أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - جدلية الجائز والضروري في الفكر الإنساني














المزيد.....

جدلية الجائز والضروري في الفكر الإنساني


رأفت عبد الحميد فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 07:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جدلية الجائز والضروري في الفكر الإنساني
يتسم الفكر الإنساني بالمركزية الممقوتة وذلك لأن الإنسان وحده بفضل آلية الوعي الجدلي هو الذي يدرك حالياً أنه يمتطي ذرة هائمة في الفضاء الفسيح بين النجوم والمجرات يغرد وحيداً في سماوات الكون المرئي والمتاح للمراصد التي ابتكرها كي ما تسبر وتكشف المناطق الأكثر غموضاً فهو لا يسمع سوى تغريده فقط وللأسف فلم تصله حتى الأن أي رسالة من أعماق الكون الذي يضم ملايين المجرات ومليارات النجوم تشي بوجود كائنات تتسم بالوعي وبانتاج حضارات أخرى وفق أي مفاهيم في حدود عقولنا ولغاتنا ومراصدنا . فقد استطاع الإنسان وحده أن يدون ويحتفظ بأكداس تراكماته المعرفية في مختلف المجالات والعلوم والمناحي التي نشأت وولدت من رحم التاريخ المرصود للحياة عبر الأربعة مليارات من السنين منذ أن تكونت شمسنا بمنظومتها الكوكبية .
وأمام هذة البينة الكونية الحبلى بظواهرها الفيزيائية تفتقت الذهنية الدينية عن تصورات خاصة للإجابة عن الأسئلة المحورية التي حيرت فكره الفلسفي فجاءت تصوراته اسقاطاً لواقعه الإنساني عبر مراحل التاريخ المختلفة فيما عرف بمصطلح الأنثرومورفيك أي التشخيص الإنساني للطبيعة أو أنسنة الطبيعة والعمل على إيجاد علاقة جدلية بينه وبين تلك البينة الكونية المحيطة به فأفرخت الفلسفة المثالية و الأديان تصوراتهما عن وجود ضرورة صانع مسؤول عن تلك البينة حيث تعود الإنسانية وتركن إليه إذا ما استشكل عليها أمراً إزاء تقلبات الطبيعة غير المبررة أو إن شئت إزاء جهل الإنسان عن الوصول إلى الأسباب الحقيقة الكامنة وراء الأحداث التي تتري أمامه والتي لا يجد لها أي سند من منطق أو حكمة أو غاية. هنا ألزمته الضرورة أن يفترض أن الخالق يجب أن يكون متعالياً ومفارقاً للواقع البشري الذي يفترش البطحاء وبالضرورة المنطقية يجب للخالق أن يتخذ من السماء مكاناً قصياً كما يجب أن يكون لديه دافع إلي الخلق من العدم [ وإن جاءت قضية خلق الوجود من العدم قضية خاطئة منطقياً لأن العدم بالتعريف عدم وخلاء فكيف ينتج وجوداً من خلاء وعدم] وطالما كان هناك دافع للإيجاد والخلق فتحتم الضرورة المنطقية أن يكون هناك هدف وغاية يراد الوصول إليها من جراء فعل الخلق وإلا سقط الفكر في أحبولة العبث المفزعة بعدميتها الصارمة والتي تقض مضجع الفكر الإنساني الطامح إلى الإحساس بالمعنى و بالرعاية والحدب في كون غامض لا يأبه بتطلعات و أطماع الإنسان ثم تتصاعد الضرورات إلى وجوب اصدار قوانين سماوية كي ما تراقب منظومة التفاعلات التي تنفذ مخططاً يتصف بالإحكام والغاية كما يجب أن تستمر عمليات المراقبة للصراعات المحتدمة بين مختلف الكائنات والتي ربما تستدعي أحياناً التدخل السريع لنصرة فئة ضد أخرى حسبما تقتضيه المصالح المرسلة رغم تداعي منظومة التدخل حينما تترك الكوارث والمصائب وأهوال الحروب تفعل أفاعيلها حين تطحن تحت عجلاتها ملايين الأجساد هباءً وسدى . وتتوالى التصورات بضرورة وجود اللغة الخاصة للتواصل بين الله وبين الإنسان فيجب أن تكون لغة محددة الدلالات في تعبيرها عن مختلف المفاهيم كي تسهل قيادة الجموع البشرية المفترض دوماً أنها ناقصة ومتطلعة إلى العدالة والإنصاف والمتشوقة إلى الإحساس العميق بالمعنى .وقد استدعت كل تلك التصورات ضرورة وجود خطاب الأوامر والنواهي لضبط حركة الواقع الإنساني التاريخي بسن القوانين والتشريعات بتحريماتها ومباحاتها لكن تلك الضرورات تسقط منطقياً إذا تخيلنا شخص ما قد نجا وحده من سفينة غارقة واستطاع أن يستوطن جزيرة خاوية إلا من بعض النباتات والحيوانات فما الأهمية هنا لأي اعتبارات قانونية أو أوامر افعل ذلك ونواهي لا تفعل تلك حيث تتلاشى أفكار الحلال والحرام والزنا والقصاص والبر والإحسان والصوم والزكاة والحج والصلاة فلا حاجة للدين بمعناه المجتمعي وسط الجماعات البشرية المتناحرة فوق بقاع أخرى يجهلها ذلك الوحيد المعزول في عزلته الأبدية ..........



#رأفت_عبد_الحميد_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشخصن الذكوري الغلاّب
- معضلة التعميم ( كل) معضلة مقدسة
- الإشكالية المنطقية في علة الخلق والخليقة
- أزمة السكن الإلهية
- طرائف عن مباهج العورة وهاجس السوءة
- الفضائل شأن إنساني محض
- باب تكليف الشياطين وحفظ أعمالهم
- هل للأصنام مسؤولية جنائية؟
- تأملات يوم الخندمة يوم فر صفوان وعكرمة
- عن التكتيك السماوي والتكتيك الأرضي
- البينة المفقودة والغائبة
- القضية المغلقة و الوقوع بين محالين
- الغيب المقروء هل يصمد الغيب طويلا
- اشكالية الصفات الحسنى والأسماء غير الحسنى
- بين مكة وجرينتش يا قلبي إحزن
- الأعتداد في أحكام المعتدات
- عن التصنت والإستماع سألوني
- دلائل الكشف العميق عن القتل العميق
- المناظرة العجيبة
- الطهارة المزعومة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - جدلية الجائز والضروري في الفكر الإنساني