|
ثلاسيميا أمراء الطوائف
صادق البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3057 - 2010 / 7 / 8 - 17:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(لاأدب ولا ثقافة خارج الإنسان ومعاناته)الكاتب القرغيزي جنكيز اتامانوف
هلَّّ علينا من جديد موسم الزيارات والمناسبات الدينية القديمة و المستحدثة،والمبالغ فيها والمسيسه ، وهي بالمناسبة ممتدة على طول أيام ألسنه وعرضها تتناسل يوم بعد يوم ، تبدأ قبل رمضان ويشتد اوارهاعند اقتراب موعد الانتخابات ولا تنتهي بعد عاشور؛ بمباركة شلة من تجار ومتعهدين هكذا مناسبات ، تفوح برائحة الطائفية التي تفرق ولا تجمع..كيف لا وهي التي أغدقتهم ما هم فيه من نعيم مقيم ، سلطه وثروات هائلة امتدت حتى سور الصين العظيم ، كمكاسب ذاتيه لهم ولأسرهم وتابعيهم. لسنا ضد مناسبات الشعوب وفلكلورها الشعبي؛ لكل أمم الأرض مناسبات تحتفي في ذكراها الأجيال وتحتفل مستذكره المعاني الحية المفيدة من تلك التواريخ..أما بخصوص مناسبات دينيه مسيسه ظاهرها ( من يعظم شعائر الله) وباطنها دعاية ومصالح حزبيه لترسيخ مفاهيم عفا عليها الزمن ، وديمومة مكاسب ذاتيه لأمراء الطوائف.. مناسبات تبعث على اليأس في نفوس الناس وهي مبرمجه للشحن الطائفي ، ولإذكاء نار التناحروالكراهيه وتقسيم المناطق طائفيا؛ وتقليب المواجع المرة الغابرة..تواريخ لقصص قتول وأحداث عمرها أكثر من ألف سنة خلت ، تصاغ وكأنها حدثت بالأمس القريب؛ روايات تستنهض عاطفة السذج وتزرع اليأس والإحباط والجهل عند الأجيال.. هل ذنبنا إننا ولدنا على هذه الأرض!؟ إذا ماالذنب الذي اقترفناه نحن بما حدث قبل أكثر من ألف سنه؟ ونتحمل وزر خصومات التاريخ والصراع على السلطة وبيت المال بين المتقاتلين آنذاك !! ؟ ولماذا هذا الإصرار على بعث الماضي السحيق دون فائدة مرجوة تنفع الأجيال ؟ فضلا عن أنها تذكي الضغائن وندفع ثمن تسييسها قتل على الهوية وتهجير وتشرذم!! وفي بلد كالعراق متعدد الأديان والمذاهب والاثنيات والتوجهات الفكرية المختلفة والتداخل الاجتماعي.. لنفكر ونتأمل قليلا من له المصلحة في أن يجعل من تلك المناسبات بهذا الحجم وبهذه الاهميه ؛تقطع الشوارع ..تتعطل الحياة ؛ تستنفر أجهزة ألدوله وتهدر مواردها وعلى مدى أيام كعطل رسميه،وتصرف مبالغ ماليه ضخمه لمن ينصب سرادقاتها الكئيبه على طول الطريق بمباركة ومشاركه حكوميه!! ؟ ولكن عيوني ترف حين تهل علينا مناسبة دينيه شبيهه بتلك التي يذهب قرابين لها ألاف من البشر بسبب الشحن الطائفي ؛ دون إن يسعى من يروج لها ويعد الخطط ويدعمها لغايات سياسيه حزبيه طبعا !! الحفاظ على أرواح هؤلاء البشر وهم دائما ينأون بأنفسهم في كل نازله تحيق بالناس متذرعين أنها قدرهم وما كتب عليهم في لوح محفوظ !! وهم شهداء العقيدة والمذهب يحشرون مع الأولين! كما يروجون وتصدقهم الجموع ، دون نقاش أو محاسبه على الأرواح التي أزهقت على مذبحها. .الحزن لدينا مرض مزمن لا تنفع معه أية فرحه هذا هو قدركم ،وهذا ما يروجون له ، وبالخصوص عند شيبنا والعجائز الأميين المعمرين وهما رأسمال انتخابي مضمون الولاء وما لهم من تأثير على جيل جديد أمي لا يقرأولايكتب ، بانتظار مشورتهم والخضوع لا شعوريا للسادة والشيوخ المتربعين على سدة السلطة حاليا بكل تفاصيلها بوصفهم الشفعاء ، والسلم المفضي الى السماء ؛ وبفضل تصويت هؤلاء لهم في كل انتخابات وعلى خلفية المثل" المقدس"المتكرر في كل مناسبة والذي ينسحب على كل شأن من شؤون حياتهم اليومية وتقول الارجوزه العتيدة المتوارثة(سلمهه بيد عالم واطلع سالم)والعالم هنا هو رجل الدين المعمم !! المتدخل في كل مفصل من مفاصل حياتهم مستغلا جهلهم ؛ باسطا إرادته عليهم ، لأنهم ببساطه مطيه مدربه على النهج يسهل انقيادها وسوقها إلى أية غاية يرتضيها الشيوخ والسادة .. و بفضل استغلال مجالس العزاء ألعامه والخاصة سياسيا وكأن مجالس التعزية الخاصة تلك ، ندوات حزبيه مفروضة فرضا على ذوو الميت إذ دون أن تقام ندوه سياسيه مسائية أو صباحية يتم فيها شتم الأعداء والتذكير بالاختلاف السديمي الثلاسيمي، وفضائل أربابهم عليهم خلال أيام التعزية ، لايمكن غفران ذنوب ميتهم !؟.. وتلك المجالس مستمرة ما بقي ألبشرفي هذه البقعة الخربة وما يصدح فيها من تهويل لأخره هؤلاء الشيب والعجائز وسيمفونية اللطم المتعاظم لقضاء الحاجات وما أكثر حاجات الأزقة الخاوية وسكنتها ، والتي هي كقبوراثريه مندرسه تخترقها سواقي المجاري الطافحة، والقمامة في كل مكان بين طرقاتها؛ دون تلبية أية حاجه منها سوى في الأحلام.. ناهيك عن الكثافة السكانية في تلك المناطق الشعبية وهي عبارة عن محافظات داخل بغداد بالنسبة لعدد نفوسها البالغ نصف سكان بغداد أو أكثر.وتمثل هذه المناطق زخم انتخابي حاسم لمن يفرض سطوته كعصابة اومليشيا أو حزب ومقراتها الحسينيات والجوامع أو ماملكت إيمانهم من منشآت حكوميه عامه . فبمجرد اختيار مرشحين من أحزاب طبقة السادة والشيوخ في انتخابات ما والتصويت لهم حينها ينظر في أمر زجهم في نار الآخرة أم لا ، أو منحهم بعض الفتات من موائدهم العامرة على حساب (بيت المال) من متاع الدنيا وهم المعروف عنهم بخلهم والشح ! أوقضاء حاجاتهم المتواضعة أو الدعاء لهم بشفاعة الشيوخ والسادة .. صمنا عن الكلام حتى (زنجرت) حناجرنا وحين صرخنا لم تسعفنا أوتارنا الصوتية ،وحين كتبنا إن الكهرباء الوطنية خذلتنا اتهمونا وما أكثر التهم الجاهزة التي لاتحتاج شرعية ( شيخ)أو( سيد)حكام فعليين لهذه المناطق ومقترباتها بيدهم السلطة المطلقة لتنفيذ الموت لكل من يعارضهم أو يفكر بصوت عال ، وينفذ الأمر مباشرة وليس السجن أو أية عقوبة أخرى!!ويتم عادة بأيادي مراهقين مكبوتين جنسيا تابعين مجندين كمجاميع منفذه تحت إمرة هؤلاء السادة والشيوخ وعند اقرب مزبلة أو( منهوله) أو هناك في مخازن (كسره وعطش) أو خلف السدة ..لقد تشابه الزمن علينا والموت واحد .. فررنا من الموت للموت تشابه الجلادين علينا..عبوات لاصقه. عبوات نازفه.للبيرة الاسلاميه المحجبة ؛النشيد الوطني يعزف على الربابة مطلب نيابي في ظل حرمة الموسيقى!.. أسلحه كاتمه للصوت .. قنابل صوتيه.. ..اكتب باسم حزبك ..اكتب باسم عشيرتك ..اكتب باسم طائفتك.. المذاهب والطوائف بديلا عن الاوطان.. أو اصمت كأي حجر واندس بين القطيع (كأثول) وألا فلقائمه ستزداد اسما ...!!؟ وفات أولئك السادة والشيوخ وأرباب السلطة الكهنوتية القابعين في كهوفهم ، إننا كتبنا في الماضي وقدمنا التضحيات على مذبح الحرية، وها نحن نكتب في الحاضر لنفس السبب ، وسنظل نكتب مهما كان الثمن ، لأننا ببساطة شموس الحقيقة لكل زمن .
#صادق_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة وذاكرة..
-
طلاسم الخزاعي ..أسئلة البكلوريا هذا العام انموذجاً
-
دوله حقيقيه .. دوله وهميه !؟
-
يا أيها النمل ادخلوا جثتي ..
-
الصندوق ذي الجلد المرمري ..
-
حلم صبي من شمال الجرح ..
-
لافتاتٍ...سود
-
رجل محافظ
-
خطأ
-
الليل وأنين انثى..
-
حب بلا... حدود
-
كذلك قال شوبنهور..
-
يا أهل العراقية ماذا أنتم فاعلون !!؟
-
سوق..نائم
-
قائمة أم محمد الاميري والمشروع الوطني !؟
-
مطر..آسن
-
عنعنات..
-
وصايا المعلم
-
المواطن والمرجعيه والشفره الانتخابيه
-
المخفي والمعلن..الانتخابات العراقيه انموذجا
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|