أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد علي - النخب و الجماهير و الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان














المزيد.....

النخب و الجماهير و الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 19:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ان ميزنا النخب عن الجماهير في تفكيرها و اهتماماتها و مواقفها من مسيرة الحياة بشكل عام و السياسة و الظروف الاجتماعية الثقافية بشكل خاص، فاننا نستدل مواقف متباينة للجانبين منذ عهود و نلمس اختلافات من مرحلة لاخرى حول المفاهيم المختلفة و المستجدات التي تفرضهاالتغييرات المتلاحقة، و ما يتطلبه التغيير في الشؤون العامة من النخب و الجماهير بشكل عام.
هناك نظرة عامة من قبل الجماهير حول عمل الاحزاب و مدى تاييدهم او رفضهم لها و لمواقفها و ادئاتها اوتجباتها وفق تلائمها مع الواقع او ما يمكنهم ان يقدموا لها العون و المساندة ان احسوا انها في الطليعة لما يهدفون ، و تتوقف مدى دعمهم لتحقيق اهداف تلك الاحزاب بطرق شتى على مستوى تلائمهمها مع ما يتمنون و ياملون.
هناك خلاف واسع و كبير بين ما تتمناه النخبة في نظرته للامور مع ما تفكر فيه الجماهير التي تعيش في واقع هو الذي يفرض عليها السبات في الكثير من الاوقات، ومستوى وعيها يحتاج لقطع المراحل و جهد مضني كي تتساوى في العمل و الاداء مع النخبة ، و هناك معوقات و عوائق شتى خلقتها الظروف الاجتماعية و ما تحتويه من العادات و التقاليد و الطقوس، و هناك ترسبات تاريخية و مؤسسات مثبتة لها و هي ما تمنع اليقظة و الوعي المطلوب لتحقيق التواصل بين النخبة و الجماهير في هذه المرحلة على الاقل كما كان من قبل .
هناك قضايا و مشاكل يمكن الغور فيها و ايجاد السبل اللازمة للاقتراب من الحلول الممكنة بالتدريج الممكن، و لكن البرامج المطروحة و المناهج المتبعة من قبل الاحزاب و المؤسسات المدنية الموجودة لم تقرا الواقع بشكل سليم و علمي على حد تقديري، و الدليل بقاء الوضع العام على حاله طيلة العقدين من التحرر من مخالب الدكتاتورية، و سيطرة المصالح الضيقة على العقول المدبرة و حتى من النخبة و الابتعاد عن الواقعية في كثير من الاحيان عند محاولة تنوير الطرق اللازمة للتقدم . و في اكثر الاحيان نلمس عدم النجاح في تشخيص الخلل بشكل قاطع، و كل ما نراه هو محاولة الجميع لايجاد المبررات الخيالية للتغطية على الفشل.
ان ما يعيشه اقليم كوردستان في هذا القرن لا يمكن مقارنته باي شكل كان مع العهود السابقة لما اجتاحته وسائل التقدم العلمي المؤثر بشكل مباشر على حياة الشعب جذريا، و عليه يجب اعادة القراءة لما نحن فيه وفق ما استحدث و من ثم تحليل الواقع الجديد و ما تغير و من ثم تقييم عمل الاحزاب و ما تتمناه النخبة لنقارن ما نتخيله مع ما يفرضه الواقع لنجد افقا جديدة و نجهد انفسنا للوصول اليها.
الجماهير بشكل عام بعيدة شيء ما عما تفكر فيه النخبة في هذه المرحلة، انها تعيش لحد كبير في تناقض على الارض تحتك مع المستجدات و ما تفرضه العولمة و التقدم العلمي الاتصالاتي و تعيش هي بالكامل تقريبا في الانغلاق الفكري و السياسي و الاجتماعي، و هي اسيرة ما يفرضه التاريخ و هي تريد تجاوز العملية الموضوعية التي تفرض نفسها باخفاء الذات و انتظار ما يحمله الغد فقط.
تغير المجتمع لحد ما بفعل المؤثرات الصناعية الثقافية الجديدة ايضا سوى امن و اعترف بها ام لا، فلا يمكن مقارنة المجتمع الريفي في هذا الاقليم مع ما عاشه قبل عقدين، لذا عملية التغيير نابع من رحم هذا المجتمع بعد ورود المغيرات و لكن بشكل بطيء و سلس، و ما تفرضه السياسة و المصالح ليس الا صراعات بين الاحزاب و القيادات، و النخب واقفة مكتوفة الايدي غير ابهة بما يجري و كأن الامر لا يعنيها سوى كان هذه الجمود بارادتها او ما يفرضه الواقع عليه، و الجماهير ثابتة في نظرتها لحد كبير و هي التي تتاثر قليلا بمجريات الامور و تؤثر من الناحية السياسية و تعيش في هذه المرحلة بالذات على المنجزات دون ان تهتم بالقفزة المرادة لاعادة تنظيم الذات لاقتراب تفكيرها و عقليتها مع النخبة.
ما تلمسناه من اعادة تنظيم اصطفافات الاحزاب بعد الانتخابات المتتالية، انها برزت واقعا سياسيا جديدا و رشحت جهات و ابعدت اخرى او لم تزكي العديد ، و لابد ان تفكر هذه الجهات في تحديد مسارها و خصوصا انها ايقنت ابتعاد الجماهير عنها بخطوات و فقدت ثقتها بها، و عليها ان لا تعيش في الاوهام و تقيٌم الواقع بما فيه و ليس استنادا على المصالح الضيقة لعدة معدودة فقط، ان كانت تهمها المصالح العليا و ليس السياسة المجردة الخالية من المباديء و الاهداف و الاخلاقيات، و المبنية على المصالح فقط.
ان تكلمنا بكل صراحة، فاننا يجب ان نعلن للملأ ان مجتمعنا غير ناضج بشكل كامل كي يفرض مصلحته و هناك مفاهيم جديدة و لواعيب في الساحة تلعب بالاليات البالية المشروخة فقط، و بداية الطريق يجب ان تبدا من اعادة النظر في التربية و التعليم و الثقافة العامة و اسلوب التحزب ، وهنا يبرز دور النخبة في فرض ما يؤمن بعقلانية و ان يرشد الجماهير و يوجهها بالاتجاه الصحيح، و هذا هو اهم واجباته الصعبة و لابد من الارادة الصلبة و العزم الكبير على سلك هذه الطريق، و من ثم التنسيق مع الاحزاب و التيارات المتنورة لعدم احداث التضارب في اداء الواجبات التي تقع على عاتق الجميع، و تقسيمها بشكل صحيح، فعندئذ يمكن ان نقلل من تاثيرات الافرازات السلبية التي تسيلها اية عملية، و خاصة ما تشترك فيها جهات متنوعة و لكل منها دورها الخاص سوى كانت النخب بذاتها او الجماهير بشكل عام، و كيفية التخطيط لتحديد دورها الفعال في اية عملية معقدة، و من ثم الاحزاب و كيفية قرائتها للواقع و تخطيطها و تحديد برامجها بشكل علمي. اذن المرحلة بحاجة الى تنظيم ادوار الجهات استنادا على ما يفرضه الواقع لخلق الارضية المناسبة في تقدم المسيرة بشكل صحيح . النخب و الجماهير و الاحزاب الكوردستانية لازالت بعيدة عن بعضها و لم تنسق كي تنجح في اداء المهمات الصعبة التي تقع على عاتقها و خاصة في هذه المرحلة الحساسة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نحدد الفروقات الطبقية في اقليم كوردستان ؟
- القصف الايراني مستمر و اقليم كوردستان يحتفي بذكرى موت الخمين ...
- المرتكزات الاساسية العامة لتشخيص هوية اي بلد
- ليس من اجل سواد عيون ابناء غزة
- مابين كوردستان و الصحراء الغربية و جنوب السودان
- ملالي طهران و استشهاد بَسوز و اسطول الحرية
- نعم لحرية التفكير و الاقرار و عدم النزوح وراء الخطابات التوج ...
- ماتفرضه الاحساس بالمسؤولية على السياسة
- هناك شيء اعمق و اهم من اللغة باعتبارها كلمات و جمل
- الم نحتاج الى الحوارات بعيدا عن السياسة في هذه المرحلة ؟
- متى نقطع دابر الانحناء امام الكاريزما
- من يقف ضد تأليه القيادات الجديدة في العراق؟
- لم نلمس الردود الفعل الاقوى ازاء ما تعرضت اليه كوردستان ايرا ...
- اين وصلت حركة الخضر الايرانية؟
- هل من المعقول ان تبدا و تنتهي الاحتجاجات العفوية بامر خاص
- هل حقا لا يريد الشعب الكوردستاني ممارسة حقه في تقرير المصير
- اسرع انجاز سياسي في تاريخ العراق الحديث !!
- مقومات بقاء فاعلية الايديولوجيا او استنفاذها
- هل يتجه العراق الى الحداثة في التعامل مع الواقع الجديد ؟
- هل بالامكان توفير فرص العمل لكافة العراقيين ؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد علي - النخب و الجماهير و الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان