مفاجأة مؤتمر العسكر في لندن كانت مشاركة الأمير الحسن ، الذي طار فجأة وبسرعة حتى دون أن يستطيع إخبار ابن أخيه ، الملك عبد الله بقراره المشاركة في مؤتمر العسكر العراقيين في لندن.
و فى مقابلة مع برنامج حوار الأسبوع بثته قناة «أم بى سى » الفضائية ذكرانه لم يكن هناك وقت للتنسيق او التشاور مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أو مع الحكومة الأردنية قبل حضور الاجتماع . والعجيب أن الأمير يتعجب من ردود الفعل على حضوره اجتماع العسكر وتشكيك البعض في مصداقيته ووطنيته وقوميته.
وليس من الصحيح أن تكون مثل هذه الشكوك كلها مثارة فقط
من جانب النظام العراقي ولصالحه ، بل هي تثار وتطرح لأن المصالح الأمريكية في تعارض كامل مع مصلحة الشعب العراقي ومع القضية الفلسطينية. وقد حذر الإمام علي بن أبي طالب من حسن الظن إذا استولى الفساد على الزمان وأهله ، وهل أتى زمان أفسد من هذا؟
وبرر الأمير حضوره المفاجئ للمؤتمر بدوافع إنسانية نبيلة هدفها تجنيب الشعب العراقي ويلات جديدة ، وليس السبب هو البحث عن عرش ، أو تنفيذ دور موكل له وفق السيناريو،
الذي لم يتم الانتهاء من إعداده تماما بعد في البنتاغون.
ويبقى التساؤل عن سبب تذكر الأمير الآن فقط ضرورة تجنيب الشعب العراقي مأساة ويلات جديدة مشروعا وضروريا ، لا سيما وإن الوسيلة التي يساندها الأمير لتجنيب الشعب هي جلب مآسي ويلات حرب جديدة واحتلال جديد للعراق.
هل تفسير هذه المفاجأة يكشفه ما نشرته جريدة " يونغه فيلت " البرلينية نقلا عن تقرير نشرته الغارديان البريطانية ورد فيه أن الأمير الحسن قد قام يوم 8 نيسان من هذا العام بزيارة إلى البنتاغون وتشرف بمقابلة وكيل وزارة الخارجية السيد وولفزيتز وتقرر في هذا اللقاء إضفاء ملامح سياسية أوضح على دور الأمير الحسن ، ولعل حضوره المؤتمر يأتي ضمن هذا السياق وضمن دور له في مستقبل العراق لم ينكشف بعد.