أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - سفير بلا سيرة ذاتية !!!















المزيد.....

سفير بلا سيرة ذاتية !!!


دياري صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3060 - 2010 / 7 / 11 - 13:53
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في عالم اليوم تلعب شبكة المعلومات الدولية دوراً كبيراً ومؤثراً في العديد من المجالات خاصة وانها اصبحت احد الكنوز المعرفية التي يستطيع المرء عبرها التوصل الى المعلومات الكثيرة حول دراسة ما او قضية ما , ويمكن كذلك البحث في سيرة الكثير من المشاهير والسياسيين ومنهم بالتاكيد اولئك الذين يشغلون مناصب مهمة في بلدانهم , ناهيك عن المعلومات التي تتوفر بشكل يسير احياناً او بشكل كبير وتفصيلي في احيان اخرى عن الاكاديمين والمثقفين في دول العالم المختلفة .

قبل فترة ليست بالبعيدة احببت بعد قرءاتي لكتاب ما بعد الحداثة للبروفيسور ديفيد هارفي ان اكتب بحثاً اتناول فيه الاراء التي يؤمن بها هذا الباحث اليساري الذي يعيش في امريكا ,لذا فقد استهوتني فكرة البحث عن هذا الاسم المهم في مجال الدراسات الجغرافية والانثروبولوجية , وعندها لم افاجيء حين وجدت بان هنالك الكثير من المواقع التي نُشرت فيها مقالات ودراسات للسيد الباحث , هذا بالاضافة الى نشر مقتطفات عن حياته وسيرة دراسية كاملة تتعلق بنشاطه العلمي وعمله الاكاديمي . وهو ما يعد دلالة على حجم الثقة التي يمتلكها امثال هذه الشخصيات في بلدانهم بهدف نشر اسمائهم ونتاجاتهم ليطلع عليها اكبر عدد ممكن من المهتمين .

من حق المرء في مثل هذه الحالة ومن منظور الاهتمام بالشان العراقي ان يلجا بشكل طبيعي الى هذه الشبكة العنكبوتية للبحث في السيرة الذاتية للعديد من السفراء العراقيين الجدد الذين تم تعيينهم في السفارات العراقية في الخارج , من اجل الاطلاع على المستوى الذي وصلت اليه هذه الشخصيات كي تُناط بها مثل هذه المهمة عالية الاهمية , على اعتبار ان اطلاع المرء على بعض من هذه المعلومات قد يترك لديه انطباعاً اولياً بخصوص هذه الشخصية او تلك وبالتالي ربما بطبيعة تحقيق الشعارات التي رفعتها الاحزاب السياسية العراقية خلال حفلة الانتخابات قصيرة العمر , واذا ما كان السفير الحالي خيرٌ من سلفه في العلم والخلق والدراية , ام ان العكس هو الصحيح .

ندرك جميعاً بان هنالك العديد من المواقع الالكترونية غير المحترمة التي تخصصت بالاساس لبث معلومات مشوهة ولاهداف خبيثة , وربما تشرف البعض من الجهات المتصارعة على مثل هذه المواقع بغية تشويه صور خصومها , لتعمل بذلك على نقل الصراع من عقولها المغلفة بالحقد والرجعية الى كل وسائل الاعلام ومنها الشبكة المعلوماتية التي بدات بعض مواقعها ببث سموم تلك الجهات المختلفة . لكن ذلك لا ينفي ابداً امكانية الحصول على معلومات فيها شيء من الدقة والمصداقية عن السجل الاكاديمي وربما الوظيفة الحقيقية والتحصيل الدراسي الذي حصل عليه السفير او غيره خلال رحلة نضاله في اثبات الذات واثبات الكينونة , وهو امر في المعتاد نراه حاضراً مع الكثير من الشخصيات التي نريد البحث عن سجلها وانجازاتها المختلفة .

و كأكاديمي مهتم بشؤون منطقة القوقاز , لانها كانت ضمن النطاق الجغرافي لدراستي في مرحلة الدكتوراه , وجدت نوعاً من الفضول للتبع اسماء الشخصيات التي تم تعيينها في تلك البقعة من العالم , عَليَ اجد ما يشفي الغليل في تعيين سفراء اكفاء من ذوي الخبرة والمعرفة بالسياسة وليسوا من هواتها الذين تعلموا بعضاً من دروسها ربما عبر دورات سريعة في مدارس خاصة , لكن مع عظيم الاسف كل ما وجدته هو مجرد اسماء بلا تاريخ حقيقي يؤهلهم لمثل هذا المنصب المهم , فاحدهم لا يملك في الشبكة المعلوماتية الا اسماً فقط دون ان يكون لهذا الاسم اي دلالة تتيح للمتتبع بناء الاستنتاجات الاولية عن شخصيته وتطلعاته , لا بل ان هؤلاء لا يُعرف اذا ماكانوا بالاساس يجيدون لغة اجنبية ما تتيح لهم امكانية التعامل مع الواقع الجديد الذي وضعوا فيه ام لا ؟! .

وهو ما يعد مؤشراً مهماً نستدل من خلاله ان التصريحات التي اطلقتها الاحزاب ما كانت في حقيقتها الا لايهام الناخبين ببعض العبارات المحببة على قلوب هؤلاء الناخبين في استقراء مهم لتوجهات الناخب الذي لا يملك الا امل التصدق بهؤلاء السياسيين في وعودهم التي يبدوا انها لن تتحقق في يوم من الايام , طالما ان الذين يشغلون المهام والمناصب الرسمية المؤثرة في داخل وخارج البلاد من اولئك الذين لا يمكن ان يوصفوا الا بكونهم مجموعة من انصاف المتعلمين ممن استغلوا الفرصة جيداً لركوب قطار المصالح المندفع بهم نحو فضاءات رحبة ما كان لهم قدرة التخيل على وصولها مطلقاً , لذا تجدهم يحاربون بكل الوسائل وبالذات منها غير المشروعة للبقاء في هذه المناصب ومنها طبعاً الخاصة بالسفارات , دون ان نجد مبرراً واضحاً من قبل وزارة الخارجية ذاتها في تعيين شخصيات بلا سيرة ذاتية معروفة تؤهلها للعب هذا الدور , في بلد هو اليوم بامس الحاجة لتفعيل الدور الدبلوماسي مع العالم الخارجي الذي امتنع عن الانغماس في الشأن العراقي , ادراكاً منه لحجم الضرر الذي قد يصيبه من وراء هذا الامر , لذا كان لزاماً على مجمل القيادات المتقدمة في الحكومة العراقية ان تفكر في تعيين الاشخاص الذين من شانهم مد جسور التواصل الحقيقية مع الخارج من جهة والعمل على اثبات كفاءة ومكانة الدبلوماسي العراقي من جهة اخرى . اما والحال بهذا السوء فلا اعتقد بان من حق وزارة الخارجية بعد اليوم التذمر من اداء سفاراتنا المربك والمليء بخيبات الامل للمواطن العراقي الذي يعيش في دول لا تقدم فيها كثير من السفارات العراقية اي خدمة حقيقية يعتد بها للعراقيين .

ان تكون مواطناً عادياً بلا سيرة ذاتية وبلا نتاج فكري وربما بلا اهتمام من بعيد او قريب بالثقافة ودروبها الوعرة , امرُ قد يوجد له العديد من المبررات , لكن ان تكون سفيراً بلا هوية نستدل من خلالها على ماهية هذا السفير ومكانته في مجال الثقافة وعلاقته بالعمل الدبلوماسي والسياسي , فان ذلك بحق كارثة كبرى تُلحق بطريقة مخزية بالعمل المناط بالخارجية العراقية , فالى متى يستمر هذا التوجه التخريبي في ادارة مؤسسات الدولة ؟ والى متى يُغيب معيار الكفاءة والاختصاص في مقابل تقديم معيار الطائفة والتحزب في مفاصل ومؤسسات لا تحتمل مثل هذا الهراء ؟.



#دياري_صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل وتهجير المسيحين ودعوة وزير الهجرة والمهجرين اللامنطقية ! ...
- مشاركتي الاولى في حلقة نقاشية خارج العراق
- الكورد الفيلية وفلسطيني القدس العربية .... ذكرى متجددة للألم
- الجيوبولتيكا الايرانية ومستقبل العقوبات الامريكية
- تعليق على مقال كورد العراق الفيلية للكاتبة اليزابيث كامبل
- كورد العراق الفيلية : ثلاثون عاماً بلا جنسية ؟
- بين مكافحة التصحر و تمويل الارهاب
- جيوبولتيكا السلام والحرب
- الغزل التركي الايراني المتواصل هل يرقى الى تزاوج المصالح ؟
- الضرائب البيئية والتمييز العنصري الجديد بين الشعوب
- فهم الامبريالية الجديدة (( مقابلة مع الجغرافي ديفيد هارفي ))
- الكلمة الافتتاحية في منتدى التجديد الحضري المنعقد في البرازي ...
- انا اشعر بالامان في مدينتي اذاً انا موجود
- هل ستفعلها اسرائيل ؟
- التجارة لعصر ذهبي في العلاقات الايرانية – التركية
- القارة الافريقية والتنافس الايراني – الامريكي
- مُزحة ذات نكهة سياسية خالصة ... هل من يفهم الدرس ؟
- مخاوف ما بعد الانتخابات بدات اليوم ... لكن يبقى الامل قائماً ...
- مخاوف مابعد الانتخابات ستببدها امالنا
- جغرافية الانتخابات في العراق بين الحتمية والامكانية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دياري صالح مجيد - سفير بلا سيرة ذاتية !!!