أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبدالحق فيكري الكوش - المخزنيون الجدد وعقلية الفريسة والغنيمة














المزيد.....

المخزنيون الجدد وعقلية الفريسة والغنيمة


عبدالحق فيكري الكوش

الحوار المتمدن-العدد: 3057 - 2010 / 7 / 8 - 15:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


المخزن هو نظام الحكم في المغرب، والدولة المغربية دولية مخزنية كما صار متعارفا عليه ومألوفا بين عموم المغاربة، وقد تعددت التعاريف في تحديد مفهوم مصطلح هذا المخزن، هل اشتق من مخزن بمعنى المستودع، أم انه اشتق من شيء ما ، أم أنها العقلية الماكرة للمغاربة، هي التي أطلقت عليه مصطلح المخزن، وهي التي شبهته وقرنته بالنار(الجحيم)، والبحر(الابتلاع...)؟
المخزن عموما مصطلح تاريخي فضفاض، يُصطلح به النخبة الحاكمة في المغرب التي تمحورت حول الملك أو السلطان سابقا. ويتألف المخزن من النظام الملكي والأعيان ورجال الأعمال وملاك الأراضي الأثرياء، وزعماء القبائل وكبار العسكريين، ومُدراء ورؤساء الأمن، وغيرهم من أعضاء المؤسسة التنفيذية. لكن لتحليل أدق لمصطلح المخزن، علينا البحث في الدارجة المغربية ومن خلال ربط هذا التحليل بثقافة الإنسان المغربي المتعدد الإثنيات والغاية في الدهاء والمكر وإطلاق الأسماء القدحية على الأفراد والتجمعات للنيل منهم، واللغة الدارجة المغربية مليئة بالعنف والعنصرية وكل مفرداتها يتم فورا تفسيرها تفسيرا جنسيا عنيفا، كما أن هاته اللغة ممتلئة بصنوف شتى من الكلمات النابية والتي تبلغ قمتها في القدح والعنصرية والكراهية، وهي قاموس حقيقي للشتم والنيل من الآخر( الضراوي، الكحل، ولد الحرام، الحرامي، ولدين الكلبة،... ولا تستثني شتم الآباء والأمهات والأجداد ،) والمخزن لم يخرج كمصطلح من جلباب هذا الكائن الماكر، الذي تكور المخزن من مكره، ليراد به خير بل هو يطلق بغايات ذكية على تحالف ماكر أضحى جهازا تاريخيا حربائيا ماكرا.
المخزن كما نفهمه من دارجة المغاربة هو مصطلح قدحي ساخر وماكر، يقصد به من يخزن الألم للناس ويخزن الظلم والانتقام والتشريد، مخزن قبيح لكل ردود الفعل العنيفة والقبيحة، انه مخزن هلامي لكل صنوف الشر ولهذا لم يتردد المغاربة في تأكيد هذا في مثلهم الشهير: ثلاثة لا تقة فيهم، المخزن والنار والبحر...
المخزن تعريف قدم من هاته الثقافة الشعبية الماكرة، و يجب فهمه من الأسفل قبل فهمه من الأعلى، انه الجهاز المرتبط بالمكر التاريخي، والجهاز الذي وظف كميات من المكر وطورها للتحكم في مكر الأفراد والقبائل: الحضري والبدوي ، الفاسي، المراكشي، الصحراوي، العبدي، الدكالي، الرحماني، المراكشي... ثم عناصر مهمة: الأمازيغي، الإفريقي، العربي، اليهودي الخ... و هؤلاء معروفون بمقالبهم، بل حتى سلوك أفراد هذا الجهاز فيما بينهم يحضره "المكر" و "المكر المضاد". لكنه في الحقيقة بتصرفه الحربائي والماكر ليس إلا جهازا خائفا، وفي حالة خوف مزمن، و لهذا زرع عنصر الخوف في ذهنية الأفراد والقبائل، انه ينتج الخوف بافراط، حتى يقهر "عقدة الخوف" عنده .
إن هذا التعريف يبق أيضا مرحليا، ولكل مرحلة مخزنية مميزاتها، قد نضيف عناصر أخرى لهذا التعريف و نمدده، أو ننقص منه عناصر و نظيف أخرى، وكل تاريخ المخزن المغربي، تاريخ ماكر، وهنا نحن أمام مصطلح يجب تناوله من وجهة ممارسي الحكم، إنها الميكيافيليلية المغربية التي يجب عزلها عن الميكيافيليلية الحديثة، وكلمة المخزن هي مرادفة الميكيافليلية لكنها غير موثقة إنها "أعراف شفوية "، ويجب الاعتراف بأن" المخزن" ليس كل ممارسة سلبية" أو إلصاق كل ما هو سلبي بهذا الجهاز....
ويمكننا القول في عمومه، أن المخزن هو تجمع لمقالب تجمعات إثنية توحدها المصلحة، أنتجت تحالفا تاريخيا هو جهاز بغاية اقتسام الفريسة والغنيمة وخيرات البلد. ولعلنا اليوم أمام استمرار نفس الأساليب التي نهجها القدامى من المخزنيين، الذين نظروا إلى البلد كفريسة وغنيمة، ولم يتخلص أفراده من عقيدة الغنيمة هاته ومعظم سلوكاتهم لا تخلو من حضور هاته العقيدة المخزنية التي ترتبط بالعقيدة العربية التي أتى فسرها محمد عابد الجابري، أي عقيدة الغنيمة، وأقول العقيدة: لأنها جزء من فهم خاطئ للاسلام.
إن كل تصرفات أفراد المخزن الحداثيين الجدد، أو المخزنيون الجدد اتجاه الوطن، لا يحكمها أي عنصر، لا الولاء ولا الوطنية ولا الحب ولا أية قيمة سامية، إنها تصرفات استمرارية لسلفها، ولو خفت شيئا ما ، إنها تنظر إلى الأمور من معيار حقها في الغنيمة والكعكة، (مهرجانات عشوائية، التعيين بظهير يعني الحق الكامل في التصرف في المال العمومي بدون حسيب أو رقيب، التسابق على شراء سيارات فارهة، السطو على ممتلكات وأراضي عقارية وفلاحية - ولو وكانت وقفا من أوقاف المسلمين- بطرق مقنعة ...)، والغريب أن أحزابا معارضة قديمة فهمت متأخرا، أن الوصول إلى الحكم، لا يكون إلا من خلال تقليد فصيلة الكلاب للفوز بعظمة من جسد الوطن، فعوضت النباح بالنضال.
لقد طور المخزنيون أواني المكر، و استقدموا أخرى: الوطنية، الحكامة الجيدة، التنمية البشرية، المشروع الحداثي... لكن شتان بين الخطاب والممارسة، والواقع والخطابات الناعمة.
لقد تأكد أن تصرفات بعض المخزنيين الجدد، لا يختلف عن تصرف أسلافهم، و أن هناك بون شاسع بيننا في فهم معنى الوطن الذي نريده، الفريسة والكعكة والغنيمة كما يفهمونه، والعدالة والحق والقانون كما نريده.



#عبدالحق_فيكري_الكوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها السادة العميان خذوا حصتكم من الشمس ولا تهزموا!
- عربة الكاتب المغربي سمكان الإرهابية!!!
- على هامش حصار غزة: صيحة في تجاويف العقل الإسرائيلي وصاحب الج ...
- حركة لكل الديمقراطيين بالمغرب:الطرقية السياسية والكوميديا ال ...
- شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإسلام أية علاقة؟
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس- الوثيقة الرابعة-
- اعترفات على صدر ابنة توسيوس-3-
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس-2-
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس
- حوار فلسفي مع حورية: أحلم بامرأة تتقلد إمارة المؤمنين!!
- الدلالة الاسمية لكوش في جميع دول العالم : لبنان و المغرب خصو ...
- المسرح العالمي و مساهمته في بناء الإنسان
- إلى مواطنة لبنانية تخليدا لذكرى 26 مايو وانسحاب إسرائيل من ا ...
- تركيا أو - جحا- الشرق الأوسط
- الثورة الناعمة : محاولات قزحية لبناء وفهم الإنسان العربي-2-
- الثورة الناعمة : محاولات قزحية لبناء وفهم الإنسان العربي-1-
- رسالة 8 مارس من كاتب مغربي الى مواطنة جزائرية - تخليدا للحصا ...
- غياب الحرية السياسية مشكلة العالم العربي
- الأضرحة و القبور والسلطة و الإنسان المقهور
- المثقف و الحداثة ومؤسة الزاوية


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبدالحق فيكري الكوش - المخزنيون الجدد وعقلية الفريسة والغنيمة