خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3053 - 2010 / 7 / 4 - 16:11
المحور:
القضية الفلسطينية
منذ اصدار وعد بلفور المشئوم وحتى الان, شكل الحق الصهيوني جوهر المناورة الصهيونية, الذي ابقى قضيتها ملفا سياسيا ساخنا واحدا. مهما حصل من تقلب وقائع في الصراع العالمي والاقليمي والمحلي, ومهما تعددت الاطراف التي انخطرت في الصراع.
في المقابل تجزأت قضية الحقوق والوجود القومي الفلسطيني الى ملفات قضايا ثانوية, بدءا من طرحها كقضية تقسيم الى ان باتت قضية النواب المقدسيين, لترسم قوس من انحطاط المناورة السياسية الفلسطينية, يحتوي على كافة الوان العهر النظري السياسي الانهزامي الفلسطيني, اليميني واليساري والاثني الديني والطبقي الاجتماعي, لم يسلم منه الرمز الذي حمل السلاح ولا المفاخر انه لم يحمل السلاح يوما من اجل التحرر الفلسطيني.
لقد نجحت الصهيونية في تحديد مجالات واهداف واحجام وتوقيت الحركة السياسية الفلسطينية, حيث اقتصر دور القوى السياسية الفلسطينية بها على التنفيذ. ونجحت في منع المهزوم الفلسطيني من استعادة التركيز في تحديد اتجاه مناورته السياسية, فالمهزوم الفلسطيني لا يملك تعريفا محددا للهدف قادر على ان ينظم مناورته السياسية, فقد سقط ملف هدف التحرر القومي الفلسطيني, وتشظى الى ملفات كيفية تقبل الهزيمة.
ان السؤال الرئيسي المطروح على الفلسطينيين الان هو: ما الحد الذي يمكن ان تقبل الصهيونية في صورة دولة اسرائيل ان تقف عنده عملية سرقتها الحقوق الفلسطينية اثناء جبايتها منهم ثمن انتصارها وهزيمتهم؟ كجوهر فعلي للاجابة على سؤال ما الذي يمكن ان يحتفظ به الفلسطينيون من بواقي حقوقهم القومية؟
ان حدود الطمع الصهيوني هي التي تحدد عمليا الاجابة الفعلية على هذه الاسئلة. فليس في تكوين وحركة المناورة الفلسطينية ما يشير الى العكس. ولا تشكل هذه المناورة الفلسطينية حجر عثرة في مسار التسوية, فهي على كل حالات موقفها وحركتها لمصلحة الانجاز الصهيوني, عنيفة كانت او سلمية, او سفكت الدم او رشقت جنود اسرائيل بالورود. ان الاجابة الوحيدة التي ترد بها الصهيونية هي سلب المزيد من الحقوق القومية الفلسطينية.
ان القيود التي تكبل المناورة الفلسطينية هي التي تمنح المناورة الصهيونية حرية الحركة والقدرة على الانجاز, وليس التفوق التقني والمعرفي الصهيوني هو السبب, فالمناورة الفلسطينية رهن النظرة العرقية وبالتالي الموقف والشرعية الاقليمية, اي ان الصهيونية ليست هي المحتل الوحيد لفلسطين فالمناورة الفلسطينية يحتلها اشقائنا العرب واولوية مصالحهم على هدف التحرر الفلسطيني, يعزز هذا الاحتلال هذه ( القيادة اللاوطنية الفلسطينية) وهذا الخط النظري السياسي العرقي الديني الذي يبارك الاحتلال العربي لمناورتنا الى درجة التقديس, لذلك وحتى نتحرر علينا ان نجيب على سؤال من من نتحرر اولا؟
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟