أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد مهدي - العِلموية والإسلام (2)














المزيد.....

العِلموية والإسلام (2)


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 10:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل العلمانيـــة هي الحل ؟

ربما يكون من الإجحاف التنكر لفضل الحضارة الغربية على البشرية ، لكن ايضاً يكون ُ من فادح الخطأ اعتبارها آخر حضاراتنا ..!

فالتاريخ هو تاريخ حضارات ، والحضارة الغربية مليئة بالعيوب التكوينية في هيكلها الاقتصادي والثقافي ..
فمن ناحية الاقتصاد , كشفت ازمة المال عن راسمال ملغم قابل للإنفجار في اي زمان ومكان من عالم الراسمالية ، وسياسة براكماتية متلونة متقلبة لاهثة وراء راس المال ..

ولعل العلمانية هي اهم غطاء تستتر به الفلسفة السياسية الغربية ..

العلمانية كمنتج ثقافي أوروبي معاصر ليست بالعقيدة كما يتصور اغلب المثقفين في فضائنا الافتراضي العربي ( الإنترنت ) ، ما هي إلا مفهوم هجين يعبر عن التحرر من القيود الدينية والإيديولوجية إلى درجة الترادف مع مصطلح " الليبرالية " ( التحررية ) فيتمظهر في يافطة عريضة بتعريف ٍ كلاسيكي مبسط : فصل الدين عن الدولة ، بينما يخفي تحت طي تعريفه الاستهلاكي هذا لا قيمية الرأسمالية الغربية ، فالأخيرة غنية تحرك الاقتصاد العالمي برمته ، لأنها تمسك مقاليد اقتصاد الكون عبر الورقة الخضراء ( الدولار ) والسيطرة على جل مصادر البترول العالمي والذهب ، أي هي تمسك بكل شيء مادي في العالم ..

لكنها رغم ذلك أكثر من مفلسة في رصيدها القيمي الأخلاقي ، بل هي اليوم " مدينة ٌ " للإنسانية بجرائم ارتكبتها في طريق تنافسها المحموم وربحيتها الفاحشة لبناء الحضارة في الغرب والشمال على حساب امتصاص دماء الكادحين وثرواتهم الطبيعية في الشرق والجنوب .

إن الدائنية الكبيرة للرأسمالية المروجة للعلمانية في العالم الإسلامي هذه الأيام بالنسبة إلى الحيز القيمي الأخلاقي للفكر البشري على مر التاريخ يجعل منها احد أهم أسباب تخلف و تأخر الجزء الأكبر من سكان هذا الكوكب ، فأوروبا والولايات المتحدة وكندا مدينة للإنسانية بامتصاص دماء وعرق الفقراء والذي لا يمكنه معادلة ما وهبته أوروبا في نهضتها من تكنولوجيا ومنتجات حديثة التقنية لما تسميه العالم الثالث ، إذ يعتقد الغرب كوعي جمعي كلي بأنه نال مكان السيادة في التاريخ عن جدارة واستحقاق لما يمتاز به من تفوق في تجذرٍ واضح من الوعي الجمعي الإسرائيلي .

لهذا السبب , نطرح العـِـلموية Scientismفي هذه السلسلة كبديل ٍ حيوي لزيف اصطلاح " العلمانية " الذي تتمترس به الرأسمالية سواء لدى اليساريين أو المحافظين من قوميين وليبراليين في أوربا والعالم الإسلامي .

العـِـلموية هي عقيدة العلم الطبيعي والإنساني التي تتبنى طرح رؤية جديدة للدين من جوانب متعددة طبيعية و تأريخية إنسانوية انثروبولوجية ، فهي تدرس الإنسان بكل أبعاده الفردية و الإجتماعية والتاريخية ضمن إطار وجوده القيمي المجتمعي والطبيعي البيولوجي الفردي .

فبدلا ً من أن تتبنى موقف الرأسمالية اللاقيمي من الدين بمحاولة تفكيكه وسحقه بصورة مطلقة لتحقيق غاياتها الهستيرية المستترة ، تعمد العـِـلموية إلى تبني إعادة دراسة الدين وتعريفه من جانبه الخفي الآخر الذي تعمدت وتتعمد العلمانية – الرأسمالية السياسية الإعلامية و غير الأكاديمية ألا وهو :

البعد السيكولوجي – العصبي و الإنثروبولوجي للاعتقاد

العـِـلموية تؤكد بأن كل البشر بحاجة ٍ للاعتقاد ، بصرف النظر عن كون هذا الاعتقاد دينيا ً أو سياسياً ، وكل العقائد بصرف النظر أيضا عن تراجعيتها أو اسطوريتها إنما هي انعكاس للذات الجمعي الكلي الإنساني ..

فالدين والمعتقد بصورة عامة ووفق ما سنحلله بموضوعية علمية في سلسلتنا هذه وفي جانبه المخفي هو تعبير عن هوية اجتماعية كلية أسهمت المتغيرات البيئية التاريخية في تشكلها بغض النظر عما إذا كان المصدر ميتافيزيقيا ً أم لا ، وبالتالي سندرس في هذه السلسلة الدين ابتداءاً في بعده الانثروبولوجي كإطار عام قيمي محدد للسلوك الفردي والمجتمعي ما يجعلنا قريبين أكثر من فهم الأسباب التي تقف وراء تخلف العالم الإسلامي المحافظ على قيمه و موروثة
فيما نجد المجتمع الصيني و الياباني مجتمعات متقدة وسائرة في طريق التقدم مع إنها محافظة على موروثها وقيمها الإجتماعية ..!

إن العـِـلموية ستدرس : لماذا يتراجع العالم الإسلامي ؟

وكيف يمكن للدين أن يكون إيجابياً في تبني مسار ومنهج يرتقي بالأمة ِ المسلمة إلى مصاف أمم ٍ محافظة ٍ مثل الصين واليابان ؟؟

هذا هو ما تبحثه وتدعو إليه العـِـلموية من منطلق إعادة إنتاج تعريف ٍ علمي جديد للدين كهوية ومكون ثقافي اجتماعي بصرف النظر عما إذا كان هذا الدين مصدره الله الخالق أم الإنسان ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العِلموية والإسلام (1)
- العراق : هرم الحضارات والتأريخ في الذكرى التسعين لثورة العشر ...
- لكتاب - اليسار - في الحوار المتمدن مع التقدير
- تكنولوجيا التخاطر Telepathy technology
- السحر السياسي الأسود
- حادثة اسطول الحرية و الدور التركي - الأطلسي - في المنطقة
- رجل ٌ .. وإيمانٌ عظيم
- سياسة بريطانيا و أميركا : تراكمات أخطاء حررت المارد الشيعي م ...
- مورفين ٌ .. و ابتسامة
- سقوطُ بغداد : مدرسة ُ الحرب الجديدة وكلمة ٌ أخرى سيقولها الت ...
- لماذا نعتقد ؟ .. الإيديولوجيا من منظور عصبي
- العقل والدين Mind And Religin
- العقل ُ : آلة ُ بناء ِ الحضارة
- الوعي والزمن
- الباراسايكولوجي بين نظريتي الكم و النسبية
- نظرية - عربية - في علم الاقتصاد
- كيف أدرك الشرق الوعي الكلي ؟
- الآلة الواعية .. بين الوهم ِ والحقيقة
- الروبوت الواعي المفكر_فكرة الوعي الآلي
- تركيب هيكل الاقتصاد العالمي التبادلي حتى العام 2012


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد مهدي - العِلموية والإسلام (2)