أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - بديهيات متغيرة .... الجزء الثانى ....















المزيد.....

بديهيات متغيرة .... الجزء الثانى ....


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 12:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اليكم الآن خرافة بديهية وهى الاعتقاد بأن نهر النيل أكبر و أهم أنها الدنيا .... صحيح .. أنه أطول الأنهار قاطبة .... لكن النيل بموارده المائية ... أى مقدرا ما يجلبه من المياه ... نهر (( أقل من المتوسط )) ... ففى حين أن الموارد المائية للنيل لا تزيد كثيراً عن 50 مليون طن مياه / عام ... فإن نهر (( الجانج )) الذى يجرى فى شبه القارة الهندية ... وهو أكبر أنهار العالم , تبلغ موارده 2000 مليون طن مياة / عام .... أى أنه أكبر من النيل 40 مرة ... بل إن نهراً آخر يجرى فى قارة أفريقيا .... وهو نهر (( الزامبيرى )) ... تصل موارده المائية إلى ضعف موارد النيل .... وهذه التقديرات التى استقيتها من موسوعة كمبردج ...
هناك أيضاً خرافة بديهية ثانية ... تقول أن مصر تمتلك سدس آثار العالم ( أو هكذا كان يقال فى الستينات ... أما الآن فالبعض يرفع هذا التقدير إلى ثلث آثار العلام ).... وهذا قول غير منطقى لأنه يطلق على عواهنه دون ربطه بأى حد زمنى ... فربكا يكون صحيحاً مثلاً أن نقول إن لدينا سدس آثار العالم التى تربو عمرها على ثلاثة آلاف عام ! ... يكفى أن أفغانستان ... البلد الذى قد يخاله الكثيرون خارج دائرة الثراء الأثرى ... لديها 40 ألف أثر مسجل فى اليونسكو ... فكيف يكون عند مصر سدس أو حتى عشر آثار العالم ؟ كيف ذلك و العالم يحوى أيضاً بلداناً ضاربة الجزور فى الحضارة و لديها ملايين القطع الأثرية كالصين و الهند و إيران و تركيا و العراق و سوريا و اليمن و تونس و إيطاليا و إسبانيا ...وهذا باإضافة إلى أثار حضارات الأزتك و المايا و الإنكا فى الأمريكتين ؟... من المفروض ان يتعين على المصريين قياس إنجازات حضاراتهم الرائعة التى أسهمت بقسط وافر بتحويل مجرى التاريخ البشرى وليس بعدد الآثار ...
وثالث خرافة بديهية ... مقولة تجزم بوجود (( دراسة دولية تؤكد ان الطفل المصرى أذكى أطفال العالم )) ... أين حقيقة تلك الدراسة ؟ ومتى أجريت ؟ ومن على وجه التحديد أجراها ؟ و إذا كانت هذه الدراسة حقيقة واقعة , فهل يتوافر الإجماع العلمى على صحة نتائجها ؟ و إذا أجريت دراسة أخرى و عابت نتائجها ذكاء الطفل المصرى فهل نأخذ بها ؟ أم أن ذلك سيتعارض مع معاييرنا للوطنية التى تملى علينا دائماً أن نفكر بعمق و تمحيص و لا نردد بدون وعى ما نسمع أو نقرأ لئلا يستقر فى الوعى الجماعى باعتباره حقائق راسخة ... بنظرة واقعية ومهما كانت عوامل الذكاء فى الجينوم المصرى , أيعقل فى ظل ما نعرفه جيداً عن أنفسنا من انتشار سوء التغذية و العادات الصحية السيئة بيننا أن يكون لدينا أذكى طفل فى العالم ؟ لو حدث ذلك حقا~ً فى ظل تلك المعطيات لكان معناه أننا (( جنس فائق متفوق ... جنس سوبر ,,, ليس من طينة البشر )) ... وهذا غير صحيح ولا نستطيع أن ندعيه , وفى تقديرى أن هذه المبالغات هى فى حقيقتها (( مخدرات )) , وهى أيضاً (( خناجر )) فى ظهر الوطنية الصادقة التى تجعلنا نقف على حقيقة واقعنا و ندرك أبعاد مشكلاتنا فنسعى إلى حلها و إلى سد الثغرات و رأب الصدروع ...
وهناك خرافة رابعة ... جاءتنا من الغرب ... وتلقفناها ... لتجد فى بلادنا مرتعاً خصيباً ... إنها خرافة الأهرام ... أو بالأحرى مجموعة الخرافات المتعلقة بأهرام الجيزة ... وبالشكل الهرمى بوجه عام ... الهرم الأكبر ... مركز العالم و مستودع أسرار الكون ... وللهرم تأثيرات بيولوجيه عجيبة و قدرات فيزيائية مذهلة : إنه يشفى حالات انفصام الشخصية , ويحفظ الأطعمة من الفساد , ويشحذ الأمواس الثلماء ... إلى أخر ذلك الهراء السخيف ! و بالطبع راق الأمر لبعضنا و اعتبروه تقديراً خاصاً لنا و لآثارنا و حضارتنا , إذ لماذا يسبغ الغربيون تلك الخصائص على أهرامنا ؟ لا شك أنها أمور صحيحة ... فهؤلاء لا يبدون إعجابهم جزافاً , ولا يمجدون شيئاً إلا عن وجه حق ! ... ويسارع بالطبع هذا البعض لتبنى هذه الخرافات , ويفوتهم تماماً أن فى الغرب آلاف الصراعات و مئات الطوائف .... وأن ما تقوله فئة من أبناء الغرب عن الأهرام ..تقوله فئة أخرى عن الباجودات الصينية أو عن المعابد الهندية .... ففى الغرب نجد كل شىء ... وقد اهتم الدكتور عبد المحسن صالح ... أستاذ الميكروبيولوجيا بجامعة الإسكندرية واحد أبرز رواد الثقافة العلمية ... بمسألة حفظ الشكل الهرمى للأطعمة من الفساد , وأراد أن يستطلع حقيقة هذا الزعم فأجرى تجربة معملية على هرم من الورق المقوى فلم يجد له أثراً على الأطعمة ... فقرر أمراً آخر انقله لكم من ولثع كلمات الدكتور عبد المحسن صالح كما ورد بكتابه (( الإنسان الحائر بين العلم و الخرافة )) ..
(( وطرأت لنا فكرة أخرى : أن الهرم الأكبر فى بلادنا , ولن يكلفنا ذلك إلا السفر إلى الجيزة , وإجراء التجربة ذاتها داخل الهرم , فكان أن كتبنا إلى مصلحة الآثار نستأذن منها فى إجراء عدد من التجارب تحت إشرافها ... فوافقت مشكورة على ذلك ...
وفى داخل سرداب أرضى يمتد حوالى 40 متراً أسفل الهرم , وفى حجرة الملك التى تعلو سرداباً يتجه إلى أغلى وضعنا عينات من لحوم داخل أطباق زجاجية معقمة ... وعينات أخرى من مرق ( شوربة ) فى أنابيب الاختبار , كما وضعنا خارج الهرم عينات مشابهة للمقارنة ... ومر يومان ... كنا قد سجلنا فيهما درجات الحرارة فى الداخل و الخارج ...... وكانت الحرارة فى الخارج أعلى منها فى الداخل بحوالى 8-10 درجات فى المتوسط ... وأخرجنا العينات فوجدناها جميعاً قد فاحت رائحتها بشكل منفر ... ولم نجد اختلافاً و اضحاً بين كل ما كانداخل الهرم ... وما كان خارجه ...
ثم قمنا بخطوة أخرى تدخل فى صميم تخصصننا , وفيها أجرينا العد البكتيرى لعينات اللحوم بطريقة من طرق التحليل البكتيرى ... وكان عدد البكتريا فى الجرام الواحد كالآتى :
عينات خارج الهرم 140000 ( 14 بليوناً / اجم )
عينات فى حجرة الملك 28000000000 ( 28 بليوناً / اجم )
عينات فى سرداب الهرم 580000000000 ( 58 بليوناً / اجم )
و تشير هذه الأرقام الى حقيقة واضحة .... كان نمو البكتيريا داخل الهرم أكبر من نموها خارجه بمقاديير تتراوح ما بين 2-4 مرات ..))
فهل بعد كلام الدكتور عبد المحسن صالح كلام .... وهو الحجة الثقة فى هذا التخصص ؟ ...
وتستمر الدهشة و تنتهى البديهيات ... .لكن كل ذلك يتوقف الى مدى حريتك فى التقبل ... والاقتبال ....



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بديهيات متغيرة
- رحم التطور
- الخط الارتقائى
- ملخص للتطور
- الكهرباء الجوية والخرافة
- إختبارات نفسية
- الجزء الثانى - شطحات جنونية
- الخوارق
- الجزء الأول - شطحات جنونية
- الجبهة الإنسانية
- ما هى الحياة
- فن الحياة
- العبور
- معتقدات تطورية
- فكرة الموت
- الفكر و الصدفة
- معيار التطور فى الكائنات
- بزوغ الحياة
- التطوُّر الإنساني وضرورة التحول الروحي
- الروح العلمية و الإيمان بالمستقبل


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - بديهيات متغيرة .... الجزء الثانى ....