|
عود وكمنجه وطبل ...دك وأرقص وغني..!!
سلام كوبع العتيبي
الحوار المتمدن-العدد: 929 - 2004 / 8 / 18 - 13:18
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لم يتعب حفار القبور - انه موسم الحصاد الذي ينتظره كل يوم - لايهم ان كان القادم مات موتا طبيعيا او قتل او حتى اذا كان القادم شهيد - المهم هو الموسم- موسم الحصاد بالنسبة له .. هؤلاء الحفارة يعودون الى بيوتهم مرهقين حين لم يجدوا من يقبرونه – ليلة البارحة اشترت ام السعد خواتم ذهبية جديدة بعد ان دفن زوجها عشرة جثث من جثث المقاتليين كان اكبرهم لم يرى ربيع الدنيا واصغرهم في رحم امه التي قتلتها شظية من شظايا صواريخ الطائرات - يقولون ان القذيفة التي سقطت على دارها كانت بسبب مراهق طائش عندما كان يتصيد جندي امريكي قرب سكنها ورصدته طائرة لتقوم بتمير الدار فوق رؤوس اصحابه – ام السعد فرحت جدا هذا اليوم بعد ان اضافت الى زينتها خواتم ذهبية جديدة لتغازل ابو السعد باصابعها المنتفخة البيضاء ( مصائب قوم عند قوم فوائد!! ) تجار البنادق تجمهروا على الحدود - سوق العراق مربح لم تتاخر به بضاعتنا كل يوم هنالك حفل ويحتاج شعبه لبنادق مهربة لغرض اطلاق النار التي تصاحب الزغاريد عندما يقومون بزفة العروس وزوجها ينفقون كثير من الرصاص على السماء البعيدة .. جلس حفار القبور على احد القبور القديمة ليشرب كاس من قنينة سوداء اللون قال انها هدية من احد ذوي المقبورين الجدد مقابل ان يعتني بدفن اخيه- رشف كاسه الاول وتلمض قبل ان يشعل سيجارته المستوردة اخذ نفس عميق من تلك السيجارة وركل القبر بقدمه – لماذا لا تعود الى الدنيا كي اقبرك من جديد – انهض ماذا عساك تفعل اسفلي – المدينة عامرة بالاعمال وانت راقد دون حركة - احسدك على هذا الرقود الذي فارقته منذ سنوات و لم اذقه . كان ابو السعد حاسد المقبور على قبره او انه يتمنى لو يبيع قبره الى قادم اخر خاصة بعد ان اصبح القادمون كثرة هذا العام – الكل يحاول ان يستثمر الموسم النجار يصنع التوابيت- الدفانون- سائقي البيكبيات التي تنقل الاموات – تجار السلاح – المدعومين من خارج الحدود -رجال السلطة – هنالك بكاء وعويل خلف المقبرة ازعج مزاج ابو السعد الذي اخذ يتحدث مع نفسه متمنيا لو هؤلاء قتلتهم الطائرات حتى يستطع اتمام المبلغ الذي تود ام السعد ان تشتري به قلادة مثلما إشترت صديقتها زوجة النجارة بعد ان باع كمية كبيرة من التوابيت لعوائل القتلى وعدد قليل من الشهداء!! السكون يلف المدينة الا قليل من صليات البنادق التي مزقت السكون قرب المقبرة التي يستمد منها ابو السعد رزقه ؛ لم يستطع هذا الليلة العودة الى داره لكنه هاتف ام السعد التي قالت له انتظر في المقبرة لعل الامريكان يرزقونك بجثتة او جثتين – اقفلت ام السعد الهاتف وهي تدعوا ربها ان يرزق ابو السعد هذه اللية – شرب ابو السعدة اكثر من المعدل الذي اعتاد عليه لكنه هذه الليلة يشعر بكائبة اكثر من الايام السابقة – امتدت يده مرة اخرى الى الهاتف – الى الان لم ياتي احد – انتظر فانا قبل ان انام دعيت ربي ان يرزقك هذه الليلة كي استطع شراء قلادتي – قراءت ام السعد ما تيسر لها من الآيات التي تجلب الرزق ونامت وهي تتمتم ببعض الطلاسم التي حفظتها من امها .. الصباح يعلن عن قدوم يوم جديد - جلس ابو السعد ليتوضا لغرض صلاة الفجر – انه الاذن – اكمل الركعتين بزمن قصيرلكنه تاخر في الدعاء ( إنه القط !!) عندما كنت اشتم اهلي بعد ان انال من ظرباتهم ؛ كانت تقول امي انت مثل القط الذي يدعوا على اهله بالموت !! الموت لامريكا – الموت لامريكا شعب غاضب يحملون بنادق وسكاكين يطالبون الموت لامريكا خليط من الشعب ثوار – لصوص- قتلة - علماء - مؤمنون –دجالون؛ خليط غير متجانس .. إندس ابو السعد بين الهاتفون- الموت لامريكا لنحارب امريكا – صليتان من بنادق امريكية تفرق التظاهره – توزع المتظاهرون خلف البيوت القديمة – بيوت ايلة للسقوط – ابو السعد مازال يحرض الفتيان على مقاتلة الجيش الامريكي – الموت لامريكا الموت لبريطانيا - تصاعد ازيز الرصاص – الطائرات فوق رؤوس الفتيان تصب قنابلها العمياء – انفجار يهز البيوت القديمة – ابو السعد يتوارى داخل المسجد – تدافع مع بعض المتوارين اخذ مكان في اخر زاوية المسجد كبر وسجد وكررها عدت مرات ( انها صلاة النصر !!) رفع كفه الى السماء – يتلمض بلسانه كانه افعى !! نهض بتثاقل – تقدم الى باب المسجد؛ كثيرون هم الذين على شاكلة ابو السعد – حاول ان يخطف المايك من يد احد المكبرين الذين يحرضون الفتيان على المعركة – هذا يوكم ايها الابطال اقتلوهم انها الشهادة – ابو السعد يكلم نفسه – نعم انها الشهاد ولا تتاخروا استشهدوا- استشهدوا - وصل شاب نازف الى باب المسجد – مولاي اكثر من 20 شهيد وقعوا نتيجة قصفت الطائرات لاحد البيوت بعد ان اختبأ المقاتلين بجانبها – الله اكبر – ابو السعد وردت وجنتاه تغير لونه ابتسم – ولماذا انت عدت لماذا لم تستشهد مع رفاقك ؟ ادخل ادخل لتضمد جراحك وتعود لمنازلت الكفار – هذا اخر قادم ياترى ماذا يحمل من بشرى ؟! كم عدد الذين سقطوا – اربعة مولاي – فقط اربعة لماذا انه عدد قليل ؟!! ولماذا انت لم تسقط انا هربت مولاي القناصه إنشغلت مع الاخرين وانا جئت ابلغكم نبا استشهاد اولاد الحاج مصطفى – مسكين الحاج مصطفى سوف يموت كمدا على اولاده هم من يعيل ثلاث عوائل قتل الطاغية رجالها !! نعم اولاد الحاج استشهدوا – لن ادفن هؤلاء سوف اتركهم لغيري الحاج مصطفى ليس معه مايدفعه لدفن اولاده خاصة وهم لم يسددوا ما عليهم من دين سابق عندما دفنت ابنه الاخير ؛ وكيف لي ان استعيد نقودي إن من كان يعيدها قد قتلته الطائرات الامريكية ؛ لا اريد الفوائد لكني لن اتنازل عن مالي !! يقولون ان هنالك مفاوضات مع القائد لوقف القتال – الناس تعبت من القتال دون ان تنسحب القوات الامريكية والان يتفاوضون – لن نوقف القتال الموت لامريكا لابد وان نحارب- الله اكبر – كبر ابو السعد ثلاث مرات قبل ان يتوقف ليرد على هاتفه النقال – اهلا ام السعد – ليش ما رجعت للبيت – ابشري الله رزقنا برزقه الى الان هنالك 20 جثة رزقنا الله بها !! والخير الاخر قادم في الطريق ؛ ارتاحي انت - سوف اعود عندما انتهي من عملي اليوم الرزق كثير اخبروني ان هنالك الكثير من الجثث قادمة من المدن الاخرى – الله يرزقك يا ابو سعد وانتبه لحالك – لاتهتمي انا فقط اشجع انت تدركين ان هذه اللعبة تحتاج تشجيع ..!! لماذا يريدون وقف القتال ( قطع الاعناق ولا قطع الارزاق !!) الموت للاعداء- اصوات التكبير تاكل جدران المنازل مع الرصاص المنطلق من تحت الرايات الملونة – اصوات الاحلام تحشرجت بعد الذبح الذي كسيت به القلوب -ليس هنالك مدينة مقدسة القداسة للانسان – مانفع المدينة دون البشر تصبح خرائب يسكنها الجان – جنة بلا بشر لتقفل ابوابها وليرتاح رضوان بجنته – المدن الفاضلة هي المدن التي يلعب بازقتها الاطفال وتفتح مدارسها ابوابها – لماذا يختبؤون داخل المقدس ان كانوا يدعون حمايته ؟! انها لعبت ابو السعد – المدارس اغلقت والكل ينتظر خروج الذين اختبؤوا داخل المقدس – قال ابو السعد نحن هنا لكي نحمي قدسية مقدساتنا – ابو السعد لم يكمل بناء بيته الجديد وهذا يتطلب منه مبالغ كثيرة ؛ المواد الانشائية اصبحت غالية الثمن ليس له سوى الحرب على الكفار لغرض حماية المقدس – ام السعد بحاجة الى قلادة جديد وليس لها سوى ان الله يرزق ابو السعد بمعركة يسقط بها الذين مازالوا لم يعرفوا نوايا ابو السعد والتي حياتم لم تشكل له ولزوجته سوى قلادة وبعض الخواتم الذهبية لكي تبدوا اكثر جمالا من قباحة داخلها الاسود.. تجمعت سيارات صغيرة الحجم لنقل الجثث التي رزق الله بها ابو السعد بعد الهدنة – يتلمض ابو السعد انه يوم الربيع لن اقبرهم قبل ان اتسلم اتعابي هذا هو عملي كيف لي ان استمر بهذه الحياة دون ان انتصر بمعركتي ومعركتي هي ان ازيد عدد الجثث المتساقطه لن استطيع توفير طلبات ام السعد انها جميلتي وليس هنالك من اجمل منها ؛ بعد ان انهي من طمر هؤلاء المغرر بهم علي ان اكمل مشتريات البيت لكي تجهز ام السعد حفلة هذا اليوم .. الدنيا قصيرة وعلي ان اسعد نفسي بها ليس لي بهم شيئا وعلي تعويض المبلغ الذي استدانه الحاج مصطفى الذي خسر اخر ما تبقى له من المعيلين .. خسرت فلوسي التي بذمة الحاج .. الليلة ادعو ابناء الكار لنشرب ما جاء به القادمون انه الزمن المحروق ورماده هؤلاء .. لن نوقف المعركة لا بد ان ننتصر- الموت لامريكا ؛ هذا كل ما افعله ولتحترق المدينة طالما هنالك عود وكمنجة وطبل دك وارقص وغني ....
#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دبابات أمريكية وعمائم إيرانية وشاهد ما شافش حاجة ..!!
-
جل ما أخشاه أن يكون الله أمريكي ..؟!!
-
مجاهدين هندوس .. أنبياء للإيجار ...!!
-
مقتدى الصدر سينتصر !! أياد علاوي سينتصر..؟!!
-
هل العراق قرية متخلفة من قرى خرم شهر الإيرانية ..؟!!
-
الشارع العراقي بين الإنشقاق ومهزلة العصابات الدينية ..!!
-
أذا لم ترقص في عرس أمك يا يوم ترقص
-
لعبة البيضة والحجر في قيام أمارة إسلامية في الجنوب العراقي .
...
-
لماذا قوات عربية وإسلامية مولانا تاتي للعراق ..؟!!
-
ضياع عمامة شيخنا الجليل ..!!
-
عمائم العراقيين تتراقص على أنغام عمائم إيران ..!!
-
أيها العراقيين أقتلوا الزرقاوي وعصابته قبل أن ينالوا من أهلن
...
-
الأحزاب العراقية والجهاد الأعور وعهر دول الجوار ..!!
-
الكوميديا الالهية بين ابي العلاء المعري ... ودانتي ..!!
-
مقتدى الصدر يشكل محكمة شرعية لإجهاض الحلم العراقي ..!!
-
سفر إلى السماوات في سفينة رسالة الغفران ..!!!
-
حروب الردة على أجهزة الكومبيوتر الكافرة يشنها المغفلون ..ّّ!
...
-
مواخير السياسة السورية .....وعلاقة الشعوب ..!!
-
( ما معنى يتفاوض الفلبينيون مع السوريين حول إطلاق سراح ارهين
...
-
ثورة الرابع عشر من تموز شمس العراق التي لا تغيب ..!!
المزيد.....
-
مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا
...
-
في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و
...
-
قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
-
صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات
...
-
البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب
...
-
نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء
...
-
استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في
...
-
-بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله
...
-
مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا
...
-
ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|