عبد العزيز الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 3057 - 2010 / 7 / 8 - 01:53
المحور:
الادب والفن
من شتاء بعيد
سماء ملبدة بالغيوم تنزل نحو المدينة
طفل يمد قامته
يلتقيان ....
تلك من ذكريات الشتاء ....الشتاء البعيد
حيث الصباح المغلف بالعتمة والغروب الشحيح تؤمان
صورة واحدة ....والهروب الى فصول الرواية
والزقاق اليردد اغنية الوحل والعويل المطير
للسنين القديمة ... رائحة الهيل
والاكف الصغيرة تمتد للموقد الفحم.... رائحة البرتقال
للصباحات والشمس صاعدة فوق المدينة تضحك
صورة ترددها الذكريات القشيبة.....وقت الصفاء
حيث كنا صغارا .....عصافير تمرح في غابة الوقت
ملتصقين ....بالضحك ..بالعيد....باللعب...
للاغنيات نرددها في المواسم طازجة
للسماء يرتقب الطير في مسارات هجرته
طفل يمد قامته بالنشيد الجميل
ارجوحة في مزارات العيد
يكبر في المظاهرات
وحين يواجه رجال الامن المتربصين في فتحات الازقه
ينفتق الخوف ...يبرز قلبا صلبا
والغيوم تتراشق
ينشق الليل عن الليل
ينهمر الفيض
والطفل يلف الشتاء تحت ابطية
يحضن الزمن الموجع القادم ..بالغيب
حين الصغار ... الجميلون
يموتون تحت السياط...في كهوف السجون
حين الرذيلة...تجلس فوق الكراسي المنخورة السيقان
تفترس الوقت والبعد ...ترتد بالعابرين مئات السنين
وتعصر ...تخنق بين الكفوف النشيد...الطفولة
ويح الشتاء اللعين
حين المدينه ساقطة في الوحل وحل الرذيلة والقهر والعهر
حين الطفولة والشتاء.... يتيمان
والزمن الام ....تغرق في البكاء الحزين
ذلك كان الشتاء البعيد
الحزين البعيد
2010 بغداد
#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟