المصرى


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)