أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - التكيّف الأجتماعي في ظل المجتمعات الجديدة















المزيد.....

التكيّف الأجتماعي في ظل المجتمعات الجديدة


لبنى الجادري

الحوار المتمدن-العدد: 3053 - 2010 / 7 / 4 - 09:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التكيف بمعناه الواسع : هو قدرة الأنسان على البقاء حياً في ظل أقسى الظروف الطبيعية والبايولوجية والأجتماعية .
وللتكيف عاملان أساسيان ، هما Comprehension – الأستيعاب
ويقصد به ، القدرة على تحفيز الحواس لأستيعاب كل ما حوله في البيئة الجديدة من قوانين وأنظمة وتراكيب ونظم أجتماعية وتعليمية وقانونية ، ومحاولة فهمها وتنظيمها بشكل يتناسب مع المخزون التاريخي للفرد في بيئته السابقة ، فيحاول أن يحذف بعضاً منها ، ليجعل الخبرة القديمة تتلائم ومتطلبات العصر الجديد ، ومثال على ذلك هو ، إستيعابه ل( الفرديّة – الشخصانية ) التي تمنحها هذه المجتمعات لأفرادها ، كالأستغلال المسموح به للأولاد ، أو التوافق ما بين العمل والدراسة لساعات طويلة في نفس الوقت ، أو واجب دفع الضرائب ، الخ... .
أما العامل الثاني المهم ، فهو
التمثيلcommitation
ويقصد به ، قدرة الفرد على تفسير إستيعابه وفهمه وإعادة بثّه الى البيئة الجديدة على شكل سلوك مقبول في نطاق المجتمع الجديد ، مثال ذلك ، هو تمثيله في السلوك لأحترام القانون المندني والمروري .
وهذان العاملان ، هما الأساس في أية عملية تكيفية ينوي الفرد القيام بها .
وللتكيف أنواع عدة ، يمكن أن نصنفها كما يأتي
1- التكيف البيئي - وهو قدرة الفرد على التكيف مع متغيرات البيئة الطبيعية ، فقد يأتي أفراد من مجتمعات حارة ليعيشوا في مجتمعات باردة ، وهذه العملية الأنتقالية تحتاج الى الكثير من الوقت ن ونطلق عليها أحياناً ( التأقلم ) المناخي والبيئي لعوامل الطبيعة ، وقد يعطي الجسم إيعازات عصبية توجه الفرد في تأقلمه مع الظروف الجديدة ، فتجد أن بعض الأشخاص يأخذون وقتاً طويلاً في تأقلمهم مع البيئة الفيزياوية الجديدة ، بينما نجد البعض الآخر يرفض التأقلم ، وقد يصاب بأمراض نفسية جسمية ، إذ يشعر بأعراض عدة ، منها الم المفاصل والقولون والخمول ، وتعود أسباب ذلك الى رفضه الحاد لعوامل التغير الجديد ، فتصبح لديه عملية شد بين بيئته الفيزياوية التي نشأ فيها وبين البيئة الجديدة الواجب التأقلم معها .
2- العادات الغذائية –تتغير العادات الغذائية بتغير المجتمعات والثقافات والعادات الغذائية السائدة في تلك المجتمعات فبعض هذه المجتمعات يكون
مناخها بارد ، لذا تكون اغلب اطباقهم محتوية على اللحوم والنشويات وكل الموادالغذائية الحاوية على مصادر الطاقة ,لذا فقد يضطر المهاجرون الى تغيير سلوكياتهم الغذائية وتعلم سلوكيات جديدة يفرضها المجتمع الجديد والتى قد تغير من التكيف الكيميائي للجسم مما يعرض المهاجر الى الأضطراب الغذائي وبالتالي الى انواع جديدة من الامراض كأرتفاع الكولسترول والتهاب المفاصل والتى قد لاتصيبه في مجتمعه الاصلي .
3- التكيف اللغوي – إن اللغة هي المفتاح السحري لكل ابواب التفاهم بين البشر ، وقد يصاب اغلب الافراد المهاجرين بصدمة اللغة اذا لم تتوفر لديهم الرغبة والاستعداد لتعلم اللغة الجديدة خاصة ، وإن اغلب المهاجرين تجاوزت اعمارهم سن التعلم السريع ,فتصبح عملية التكيف اكثر صعوبة وشدة خاصة لدى الافراد الذين يرون في تقدمهم بالسن أولى العقبات وتوفير مصدر الرزق لأولاده ثانيا ، ثم يعد قائمة طويلة للمبررات التي تحول دون تعلمه للغة حتى يقتنع اخيرا بالفشل الذي حققه لنفسه ، وابتعد عن اهم خطوة نحو التكيف مع المجتمع الجديد. ان اغلب الافراد الذين ينتمون الى المجتمعات الجديدة يتجانسون وينسجمون مع الاخرين الذين يملكون نفس الظروف ليشكلوا مجتمعا مماثل داخل المجتمع الجديد.
4-التكيف المدرسي – ان الاطفال و الشباب هم الاكثر تكيفا مع المجتمع الجديد ، ويمكن ان نعزو أسباب هذا الاندماج السريع الى ان الاطفال يملكون روح الاندماج والمحاولة مع ما معروض عليهم من قبل المؤسسات المجتمعية كالمدرسة والقدرة على اتخاذ الاصدقاء ومحاولة التقليد لما متوفر ومرغوب في هذه المجتمعات وقد يعجز الوالدين من اللحاق بالتغير السريع لاولادهم وهو أمر طبيعي للاطفال ، خاصة وان الطفل لا يعي العقبات ولا يفكر بها كما يفعل البالغون، ويساعدهم في تكيفهم السريع ماتقدمه المدرسة من منهاج وطريقة ومساعدة للاطفال على كسبهم واعدادهم لخدمة مجتمعهم الجديد .
5-التكيف الاجتماعي- وهو الاوسع والاكثر شمولا وقد يتضمن كل التصنيفات السابقة بأعتباره يتضمن كل المؤسسات السابقة الذكر , والملفت للنظر ان اغلب الافراد الذين يتهيبون ، والذين لايخافون الاختلاط مع المواطنين الجدد ، يمارسون عمليةالتبادل الاجتماعي ، كعمليةالشراء من الأسواق ، والتداول بالنقود ، وإلقاء التحية البسيطة على الأخرين ، كالجيران ، والنقطة الاهم هي تشجيع الطرف الاخر من افراد ومؤسسات خدميةواجتماعية تساهم الى حد كبير في تقليل الخوف من التعامل مع الاخر وتؤثر به ، ونلاحظ أن الأسر تحاول ارضاءالمجتمع الجديد من خلال كسبها بعض العادات المقبولة لدى الطرفين .
ان عملية التكيف لاتقتصر على فئة عمرية دون اخرى ، فقد نجدها سريعة عند فئة اكثر من الاخرى ن لذا يصبح من الممكن ان نلخص اهم العوامل التي قد تساعد الافراد على التكيف بما يأتي :
1- الرغبة الحقيقية في الانتماء و التكيف مع المجتمع الجديد ,فالرغبة تساعد الافراد في تخطي اولى عقبات الغربة.
2-الذكاء الفردي والاجتماعي – ان الذكاء بشكل عام ، عامل مهم في تخطي كل العواقب التي يواجهها الفرد من خلال استخدامه التفكير الصحيح في حل المشكلات .
3- التحصيل العلمي والطموح- ان العلم نور في كل مكان وزمان وتحدي ممتع يوجده الانسان لنفسه ولايمنع من تحققه ، خاصةً وان المجتمعات الغربية تشجع مواصلة التعلم في اي فترة من فترات الحياة.
4- الشعور بالامان والاطمئنان – ان الحاجةلشعور الفرد بالامان والاطمئنان من اهم الحاجات التي يسعى الفرد الى تحقيقها ، فالأمان يعطي الفرد جرعة من الثقة تدفعه الى الانطلاق نحو معترك الحياة الاجتماعية , ان الاطمئنان الاجتماعي والشعور به هو من اهم مااشار اليه عالم الاجتماع (ماسلو ) في هرمه الشهير (هرم ماسلو للحاجات الاجتماعية).
واخيرا ، وفي ظل هذه الشروط المهمة يمكن ان نحدد بعض الاساليب التي تساعد الافراد على التكيف منها :
1- الانخراط في الدراسةالاكاديمية - اذ تعطي الدراسة الاكاديمية صورة لابأس بها عن ثقافة وتفكير وطموح واهداف المجتمعات الجديدة .
2- البحث عن فرص عمل مناسبة ، لأن العمل يتيح فرصة الأحتكاك بالآخرين
3-حب الاستطلاع والتعرف على المجتمع الاخر هو من الخطوات الناجحة نحو التكيف.
4-تكوين علاقات اجتماعية مرضية مع الافراد الاصليين في هذاالمجتمع ,اذ ان التكيف الاجتماعي لايتم بدون الاواصر الاجتماعية المهمة كالصداقة والرفقة .....الخ.
5- ان سرعة التكيف الاجتماعي لا تستغني ابدا عن دور وسائل الاعلام المرئي والمسموع في تحقيق اقصى غايات التكيف فهو يوفر لنا الثراء المعلوماتي ويساهم في انضاج الخبرات الضرورية لنا.
وبالتالي ، فالتكيف هو عملية أنسانية طبيعية ، تحتاج الى ظروف بيئية أجتماعية ، كي تنمو نماء النبت الجديد ، وإن ضعف في ظرف ما ، لا بدَّ له أن يشتد عوداً في ظروف جديدة نحو الأحسن .



#لبنى_الجادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية الجنسية ، بين نار العيب ونار الحرام
- الأدوار الأجتماعية .. أدوار مسرحية على خشبة الحياة
- الآصرة الأسرية هي الحبل السرّي للعائلة المتماسكة
- إنك لا تصنع الحب .. ولكنك تداريه !
- الأنفجار العاطفي لا يقتل أحدا ً
- المنافسة الأخوية ... مباراة لا تحسمها حتى ضربات الجزاء
- في بيتنا آنسة ..؟
- النجاح
- الثقة ... جسر متين الى عالم الأطفال
- الضمير ... معلم خارج نطاق المدرسة
- القِصّة .. فراشة ٌ تحلّقُ بين عقل ِ الطفل ِ وحواسه
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثامنة .. السلوك العدواني .. ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة السابعة .. لا يكذب الأطفال ... ...
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة السادسة .. التبول اللاإرادي . ...
- الاضطرابات السلوكية - الحلقة الخامسة - التعلق ،... تأرجح بين ...
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة الرابعة ... الخجل ... خمار ال ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثالثة .. الغضب .. بركان من ا ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثانية ... عادات النوم ... أد ...
- الاضطرابات السلوكية _ الحلقة الأولى _ العناد ... شدّ حبل بين ...
- رسوم الأطفال ... رسائل يجب أن نفهمها


المزيد.....




- العثور على مركبة تحمل بقايا بشرية في بحيرة قد يحل لغز قضية ب ...
- وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيّز التنفيذ وعشرات ...
- احتفال غريب.. عيد الشكر في شيكاغو.. حديقة حيوانات تحيي الذكر ...
- طهران تعلن موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنا ...
- الجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريّث في العودة إلى الجنوب
- بندقية جديدة للقوات الروسية الخاصة (فيديو)
- Neuralink المملوكة لماسك تبدأ تجربة جديدة لجهاز دماغي لمرضى ...
- بيان وزير الدفاع الأمريكي حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ول ...
- إسرائيل.. إعادة افتتاح مدارس في الجليل الأعلى حتى جنوب صفد
- روسيا.. نجاح اختبار منظومة للحماية من ضربات الطائرات المسيرة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - التكيّف الأجتماعي في ظل المجتمعات الجديدة