جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 12:26
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
تصدير : قال رجل لبرناردشو: أنت كل كتاباتك عن أصحاب المال وأنا كل كتاباتي عن الشرف , فقال برناردشو: أنا أكتب عن المال لأنه ينقصني وأنت تكتب عن الشرف لأنه ينقصك .
من المستحيل أن تكون كتاباتي مرضية لكل الناس , ف "للناس فيما يعشقون مذاهبُ"وكذلك "إرضاء الناس حاجة لا تُدرك" أو مستحيلة ,وكمان ما بتركوش الناس في حالها ,والكلام إكثير والسوالف والقصص أكثر بكثير مما هو معروف وما خُفي كان أعظم,والمثل بقول : اللي بوكل بالعُصي مش زي اللي بعد فيها , وكمان : اللي إيده بالماء مش مثل اللي إيده بالنار , وزى ما حكا المثل :اللي بدري بدري واللي ما بدري بقول كف عدس, فإذا كتبتُ عن المرأة قالوا أكتب عن الرجل وإذا كتبتُ عن الرجل قالوا أكتب عن الأطفال وإذا كتبتُ عن الأطفال قالوا أكتب عن الدين ,وإن قلت رأيي قالوا: أنت واحد صهيوني وعميل ,وإذا كتبتُ عن نشأة الأديان قالوا:أنت ما فيش عندك شيء تكتبه إلاّ عن الأديان كلشي إلا الدين لا تقترب منه أكتب عن الإنسان , وإذا كتبت عن الإنسان أرسلوا لي برسائلهم وإيميلاتهم وهم يقولون: شو الإنسان ما هو الله ذكر بالقرآن قصة الخلق وانتهى الموضوع , أكتب عن شيء آخر , فإذا كتبت عن المرأة ,قالوا: شو المرأة ما هو الإسلام كرمها وأعطاها كل حقوقها وجعلها في البيت ملكة على زوجها وأولادها , أكتب عن شيء آخر أكتب عن أشياء مهمة , فإذا كتبت عن الجنس قالوا لي: أنت معقد بسبب معشوقتك (نانا) بتكتب على شان ترضى عنك (نانا) أكتب في أشياء أخرى وإذا كتبت عن السياسة قالوا :أكتب عن المرأة, يعني بالنهاية سأعود إلى نفس النقطة التي بدأت منها .
وهنا أتذكر قصة الرجل وابنه وحماره الذي مر بقرية وكان ولده يركبُ على الحمار بينما الرجل يسير بجانب الحمار فقال أهل القرية: هذا الولد ما فيهوش رحمة تارك أبوه يمشي على أرجله وهو يركب الحمار ولو كان الولد رحيماً بأبيه لنزل عن الحمار ليركبه والده , وقال بعض الناس:
-أكيد إنه ابن حرام.
-يمكن الرجل الكبير بشتغل عند الولد الصغير.
-آه مستحيل يكون أبوه(أباه).
-لو كان أبوه كان على الأقل احترم أبوه وأركبه على حماره.
-فعلاً حتى لو كان الأب أب لهذا الولد كان أجبره وأنزله عن الحمار وركب هو بدلاً عنه.
فقال لهم الرجل : هذا ولدي وأنا أبوه وهذا حماري .
ولكثرة كلام الناس نزل الولدُ عن الحمار لأبيه وصعد الرجل على ظهر الحمار ومروا بقرية أخرى فقال أهل القرية:
-هذا الرجل قلبه قاسي وليس به رحمة.
وقال آخرون : من المستحيل أن يكون الولد الذي يمشي بجانب الحمار ابناً للرجل الذي يركبُ الحمار .
-ولو كان ابنه لنزل عن الحمار من أجل أن يركب الولد لأن الجو حار وحرارة الشمس محرقة ومن المستحيل أن يتحمل الولد حرارة الشمس الملتهبة.
-نعتقدُ أنه ليس ابنه .
-ما فيش أب بهذه القسوة يمكن الولد مش ابن الرجل من المحتمل أن صبي يعمل عنده عتالاً.
-أكيد مش ابنه أنا مثلاً ما بتركش ابني يمشي وأنا راكب .
ولكثرة كلام الناس نزل الرجلُ عن حماره وقال: يا جماعة الخير هذا ابني وأنا أبوه وهذا حماري.... شو هذا إذا ركب الولد بقولوا لازم ينزل الولد ويركب مكانه أبوه ولو كان الرجل أبا للولد لحزن الولد عليه ليركب الحمار بدلاً عنه , وحين أنزلت الولد قالوا : شو هذا الأب اللي بركب على الحمار وبترك ولده يمشي على أرجله , وأنا سأرضي الجميع وسأركب أنا والولد على الحمار لكي لا نسمع انتقادات الناس.
وفعلاً ركب الرجل على الحمار بينما ركب الولد على الحمار من خلف أبيه وأمسك بظهر أبيه خشية أن يقع من على ظهر الحمار فمروا بقرية وسلموا على أهلها وهم يركبون الحمار فقالت الناس:
-شو هذه القسوة.
-شو الناس بطل يصير عندهم رأفة بالحيوانات !!.
-الاثنين راكبين الحمار !.
-والله حرام.
-الناس انتزعت من قلوبهم الرحمة.
- شو هذه القسوة يعني لازم يركب على الحمار واحد منهم.
- يعني لو ركب الولد على الحمار وأبوه مشى أمامه بكون هذا التصرف أهون وأرحم من أن يركبه الرجل وابنه.
- حتى لو ركب الرجل وسار الولد أمامه كمان يعني بصير ومش عيب.
- لا والله ما هو عيب .
- ما عيب إلا العيب نفسه.
- العيب إنه ما يكونش في رحمه.
وبعد أن سمع الرجل وابنه هذا الكلام نزل عن حماره هو وابنه ليرتاحوا من كلام الناس علماً أن الحمار كان يستطيع أن يحمل الرجلين على ظهره وقال الرجل: سأريح نفسي وولدي من كلام الناس ولن أركب لا أنا ولا الولد على الحمار وسنجعل الحمار يسير لوحده.
وسار الرجل على يمين الحمار وسار الطفل على يسار الحمار وتركوا الحمار يمشي لوحده فمروا أثناء سفرهم بقرية أخرى فاستغرب أهل القرية من الرجل وابنه واتهموهم بالغباء وأشياء أخرى وقالوا:
-شو هذا الغباء !
-أغبياء جداً.
-ما بفهموش.
-كيف بتركوا الحمار ماشي لوحده بدون ما يركبه أي واحد منهم.
-يعني شفقانين على الحمار ؟
-يمكن حزنانين عليه .
-طيب يركبوه بالدور, الولد دور, والأب دور.
-يمكن الحمار مش حمارهم يمكن يكون مسروق.
وانزعج الرجلُ جدا جدا من كلام الناس وكثرة انتقادهم فقرر أن يحمل الحمار على ظهره هو وابنه, وفعلاً حمل الرجلان الحمار على ظهريهما ومروا بقرية فضحك الناس منهم وسخروا وقالوا:
-مجنون.
-مجانين
-هو مجنون وابنه أيضاً مجنون.
-كيف الله خلق الحمار على شان يركب الإنسان عليه مش على شان الحمار يركب على الإنسان.
-هذول جعلوا الإنسان حيواناً ..الله يخزيهم.
-بستاهل الرجل وابنه أصلاً لو ما كانوش حمير كان ما حملوش الحمار على ظهورهم.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟