أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - الطائفية وعوائق الرأسمالية














المزيد.....

الطائفية وعوائق الرأسمالية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 20:09
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في حراك الإسلام الأول كان مشروعُ السوق الكبير، كانت مكة مدينةً رأسماليةً واعدة، لا روابطَ كبيرةً ثقيلةً بالإقطاع، روابطها الاقتصادية بالمدن المجاورة بين هذا وذاك، بين جدة الميناء المفتوح، والطائف البستان التقليدي.
اللغةُ البضائعيةُ ساريةٌ فيها كالروحِ المنعشةِ الطائرةِ بها نحو الأسواقِ في المنطقةِ - العالم الاقتصادي، صيفاً وشتاء، تحليقاً نحو الأرباح والبناء والتوحيد، والإسلام يحجمُ العبوديةَ من دون قضاء عليها ويوزع الإقطاعات الصغيرَة تكسيراً للمُلكيات الكبيرة وسيطرتها على العاملين، ويرفضُ المَلكية المُعبرةَ عن تمركز المُلكيات الكبيرة في إيدٍ قليلة.
فضاء السوق كبير: البضاعة، والنقدان الروماني والفارسي، وحتى البشر يغدون بضاعة مكروهة، وأدوات الإنتاج، والمتاجر، والمخازن، وأدوات النقل، ثم تتسعُ الأدواتُ البضائعيةُ مع اتساع الدولة - الامبراطورية لتغدو عالميةً عربية رغم مخاطر التوسع الفضفاض، فُيسكّ النقدُ العربي، وتظهر الحوالات، وتنتشر العملتان الذهبيةُ والفضيةُ، شرقاً وغرباً إسلاميين.
إن ضخامة السوق العربي الإسلامي العالمية تغدو أكبر سوق تداول، على أساسين اقتصاديين زراعي وحِرفي، ومسألة الربا تجدُ تحايلات اقتصادية، رغم عدم زوال العقدة الدينية وسيطرة القراءات الحَرفية، التي تعطي الرأسمالين المسيحي واليهودي حضورين قويين في السوق.
وتؤدي الحرفُ تطورات حضارية في البناء المعماري والوعي الفلسفي، والكتابات.
إن تفاقم الصراعات القومية والاجتماعية بين الأمم الإسلامية يضيقُ السوقَ العالمية هذه، وهي صراعاتٌ تتحول لمذهبياتٍ متحاورةٍ بدءًا في عواصم الازدهار الاقتصادي ثم تغدو مغلقة متعادية بعد ذلك في الشظايا السياسية المتسعة، وتؤدي للتفتيت المتنامي، أولاً: دولٌ مركزية، ثم دويلات، ثم فسيفساء من كيانات هشة تتساقط كل بضع سنوات.
النقدُ الثمين يهرب لمناطق يحدثُ فيها تطورٌ اقتصادي، مثل شرق آسيا، وجنوب أوروبا، ومع استمرار التفتت الإسلامي وزوال البدايات الرأسمالية، يختفي النقدُ الذهبي، ويُسك النحاس والحديد، وتُصادر الأموالُ والبضائعُ، وتتضاءلُ الأسواق، وتختفي الأسواق الكبرى المركزية.
وترحلُ طرقُ التجارة عن وسطِ ودواخل العالم الإسلامي، الذي غدا نهباً لحروب القوميات والطبقات والأقاليم تحت مسميات المذاهب والطوائف، تتوجه هذه الطرقُ نحو البحار البعيدة، ويحدث تداولٌ سلعي كبيرٌ بين غرب أوروبا وجنوب آسيا وشرقها الأمر الذي يُحدثُ مجاعات في مناطق عديدة في العالم العربية خاصة.
إن تضاؤل العمل المأجور والسلع والنقد يترك بصماته على العودة لاقتصاديات ما قبل الرأسمالية الواعدة تلك، كتوسع الرقيق، حيث يتم سحب دماء غزيرة من شرق أفريقيا، ومن شعوب آسيوية، ويدفعها ذلك لغزو العالم الإسلامي، ويتم تضمين الأرض والمحاصصة فيها بأشكالٍ كثيرة متخلفة، تقود لجمود العلاقات الانتاجية في الأرياف.
في العصر الحديث ساعدت المقاربة مع الغرب ونمو الليبرالية والوطنية من تخفيف أثر الطائفيات المندمجة مع العلاقات ما قبل الرأسمالية، فحدثتْ وحداتٌ وطنية وتطوراتٌ اقتصادية كبيرة انتهتْ بأنظمةِ رأسماليةِ الدولة التي عجزتْ عن التطور الديمقراطي الحديث، فبعثتْ الطوائفَ السياسية والاجتماعية مجدداً.
إن تداخل رأسماليات الدول العربية الإسلامية مع الطائفيات يعني حدوث التطور الاقتصادي بشكلٍ غير متدرج وغير ديمقراطي، وقيام البناء الاقتصادي على أسس سياسية ومناطقية وقبلية ومذهبية.
لقد وجدت الأسواق بوفرة، وعادت العملات على أساس ذهبي، وظهرت المصانع، وانتشر العمل بالأجرة، وغاب الرقيق، لكن النظامَ الرأسمالي الديمقراطي لم يظهر.
تعني الطائفية في الاقتصاد غياب الريف عن التطور الاقتصادي العصري، وتخلف النساء، وتضخم أجهزة الدول بأشكال قرابية وطائفية.
إن انتشار الرأسمالية الحرة الذي لو تم كان يعني انتشار العلاقات البضائعية بشكلٍ متصاعد، وتفكيك الطوائف وحدوث تداخل وطني عميق، وانتشار الثقافة العقلانية الديمقراطية، وتحرر النساء، وقيام الأحزاب على أسس طبقية، وتغلغل العلاقات الرأسمالية في الأرياف، لكن أجهزةَ الدول قامتْ بحرقِ المرحلة وقفزت على التطور(الطبيعي) بدعاوى سياسية قومية ووطنية وتحديثية.
ورأسماليات الدول الآن عاجزة عن العودة للمسار الطبيعي، بسببِ تثاقلها بالامتيازات والهيمنة على الموارد، والمراوحة والثبات يقودان لتفكك الدول إلى عناصرها الأولية الطائفية والدينية والقومية التي لم تنصهر في عملية النهضة.
وهذا يؤدي إلى خسائر اقتصادية ودمار للرساميل التي تجمعت، ويحطم بعض الأسواق التي نشأت بشكل قومي كبير، ويضعف التطورات الاقتصادية التوحيدية، ويجعل الرساميل خارجية بصورة كبيرة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموظف الكبير والتاجر
- في الحالة الشمولية
- إمكانيات الليبرالية الوطنية
- التقدم صناعة الحاضر
- أزمة المعارضة الإيرانية
- الأحزاب المذهبية السياسية في العراق (2)
- الأحزابُ المذهبيةُ السياسية في العراق (1)
- الإصلاحيون الإيرانيون (4)
- الإصلاحيون الإيرانيون (3)
- الإصلاحيون الإيرانيون (2)
- الإصلاحيون الإيرانيون (1)
- الحقوق والأوضاع العامة
- هاشمي رفسنجاني (3-3)
- هاشمي رفسنجاني (2)
- هاشمي رفسنجاني(1)
- تركيا مستقبلٌ مرئي للمسلمين
- من تركيا الحرية لفلسطين
- عالم جديد يتشكل
- أزمةُ كتلٍ رأسماليةٍ مختلفة
- العلمانية الإسلامية والتضحية


المزيد.....




- -حماس- والفصائل الفلسطينية تؤكد أن ما يسمى اليوم التالي للحر ...
- الإفراج عن الضابط عمر نزار المحكوم بالمؤبد عن جريمة قتل متظا ...
-  الآلاف يحتشدون في كافة أنحاء المملكة المتحدة لوضع حد للفاشي ...
- الفصائل الفلسطينية: موقفنا ثابت من المفاوضات بضرورة تنفيذ ما ...
- تركيا: ضبط أسلحة خاصة بحزب العمال الكردستاني في شمال العراق ...
- العراق.. تبرئة ضابط أدين بقتل متظاهرين في -مجزرة جسر الزيتون ...
- لا سبيل لمواجهة السياسات اللاشعبية سوى بالمزيد من تنظيم وتقو ...
- الجبهة الشعبية: تتوجه بالتحية إلى المقاومة والشعب اللبناني ...
- الدفاع التركية: تحييد عنصرين من حزب العمال الكردستاني شمال س ...
- أكاديمي أميركي: وصف ترامب لهاريس بأنها شيوعية يظهر قلقه الوا ...


المزيد.....

- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- لماذا يجب أن تكون شيوعيا / روب سيويل
- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - الطائفية وعوائق الرأسمالية