أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - توفيق أبو شومر - نوادر عن الأحزاب والتطرف














المزيد.....

نوادر عن الأحزاب والتطرف


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 09:35
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


شعار "لا للمعتدلين ، نعم للمتطرفين " من أبرز شعارات الألفية الثالثة ، فلم يعد مسموحا لأحد أن يقف في منتصف الطريق مُصلحَا بين التطرف والتطرف، وبين العنف والعنف ، وبين أقصى اليمين، وأقصى اليسار، بين القطب السالب والقطب الموجب!
الموت للقطب المحايد!
المجد كل المجد في عالم اليوم لمن ينضوون تحت أجنحة التطرف، مهما كان نوع التطرف ودرجته، وقوته وضعفه، في كل مجالات الحياة!
فلا مكانَ للمفكرين المعتدلين في عالم اليوم، ممن يقيسون الأمور بمقاييس العقل والمنطق، وموازين الثقافة والفكر، هؤلاء هم أكبر معوقي عجلة الألفية الثالثة!
وهاهو الإعلام ، بكل أقسامه وتوجهاته لا يعترف إلا بالمتطرفين ، ولا يفتح أبوابه إلا لهم، لأنهم هم جالبو الثروات، ومروجو كل الأفكار المتطرفة التي تقود في النهاية إلى عالم خالٍ من الثقافة ومليء بالخرافات والأباطيل والقشور الزائفة! فالقنوات الفضائية تعيش اليوم على شعارات المتطرفين، وتتغذى على وجبات المُغالين، فالقناة التي تظفر بتسجيلٍ حصري لصور وأقوال متطرف، لها المجدُ والرفعة، والإذاعة التي تستضيف مجرما وقاتلا شريرا تعتبر ذلك إنجازا رائعا من منجزاتها!
أما وسيلة الإعلام التي تُخطئ فتستضيف مفكرا ومثقفا كبيرا، فإنها تحسب ذلك مضيعة لوقتها ، بل هو أسوأ، لأنه يُقصي عنها مشاهديها ، ويجعلهم يهربون منها إلى غيرها !
فالمثقفون والمفكرون عند أكثر وسائل (إعلامال الألفية الثالثة) هم بقايا ديناصورات ، لا يساهمون في الحركة التجارية والإعلانية التي تعتمد لغة العواطف، لا لغة العقول!
كما أن بعض وسائل الإعلام أصبحت ترى في المثقفين والواعين ومنتجي الفكر أعداء ألدَّاء لسياستها الإعلامية ، فهم يُحذرون المشاهدين، من فايروسات الألفية الثالثة، المتمثلة في ألوان الطعام، والشراب واللباس والأمتعة، وهم بحكم منطقهم العقلي ينصحون الجماهير بأن يتمردوا على الطغاة والمستبدين وتجار الأمراض والدواء، ويكشفون زيف القشور الحضارية ويعرونها، وهذه التجارة هي المصدر الرئيس لأرباح وسائل الإعلام.
وليس الأمر مقصورا على الإعلام ، بل إنه يمتد ليشمل كثيرا من الأحزاب العربية والفلسطينية، وهذه الأحزاب ترى في منتجي الأفكار المستقلين الأحرار خطرا وعدوا لدودا لها لأنها ترى في التجديد الفكري لمبادئها تهديدا على مكتسبات فرسان الأحزاب ومنزلتهم وحظوتهم !
فالمثقف الواعي ، والمفكر الحر يُنبذ من حزبه وممن يحيطون به، ويعتبرونه ( كالبعير المريض المعبَّد)!
وأبرز الأمثلة على هذا النوع ، ما يحدث في كثير من الأحزاب العربية، ففي كثير من الأحزاب الفلسطينية والعربية يكون المثقف الحر( المعتدل) كمرض الجرب،يشرعون في استبعاده من الحزب بطرق شتى، فإما أنهم يُخفضون منزلته الحزبية، أو يقهرونه ويقتلونه حيّا بتعيين شخص جاهل، مغلق العقل والفكر ليكون أعلى منه مرتبه ودرجة!
أو يحاصرونه في رزقه، وإما أنهم يعمدون إلى تسفيه آرائه بكل الطرق والوسائل، وإما أن يعلنوا البراءة منه ويُقصونه ويهملونه!
وإن فشلوا في كل ذلك، فلا حرج أن يُلفقوا له من التهم ما يشوهه إلى أبد الآبدين، وأبسط التهم في العالم العربي تتلخص في ثلاث تهم قاتلة:
العمالة لجهات أجنبية، والفساد الخلقي، والسرقة المالية والاختلاسات، وهذه التهم الثلاثة في العالم العربي قادرة على قتل (أضخم) المثقفين وزنا، و( أثقلهم) فكرا وعلما ووعيا، وإزاحتهم نهائيا عن الطريق، ليصبح الحزب ملكا خالصا لأمينه العام ، أو رئيسه ومسؤوله، ومعه أفراد عائلته وخلصاؤه!.
إن كثيرا من الأحزاب العربية، تحولت من مصادر لإنتاج الأفكار، ونشر الثقافة، كوسيلة لقيادة المجتمع، إلى مستحثات أثرية حزبية، تصلح للعرض في متاحف التاريخ، وإلى ميداليات ونياشين يعلقها العجزة والمقعدون على صدورهم أينما حلوا وارتحلوا، وإلى بنادق وسيوف ورماح ، يوجهونها إلى صدور معارضيهم ومنافسيهم، عندما يعدمون الحجة والإقناع، وإلى شركات ووكالات تجارية أجنبية ومحلية، تشبه وكالات الأدوات الكهربية كالسوني والتوشيبا والإل جي، تدر عليهم وعلى أحفادهم دخلا ثابتا، باستخدام الشعارات الوطنية والخلقية!
طرائف
أليس غريبا أن تبقى بعض الأحزاب الفلسطينية والعربية ترفع شعاراتِ أحزابٍ بادتْ وانتهت منذ سنين، حتى أن روّادها ومؤسسيها الأوائل تخلوا عنها وعن مبادئها، وأعلنوا حلها، غير أن النسخ الكربونية من الأحزاب العالمية التي أعلن أطباؤها موتها السريري منذ عقود، ما تزال باقية في أرضنا، ترفع شعارات الأحزاب البائدة؟!
أليس غريبا ألا نسمع بأن حزبا فلسطينيا أو عربيا قد حلّ نفسه بنفسه، وأعلن عن انتهاء صلاحيته، من تلقاء نفسه، ليتمكن الجيلُ الجديد من تأسيس أحزاب عصرية رائدة؟!
أليس غريبا أن تبقى بعضُ الأحزاب الفلسطينية الصغيرة ترفع شعاراتها ، وتغني أغانيها ، ولم يبق فيها سوى القادة ذوي المناصب العليا، وليس بينهم أتباعٌ وأنصار ، بعد أن انقرضت المستويات الحزبية الدنيا ؟!
أليس غريبا أن يتولى بعض الجاهلين رئاسة أحزابٍ ، ينافسون بها على المشروع الوطني، ويهددون بها من لا تعجبهم أفكاره ورؤاه، ويملكون جيشا وسلاحا ومالا وفيرا، وفرقا وكتائب وعصائب ؟!!
أليس معيبا في أبجديات الأحزاب الفلسطينية أن يُعتبر نقدُ الحزب، وإشهارُ إفلاسه وكشفُ عوراته، بعد استنفاد كل جهود الإصلاح، خيانةً ليس للحزب فقط ، بل خيانةٌ وطنية عقوبتها إعدام الناقدين المفكرين الواعين المخلصين،على مقصلة التشهير الحزبي الإعلامي ؟!!
إنها مفارقات عجيبة غريبة ، يجب أن تسجل في التاريخ تحت مسمى جديد وهو:
( طرائف حزبية فلسطينية)



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب نصف السماء وقتل النساء
- التاريخ الفلسطيني بالمقلوب
- شكرا يا إسرائيل
- دعوة اليهود للهجرة من فلسطين
- ألفية القدم، لا القلم
- الإعلام يغتال أطفال فلسطين
- شخصيات إسرائيلية تصف إسرائيل
- إسرائيل تغرق في البحر 1/6/2010
- لقاء حصري مع برنارد لويس 30/5/2010
- صحافة التطريز
- معلمو حل الاختبارات
- إسرائيل تشبه كوريا الشمالية
- لفتة دعم لشومسكي
- من يوميات منكوب
- قصة أبي البدع
- المطارد غولدستون
- غنيسات فلسطينية
- نسل فكري مشوه
- كيس الطحين في فلسطين
- مرض زوجة الابن


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - توفيق أبو شومر - نوادر عن الأحزاب والتطرف