أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - معادلة الموت و الأبدية ...















المزيد.....

معادلة الموت و الأبدية ...


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 3060 - 2010 / 7 / 11 - 20:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الزيادة فى كتلة المادة التى تتحرك بسرعة قريبة من سرعة الضوء بالنسبة لاطار آخر فى حالة سكون ( ظاهرى ) قد نتجت من الحركة , والحركة صورة من صور الطاقة , وأن الطاقة الرهيبة التى دفعت الكتلة قد منحتها هذه الزيادة فى الكتلة ... وكأنما الطاقة (( تتجسد )) على هيئة كتلة لتضاف إلى الكتلة الأصلية ... وهذا ببساطة يعنى أن الكتلة طاقة , وأن الطاقة كتلة ... اننا كمن يقول ان (( الروح )) تتجسد على هيئة مادة, ولكن الروح ليست مادة و لا كتلة , ولا يمكن القبض عليها لنضعها فى قفص ليراها الناس ... فالروح طاقة منطلقة , والضوء طاقة , والحرارة طاقة , وأنت لا تستطيع أن تجمع الضوء فى (( طشت )) غسيل كما تجمع الأمطار , ولا أن تزن الطاقة الفكرية كما تزن البضاعة , ولا أن تودع طاقة الحركة التى نتحرك بها طيلة حياتنا فى أحد البنوك كما نضع المال ... ولا أن تختزن الحرارة فى ( ماعون ) التدفئة فى فصل الشتاء ... إلخ .
ان الطاقة فى اية صورة من صورها شىء غير ملموس, رغم أنه محسوس .. نحس مثلاً بالطاقة الحرارية , ولكنها لا تتجسد , ومحس بالطاقة الضوئية عن طريق عيوننا , ولكنها لا تتجمع , ونشعر برعدة الطاقة الكهربية فى أجسامنا , ولكنها لا تسكنها ولا تختزن فيها ... ألخ , ولكن أن تتجسد الطاقة الدافعة لتصير كتلة , فهذا أمر لا تستطيع عقولنا ادراكه ...
ومع ذلك هى حقيقة ... فهل من دليل على صحة ما تتنبأ به حتى تطمئن القلوب , وتهدأ العقول ؟...
أكثر من دليل ... أولها أن الجسيمات الذرية التى تنطلق فى المفاعلات النووية بسرعة قريبة من سرعة الضوء تتضاعف كتلتها مرات عديدة ... و الواقع أن العلماء يعيشون مع هذه الحقيقة ليل نهار , ولابد أن يستيعنوا بمعادلة اينشتاين لحساب الزيادة فى كتلة الجسيمات مع زيادة سرعتها , لكى يصمموا مفاعلاتهم الذرية على هذا الأساس , ولو لم يفعلوا لأصبح مصيرهم كمصير المهندس الذى وضع تصميمات كوبرى أبى العلاء بالقاهرة , دون أن يدخل فى حسابه مقدار التمدد و الانكماش الناتجين من اختلاف درجة الحرارة ...
ان المعجلات او المفاعلات الذرية أجهزة ضخمة للغاية ٍ وقد صممت بظيقة خاصة لتنساب فى داخلها جسيمات ذرية , تندفع بسرعة هائلة نتيجة للطاقات الدافعة المسلطة عليها , حتى تصطدم فى هدف مادى . فتشطر ذراته أو تفتتها أو تحولها من صورة إلى صورة ( كما فى النظاشر المشعة ).
لقد وجد العلماء أن البروتونات ( جسيمات تدخل فى تكوين نواة الذرة ) , اذا انطلقت فى داخل المعجلات الذرية بسرعة 177 ألف ميل فى الثانية ( اى حوال 95 % من سرعة الضوء ) , فإن كتلتها تتضاعف ثلاث مرات ! ... ثم استطاع العلماء أن يعجلوا بسرعة الأليكترونات الى سرعة قريبة جداً من سرعة الضوء , فزادت كتلة كل اليكترون الى 900 مرة من وزنه وهو فى حالة سكون ! ... كما ان هناك جسيمات تنطلق نحو أرضنا من الفضاء الخارجى وهى تجرى بسرعة شبه ضوئية , فتزيد كتلتها عدة الآف من المرات ( قدر كتلتها وهى فى حالة سكون ) ! ...
وهكذا فقد جائنا أول دليل على صحة ما تنبأ به أينشتاين ...
أن أعظم دليل على صحة فكرة النسبية التى تتطابق مع فكرة الموت و الأبدية .... قد جاءنا من معادلة بسيطة للغاية تكتب دائماً هكذا :
ط = ك * ص 2 , ولقد انبثقت هذه المعادلة من تحليلات رياضية أخرى .... والواقع أن هذه المعادلة الوليدة من نظرية النسبية قد فتحت لنا آفافاً واسعة فى أسرار الكون الذى نعيش فيه ...
فماذا تعنى تلك المعادلة بدون لغة الرموز ؟
تعنى أن الطاقة _ ط ) تساوى الكتلة ( ك ) مضروبة فى مربع سوعة الضوء فى الثانية , ورغم أننا قد فسرنا الرموز , الا أن ذلك قد لا يعنى شيئاً .
فى المعادلة ثلاثة أشياء محددة : سرعة الضوء و الطاقة و الكتلة ( أو المادة ) .... وهذا نسيج رياضى غريب ... فما دخل سرعة الضوء فى هذه المعادلة , ونحن نتعرض للمادة و الطاقة ؟ ... ربما كانت سرعة الضوء هى الحلقة المفقودة أو همزة الوصل التى تربط بين الطاقة و المادة ....
ولكى نوضح أكثر ما تعنيه المعادلة , دعونا نتعرض لتعويض الرموز بالأرقام أو الوحدات الخاصة التى يستخدمها العلماء لكل مجال من المجالات
ان وحدة الكتلة هنا بالجرام , ووحدة السرعة الضوئية بالسنتيمتر , وعليه فان سرعة الضوء تساوى 30.000,000,000 سنتيمتر فى الثانية ( وهو ما يعادل 186 ألف ميل فى الثانية ) ..
أنت تريد الآن أن تعرف من المعادلة مقدار الطاقة الكامنة فى كيلوجرام واحد من أية مادة تشاء ... حجراً كانت هذه المادة أو زلطاً أو حديداً أو لحما أو سوائل ... إلخ ... المهم أن تعوض فى المعادلة بالوحدات المناسبة التى ذكرناها ....
الطاقة = الكتلة بالجرامات * شرعة الضوء بالسنتيمتر فى الثانية مضروبة فى نفسها
= 1000 * 30,000,000,000 * 30,000,000,000 = 900,000,000,000,000,000,000,000 ارج ....
وهذا يعنى أن الكيلو جرام من أية مادة يحتوى على طاقة تقدر بتسعمائة ألف بليون ارج , والارج وحدة من وحدات الطاقة , ويمكن تحويل هذا الرقم الى صورة ملموسة فى حياتنا اليومية فنقول ان الكيلو جرام من أية مادة لو فنى فناء تاماً و تخلى عن حالته الجسيمية الى حالة موجية . فأنه يظهر لنا على هسئة طاقة تعادل :
• 25 ألف مليون كيلو وات ساعة , أى أكبر من طاقة السد العالى بكامل قوته و لمدة عامين و زيدة ! .
• تعادل الطاقة التدميرية الناشئة من تفجير 22 ألف مليون طن من مادت ت . ن . ت شديدة الانفجار ! .
و أرقام أخرى كثيرة توضح لنا ضخامةالطاقة الكامنة فى المادة .... ولكن , هل يمكن أن نحرر هذه الطاقات يوما ؟
أن المعادلة تشير الينا من طرف خفى أن هناك سراً هائلاً من أسرار الطبيعة و علينا أن نعيد النظر فى تقييم مفهومنا للمادة و الطاقة .... فلقد كان الظن السائد أن الكون بمثابة وعاء ضخم غاية الضخامة , وأنه لا يحتوى الا على عنصرين أساسيين : مادة و طاقة ... المادة شىء جامد و محسوس و يتميز بصفات الكتلة التى نعرفها جميعاً , ولكن الطاقة عكس ذلك .... أنها متحررة و غير مرئية و تنطلق على هيئة موجيه , وليس لها كتلة .
و المعادلة تقول : ان المادة و الطاقة وجهان لشىء واحد ... اذا فنيت المادة , ظهرت الطاقة , واذا (( تجسدت )) الطاقة ظهرت المادة , وكأنما المادة التى تبنينا و تبنىء كل شىء فى الكون ما هى الا طاقات حبيسة أو مكثفة فى جسيمات .... و الجسيمات تبنى الذرات , و الذرات تبنى المادة ... و بالاختصار فان المادة طاقة , وان الطاقة مادة , وان التمييز بينهما ليس الا حالة مؤقته , فكلتاهما تقود الى الأخرى ... انها معادلة ليست صعبة , يمينها يتعادل مع يسارها ... فى ناحية منها الطاقة , وفى الأخرى المادة , وكأنما الطبيعة تلعب معنا لعبة (( الاستغماية )) أو تقدم لنا (( فزورة )) البيضة و الدجاجة ...



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلوروفلوروكاربون...
- الخرافة و العقل ...
- نداء
- كوكب الأرض ...
- بديهيات متغيرة .... الجزء الثانى ....
- بديهيات متغيرة
- رحم التطور
- الخط الارتقائى
- ملخص للتطور
- الكهرباء الجوية والخرافة
- إختبارات نفسية
- الجزء الثانى - شطحات جنونية
- الخوارق
- الجزء الأول - شطحات جنونية
- الجبهة الإنسانية
- ما هى الحياة
- فن الحياة
- العبور
- معتقدات تطورية
- فكرة الموت


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - معادلة الموت و الأبدية ...