أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوار - عندما يختصر الجمع بمفرد














المزيد.....

عندما يختصر الجمع بمفرد


طلال الغوار

الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 20:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن انكار دور الفرد في مجرى التاريخ وحياة المجتمعات فهناك الكثير ممن تركوا بصماتهم عبر التاريخ كالمفكرين والفلاسفة والقادة والادباء واوجدو حقائقهم الفكرية والثقافية في المجتمع الانساني وظلت فاعليتها مستمرة في المساهمة في تكوين الرؤى والتصورات والافكار لدى الشعوب في رسم معالم حياتها,غير ان الامر يختلف عن (الفرد- الرمز) الذي يحمل معنى الهيمنة – القوة – التفرد التي من خلالها يمنح نفسه الصلاحية في فرض ارادته على الاخرين, فتنسب كل ما يقومون به اليه وبالتالي يختصر كل , مايحققه الشعب من انجازات واعمار وماثر عظيمة وانتصارات في اسمه وتجير كلها لصالحة لتكون موضع تفاخر وتباهي , وهذه حقيقة تاريخية وقد زخر التاريخ بها ,فالاهرامات الي شيدها المصريون القدامى خلال مئات السنين جير بناءها الى (الفراعنة), وكانهم هم وحدهم حملوا احجارها تحت لهيب الحر القاسي ووضعو حجرا على حجر , وكذلك الامر نفسه عن بناء برج بابل وكان نوبوبلانصرهو الذي حمل اشجار الارز من لبنان لياتي بها الى اور ويشيد هذا البرج فيما الجموع الغفيرة التي مشى باقدمها الزمن و شيدت هذه (العجائب) قد احترقت اسمائهم وغابو عن التاريخ. وفي حالة الانتصارات في الحروب فتنسب الى القائد ويسجل التاريخ هذه الانتصارات باسمه , اما المقاتلون الحقيقيون فمغيبون , واذا مانهزموا في معركة ما فيقال انهزمت هذه الجموع او هذا الشعب دون ان يذكر اسم القائد , كان يقال هزمت (الروم) او هزم (الفرس) او هزمت ( العرب) ..الخ .
فقضية القائد – الرمز ظلت حاضرة عبر التاريخ ومازالت تعتبر جزء من هموم الكثير في المجتمع العربي وخصوصا في المجتمع العراقي حيث تشكل فكرة الرمز – القائد امتدادا لثقافة مور وثة لها فعلها المؤثرفي تشكيل الرؤية السياسية للناس ويتجلى ذلك بشكل واضح وصريح معبرا عنه في اراء الكثير من العراقين في قولهم , نريد قائدا كذا ..او شخصا كذا...الخ. وكان الامر مرتهن بوجود هذا الفرد او ذاك الذي سيغير الحياة بضربة عصاه السحرية, بدل ان يدعو او يطالب بنظام سياسي او حكومة قادرة على ارساء اسس وركائز دولة وبناء موسساتها بعد ان نسف المحتل كل اسس وركائز الدولة العراقية . ولكي نكون منصفين فان الاوضاع القاسية والمأساوية الي عاشها العراقيون ومازالوا يعيشون تحت وطأتها خلال الاحتلال الامريكي للعراق وتعاقب الحكومات التي لم تحقق ابسط مقومات الحياة قد عمقت هذه الثقافة وصارت فكرة البحث عن الفرد (المنقذ) ديدنهم.
لكن الماساة بدات تتفاقم اكثر فاكثر ليشيعوا هذه الثقافة (القادة السياسيون) ان جاز التعبيربعد استغلالهم لها من اجل تحقيق ماربهم واحلامهم الخاصة,ويحاول كل واحد منهم ان يستاثر بما يمطمح اليه, لتنشب الصراعات والخلافات وتكثر المادب السياسية والحورات التي لا تفضي عن شيء. والسؤال عن ماذا هم مختلفون, فالعاوى التي يتبجحون بها وخطاباتهم السياسية التي يطلقونها منذ الانتخابات والى يومنا هذا تكاد تكون واحدة , فكلهم يتكاؤن على مفردة الديمقراطية وتوفير الخدمات والادعاء ببناء دولة المواطنة ليمارسوا اسلوب المخادعة والتضليل ويصعدوا على اكتاف الجموع الغفيرة ,ليكشفوا عن ماربهم ونواياهم الخاصة واصبح كل واحد من هذه (الرموز ) يسعى من اجل ان يحوز النار الى رغيفه الذاتي والفئوي لتتعطل تشكيل الحكومة بسبب الشخصنة والخلاف على من هو الذي سيقوم بهذه المهمة وكان هموم العراقين وتطلعاتهم مرهونه (بالفرد او الرمز المنتظر) ونسو او تناسوا الجماهير التي اوصلتهم الى ما هم عليه ويختصرون بهم. لكنهم سيخرجون من هذا الوهم عاجلا ويطاطاوا الرؤوس منحنين امام الرمز صاحب القوة الغاشمة والقادم من خلف البحار امام عصاه الغليضة , وقتها ستتبدد احلام الامارة حتى ولو كانت على حجارة وسيفوز من هو الاكثر انحناء ويجيد الانحناء اكثر من غيره



#طلال_الغوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشارات باصابع مطفئة
- الانتخابات العراقية وأساليب التخفي
- اشراقات
- اشجار تتحاشاها الزوبعة
- المنصور يسأل عن بغداد
- حرائق الكلمات
- على غرار تجميع القبائل


المزيد.....




- الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا ...
- مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
- -نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال ...
- 17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
- الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟ ...
- إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
- الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
- خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
- القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوار - عندما يختصر الجمع بمفرد