|
الاسلام و التطرف
طاهر فرج الله
الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 21:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإسلام والتطرف يمكن تعريف التطرف على انه الايمان بجزء من فكرة عامة والغلو فيها حدا يعتبر المؤمن بهذه الجزئية او تلك من المبدأ العام عقيدة له ، وما ان تعتمر في تفكيره حتى ينشط عقله فيعمل على تضخيم هذه الجزئية فيجعل لها حجما هائلا يشغل بها فكره فتبدو حينها طاغية تماما على كامل هواجسه ومشاعره ، فيتحول بعدها الانسان في حالته هذه الى داع لها ومناصر اليها وفي ذات الوقت مخطئا ومكفرا للافكار الاخرى وبالتالي يتحول الى مكفر للفكر العام الذي يؤمن بجزء او بجزئيات منه ، مولدا حالة أضرت كثيرا بالاسلام والمسلمين لما عمل على تشتيت وحدتهم واراقة دمائهم وزهق ارواحهم ، وذلك لما يتبعوه [أي المتطرفون] من آلية متزمقة في تفسير الايات القرانية تصل احيانا حد الترجمة الحرفية للكلمات التي ترصع
الآيات الكريمة فيخرجوا بتفسيرات بعيدة عن الحق والحقيقة . وما سيرة (ابو بلال مرداس بن اديه) الا دليلاً على هذا النوع من التطرف والتزمت الذي لا يحمل في طياته الا الهلاك والخراب عليه وعلى أمثاله على حد سواء . اذ يحدثنا التاريخ انه (مرداس بن أديه) كان خارجيا قارع النظام الاموي في وقائع كثيرة ، مما ادى بوالي الكوفة (زياد بن أبيه) ان يضعه في غياهب السجن ، ولسبب من الاسباب أطلق سراحه ، فما كان منه الا ان اعتزل الحياة فلبس الخشن من اللباس وتقوت على الكسر من الخبر منصرفا الى العبادة في صومعته الخاصة، في حين كان يتردد عليه وبشكل مستمر رفاقه وزملاؤه من الخوارج يطلبون منه الالتحاق بهم والانضمام الى صفوفهم ليعيد الكرة في الاغارة على النظام الاموي . الا انه كان يرد طلبهم بالرفض مفضلا انشغاله في التنسك والتعبد لله تعالى، الى ان جاء يوم بحدث جلل هز فرائصه واثار مشاعر الثورة المكنونة في دواخل نفسه تمثل برمي زياد والي الكوفة امراة خارجية مقطعة اليدين والرجلين في سوق الكوفة ، فقرر عندها (بن أديه) مغادرة صومعته لينخرط مرة أخرى مع مجموعة من الخوارج يحرض ضد بني أميه ويقاتل نظامها ، وصادف اثناء سيره مع زمرته جنودا يحرسون خراجا لبعض كور ، فأغار عليهم ( ) واخذ جزء منه معتقدا انه نال حقه وحق اصحابه من ذلك الخراج ، وسار في طريقه ينغص الحاكم ويعكر صفو أيامه ، الا ان زيادا جهز جيشا لملاحقته قوامه الفي مقاتل تحت قيادة [اسلم بن زرعه] وصادف ان التقى الطرفان فنشب قتال عنيف بينهما انتهى بانتصار (مرداس بن أديه) زعيم الاربعين رجلا على جيش الالفي فارس ومقاتل لتلوذ فلوله في الهزيمة ويلجأ قائده الى الفرار لينال اللوم والتقريع من والي الكوفة الذي أمر بعزله فورا ليصبح اضحوكة عصره بعد ان زفه الاطفال بالصفير والتصفيق المصحوبين بكل معالم السخرية والاستهجان ، لينتهي المطاف به الى داره ليكون حبسه المختار بعد أن طلب من زوجته غلق بابه عليه مقررا عدم الخروج منه ، وما ان استفاق الوالي من نوبة مشاعر الغضب والاستغراب على حد سواء حتى قرر ان يجهز حملة أخرى لقتال (بن أديه) على انه ضاعف تعداد جيشه ليبلغ اربعة الاف مقاتل ووضعهم تحت امرة مقاتل عرف بشراسته وهو (عباد بن أخضر) وما هي الا ايام والتقى الطرفان ، فبدأت المعركة وحمى وطيسها لتنبأ احداثها عن انتصار وشيك كاد ان يحرزه (بن أديه) مع رجاله الاربعين ، الا ان روحه المتطرفة وافكاره المتزمنة تداخلت فيما بينها لتشتبك في صراع مرير مع ذاته وخوالج نفسه ليصدر عنها صرخة لا تحمل في نبراتها الا مشاعر الاستغراب والدهشة ، اذ دعى (بن اديه) المقاتلين الى الكف عن القتال لاداء فريضة الصلاة لحلول وقتها ، فما كان من قائد الجيش الاموي الا ان يستجيب لرغبته معتبرا ان هذه الصرخة التي دعى اليها (بن أديه) في ذلك الوقت صرخة مجنون ليس الا ، ولكنها كانت السبب في انقاذه وبالتالي انتصاره ، فتظاهر ماكرا الامتثال لرغبته وامر جنوده وهو معهم بالتوجه الى القبلة لتادية الصلاة ، وما ان سجد (بن أديه) واتباعه حتى اشار القائد (عباد بن أخضر) الى جيشه بالهجوم عليهم وما هي الا لحضات حتى فصل رأس بن أديه واتباعه. ان ما يدعو الى الدهشة والاستغراب هو السلوك الذي سلكه (بن أديه) على الرغم من ضلوعه بالفقه على شطريه الكتاب والسنة وتمكنه فيهما ، اذ أن احداثا مشابهة كثيرا ما حدثت ومثبتة كنصوص يتعامل معها المسلمون بما يوفر السلامة والامانة لهم ، على ان بعضا منها حدثت مع الرسول وجيشه اثناء غزواته ومنها غزوة (ذات الرقاع) التي وقعت احداثها بعد غزوة احد ، فما ان التقى الطرفان حتى شعر جيش محمد (ص) بالخوف من الجيش الآخر ، علما ان معنويات الجيش كانت منهارة بسبب خسارتهم (غزوة أحد) كما ان البعض منهم كان يعاني من جروح واصابات اصيبوا بها بسبب تلك الغزوة ، فما ان حان وقت الصلاة حتى أمرهم الرسول باقامتها على ان يصلوا صلاة الخوف التي تتميز مناسكها عن غيرها من الصلوات ، اذ ينقسم المؤمنون أو المصلون فيها الى قسمين اثنين قسم يصلي والقسم الآخر يترقب العدو وذلك استنادا للآية الكريمة : - [واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ولياخذوا اسلحتهم فاذا سجدوا( ) فليكونوا من ورائكم ولتات طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك ولياخذوا حذرهم واسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم] . كما ان الرسول حين جرح في غزوة أحد صلى قاعدا( ) وهذا دليل اخر يوضح ان النبي (ص) كان يتعامل مع مجريات الاحداث مراعيا الظروف الموضوعية المحيطة به ، ولم يكن آليا بتطبيق الشعائر والفرائض( )، كما ان هناك حداثاً اخر قام به صحابي جليل ، وذلك عندما ارسله الرسول لاغتيال احد اعدائه واسمه (خالد بن سفيان) الذي كان يحشد الناس ليغزوا المدينة المنورة ، فطلب الصحابي وأسمه (عبد الله بن أنيس) من الرسول أوصاف (خالد) هذا فاجابه الرسول قائلا : - [اذا رأيته اذكرك الشيطان وآية ما بينك وبينه انك اذا رأيته وجدت له قشعريرة] ( ). وما ان اكمل النبي (ص) كلامه حتى توشح (عبد الله بن أنيس) سيفه يقصد به غريمه ، واثناء سيره شاهد غريمه (خالد بن سفيان) وفي ذات الوقت حلت صلاة العصر واذن ميقاتها فما كان منه الا ان صلى وهو ماشيا معتمدا على ايماءات رأسه لينفذ بها حالة الركوع والسجود فلما انتهى من تأديتها سأله (خالد بن سفيان) قائلا : - [من الرجل ؟ فاجابه (عبد الله) قائلا : - رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لذلك ، فاجابه خالد : - أجل أني لفي ذلك] ( ) فمشى معه بضع خطوات وما ان حانت الفرصة المواثية حتى قتله . وفي حدث اخر اتخذ مثالا يحتذى به وذلك عندما يتعرض الانسان لحالة من النسيان كنسيان الصلاة لسبب من مشاغل الحياة اذ قال الرسول (ص) . - اذا نسيتم الصلاة فصلوها ، وسبب قوله هذا ، هو ان الرسول (ص) طلب في اخر الليل من يحرسه قائلا : - [من رجل يحفظ علينا الفجر لعلنا ننام] ( ) ؟ فتطوع بلال للقيام بذلك وقام يصلي فصلى ما شاء ثم استند الى بعيره يرقب الفجر فغلبه النعاس فنام فلم يوقظهم الا مس الشمس او حرها وكان رسول الله أول من استيقظ من نومه فقال لبلال : - [ماذا صنعت بنا يا بلال ؟ فاجابه قائلا : - [أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ، فاجابه الرسول صدقت] عندها اتجه الرسول (ص) ليصلي وامر بلال فاقام الصلاة فصلى الرسول بالناس وعندما انتهى منها قال : - [اذا نسيتم الصلاة فصلوها اذ ذكرتموها فان الله تبارك وتعالى قال : (وأقم الصلاة لذكري) ] ( ) . على ان حدثا اخر أدى بالرسول ان يامر المسلمين بالتوجه سريعا الى بني قريضة لمحاربتها وذلك عندما نزل عليه جبريل (ع) قائلا للنبي (ص) . - [أوقد وضعت السلاح يا رسول الله ؟ فاجابه نعم فقال جبريل (ع) فما وضعت الملائكة السلاح بعد ، وما رجعت الان الا من طلب القوم ، ان الله عز وجل يامرك يا محمد بالمسير الى بني قريضة فاني عامر اليهم فزلزل بهم] ( ) . فامر الرسول (ص) مؤذنا فاذن في الناس من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر الا ببني قريضة] ( ) ، وتلاحق به الناس فاتى رجال منهم من بعد العشاء الآخرة ولم يصلوا العصر لقول رسول الله (ص) [لا يصلين احد العصر الا ببني قريضة ، فصلوا العصر بها بعد العشاء الآخرة فما عابهم الله بذلك في كتابه ولا عنفهم به رسول الله (ص) ] ( ) . على ان المسلمين صلوا مع الرسول الكريم في احدى غزواتهم صلاة الظهر من على دوابهم للاسراع في مواجهة خصومهم في احدى معاركهم وهذا ما اكد عليه علي الوردي في احدى صفحات كتابه الشهير (وعاظ السلاطين) واغلب الظن انها كانت صلاة الظهر وذلك للاسراع في قتال بني قريظة . ان هذا الاستعراض المسهب والبسيط لمجموعة الامثلة التي أقرها الشرع والدين لدليل واضح على سماحة الدين الاسلامي الميسر للامور وبعده كل البعد عن التزمت والتطرف ليشمل بها كل مناحي الحياة ومن بينها تأدية الفرائض والواجبات وهذا ما أكدت عليه الكثير من الآيات القرآنية ومنها : [لا يكلف الله نفسا الا وسعها] في حين رمى بن أديه نفسه واصحابه بتزمته وتطرفه الشديدين في التهلكة ضاربا عرض الحائط نصوصا قرآنية تدعو الناس الى الحفاظ على ارواحهم وارواح غيرهم وخير دليل على هذا نص الآية الكريمة [لا ترموا بانفسكم الى التهلكة] . على ان التطرف والتزمت اتخذ مناح وتشعبات عديدة لتكون له شباكا في كل مجالات الحياة وهذا ما كان واضحا في حالتين اثنتين كانتا خير مثال اوردهما حدثا ايام الرسول تمثلت الأولى ، عندما شهدت السيدة عائشة (رضي الله عنها) امرأة بعد زيارتها الى بيتها فشاهدتها مهملة بحق نفسها وجمالها غير معتنية بملبسها وهندامها فسألتها عن السبب فقالت : - إن زوجي لا ينظر الي ، كما انه وثلاثة من اصحابه يقومون الليل بطوله يؤدون الصلاة ويتلون القرآن ويصومون النهار . فما ان سمع الرسول (ص) بهؤلاء حتى قال : - [ما بال اقوام يقول احدهم كذا وكذا ، لكني أصوم وافطر وانام واكل اللحم واتزوج النساء فمن رغب عني فليس مني وفي قراءة أخرى فليس من ملتي]( ). ليشمل بقوله هذا (عثمان بن مضعون) واصحابه حيث حرموا على انفسهم النساء واللحم وتمادوا في ذلك حدا فاخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم ليتفرغوا للعبادة ، فانزل الله بحقهم الآية الكريمة [يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين] ( ) . ان التطرف في الايمان حد التزمت يأتي بنتائج معاكسة ، وهذا ورع آخر قطع شوطاً بعيداً في تقواه ليجد نفسه مؤمنا (بالحلولية) المقتبسة من عقيدة النرفانه الهندوسية الداعية الى حلول الذات الالهية في الجسد البشري الا وهو (الحلاج) الصوفي الشاعر الذي انشد شعرا زعم فيه وكان الناظر اليه كمن ينظر الى الله تعالى والعكس بالعكس صحيح حيث قال : - أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا - فاذا أبصرته أبصرتني وإن أبصرتني أبصرتنا معتمداً بايمانه هذا على مذهب الحلولية الذي اجاز [ان يظهر الباري تعالى بصورة شخص كما كان جبريل (ع) ينزل في صورة أعرابي وقد تمثل لمريم بشرا سويا] ( ) ، في حين اجاز شيخ من شيوخهم وهو احمد الهجيمي قائلا : - [إن المسلمين المخلصين يعانقونه (أي الله تعالى) في الدنيا والآخرة] ( ) لينحو شيخ من شيوخهم منحا اخر جسد فيه الله (تعالى) فاثر ان يصفه وصفا لا يخلو من الهرطقة ومزيج من الاسطورة والخرافة على حد سواء اذ قال بنبرة وجلة خجلة : - [إن معبودة جسم ولحم ودم ، وله جوارح واعضاء من يد ورجل وراس ولسان وعينين وأذنين] ( ) وفي موقع آخر أضاف الى هرطقته لله تعالى جل شأنه قائلا: - [هو أجوف من اعلاه الى صدره ، مصمت ما سوى ذلك ، وان له وفرة سوداء وله شعر قطط] ( ) . ان الحركة الثقافية التي دعى اليها المأمون بغية مناقشة اصحاب الاديان من شعوب البلدان التي فتحت ابان الفتوحات الاسلامية، لم تنهض بالشكل المراد بها ، حيث كان فيها من الشطط الكثير وذلك لتفسير بعض الشيوخ للآيات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة بعقول تفتقر الى الادراك والوعي ، فكانت نتيجة تفسيراتهم ورود مثل الامثلة الانفة الذكر لتتكرر مثيلاتها في مواقع متعددة ومختلفة لم يكن المعتزلة بمنئاً عنها على الرغم من ان زعماءها وشيوخها وصفوا بالاعتدال ليتبوأوا الزعامة الاعتبارية للنهضة الفكرية لعصر آنذاك ، اذ اشغلوا انفسهم هم ايضا في متاهات لم تكن لتخدم الشعوب الاسلامية لما حمل مفسروهم من افكار لا تخلو من السذاجة المبنية على اسس من ضيق الافق والانحسار في دهاليز شابها شيء من التزمت والتطرف الفكري ، وهذا راهب المعتزلة (عيسى بن صبيح) دخل في ذات المدخل الذي دخله اسلافه من التيارات الاسلامية الاخرى ، فذهب يصف الذات الالهية بفكرة ساذجة مستنبطة من ذلك الوكر ، الحاضن للافكار ذات الطبيعة الممزوجة بين الخرافة والاسطورة حيث قال : - [ان الله يقدر على ان يكذب ويظلم ، ولو كذب وظلم كان الها كاذبا وظالما] ( ) ثم انزلق في غياهب الفكر التكفيري ودهاليزه الموحشة [فكفّر من لابس السلطان ، وزعم انه لا يرث ولا يورث وكفّر ايضا من قال أن اعمال العباد مخلوقة لله تعالى ، ومن قال انه يرى بالابصار ، وغلا في التكفير حدا انه قال: - هم كافرون في قولهم (لا اله الا الله) ] ( ) . على ان ما يثلج صدر من قرأ مقولته هذه سخرية الشيخ (ابراهيم السندي) به وذلك عندما ساله مرة عن أهل الارض جميعا ، فما كان منه أي راهب المعتزلة (عيسى بن صبيح) الا ان يكفرهم جميعا عندها رد عليه السندي قائلا : - [الجنة التي عرضها السماوات والارض لا يدخلها الا انت وثلاثة وافقوك] ( ) . في حين جاء شيخ آخر يدعى (احمد بن خابط) بتفسير وكانه وضع حلا لمعضلة عظيمة وهو من شيوخ المعتزلة ايضا فما ان قرأ الآية الكريمة [وما من دابة في الارض ولا طير يطير بجناحيه الا امم امثالكم] حتى قال بعد تفكير عميق ان لهذه الدواب والطيور رسول لكل نوع منها ، مستندا على تحليله هذا بالآية الكريمة : - [وان من أمة الا خلا فيها نذير] ( ) . إن من يقرأ الفكر الاسلامي قراءة متوازنة وموضوعية يجد فيه فكرا متقدما يتميز بالسماحة وروح التجديد التي تتفاعل مع المستجدات التي تحل في المجتمع ، الا ان المتطرفين الذين أطلقوا العنان لافكارهم في الخيال جزافا جعلوا منه فكرا حاضنا للجمود الفكري الداعي الى الجهل والتخلف ، والامثلة المطروحة انفا لاكبر البرهان على ذلك ، كما احالوا أي ( المتطرفون) نصوص آياته الى الات حادة لتقطيع الجسم البشري وذلك عندما حجموا افكاره السمحاء الداعية الى بث روح الانسانية بين البشر ليظهروا بشكل مقرف أدبيات التكفير واضعين المكونات المختلفة بين الشعوب في زوابع الهاوية . ان الفرق الشاسع بين هذه الملل التي تحمل صفحات أدبياتها لغة التكفير والتفسيرات الساذجة للآيات القرآنية ليظن من يبحث في المقارنة بينها انه امام دين او اديان مختلفة لاختلاف فحواها ومحتواها عن حقيقة الدين الإسلامي الحنيف ، والدليل على صحة هذا القول ركنان اساسيان دعا اليهما شيخا المعتزلة (هما الفضل الحدثي واحمد بن خابط) حيث نصت الأولى عن لسانهما: - [أن للخلق خالقين احدهما قديم وهو الباري تعالى ، والثاني محدث وهو المسيح (ع) لقوله تعالى : (واذ تخلق من الطين كهيئة الطير) ] ( ) . في حين تميزت الثانية من السذاجة ما توحي بالكثير من المشاعر المختلطة الممزوجة بعوامل الاستهجان والاستغراب والضحك ، اذ جاء (ابن الراوندي) المعتزلي بفكرة لا يمكن وصفها الا بالجنونية اذ قال : - [ان للقرآن جسدا يجوز ان ينقلب مرة رجلا ومرة شكلا آخر] ( ) . ان هذه الافكار الشاذة لم ينفرد بها المعتزلة فقط بل هناك الكثير منها في الملل الأخرى التي اعتمد شيوخها استخدام نفس المنظور لقراءتهم الكتاب والسنة وبشكل خاص شيوخ (الصفاتية) وهي ملة من الملل الاسلامية نسبت كغيرها اقوالا للنبي محمد (ص) ولا يمكن وصفها الا بالاسرائيليات لوجود مثيلاتها في سفر التكوين التوراتي ومن هذه الاقوال : - [اشتكت عيناه فعادته الملائكة وبكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه ، وان العرش ليئط من تحته كاطيط الرحل الحديد ، وانه ليفضل من كل جانب أربع أصابع] ( ) . في حين ادعى الكعبي وهو شيخ منهم : - [انه (أي الله تعالى) يجوز الرؤية في دار الدنيا وان يزوره ويزورهم] ( ) على ان الشيوخ من ملة (الجبريه) جاءوا بفكرة يمكن القول عنها بالمتزنة اذ قالوا: - بنفي الفعل حقيقة عن العبد واضافته الى الرب] ( ) ، أي انهم اثبتوا ان لا فعل ولا قدرة للعبد على الفعل اصلا باعتبار ان مصدرها الله تعالى . الا ان شيخهم انعكف بصومعته لينظر في الكتاب والسنة فلم يكتف بالقول بخلق القرآن بل فاجأ اصحابه يوما ليوقفهم أمام مجموعة من المجذومين ليقول: - [انظروا ارحم الراحمين يفعل مثل هذا] ( ) . ان الاسباب التي ادت الى ظهور مثل هذه التفسيرات الشاذة للقرآن الكريم تعود لاسباب عديدة منها الخلفية الثقافية للمفسرين انفسهم حيث كانوا يحملون افكارا لمعتقدات عدة ظهرت واضحة المعالم في تفسيراتهم وأدبياتهم ، في حين كان السبب لظهور مثل هذه التفاسير اتباع المفسرين اسلوب الترجمة الحرفية للآية القرآنية وكانها جزء منفصل قائم بذاته لا علاقة لها بما قبلها او بما بعدها من الآيات القرآنية حتى وصل بهم الحال في تفسيراتهم الحرفية لاي الذكر الحكيم حدا انهم فسروا (السميع البصير) بامتلاك الله تعالى الاذن والعين وفسروا الآية [يد الله فوق ايديهم] بامتلاكه اليد . في حين غاصت ملة الخوارج بفتاوى التكفير حدا انها جعلت من الآيات القرآنية الكريمة الة للقتل البشري والتقطيع الجسدي حتى كادت ان تفرغ الفكر الاسلامي من سمة التسامح فيه وتجبله بصبغة الدم المراق لما مارسه قوادها من القتل البشع والعنيف ، ومن اقوالهم : - [ان مخالفيهم من هذه الامة مشركون ، وان القعدة (عن القتال) ممن على رأيهم مشركون] ( ) كما وانهم [أوجبوا امتحان من قصد عسكرهم ان يدفع اليه أسير من مخالفيهم ويامروه بقتله فان قتله صدقوه وان لم يقتله قالوا هذا منافق ومشرك فيقتلوه] ( ) . كما استباحوا قتل نساء واطفال مخالفيهم وزعموا ان اطفال مخاليفهم مشركون مخلدون في النار] ( ) اضافة الى هذا (فقد استحلوا كفر الامانة) ( ) كما [استحلوا دماء اهل العهد والذمة واموالهم في حالة التقية] ( ) . على ان اخطر فتاواهم فتوى مجموعة منهم تدعى العونية حيث كفرت شعوباً بكاملها ومفادها : - [أن الامام اذا كفر كفرت الرعية ، الغائب منهم والشاهد] ( ) . على ان فكرة التكفير هذه التي احتوتها تلك الفتوى او الفتاوى الأخرى لم يشملوا بها كل الطوائف والمذاهب الاسلامية فحسب ، بل شملوا بها ايضا مخالفيهم في المذهب او التيار الواحد الذي ينتسبون إليه جميعا وقد اتضح مثل هذا عندما نشب الخلاف بين زعيمين من زعمائهم حول موضوعة (التقيه) فالأول (نافع بن الازرق) ادعى بعدم جوازها مستندا الى الآية الكريمة للذكر الحكيم والتي تنص : - [اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله] ( ) كما اعتمد ايضا في صحة رأيه على الآية الأخرى : - [يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم] ( ) في حين خالفه في هذا الرأي الزعيم الثاني (نجدة بن عامر) ليقول بجواز التقية مستندا على صحة قوله بأي من الذكر الحكيم ايضا والتي تنص : - [الا ان تتقوا فيهم تقاة] كما استند الى الآية الأخرى لتعضيد رأيه : - [وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه] ( ) كما أضاف قائلا : - [القعودعن الجهاد جائز، والجهاد اذا امكنه افضل] ( ) مستندا في قوله هذا على الآية الكريمة [وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما] ( ) . وبطبيعة تفكيرهما المبني على عدم احترام الرأي الآخر ونبذ اسلوب الحوار وتبادل الرأي كفر الرفيقان احدهما الآخر لينشق نجدة بن عامر واتباعه عن نافع بن الازرق ليقتل على يد اصحابه في موقعة أخرى وذلك بسبب تسامحه في خطأ وقع به بعض اتباعه الا ان البعض الآخر كفروه فكادوا له وقتلوه . ان النهاية التي انتهى اليها نجدة بن عامر ونافع بن الازرق ما كانت لتنهي بهذا الشكل الذي كفر بها احدهما الآخر ، فلو انهما تريثا قليلا ودرس كل منهما موضوعة (التقية) بكل امعان وروية في الكتاب الكريم ومن ثم عرجا منه الى السنة النبوية فمن المؤكد انهما سيتوصلا الى الحل الامثل المتمثل بوجوبها ، وذلك استنادا لسيرة الرسول (ص) وسلوكه في أوضاع مماثلة تتصف بالشدة والضيق ، اذ اتخذ الرسول جانب السرية في بداية دعوته وما ان توفرت الظروف الملائمة حتى بادى قريشا يسفهها ويتعرض لالهتها ، وما ان هدده أبو جهل قائلا : - [والله يا محمد لتتركن سب الهتنا او لنسبن الهك الذي تعبد] ( ) حتى كف عن التعرض لقريش والهتها بامر من الله (تعالى) قال فيه : - [ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله ، فيسبوا الله عدوا بغير علم] كما أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اتباعه بالهرجتين تجنبا للاذى ، وبهذه السيرة التـي اتبعها الرسول يتضح منها وجوب التقبه ، ولكن الاثنين (عامر ونجدة) كانا كغيرهما من المفسرين الذين اقتطعوا الآيات أو الآية الواحدة ليجعلوا منها تفسيرا مقدسا لا يقبل الشك ولا يعادل الا التنزيل في نظرهم ، مصدرين منها افكاراً متضاربة مشوشة مخلة بالشرع والسنة ، تدعو الى اراقة دماء المسلمين وتستبيح اعراضهم واموالهم ضاربين عرض الحائط وصايا الرسول جملة وتفصيلا ومنها : - [مَن صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فذلك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته] ( ) . - [من حمل علينا السلاح فليس منا] ( ) . - لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب البعض] ( ) . - [المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه] ( ) . - [أمرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله ، فان قالوها عصموا فيما دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله] ( ) وفي قول آخر للرسول الكريم عن حرمة دم المسلم قال : - [ان هدم الكعبة أهون على الله من قتل مسلم] ، وعلى الرغم من هذه التحذيرات الا ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان على دراية بما سيحصل بعده لذا قال في مواضع عدة محذرا من الفتن بعد ان تكهن بحدوثها فقال : - [فاني لارىالفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر] ( ) . - [آن أوان الفتن] ( ) مشخصا مسببيها وفاعليها واصفا اياهم بالاغرار حديثي الاسنان اذ قال [هلاك أمتي على يدي اغيلمة سفهاء] ( ) . كما أن الرسول (ص) وصف ايام الفتن فوصفها بسواد الجهل وزوال العلم وكثرة القتل اذ قال : - [ان بين يدي الساعة لاياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج والمرج] ( ) أي القتل . ان الجهل المذكور في الحديث الشريف آنف الذكر لهو حالة عمل على تجسيدها لتكون واقعا مريرا رموز التطرف الذين تمكنوا بافعالهم ان يحققوا امورا نكرهها لتتحقق نبوءة النبي (ص) حين قال [سترون بعدي امورا تكرهونها] ( ) . ان الباحث في الملل والنحل يجد ان لمعظمها نهجا مبرمجا لا يدعو الى الحضارة والبناء والعمران بل كان صلب افكارها القتل والتكفير والاستباحة ، فاشاعت في القلوب حالة من الرعب والفزع كانت نتائجها مشاعر خوف متأجج في نفوس الناس ، وبشكل خاص عن ذكر البعض من ذوي النوايا الحسنة من المسلمين باقامة الدولة الاسلامية ، على هذا الشعور بالخوف الذي ينتاب الكثيرين له ما يبرره لارتكازه على تبريرات حقيقية مرتبطة بوقائع تاريخية وذلك لعلمهم على اليقين ان المسلمين ليسوا محمدا (ص) وابا بكر وعمر وعليا (ع) فحسب بل انهم نافع بن الازرق وعباس بن مرداس بن أديه وعينيه بن حصن الغزاري وذي الخويصرة وعبد الرحمن( ) بن ملجم أيضاً ، لذا قامت بعض الشخصيات الاسلامية العالمة بحقائق الاحداث المروعة والمدونة في التاريخ على بث روح الطمأنينة في قلوب الناس فاعلنوا عن نيتهم بعدم اقامة الدولة الاسلامية المحكومة بقصاص الشريعة ، في حين دعا البعض الآخر بنوايا سليمة مخلصة ، قلوبهم مع الاسلام وحمائمهم عليه خوفا منهم على المسلمين والاسلام من برائن امثال نافع بن الازرق ونجدة بن عامر الى اقامة الدولة (المهنية) البعيدة كل البعد عن الايديولوجيات ولكنها تتمتع ببرنامج خدمي واضح وذلك ليجنبوا بها شعوبهم ويلات الفتن وحروب الطوائف التي جلبت المحن للمسلمين وكلفتهم الكثير فاحرقت كتبهم المقدسة وهدمت مزاراتهم الشريفة وطالت كعبتهم المقدسة فضربت بالمجانيق مرارا وتكرارا فهدم بناؤها واحترقت بما فيها ، كما توارثت الاجيال اللاحقة هذه الحروب لتولد الكوارث وتبقيها شاخصة مجسدة معالمها في المجتمع مجموعة من الامراض الاجتماعية . ان مجريات الوقائع التاريخية اثبتت ان الحديث الشريف الذي قاله النبي (ص) : - [خلاف أمتي رحمة] احاله الواقع الاسلامي الى نقمة مصحوبة ببجر من الدماء والجرائم المقززة للنفس البشرية ، كما احال ذات الواقع المقولة القائلة : - (الخلاف لا يفسد في الود قضية) الى افساد تام للود والقضية ولكل مشتقات الاثنتين ومفرداتهما معا ، وما جرائم اليوم البشعة الانتاجا لذلك الواقع الممتد في العمق التاريخي للتراث الاسلامي . ان محاولة التقارب بين الطوائف الاسلامية والعمل على مصالحتها في ظل حكومة إسلامية لم تحدث في التاريخ الاسلامي الطويل الا مرتين ، وكانت النتيجة الفشل الذريع للمحاولتين على الرغم من قسم الطرفين المتصارعين بالايمان الغليظ لانجاحهما ، فقد فشلت ، الأولى بقتل احد الطرفين (بجند لله من عسل) في حين كانت المحاولة الثانية التي قام بها (نادر شاه) في القرون الوسطى للتقريب بين الطوائف فقد باءت بالفشل الذريع هي الأخرى بعد قتل مجموعة من المتطرفين ذلك الشاه بسبب ذلك الصلح الذي لم يصمد طويلا لتندلع الحروب مجددا بعد نكث الاطراف المعنية لجميع العهود والمواثيق . ان تشتت المسلمين الى ملل ونحل يمكن تعايشهم معا تحت ظل دولة وسطية معتدلة تعمل على توفير (حرية العبادة للجميع وتقدم الخدمات الى الجميع) ، ان الدولة المهنية يمكن لها ان تجمع المكونات المختلفة من خلال ما هو مشترك فيما بين البشر الا وهو المأكل والملبس والمأوى اضافة الى توفير الفرص لتحقيق الامال والاحلام ، اما الاعتقاد بامكانية التوحيد بين المكونات اعتمادا على الروحانيات ، فلا تعدو الا ان تكون ضربا من المستحيل لانها السبب الأول للاختلاف ، اما الادعاء بوجود ما هو مشترك فيما بينهم ، فهذا محض خيال لان كل ملة تنسب الى نفسها فقط مقولة (الملة الناجية) . ان صراع الطوائف او صراع المكونات للشعب الواحد لا يمكن ان يقود الا الى دولة مبعثرة وشعب ممزق يتوجس الخيفة والحذر فيما بين افراده ، وفي أحسن الاحوال الى دولة قابلة للانفجار مهما كان اليمين غليظا عند اقامة السلام بين المتقاتلين ، وهذا ما أكدت عليه احدى الروايات في باب الفتن للبخاري ، حيث جاء حذيفة اليمان الى الرسول (ص) ليسأله عن الشر مخافة ان يدركه فقال : [يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير فهل بعد الخير شر ؟ قال نعم ، فاجابه حذيفة : - وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم وفيه دخن ، فسأله اليمان وما دخنه قال : قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر] . في نهاية هذا البحث لا يسعني الا ان اذكر الشعوب كافة اني ما بحثت في هذا الموضوع الا حرصا مني كحرصكم جميعا على بلد آمل الا يحتضر وشعب امل ان يستقر خدمة لاطفالنا وأجيالنا اللاحقة منذرا ومذكرا الجميع قائلا : إن النبي الكريم حين تنبأ بالفتنة لم ولن يتنبأ بانتهائها .
#طاهر_فرج_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حميد المختار والتيار الديمقراطي
-
الزوجة الثانية
-
لعبة الشطرنج وموت الاسكندر
-
سَنِمّّارْ الروسي
-
قرآن ناظم كزار!
-
السَماورْ... وتأثيرهُا الثقافي في العراق
-
جدوى ارتفاع رواتب الموظفين
-
تجفيف منابع الارهاب
-
المثقف والمناخ السياسي
-
تجفيف منابع الإرهاب
المزيد.....
-
ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب
...
-
اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا
...
-
الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
-
المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
-
أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال
...
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
-
قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان
...
-
قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|