أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسل ديوب - جدار الفصل العنصري و آفاق النضال السلمي العربي














المزيد.....


جدار الفصل العنصري و آفاق النضال السلمي العربي


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 929 - 2004 / 8 / 18 - 13:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن تاريخ المعازل والجدران يشكل لطخة عار وفصلاً استثنائياً زائلاً في تاريخ الشعوب بدءاً من معازل نظام الأبارتهايد وانتهاء بجدار برلين ، ولن يختلف الأمر مع جدار الكراهية والفصل العنصري الذي تقيمه الدولة الصهيونية في فلسطين عن ذلك ،
مع المحاولات الحثيثة التي حاول من خلاله ناشطون مدنيون عرب تقديم السفاح الصهيوني أرييل شارون لمحكمة جرائم الحرب البلجيكية، تكشفت ضرورات موضوعية لاتخاذ هذه الطرق القانونية والسلمية وسيلة نضالية ناجعة إلى حد بعيد في كسب الرأي العام العالمي، خاصة بعد 11أيلول وتشكل بتلازمها مع حق المقاومة المسلحة جناحان لا بد منهما لتحقيق النصر والحصول على الحقوق العادلة للعرب في فلسطين ، لقد أعلنت محكمة العدل الدولية في لاهاي رأيها في جدار الفصل الذي تبنيه الدولة الصهيونية بمعظمه على أراضي الضفة الغربية مقسماً إياها مجدداً وواضعاً مئات آلاف الفلسطينيين تحت الحصار والعزل، مذكراً البشرية بمعازل نظام جنوب أفريقيا العنصري ومثبتاً على الأرض وقائع شديدة الصعوبة في وجه الدولة الفلسطينية القابلة للحياة على ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية.
إن حكم لاهاي يعد انتصاراً مهماً لقضية الشعب الفلسطيني وفاتحة جديدة للقوى الفلسطينية المناضلة لولوج آفاق جديدة للنضال مع قوى السلام والحرية والديمقراطية في العالم، تعتمد على ملء ساحات نضالية جديدة بنقل الصراع إليها، و منها المحاكم الدولية التي تشكل منابر شديدة التأثير وتحقق تراكم معنوي وأخلاقي لمصلحة الشعب الفلسطيني وتحشر العدو على الدوام في زاوية الخروج على الشرعية الدولية والضمير الإنساني الجمعي وبالأخص الغربي الذي اعتمد عليه نسبياً في إقامة كيانه واستمراره وتبرير ممارساته بذريعة الاضطهاد التاريخي لليهود وحفظ الأمن لكيانه.
ولا يخفى ما شكلته محاولة محاكمة شارون من ضغط عليه وعلى دولته منها إلغاء زيارته لبلجيكا وامتناع كبار الجنرالات الإسرائيليين عن زيارتها أيضا خشية إلقاء القبض عليهم، إن العدو خير من يستطيع التعامل مع المنابر المدنية مستفيداً من أنه يشكل أو بأخر ابن الحضارة الغربية والأقدر على كيفية العمل في تلك المجتمعات وكسب الرأي العام فيها بعيداً عن ممارساته الهمجية في الشرق العربي الذي زُرع فيه.
إن النضال المدني لا يمكن القفز فوقه في هذه الظروف الحالية وما استجد من وقائع بعد 11 أيلول واستفادة إسرائيل مما جرى لتعلن أن حربها على المقاومة الفلسطينية جزء مما يسمى الحرب على (الإرهاب) فإسرائيل اندفعت وبقوة لسحق الانتفاضة الفلسطينية
مستغلة ضيق الفضاء النضالي المدني العربي في مواجهتها فالمقاومة المسلحة الفلسطينية مشروعة تماماً بما فيها العمليات الانتحارية ولكنها تحتاج في الوقت نفسه لغطاء سياسي ودعم معنوي على امتداد العالم، وهذا يقتضي تفعيل العمل السلمي الموازي وابتكار أشكال جديدة للنضال ولعل الإضراب عن الطعام الذي نفذه المناضل الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة والذي انضم إليه لاحقاً 14 شخصية منها الناشط ( اليساري الإسرائيلي ميخائيل فارشافسكي والشيخ تيسير التميمي يشكل نموذجاً مهماً على التعبئة السياسية و الإعلامية لمصلحة القضية وكذلك الحشود السلمية بمرافقة النشطاء الأوربيين للدفاع عن الفلسطينيين على أطراف الجدار، ويمكن لنا أن نعدد أشكال أخرى يمكن لها أن تقدم شكلاً إنسانيا ضاغطاً لمصلحة الفلسطينيين منها التحشد السلمي على تخوم المستوطنات والحواجز العسكرية الصهيونية والإضراب الجماعي عن الطعام مع شد شخصيات مؤثرة وذات وزن عالمي إليه وعلى مستوى العالم وكذلك التحشد المليوني على الحدود الفلسطينية في ذكرى النكبة ولإحياء يوم حق العودة وتأمين تغطية إعلامية واسعة لهذه النشاطات.
ولعل قيام سكان مدينة أو مخيم فلسطيني بالإضراب الجماعي عن الطعام أ والاعتصام المتواصل لأيام طويلة في الساحات والشوارع و الفلسطينيين وأنصارهم أمام السفارات الإسرائيلية في العالم يشكل أفضل شكل دعائي وسياسي لقضاياهم ولا يقل أهمية وجدوى تراكمية في نضالهم من عملية استشهادية أو اقتحام لمستعمرة أو كمين لجنود الاحتلال ،
رغم أن قرار المحكمة غير ملزم إلا أنه يشكل إدانة واضحة لبناء الجدار ويؤكد على أن الأرض التي يقام عليها محتلة ولا يعبأ بما تسميه إسرائيل ضرورات الأمن، وأهميته تنبع من كون قرارات المحكمة تشكل تراكماً ملزماً أخلاقياً للمجتمع الدولي وعلى العرب أن يحسنوا الاستفادة من كل المنابر دفاعاً عن حقوقهم ، ولعزل إسرائيل أكثر فأكثر .



#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام الليل ..... الفساد والدعارة بعيني مخرجة جريئة
- أحلام المنفى...الفينيق ينبعث من ذاكرة الطفولة
- فيلم ثقافي .... أسئلة الكبت الجنسي في مجتمعات الممنوع
- صديقتي الكردية الجميلة هجرتني بعد الحرب الأمريكية.... لكني س ...
- أطفال شاتيلا ...طفولة معذبة في ركنٍ مهمل
- بين الرئيسين السوري والمصري
- حق الليلة الأولى وعرس الدم العراقي
- فصل طلبة جامعة حلب السبعة أما آن الآوان لطي هذه الصفحة ؟؟؟
- رد مبكّر على رسالة متأخرة
- الاستعصاء الديمقراطي العربي
- أحداث الجزيرة في لقاء الرئيس بشار الأسد مع قناة الجزيرة
- الديمقراطية الرأسمالية على حقيقتها التعذيب في سجون العدو الأ ...
- المقصف الطلابي المركزي في جامعة حلب من الديمقراطية المركزية ...
- تـــحية للفلوجيين الأمريكيون لم يجلسوا على صفيح عراقي ساخن ب ...
- الاتحاد الوطني لطلبة سورية منظمة نقابية أم مؤسسة أمنية؟


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسل ديوب - جدار الفصل العنصري و آفاق النضال السلمي العربي