|
الرجل عربي
طلال سعيد دنو
الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 04:14
المحور:
المجتمع المدني
كُنا في حوار أنا وبعض الزملاء ، حول المرأة في المجتمع الشرقي ، أو بالتحديد المجتمع العربي. وكان محور الحديث ، قهر المرأة وإنفصام الشخصية ألاجتماعية لها . فسألت إحدى الزميلات ، عن الجهة الاخرى ، الرجل العربي ، ومساحة الحرية التي يتمتع بها . فرأيت ان اكتب هذا المقال ، عن الرجل العربي ، الذي هو انا وانتَ وباقي قادة المجتمع في البلاد العربية . يتمتع الرجل العربي بسيادة كاملة داخل العائلة ، وهو الآمر الناهي ، وبالتالي السيادة على المجتمع بشكل كامل . وحسبما يُعرف بأنه مجتمع ذكوري ، ولكن هل فكر احد بان هذا الذي يتمتع بالسيادة ، هل لديه الحرية ما يجعله يفعل ما يفكر به ؟ ، ولنفترض جدلاً بان الرجل هو المسيطر ، أو فارض نفسه على باقي أفراد العائلة ، وأقصد بهذه الكلمة الُاُم ، الإبنة ، وألزوجة ، والأُخت ، ولكن هذه الحالة ، لاتوفر له إلا فرصة العمل كشرطي ومجاناً . الشرطي الحقيقي ياخذ أجراً على عمله ، بينما الرجل العربي يصرف من جيبه الخاص حتى ينال هذه السيادة إذن في هذه الحالة التميُز فقط لانه يُعطي مقابل السيادة ، فهنا لاشئ مقابل شئ ، والرجل الذي لايستطيع ان يوفر لعائلته الكفاف ، سيجد نفسه مرفوضاً من قبل الجميع ، اولنقل تهتز سيطرته ، وبهذا يفقد قيمته كرب العائلة . ألمحور المهم الذي اتطرق له الان ، هو محور المشاعر وألأحاسيس ، والتعبير عن ما في النفس البشرية ،ومقدرة الرجل العربي ان يعبر عن مشاعره بصورة طبيعية . الرجل العربي ، مستنفر بشكل دائم ، وعقده كثيرة ، وأبسطها عندما ننظر الى اى رجل في الشارع ، في الحال يسألك ، هل هناك شئ ؟ أتريد شيئاً ؟ ، وبشكل عدائي . وهذه الحالة غير موجودة في المجتمعات الغربية ، فتراهم يبتسمون ويحيونك بهزة رأس ، أو كلمة لطيفة وبدون عدائية . لايجد الرجل العربي الجرأة في أن يحمل زهرة جميلة ويشم رائحتها ، لان في ذلك رقة قد يسخر منها الاخرون . يخاف الرجل العربي أن يرتدي ملابس بالوان زاهية ، لان هذا عيب ، والرجل يجب ان يكون رزيناً ، وهذه الالوان ليست رزينة ، وهنا لا ادري ما دخل الالوان برزانة العقل ، وهنا حددت الالوان الزاهية ولم اقل الالوان الصارخة . وأجمل من هذا ، هو ان الوان الشباب غير الوان الرجل الناضج ، وغير الوان الشيوخ والمسنين ، وهنا لاادري من حدد هذه الاشياء ، وهي كلها ملابس غربية ، وموديلاتها تأتي من الغرب ولا دخل للعرب فيها . ليس للرجل الحق بالاعتذار للمرأة ان أخطا بحقها ، وليس له ان يقول بانه يحبها او متوله بها ، لان في ذلك إقلال من قيمة الرجل المعنوية ، والمرأة يجب ان تكون هي التابعة وهو المتبوع ، فأن قال لها كلام فيه مشاعر رقيقة ، وأحاسيس جميلة ، فيكون بذلك قد قلل من هيبته ، كأن هيبة الرجل بجبروته وبسطوته ، لا بشخصيته وحكمته ، وقدرته على إدارة عائلته ونجاحه في عمله . فتراه لايجيد من الاعمال شيئاً ، يقبل باقل الاعمال ، وتراه جباراً قاسياً في معاملته لافراد اسرته . اذا حفظ الرجل العربي ، أبياتاً من الشعر ، فتراها في الغالب في مجال الشعر الحماسي او الشجاعة ، أما الابواب الاخرى من الشعر ، فلا يقولها حتى لو اعجبته ، لانه يشعر بذلك انه رقيق ، ولا شئ من الرجولة ، في ان يكون رقيقاً هنا الطامة الكبرى ( إخشوشنوا فان الترف يزيل النعم ) ، العربي يسير على هذه الحكمة منذ أن قيلت ، كانها أمر واجب التنفيذ ، وهنا لاادري لم التطور العلمي والتقني الذي نحن فيه ، وما يستوجب مني أن أخشوشن ، وكل هذه النعم حولي ، وأستطيع إستعمالها بسهولة ويسر ، ومن دون ان ابذل جهداً إضافياً وهل يجب ان اكون خشناً وفظاًحتى لاتزول النعمة ، وهي التي وصلت لي من جراء عملي وأجتهادي . هناك ايضاً مسألة مهمة للرجل العربي الا وهي الشرف ، ومعنى الشرف لديه ، والذي رفض فيه كل انواع الشرف ، من شرف الكلمة وشرف العمل ، ولخصها في مكان واحد موجود بين ساقي المرأة وهو يقتل ويذبح في الذود عن هذا الشرف ، وفب نفس الوقت بجلسة عشائرية يقبض نقوداً مقابل شرفه هذا ، وهذا اصبح ( ـ ـ ـ ـ ) ، او يعطوه إمرأة بدل اخته وهذه اوسخ من التي قبلها ، فاين الشرف في هذا ؟؟ . ما سطرته نقاط بسيطة ، لو تأملناها لرأينا ان الرجل العربي ، فقد من انسانيته الكثير ، واصبح يسير وفق ضوابط واعراف قديمة قيدته ، فلا يستطيع ان يستمتع بالعالم من حوله ، ومهما تظاهر بانه السيد ، فنحن نعرف وهو ايضاً يعرف ، بانه العبد الذي يعمل طوال عمره لراحة غيره ، وليس لراحة نفسه . فلينعم الرجل العربي ، بالعالم الذكوري ، الذي افقده ، نعمة الحب وتذوق الجمال الطبيعي ، والحلم وتحقيق الحلم .
#طلال_سعيد_دنو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة حب
-
المونديال
-
حلم ليلة صيف
-
الرسالة
-
محراب وصلاة
-
لايهم
-
المقهى
-
لن تشيخي
-
بيني وبينك
-
إلى ألحبيبة
-
الرجولة
-
لاتزالين في مكانك
-
الوطن
المزيد.....
-
السعودية تنفذ -القصاص- وتعلن إعدام مواطن كاشفة كيف قتل مقيما
...
-
أسماء الأسرى المقرر تحريرهم ضمن الدفعة الثالثة بصفقة طوفان ا
...
-
ترامب ينشئ مركز احتجاز للمهاجرين في غوانتانامو.. وكوبا تندد
...
-
تفاصيل عملية تبادل الأسرى الجديدة بين -حماس- وإسرائيل
-
ترامب يوجه بإرسال 30 ألف مهاجر غير شرعي إلى غوانتانامو.. وكو
...
-
أمر تنفيذي لترامب لاحتجاز ما يصل لـ-30- ألف مهاجر في -غوانتا
...
-
ترامب يقرر تحويل غوانتانامو إلى مركز احتجاز لعشرات الآلاف من
...
-
الجمهوريون يحثون ترامب على معاقبة الجنائية الدولية لإصدارها
...
-
-تصرف وحشي-.. رئيس كوبا يندد بخطة ترامب لاحتجاز مهاجرين في غ
...
-
وفد قيادي من حماس يلتقي أردوغان في أنقرة ويبحث آخر التطورات
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|