بيان اتحاد علماء المسلمين خيب أمل الكرد في أقاصي الدنيا وأدانيها

ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

على خلاف ماكنا نتوقعه من الدكتور الكردي ، فضيلة الشيخ علي القره داغي فوجئ الكورد البارحة الجمعة الواقع في التاسع من حزيران لعام 2010 ببيان خيب أملهم بابن جلدتهم ، وحفيد محرر القدس صلاح الدين إذ صدر بيان عن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ القرضاوي وردت فيه اتهام صريح لقيادة الثورة الكردية في كردستان الشمالية بأنها ارهابية ،قاتلة ومجرمة دون ينبس أخينا الدكتور الكردي ببنت شفة حيث ورد في البيان مايلي :
" .. وإننا ندعو بكل قوة العلمانيين والليبراليين واليساريين وغيرهم أن يجعلوا أمتهم فوق أحزابهم وأن يستنكروا معنا الأعمال الإرهابية التي يقوم بها ما يسمى حزب العمال الكردستاني ويذهب ضحيتها الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم من المدنيين ، وإن القرآن الكريم ليحذرنا من قتل النفس بغير حق: ((من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)) ويقول الرسول الكريم : «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم بغير حق .. ».
أي حق ، والجزار هو الجبيش التركي الغاصب لكردستان ، وهو الجاثم على أراضيها يقتل رجالها ، وييتم أطفالها ، ويرمل نسائها .. ؟
الجزار التركي يعتدي على هؤلاء الكورد الذين وقفوا بصلابة مع شعب فلسطين ، وقاتلوا إلى جانب ثوار فلسطين حتى قال عنهم ياسر عرفات في أحد احتفالات فتح بإنطلاقتها : أنتم الرجال يوم تعز الرجال ..!!


إذا كان الشيخ القرضاوي يعتقد بأن ينسى العرب خلافاتهم ويتوحدوا فليطلب من أنظمتهم أن يكفوا البلاء عن شعوبهم أولا ، وأن يتوقفوا عن اللهاث وراء كسب رضى اسرائيل وحماتها في العالم .
إذا كان فضيلة الشيخ القرضاوي ينتظر من أردوغان أن يحرر له بيت المقدس فليقل له أن يقطع علاقاته السرية مع الصهاينة الاسرائيليين .. وأن يكف عن قتل الشعب الكردي على أرضه "كردستان" .
إن مايجري في كردستان الشمالية يافضيلة الشيخ ، ويا أعضاء هيئة علماء المسلمين هو عدوان عسكري وسياسي تركي على الشعب الكردي ، وهو احتلال لأرضه كردستان .

إن الكرد لم يتوانوا أبدا عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في سبيل تحقيق مصيرهم بنفسهم ، وليتأكد الفلسطينيين وجميع العرب بأن الكورد أقرب للفلسطينيين من أنظمة الذل التي ترى العدوان ولا تردعه .. تنظر شاهدة على ظلم المعتدين دون تعليق .
وإذا ما اعتبر الشيخ القرضاوي بأن الأكراد هم أعداء تركيا فهذا خطأ فادح لأنهم على العكس تماما ، حيث أنهم لايعادوا الشعب التركي وإنما يتطلعوا إلى تلاحم النضال مع القوى الديمقراطية التركية ضد ممارسات النظام الذي تحركه الطغمة العسكرية من وراء الكواليس.

وأرى في هذا الصدد أن من واجب الشيخ الكردي البروفيسور القره داغي معارضة هذا التوجه الخطير الي يتجاهل وجود قضية شعب كردي في كردستان الشمالية الملحقة بتركيا من خلال مؤامرة دولية لم تستفتي الشعب الكردي حول تقرير مصيره بنفسه ، وأن يقول : لا للخطأ ولا للظلم الذي يمارسه النظام التركي المعتمد على الجيش ، والمسير من قبل جنرالات الجيش ضد الشعب الكردي .
أما إذا كان القرضاوي وغيره من بعض الدعاة المسلمين يريد تسخير الاسلام والمسلمين لمصلحة قومية دون أي اعتبار للقوميات المسلمة الأخرى فإننا نشير على أولئك الدعاة أن يتحولوا إلى بعث عربي اسلامي ليست له علاقة بالإسلام كدين أممي لجميع أمم الأرض .
كنا نأمل من فضية الشيخ القره داغي أن يطرح قضية الشعب الكردي في المؤتمرات والمحافل الإسلامية كقضية شعب له حق تقرير المصير ، ولم نعتقد أنه سيقبل بالهجوم على قيادة حركته السياسية واتهامها بالارهاب .

#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات