أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - الخرافة و العقل ...














المزيد.....


الخرافة و العقل ...


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 15:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فيما يلى نماذج لما تقدمه الدجلنة و الخرافة ( وهى مجرد قائمة تمثيلية و ليست شاملة ) : التنجيم , مثلث براموده , ووحض بحيرة نيس , والأشباح , والعين الشريرة , التنبؤ , تحريك الأشياء عن بعد دون لمسها , الاعتقاد بأن رقم 13 مشئوم ,نبوءات نوستراداموس , قراءة الكف , الاستشفاء بالإيمان ,وغير ذلك من المزاعم التى ما دامت نسبة صغيرة منا تريد اعتبارها صحيحة فهى صحيحة حقاً .
الأدوية الوهمية عبارة عن أدوية لا تفيد و لا تضر , والباً ما تكون أقراصاً من السكر . وتقوم شركات العقاقير عادة بمقارنة فاعلية أو مفعول عقاقيرها مقابل الأدوية الوهمية التى تعطى للمرضى بنفس المرض للذين لا يتسنى لهم أن يفرقوا بين العقار و الدواء الوهمى . ويمكن أن تكون هذه العقاقير الوهمية فعالة على نحو مدهش , خاصة بالنسبة لنزلات البرد و حالات القلق , والاكتئاب , والألم , و الأعتراض التى من المعقول أنها تولدت عن العقل ,,,, و من المفهوم أن الإندورفينات – أى بروتينات المخ الصغيرة ذات التأثيرات الشبيهة بتأثيرات المورين – يمكن استدرار إفرازها عن طريق الاعتقاد ... ذلك أن الدواء الوهمى يعمل فقط إذا اعتقد المريض أنه دواء فعال . ويبدو أن الأمل يمكن – فى حدود ضيقة – أن يتحول إلى كيمياء حيوية ...
وفى عملية تطبيق لأكذوبة الانتقاء الرصدى , يمكن نسيان أو استبعاد الدعوات ( أى الصلوات ) غير المستجابة . ومع ذلك هناك خسارة مؤكدة : ذلك أن بعض المرضى الذين لا يتم علاجهم بالإيمان يوبخون أنفسهم . إذ ربما يكون الخطأ خطأهم , من باب أنه ربما كان إيمانهم غير كاف . فقد قيل لهم , عن حق , إن نزعة الشك عائق فى سبيل كل من العلاج بالإيمان و العلاج بالأدوية الوهمية ...
قد يبدأ المعالج بالإيمان وفى عقله نية الخداع وقد لا يبدأ بذلك , غير أنه مما يثير دهشته أن مرضاه يبدو بالفعل أنهم يتحسنون . وتكون انفعالاتهم صادقة , ويكون عرفانهم مؤثراً . وحين يوجه النقد للمعالج , يندفع مثل هؤلاء الناس دفاعاً عنه . وقد استشاط غضباً العديد من كبار السن ممن حضروا عملية الاتثال الخارجى التى تمت فى دار الأوبرا بسيدنى بعد العرض الذى قدم فى برنامج (( ستون دقيقة )) : وقالوا لألفاريث (( لا تعبأ بما يقولون , فنحن نؤمن بك )) .
قد تكون هذه النجاحات كافية لإقناع الكثير من المشعوذين , بأنهم يتمتعون بالفعل بقوى صوفية غامضة , بغض النظر عن مدى عدم جديتهم فى البداية . وقد لايحالفهم النجاح فى كل مرة : ذلك أن القوى تروح و تجىء , فهذا ما يقولونه لأنفسهم . وعليهم مداراة فترة توقف القوى . كما يقولون لأنفسهم إنه إذا كان عليهم أن يمارسوا الغش من آن لآخر , فإن ذلك يخدم هدفاً أسمى . فحديثهم المستفيض الرنان يجربه المستهلكون , وهو يحدث أثره ..
ومعظم هذه الشخصيات إنما تسعى إلى نقودك فحسب . مهذا نبأ طيب . غير أن ما يقلقنى أن يأتى أحدهم فى المستقبل مقعماً بالرغبة فى تحقيق شىء كبير – زعامة متغلغلة وطنية النزعة و مسيطرة و جذابة . فكلنا نتوق إلى زعيم قدير و نزيه و يتمتع بسحر الزعامة . ولسوف نقتنص الفرضة لمساندته و الإبمان و التفاؤل به . ولسوف ينجرف معنا جميعاً معظم المخبرين و المراسلين و الصحفيين و كتاب الافتتاحيات و المخرجين و لسوف نحجم عن التحرى الشكى الحقيقى . فذلك الزعيم لن يبيعك الصلاة أو البللورات أو الدموع , بل ربما سوف يبيعك حرباً أو كبش فداء أو حزمة شاملة من المعتقدات أكثر من تلك التى باعها أى شخص أخر ... وأياً كان ذلك الذى سيبيعه فلسوف يكون مصحوباً بالتحذيرات من أخطار نزعة الشك ...
من أكثر دروس التاريخ مدعاة ً للحزن الدرس التالى : لو أننا تعرضنا للخداع لفترة كافية فإننا نميل إلى رفض قبول أى دليل على الخداع . ولا نصبح مهتمين مرة أخرى بكشف الحقيقة , ذلك أن الخداع قد استحوذ علينا . ومن العسير علينا تماماً أن نقر – حتى لأنفسنا – بأننا قد خدعنا . فما إن يتمكن المشعوذ منك , حتى يتعذر عليك أن تسترد نفسك . كما أن المدلسين القدامى يميلون إلى مواصلة البقاء فى الوقت نفسه الذى ينهض فيه المدلسون الجدد...
الهراء و الخداع و التفكير الطائش و الدجل و التمنيات التى تتنكر فى زى الحقائق , ليست مقصورة على السحر الذى يمارس أمام الحضور فى الأبهاء و على النصيحة الغامضة فى أمور القلب . و إنما – و بكا أسف – هذه الأدواء تتفشى فى صميم الأحوال الاقتصادية و الدينية و الاجتماعية و السياسية لكل أمة .



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء
- كوكب الأرض ...
- بديهيات متغيرة .... الجزء الثانى ....
- بديهيات متغيرة
- رحم التطور
- الخط الارتقائى
- ملخص للتطور
- الكهرباء الجوية والخرافة
- إختبارات نفسية
- الجزء الثانى - شطحات جنونية
- الخوارق
- الجزء الأول - شطحات جنونية
- الجبهة الإنسانية
- ما هى الحياة
- فن الحياة
- العبور
- معتقدات تطورية
- فكرة الموت
- الفكر و الصدفة
- معيار التطور فى الكائنات


المزيد.....




- مسجد سول المركزي منارة الإسلام في كوريا الجنوبية
- الفاتيكان يصدر بيانا بشأن آخر تطورات صحة البابا فرانسيس
- ملك البحرين: نستجيبُ اليوم لنداءِ شيخ الأزهر التاريخي مؤتمرِ ...
- وفد من يهود سوريا يزور دمشق بعد عقود في المنفى
- “اسعد طفلك الصغير” أغاني وأناشيد على تردد قناة طيور الجنة عل ...
- موقع سوري يستذكر أملاك اليهود في دمشق بعد بدء عودتهم للبلاد ...
- فرنسا تناقش حظر الرموز الدينية في المسابقات الرياضية
- شيخ الأزهر يطلق صرخة من البحرين عن حال العرب والمسلمين
- ملك البحرين يشيد بجهود شيخ الأزهر في ترسيخ مفاهيم التسامح وا ...
- احدث تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUR EL-JANAH TV على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - الخرافة و العقل ...