أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مبارك بدري - المدرسة بين النظرة السوسيولوجية و الواقع














المزيد.....

المدرسة بين النظرة السوسيولوجية و الواقع


مبارك بدري

الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 18:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كلما تطور المجتمع إلا و ازداد تعقيدا و كلما ازداد تعقيدا إلا و أنشأ مؤسسات جديدة هو بحاجة ماسة إليها , و تعتبر المدرسة التربوية هي إحدى المؤسسات التي أنشأها المجتمع في وقت ليس ببعيد و التي أخدت من التحليل السوسيولوجي ما يكفي لتصبح مدرسة تربوية بكل المقاييس.
تندرج المدرسة التربوية ضمن علم الاجتماع التربوي (الذي يعتبر العلم الذي يدرس الظواهر التربوية بوصفها ظواهر اجتماعية؛ وظائفها,دينامياتها,خصائصها,مؤسساتها وعلاقاتها في إطار تفاعلاتها مع الوسط الاجتماعي ككل و علاقتها مع الظواهر الاجتماعية الأخرى من زاوية المنظور السوسيولوجي ووفقا لأسس و مناهج البحث العلمي) و بالضبط في مناقشته للمؤسسات الاجتماعية إذ لا يمكن للمجتمع أن يتأسس أن يستمر أن يحافظ على تواجده دون النظام التربوي وهو النظام المخصص لتهدين الأفراد وله علاقة مباشرة مع النقل الثقافي من اجل انسجام المجتمع و اندماجه و أول ما نفكر فيه عند الحديث عن النظام التربوي هو عملية التأثير لان التربية هي فعل مؤثر يؤدي إلى تغييرات.
كما أن المدرسة من المنظور السوسيولوجي تقوم بإفراز الفعل التنشئوي وهو الأسلوب التربوي المستعمل من طرف المنشئين من أجل نقل الفعل التنشئوي ولا يمكن أن تكون التنشئة دون وجود مصدر أي الأسلوب و المنشأين و الفعل التنشئوي غالبا ما يكون بين الشدة و التسيب.
كما يرى علم الاجتماع المدرسي(التربوي) أن ترويض التلميذ و قولبته للوصول إلى المثالية باحترام شخصيته و الاعتراف به كتلميذ ( التعليم وفق سلم متدرج) لان الفعل التنشأوي هو فعل اجتماعي كذلك بامتياز؛ وما يؤكد دلك هو كيفية انتقال أوربا من مجتمعات دينية الى مجتمعات وطنية و بذلك وقعت تغييرات بنيوية على أوربا ككل من ظهور المصانع الضخمة وما تتطلبه من يد عاملة مؤهلة أي انتقال المجتمع من مجتمع حرفي إلى مجتمع صناعي بفضل علم الاجتماع المدرسي التربوي فيما يخص التأثير فيما هو اقتصادي, أما على المستوى السياسي و الصراع مع الاكليروس رجال الدين ظهور نظام تعليمي يحث على بناء دولة حديثة لمحاربة الأنظمة التعليمية الدينية في الوقت الذي كانت تسيطر فيه الكنيسة على المجتمع.
كما لعبت المدرسة دور هاما بإخراج المجتمع من المجتمع التقليدي إلى المتقدم فحدث بذلك تفتت ذاخل المجتمع أي انه أصبح بحاجة إلى بناء مجتمع جديد و الحصول على مجتمع متكامل بواسطة التعليم باعتباره وسيلة أساسية وعامل أساسي للتأطير والهيمنة على المجتمع فيما هو اقتصادي و سياسي و ثقافي تربوي.
أما بالرجوع إلى الواقع الذي تعيشه المدرسة و التلميذ في هذا الوطن الحبيب و الوقوف على الدور الحقيقي الذي سخرت له المدرسة المغربية سنجده بالتأكيد عكس ما سمعتم و قرأتم إذ سنجده قناة من قنوات التوجيه خاصة فيما هو سياسي أي في توجيهات مخططات الدولة يراد أن يعم في المجتمع من خنوع و خضوع و إذعان كما أريد للمدرسة أن تصبح مجالا خصبا لسيادة ثقافة الصمت لنجد تلاميذ يرفضون التحدث و المناقشة خلال الدرس وما لذلك من سلبيات كاستضمار التلميذ لأدوار سلبية يحتويها نص الفصل كما أن المدرسة أصبحت فضاء يقضي فيه التلميذ سنوات في غباء نقل المعرفة من الصبورة إلى الكراسة و في دروس مملة يطبع أغلبها الكلام المسكن حتى أصبح أغلب التلاميذ لا يناقشون و ينتظرون من الأستاذ أن يحدد القواعد و الخريطة التي ينبغي أن لا يخرجوا عليها في تصرفاتهم, حتى أصبحت التربية بعيدة كل البعد عن متعة التعلم و الابتهاج المتولدة عنه. كما أننا نجد المدرسة المغربية بعيدة كل البعد عن واقع حياة المتعلمين مدرسة قائمة على الخداع و التهميش و التناقضات وعدم تكافئ الفرص , محيط تربوي قمعي كما أصبحت المدرسة مجال خصب لتمرين و تجرين طرق التدريس عند الأساتذة و المعلمين الجدد و خصوصا في القرى و البوادي حتى يتم تطبيقها في المدن و مجالا خصبا كذلك لمافيا المال تجار المعرفة و جعل المدرسة مجالا يحث على اقتناء الكتب الكثيرة بإلزامية رغم عدم جدوى أغلبيتها حتى أصبحنا نجد تلاميذ يحملون ( المعرفة) على ظهورهم بذلا من حملها في عقولهم حتى أصبح أغلب التلاميذ يعيشون في غضب شديد بين صوت المدرس و دندنته و يثورون بالتالي على المدرسة و هو متأكد أن واقعه المدرسي يؤهله للبطالة في المستقبل وبين صعوبة تقبله للفشل و الهزيمة و تقبل المجتمع لذلك...



#مبارك_بدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كونت في الميزان السوسيولوجي
- علم الاجتماع عند كونت
- الفلسفة الاجتماعية
- الدين الجديد
- سقراط المغرب


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مبارك بدري - المدرسة بين النظرة السوسيولوجية و الواقع