|
التنكيت والاستهزاء والنعوت وسيلة العراقي للاحتجاج
نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 3060 - 2010 / 7 / 11 - 09:45
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
منذ ان وعيت في الاربعينيات من القرن الماضي على مايسمى بالسياسة والسياسين .. وجدت ان الشعب العراقي غير راضي عن الحكم ومن يتصدر السلطة من الحكام فقد تعددت الاسباب وكره المواطن للحكومة واحد .. فالشاعر يعبر بقصائده اللاذعة عن نقده لنظام الحكم ..والخطيب بخطبه .. والمغني باغنياته الشعبية اللاذعة .. او الهوسات التي يرددها المتظاهرون في الشوارع .. حتى الردات والشعارات التي يرددها الرواديد في التعازي الحسينية كانت لاتخلو من نقد لنظام الحكم والحكام .. ( طبيعي كانت هذه الوسيلة تستخدم قبل استلام الاحزاب الدينية لحكم العراق بعد سقوط نظام صدام حسين وتدجين وتخدير الشعب العراقي كما يحدث حاليا ) .. وكانت هناك وسيلة اخرى يتداولها المواطنون وهي النكات المضحكة والاوصاف الجارحة والهزلية للتعبير عن عدم رضاهم عن السياسي او الحاكم .. ولو اراد اي كاتب وضع دراسة لهذه الظاهرة وتبويبها بعد جمعها لا حتاج الى كتابة مجلد .. ولكني سادرج وبعجالة بعض الامثلة .. كي اصل الى ما ما يتداوله الناس اليوم والبارحة من استهزاء بالوضع السياسي العراقي الحالي وتعثر تشكيل الحكومة العراقية وبشكل معيب ومخجل واستهانة بمشاعر الشعب العراقي.. فسادرج بعض الامثلة التاريخية دون ابداء الرأي بدوافعها او من وراءها وانما كحالة من حالات الاحتجاج الشعبي المبطن ...وكسرد لحالة اجتماعية سياسية عراقية ... --- في العهد الملكي كان المرحوم نوري السعيد يعتبر رئيس الوزراء المزمن للحكومة العراقية .. ومن المعروف ان الرجل كان سنيا .. وبالمقابل كان السياسي صالح جبر شيعيا .. وكانت المظاهرات اثناء الحكم الملكي حق مكفول ومباح للمواطنين وليست محرمة كما هي اليوم في العهد الامريكي الديمقراطي الحر حيث يقتل المواطن اذا تظاهر مطالبا بتوفير الكهرباء .. ولا يخلوا انذاك شهر الا والمظاهرات تقطع شارع الرشيد .. وهم يرددون الشعارارات المعادية للحكام ولاتفه المواقف السياسية .. وكل كبار السن الذين عاصروا تلك الفترة يتذكرون جيدا مظاهرات الشعب.. الهتاف الذي كان يفتخر به البغداديون بترديده وهو ( نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانه ) وكان هذا الهتاف ذو مغزى ومعنى قد لايدركه الجيل الحالي .. المغزى الاول هو رفض الجماهير والشعب للطائفية .. لان كل من نوري وصالح يمثلان طائفة معينة .. وادانة للعلاقة الوثيقة بين الرجلين بالرغم من اختلاف اساليبهم السياسية وبالربط بينهما من خلال توصيفهما بالقندرة والقيطان الذي يربط القندرة على قدم لابسها .. والمغزى الثالث يرمزالى ان الاثنين اصدقاء للانكليز .. --- بعد انقلاب عام 1958 وتسلم القيادة المرحوم عبد الكريم قاسم .. تميز عهده وفترة حكمه بحب الرجل لالقاء الخطب بمناسبة وبدون مناسبة .. مما دفع المنافقين والمنتفعين من الاعلامين لاستغلال حبه لالقاء الخطب والكلمات .. الى ان يسخروا الاذاعة والتلفزيون .. ليلا ونهارا لبث خطبه وكلماته .. والتي لاتختلف عن بعضها ومعضمها مواضيع مكررة ومملة الى درجة .. كره المواطن البسيط الراديو والتلفزيون بسبب تكرار أذاعة هذه الخطب.. فتحولت هذه الحالة الى مادة للتنكيت على المرحوم .. والكثير من النكت كانت فاضحة وغير لائقة للنشر ( لانها فشار عراقي ) .. وساذكر واحدة من النكات المؤدبة .. يقال ان احد الاشخاص قد توفي .. واراد ذويه دفنه في مقبرة الشيخ معروف .. واثناء تشيعه مشيا على الاقدام واثناء عبور المشيعين لجسر الشهداء القديم .. تصدى للجنازة والمشيعين شخص مطالبا اياهم بالتوقف .. فاستغرب الجميع من هذا التصرف الغير لائق بالجنازة ومع هذا تو قفوا لمعرفة الخبر .. فاذأ بالرجل يتقدم من التابوت ويهمس في اذن الميت كلمات لم يسمعها المشيعين .. وهنا ثار فضول احد اقرباء الميت وبعصبية سأل الرجل .. شكدتله للمرحوم .. انت تطلبه فلوس ووهبته بيهه ؟؟؟ .. لو اندعيت أله بالجنة ؟؟؟ لو شنوا القصة كللنهه ؟؟ اجابهم الرجل .. كال كتله روح اني احسدك انته خلصت من خطب الزعيم .. روح ارتاح الله وياك .. --- اما المرحوم عبد السلام عارف فأ يضا كان مولعا بالقاء الخطب ولاسيما عند زيارته للمحافظات وكان يلقي كلمات فيها سجع .. وكان الخبثاء من السياسين يلتقطون عباراته المسجعة للحياكة على نمطها .. والتصنيف علىيه وعلى المحافظات التي يزورها .. واخر ما قيل نقدا بحق المرحوم .. وبسبب اعدامه المرحوم عبد الكريم قاسم ( صعد لحم ونزل فحم ) فرحين بحادثة سقوط طائرته واحتراقها بركابها .. --- اما في زمن ولاية المرحوم احمد حسن البكر .. فالنكتة تقول .. ان موكب الرئيس كان يسير في شارع الرشيد .. واذا بحمار يقطع علي موكبه الطريق .. فنزل المرافقون متراكضين لابعاد الحمار عن الطريق فلم ينجحوا في محاولاتهم .. وعجزوا عن زحزحة الحمار عن مكانه (حمار وحرن شتسويله ) فبقوا حائرين وفي هذه الاثناء حضر احد المواطنين وكاللهم روحوا لسياراتكم واني اخليه يوخر .. وفعلا شاور الحمار بعدة كلمات واذا بالحمار يفر راكضا فزعا .. وهنا استغرب المرافقون مما جرى فحاولوا معرفة ما قاله الرجل للحمار .. ولكن الرجل بقي خائفا .. وبعد ان طمأنوه واعطوه ( الراي والامان ) اعترف الرجل بانه قال للحمار ( توخر لو اروح اكله للسيد النائب ومعروف انذاك ان المقصود هو المرحوم صدام حسين ) دلالة على الرعب والخوف من شخصية النائب وقبل ان يصبح رئيس جمهورية العراق .. --- اما النكات السياسية في زمن صدام حسين فحدث ولا حرج ولا تعد ولاتحصى .. لم يترك خصومه السياسين احد من جماعته.. ابتداءا من شخصه واقرباءه وعائلته وانتهاءا بنوابه ووزراءه .. لم يفلت احدا منهم من النكات والنقد اللاذع .. --- اما بعد الاحتلال فالصفات التي ترمز للمسؤلين الجدد فهي تتناسب مع مجريات الاحداث .. كوصف احدهم بعادل زوية .. واخر ابو الدريلات .. وهلم جرا ..وانا اليوم لست بصدد هؤلاء لان شعبنا لم يقصر بمنحهم الاوصاف التي تليق بهم كافراد ومناصب وقادة احزاب .. ولست انا من يوزع هذه الاوسمة عليهم وانما المواطن هو من يتبرع بلصق طينة كل واحد منهم بكصته وحسب الخدمات التي يقدمها للمواطنين .. بحق وجدارة .. اليوم وبمناسبة مونديال كرة القدم .. وما تناقلته وكالات الانباء العالمية عن دور العراف الاخطبوط البريطاني الاصل المستر بول بنتائج المباريات النهائية الاربع .. لم تفت هذه الحالة الفريدة من نوعها المواطن العراقي البسيط حيث تلقفها بسرعة وبرحابة صدر واستغلها للتصنيف والتنكيت على قادتنا السياسين العظام وعلى فشلهم في اختيار رئيس للوزراء .. فالكثير منهم (مواطنينا الخائبين المحبطين اليائسين ممن انتخبوهم ) يناشدون بضرورة الاستعانة بالاخطبوط بول لاختيار شخصية رئيس الوزراء المقبل وحل الاشكال ولاسيما بعد التصريحات التي تقول ان جلسة مجلس النواب يوم الثلاثاء القادم لن تكون حاسمة .. بعض المواطنين سمع بالاخبار عن وجود الببغاء الاندونيسية (حمدية ) والتي هي ايضا عرافة .. ويطالبون بضرورة استشارتها لاختيار شخصية رئيس الوزراء العراقي المقبل ..ولاسيما وان اسمها اسلامي وولدت في ديار المسلمين ... مو مثل الكافر بول البريطاني الاصل .. واللي يعيش بالمانيا .. ولكن بعض العراقيين سمعوا بظهورالتمساح العراف المتنبأ في استراليا .. ويفضل هؤلاء اللجوء اليه للاستفادة من خدماته لاختيار شخصية رئيس الوزراء العراقي المقبل .. ويبررون اختيارهم للتمساح .. على اساس ان العراقيين ما يفيد وياهم الا واحد يخوف وماكو مثل التمساح يخوف .. همه يعرفون بس يفك التمساح حلكه ... الخير مابيهم يصير جريدي .. واني اكول .. لا الاخطبوط بول .. ولا الببغاء حمدية .. ولا التمساح الاسترالي .. ولا الحمار العراقي طرميش يكدرون يتنباون منو راح يصير رئيس وزراء العراق المقبل .. والسبب بسيط الكل مستقتله على الكرسي .. وكل واحد وراه رتل طويل من السياسين والوزراء والنواب ووكلاء الوزرات و المدراء العامين وعشرات الالاف من الموظفين المنتفعين .. والله لو يجي ابونا ادم .. مو بايدن ولا جون ماكين ولا ابن عمنا اليهودي ليبرمان .. مال يهدوها بالعيني والاغاتي لاتصدكون .. رواتب وامتيازات ومنافع مستمرة .. ولفط على الماشي وتكركط .. وشي يهمهم انشاء الله بعد سنة ما تشكل الوزارة .. شعب راضي وخدران وملتهي دك ولطم وبجي على الموتى .. وطز باليرضى والما يرضى .. واذا ما ترضى روح دك راسك بالحايط .. اللهم احفظ العراق واهله
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قبولات النسوان أيام زمان
-
الطائفية سلاح قذر بيد اعداء الشعب فأحذروه
-
هل تريد ان تصبح سياسي ناجح ؟؟؟
-
المالكي راد يداويها فعماها
-
اخيرا طار العصفور وبقى الزرزور وذيله
-
عصفور كفل زرزور وثنينهم طيارة
-
هل ستستمروتنجح ثورة الجياع في البصرة؟؟؟؟
-
يا حكومتنا ألحكينا ..ترة البك اكل خصاوينا
-
ياناس احترموا الزمن والعقل العراقي
-
شهاب الدين أضرط من أخيه
-
لن ننسى الاحبة والمجرمون طلقاء
-
عدوانية وعنصرية قادة اسرائيل سيزيلها من الخارطة
-
الاعلام وتحوله الى بوق للسلطة
-
يا موت زر .. فالحياة بالعراق ذميمة
-
واقع ومستقبل الطاقه الكهربائيه في العراق
-
وين ابو الغيرة ؟؟ وين ابو المروة ؟؟
-
هل يوجد بينهما دم مهدور ؟؟؟؟
-
مو عجيبة ولاغريبة من زلمنا
-
الاعلام و كشف عورة الفاسدين
-
ذكريات مرعبة لايام الجريمة العالمية
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|