أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جمال الهنداوي - فلنتمسك بأخوة القمع والسياط..















المزيد.....

فلنتمسك بأخوة القمع والسياط..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 00:01
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ليس غريبا ان نتعاطف مع امال وتطلعات فريق مكافح كمنتخب غانا لكرة القدم..او ان نحس بحرارة دموع لاعبيه تحرق وجناتنا وهم يجرجرون خيباتهم والامهم على اديم ملاعب جنوب افريقيا ,مودعين احلامهم في بلوغ عتبة اخرى من عتبات المجد..وليس من المستغرب ايضا تعاطفنا مع فرق اليابان او كوريا الجنوبية وغيرها من الفرق الناهضة-كروياً-..ولكن الغريب والمثير للكثير من علامات الدهشة هو ان تعاطفنا الاعلامي-واجرؤ ان اقول الشعبي- كان اقل بصورة لا تخطئها العين ولا يمكن نكرانها مع نتائج المنتخب العربي الجزائري..ان لم يكن يحتمل نفسا متشفيا شامتا..او لا اباليا تحت اخف الظروف..
اكاد اجزم ان لا احد من مجايلينا يقوى على نسيان الفرحة التي غمرت مدننا العراقية وهي تتابع انتصار المنتخب الجزائري على المانيا الغربية عام 1982 في واحدة من اكبر ساعات العز الكروية العربية..ولكن نفس تلك الرايات لم تستطيع ان تثير فينا تلك الرجفة في القلب التي تتناغم مع وقع اقدام اللاعبين ولا تلك الغصة التي تصيبنا مع انطلاق صافرة النهاية غير المتمناة..بل ولم تقوى حتى على استثارة الاصطفاف المتعاطف الغزيري مع الفرق الفتية وهي تقارع الاقوى والاكبر والاكثر تمرسا وتمكنا وهيبة ومقدرة..
قد يكون للمبالغة العربية الروتينية في اظهار ان الفريق سيلعب "بدم الشعب المقهور من السياسات الأمريكية، في شتى أصقاع العالم" وانه سيمثل" المشجعين أحرار العالم والمقهورون في قارة آسيا وأمريكا الجنوبية، وكل رافض للغطرسة الأمريكية" واقحام الهواية المحببة للاعلام الرسمي العربي في تثوير وتصعيد ما لا يحتمله المقام..والتاثير السئ للحملة المتطاولة من قبل الاعلام المصري تجاه الفريق..مضافا الى التفرنج المبالغ به للاعبي منتخب الجزائر وتعاملهم الخشن المتشنج العدائي مع الخصوم دورا في تحجيم التعاطف الشعبي العربي معه..
ولكننا لن نحيد كثيرا عن الصواب اذا نظرنا الى المسألة من خلال الاسقاط النفسي الجمعي لحالة الرفض الشعبي الميئوس منه لمنظومة الحكم العربي على فكرة ومفهوم وتعابير وشعارات العروبة والوحدة العربية التي لطالما تمترس بها السلطان مبرراً متحججاً قامعاً ومقصياً لامال وتطلعات شعبه نحو التحرر والانعتاق والتنمية..
وليس من الحكمة التغافل عن الجهد الهائل الذي يبذل في نقل التقاطعات العربية المزمنة على مستوى الزعماء المأزومين بفصام التموضع الطويل في الكرسي المحاط بالريبة وافتقاد الكفاءة والقابلية الى صفوف الجماهير المحكومة المستضعفة المستسلمة لقناعة انها لا يمكن ان تحقق نصرا الا في المعارك التي يريد لها السلطان ان تكون..
ان الانتحال الزائف والمتقادم والصدئ لشعارات القومية والتضامن العربي..وتبنيها من قبل انظمة فاسدة قامعة متصادمة مع امال وتطلعات شعوبها..
وتقاطع هذه الانظمة ذاتها –وبلا ادنى درجة من الحياء-مع نفس هذه المفاهيم..
ومبالغتها المرتابة المرضية الاقرب الى الهوس تجاه المبادرات الشعبية التي يمكن لها ان تهدد ارثها السلطوي..
والتعويق الانتقائي المستمر لحرية الحركة والعمل والتنقل ما بين البلدان العربية..
والحملات الاعلامية الروتينية الضرائرية مابين الابواق المأجورة لهذا النظام او ذاك..
كل هذه المعطيات وغيرها يبدو انها اتت اكلها اخيرا..وانتجت نفورا متعاظما متغلغلا في الضمير الشعبي تجاه كل ما يرتبط بهذه الشعارات بصلة..
ولكننا من جانب آخر..لا يمكن ان نصف كل هذا التقبل المنوم المحبط لمعارك الزعامات العربية والذي توحلت فيه اقدام العباد الا بالمأساة انطلاقا من كونه يسقط مباشرة في خدمة الانظمة المتشبثة بالحكم في البلاد العربية..ويؤثر على الحاجة المصيرية لشعوب المنطقة الى التلاقي الايجابي المثمر المتفاعل الهادف الى تكبيل يد الحكم وتحييد قدراته في التحكم بمصائر ومقدرات شعبه..
ولا يمكننا اعتبار سوق مجتمعات كاملة –الا من رحم ربي-في متاهات من الصراخ والزعيق العابث لمجرد اهتزاز الشبكة الخطأ..اوالخيبة التي تمثلها ضياع لقطة تلفزيونية ثمينة للحاكم-وربما نجله- وهو يوحي بدور خفي ما له في تحقيق النصر..الا في خانة التبني الشعبي السلبي للجانب الخطأ.. والتزييف المسرف لمشاعر السخط والغضب وسحبها عنوة بعيدا عن وجهتها الوحيدة المجدية والتي يرضى الله عنها والتاريخ..
من المؤسف ان نجد تمكن الخطاب الاعلامي التحريضي البيني للانظمة العربية من التاثير على نظرة الشعوب وتقييمها لبعضها وتخليق ثقافة الكراهية فيما بينها رغم تشاركها في دور الضحية لنفس هذه الجهات..
والاكثر اسفا ومدعاةً للقرف هو انجرار النخبة المثقفة الواعية المتحصلة على التاثير العالي والتقبل الشعبي الى نفق الترويج الدعائي التهريجي للسلطان بغض النظر عن مدى الضرر الذي يمكن ان تسببه للحراك التنويري الشعبي العربي..
لا ندعو الى اوهام..ولا ندعي باننا امة..ولا نقول انها كانت اصلا..ولا نستدعي التاريخ الذي زيف حد الجناية..ولكننا نبحث عن اخوة السياط ورفقة القمع والتسلط الذي نتشارك فيه مع جميع ابناء شعبنا المكلوم في البلدان الناطقة بالضاد..
ان الديكتاتورية والاستفراد بالحكم والاستبداد والظلم الذي يرزح تحت نيره اهلنا هو العنصر الذي يوحدنا ويجمع سواعدنا ويعلي همتنا ويرفع صوتنا عاليا تجاه الظلم الذي يحيق بالمواطن العربي المسحوق..
فلتكن كلماتنا خالصة لوجه الانسان..ولنجعل كلمة الحرية هي الاعلى..ولنتعاطف فيما بيننا..كشعوب مقهورة وجتمعات اسيرة..ولنستثمر مفردات تقاربنا في دعم العمل الشعبي المدني الحر..ولننصر اخانا مظلوما..ولنردعه ظالما..وبهذا نحقق وحدتنا الانسانية وتضامننا ونجمع الشتات المتناثر من مقومات وجودنا..وبهذا فقط نستطيع ان نتعاضد ضد الجلاد ونحرر شعوبنا من ربقة التخلف والانحطاط..
كخاتمة..وكاستذكار قد يكون له مكان هنا..قبل سنوات..لم يجد مدرب منتخب شباب النرويج لكرة القدم مبررا لخسارته المؤلمة امام الفريق العراقي المجهول في نهائيات كأس العالم للشباب عام1989 الا ان يعزو السبب الى ما اسماه التشجيع الجنوني للجالية العراقية الضخمة في المملكة..فلم يكن من السهل عليه ان يستوعب كيف ان الالاف من الجمهور السعودي بقوا طوال المباراة هاتفين مشجعين واقفين على الاقدام لمؤازرة فريق دولة اخرى..ولكن بعد كل هذه التقاطعات السياسية والاعلامية والاتهامات الامنية ما بين السعودية والعراق..هل من الممكن ان نتخيل حصول هذا الحدث في زماننا هذا..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألتقى الجبلان..ثم ماذا؟؟
- رضاع الكبير ..وسهم المؤلفة قلوبهم
- رئيس وزراء بعشرة اصوات..
- موسم الهجرة الى الجهات الاربع..
- خطوط من نار تحت اسم البعث
- التحريض الاعلامي.. في عصر الريموت كونترول
- ليس من هنا تؤكل الكتف..يا سيدي
- ملك الملوك مجاهدا..
- زعيق ضائع في عصر بنفسجي..
- موعد مع التاريخ..
- لا نور في نهاية النفق المظلم..
- اخوة الدم..واخوة الهم
- ماذا لو لم يكن امير؟؟..
- جريمة نجع حمادي..تهديم لمفهوم الدولة..
- تشخيص خاطئ..لاعتلال يمني مزمن..
- لا تخسروا الشارع الايراني..
- لن تقنعنا يا سيد مهرانبرست..
- لقد خسرت كثيرا يا كويت..
- سياسة تصدير الفتوى..
- بالله عليكم..لا ترقصوا على اشلائنا..


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جمال الهنداوي - فلنتمسك بأخوة القمع والسياط..