أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - بخفي حنين !














المزيد.....


بخفي حنين !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 930 - 2004 / 8 / 19 - 11:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اللجنة التي انبثقت عن المؤتمر الوطني المنعقد هذه الساعات في بغداد ، والتي بلغ عدد اعضائها اكثر من خمسة وعشرين عضوا ، كانوا جميعهم من المتطوعين للعثور على حلّ للازمة ، أو الورطة التي وقعت فيها مدينة النجف ، وذلك بعد أن استولى جنود الصدر على ضريح الامام علي عليه السلام ، لائذين ، محتمين به من موت زؤام يحلق فوق رؤوسهم ، ولم يدروا متى سيحط عليهم 0
انقسمت هذه اللجنة قسمين ، قسم توجه الى الحكومة العراقية ، وحصل على موافقتها بعدم التعرض لمقتدى وجنوده في حالة اخلائه للضريح الشريف ، والقاء سلاحهم ، وتحولهم الى حزب ، أو منظمة سياسية ينضم أو تنضم الى العملية السياسية الجارية في العراق ، وعندها ستكون صناديق الاقتراع هي الفيصل في الوصول الى السلطة والحكم ، مثلما هو مفترض في العملية الانتخابية التي تشكلت لها لجنة عليا ، وتسارعت لها فعاليات مهمة ، كان من بينها التحضير لاجراء احصاء سكاني يشمل العراق كله ، والهدف من وراء هذا هذا التقدم بالعملية السياسية ، وقيام برلمان دائم ، يضع دستورا للبلاد ، ويؤسس حكومة دائمة 0
أما القسم الاخر من اللجنة ، ورغم صعوبة الوصول الى النجف ، فقد قادهم عميد اسرة ال الصدر ، حسين الصدر ، وذلك بعد أن امتطى طوافة أمريكية طارت به ، وبهم من بغداد الى النجف ، بدلا من الطريق البري ، حيث بلغت مسامع اعضاء تلك اللجنة اخبار مؤكدة ، تقول : إن هناك اكثر من كمين قد نصب لهم على امتداد الطريق للنجف ، وذلك من أجل الفتك بهم 0
لقد وصل هؤلاء الاعضاء في النهاية الى النجف ، وطلبوا الاتصال بالسيد مقتدى الصدر ، لكن مساعديه انكروا وجوده في الضريح الشريف ، ثم تعللوا من أن اللجنة القادمة من بغداد لا تملك تفويضا رسميا بالتفاوض ، وإنما هي تحمل رسالة لاغير ، مع العلم أن أعضاء اللجنة المتطوعين من اعضاء المؤتمر، والذين وصلوا النجف قد ضموا بين صفوفهم أثنين من اسرة الصدر نفسها، هما السيد حسين الصدر ، وخالة مقتدى الصدر نفسه، والتي لم تذكر وكالات الانباء اسمها 0
وبعد انتظار دام ثلاث ساعات ، عاد هؤلاء أدراجهم بخفي حنين ، مثلما يقول المثل العربي ، الى بغداد ، وكان كل ما فعلوه جاء موجزا على لسان رئيس اللجنة تلك ، السيد حسين الصدر بقوله : لقد بلّغنا الرسالة !
كان السيد حسين الصدر قد صرح قبل تصريحه الموجز هذا بايام ، ويبدو أنه كان يعلم أن انظار الحكومة العراقية ، وجهات أخرى ، تتوجه نحوه للقيام بوساطة فيما بينها وبين مقتدى الصدر ، على اعتبار أنه واحد من افراد اسرة الصدر ، صرح قائلا : اذا كانت المسألة تتعلق بمقتدى نفسه فإن الحل في متناول اليد ، أما إذا كانت متعلقة باخرين فهو غير قادر على حلها !
الاخرون هؤلاء ، على ما يبدو ، هم الايرانيون الذين رفضوا اعطاء مقتدى الصدر ضوء أخضر من أجل التفاوض مع اللجنة التي شكلها المؤتمر الوطني العراقي 0 ذلك ما كتبته جريدة السياسة الكويتية الصادرة يومنا هذا ، ويبدو أن السيد حسين الصدر تلمس هذا هو بنفسه عن كثب ، فيما بعد ، فاقفل راجعا الى بغداد هو ومن معه 0
في ذات الوقت كان وزير الدفاع العراقي ، حازم الشعلان ، يشحذ همم جنوده المتواجدين على أرض النجف ، حاثهم على خوض معركة مقبلة ، قد لا تتعدى الساعات ، وذلك من اجل اخراج جند الصدر على مختلف جنسياتهم من الروضة الحيدرية ، وربما سيكون سلاح المعركة القصيرة هذه هو الغازات المخدرة ، وعلى الطريقة الروسية ، حين اقتحمت قوات الأمن الروسية قاعة المسرح الذي كان يحتجز به الرهائن من قبل جند شامل باسييف ، بطل الارهاب في القوقاز 0
كما طالب الشعلان افراد العشائر العراقية ، وخاصة عشائر الفرات الأوسط ، بتطويق النجف من كل جهاته ، وذلك بغرض وقف أي امداد في العدة والعدد قد يصل الى مقتدى الصدر ، واتباعه المحاصرين في ضريح الأمام علي ، من جهات اخرى من العراق ، والذي يلاحظ هنا هو أن العشائر العراقية في الفرات الاوسط ، والتي طالما تدرع بها رجال الدين في النجف، قد وقفت هذه المرة مع الحكومة ، وبذلك قد خسر مقتدى الصدر خسارة فادحة ، وربما خسرت المؤسسة الدينية في النجف كلها حليفا دائما ، فحازم الشعلان من عشيرة طالما وقفت الى جانب رجال الدين في التاريخ القريب للعراق ، وطالما استمد رجال الدين قوتهم وحمايتهم من تلك العشيرة ومن غيرها 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيش الصدر : العناصر والسلوك !
- ظرف الشعراء ( 20 ) : السيد الحميري
- قراءة في البيان الأول !
- حصار عناصر من المخابرات الايرانية !
- النفخ في الصُور !
- اجتثاث البعث- في ذمة الماضي -
- الحزام الأمني الايراني !
- ايران تسارع للتصعيد !
- في غليان الأحداث رحل السستاني !
- كيف يأكل المنشار ؟
- ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل
- جنون البقر !
- العراق يوحد أعداء الأمس !
- أهداف المبادرة السعودية !
- ما أفضع جرائم المقاومة !
- العراق ما بين عرب وعجم !
- ظرف الشعراء ( 18 ) : ابن الرومي
- جولة علاوي العربية الفاشلة !
- السفارة والسفراء !
- ويقتلون بالدينار الأردني !


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - بخفي حنين !