|
طلاسم الخزاعي ..أسئلة البكلوريا هذا العام انموذجاً
صادق البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 00:59
المحور:
المجتمع المدني
يقولون لماذا تكثر الانتفاضات في العراق !؟الشعب الحي المحب للحياة رغم أناه وصبره الأسطوري يأبى إلا أن يقول كلمته،وهذا ديدن الشعوب الحية في مقارعة الظلم والاستبداد ، وعلى قاعدة الحركة ولود والسكون عاقر،ومهما طال الليل لابد من صباح تشرق شمسه لتعري كاشفه دسائس ذلك الليل وما حيك فيه ، لسبع سنوات خلن عانى العراقي الصابر المتشبث بأرضه مالم يعانيه بشر في زمننا الحاضر ،معانات شملت كل شرائح المجتمع ولم تقتصر على الإنسان بل اتسعت لتشمل حتى الحيوان على هذه الأرض ،فكانت الاعتصامات والتظاهرات والاحتجاجات وأخيرا الانتفاضات ولا ندري ماذا سيعقبها ، هي صرخات شعب غايته الإصلاح ، لايطمع بسلب سلطة ولا منافسة الأحزاب الحاكمة فيها ، إنه يسعى وبحرص لتصويب أخطاء تلك السلطة وما أكثرها ، دون معالجة شي يذكرمن قبل تلك السلطة وسدنتها ،طبعا ليس الخلل بالشعب انه اعزل ومسالم يطالب بأبسط حقوقه المشروعة التي كفلها له الدستور والقيم التي يروجون لها ،إذا لماذا تعابون على الناس خروجهم مطالبين بحقوقهم !؟وهي نتيجة لسبب بعد إن فاض الكيل وبلغت القلوب الحناجر ودقت ساعة الحقيقة معربه عن إخفاقكم في تلبيه مطاليب شعبكم الواضحة والبسيطة في عيش كريم يحترم إنسانيتهم مقارنة بباقي شعوب الأرض المتطلعة إلى الحياة بعين التفاؤل..
إذا لماذا تتوالى الانتفاضات لشعب لايكن ولا يستكين!؟ والجواب على هذا السؤال هو إنكم يامن في السلطة الآن لاتتعلمون من أخطائكم ، بالرغم من الدروس الكثيرة والعبر، والثروة الهائلة التي في خزائنكم والتي هي بالأساس ملك الشعب الذي أوكل إليكم حمايتها وصونها والتي للأسف صارت نهبا للدول والشركات الوهمية والمقاولين والمقامرين والمضاربين لخلل في أدارتكم للبلد في صونها والمحافظة عليها ،وتتوالى الأخطاء للأسف وليس آخرها تلك الفضيحة الجديدة التي ستشرأب بعنقها في الأيام القادمة والتي تخص وزارة التربية والتعليم ، حيث إن بمجرد اعلان نتائج امتحانات الدور الأول للصفوف الاعداديه المنتهية بفرعيها العلمي والأدبي (بكلوريا) والذي سيصادف في شهر آب اللهاب القادم حينها ستثور ثائرة ألطلبه وذووهم ، لهول النتائج المرتقبة في نسب الرسوب العالية بين صفوف الطلبة المشتركين في الامتحانات ، ذلك لان أكثر ألطلبه الذين التقيتهم يجمعون على أن الاسئله التي وضعتها لجنة الامتحانات التابعة لوزارة التربية للعام الحالي ، كانت غامضة ،غير علميه ، مخاتلة غير واضحة ، فيها الكثير من التشعبات والتي تشبه بغبائها أسئلة العام الماضي ، والتي تنم عن بئرآخرحفر لوئد أحلام الطلبة المساكين هذا العام أيضا ،والذين كانوا يمنون النفس بأسئلة واضحة منبعها المنهاج المقرر الذي وضعته وزارة التربية ،ناهيكم عن تركيزالطلبه على ملازم الاساتذه والمدرسين الخصوصيين بالنسبة للطلبة من عوائل الميسورين ،إما بالنسبة للطالبة من العوائل الفقيرة فكان لحرارة الصيف اللاهب، وضيق المنازل بغياب الأجواء الدراسية الملائمة مما يدفع بالطلبة للدراسة في القفار، والساحات ، وسطوح المنازل تحت أشعة الشمس الحارقة ، حيث كان انقطاع الكهرباء المستمر لهم بالمرصاد ، وزيد على تلك المعانات أسئلة تكاد تكون (طلسم )، بربكم كيف لطالب بهذه الأجواء والظروف سيحقق نتيجة تذكر!؟ التقيت بجمع لايستهان به من أولائك ألطلبه من كافة المناطق في بغداد وكانوا يكررون ماقاله الطالب أدناه.. يقول الطالب - علي ناهي - وهو من إعدادية البراق الرصافه الفرع العلمي : أدينا لحد ألان خمس امتحانات لخمسة مواضيع هي (الاسلاميه ،العربي ،الانجليزي،الرياضيات ،الأحياء ) وباقي مادتان هما (الكيمياء ،والفيزياء) لا أخفي عنكم كما أخفيت عن أسرتي إنني سلمت دفاتر الامتحانات التي حضرتها إلى الأساتذة المراقبين أوراقا ناصعة البياض عليها اسمي ورقمي ألامتحاني ، وفي وسط الدفتر وضعت علامة (x) لعجزي الكامل عن إجابة تلك الاسئله مع إنني من المتفوقين الداخلين لامتحانات البكلوريا بنجاح وكثير من زملائي الذين أدوا الامتحانات قاموا بفعل الشيء نفسه ..الحقيقة إن الاسئله كانت مبهمة ليس لها جواب محدد لانعرف بالضبط ماذا يريد واضع تلك الاسئله هل ينوي القضاء علينا وعلى مستقبلنا !؟ فأنك تبحث عن جواب للسؤال فلا تجده في مكان واحد مع إننا حفظنا عن ظهر قلب كتب المناهج المقررة والملازم (من الجلد للجلد) وكانت أسئلة (الإحياء ، والرياضيات)لهذا العام الأكثر غموضا ،وستظهر لكم النتائج وسيصدق كلامي ، ناهيكم عن تذبذب دوام عام دراسي شهدناه متقطع ، متعثر، لكثرة المناسبات الدينيه، والعطل الرسمية وشبه الرسمية ،حتى إننا بالكاد نرى مدرسينا أو نشهد حصة دراسية بكامل وقتها المخصص، ونكتفي بما تيسر من ملازم تعويضا عن ما فاتنا من دروس، مع أنها لاتكفي في فهم المادة بدون شرح المدرس.. هذه معاناتنا نضعها أمامكم ولكم الحكم .. ويقول الطالب - فارس حسن –إعدادية قتيبه الفرع العلمي رصافه مؤيدا كلام زميله ويضيف : الحسنه الوحيدة هذا العام هي إن الأجواء داخل القاعات ألامتحانيه كانت ملائمة مع توفر الماء البارد والكهرباء وهذا يحسب للجنة المنظمة للامتحانات إذ أن هذه ألسنه ليست كما في الأعوام الماضية ،العتب كل العتب على اللجنة التي وضعت الاسئله ألامتحانيه إذ لم تراع ظروف الطالب الرازح تحت وطأة المعانات أليوميه والظروف ألمعاشيه الصعبة والقاسية لأسرنا مما يضطرنا للعمل لمساعدة أسرنا أحيانا وبما تيسر من وقت مع تشبثنا في العلم والتحصيل العلمي لمستقبلنا ومن اجل خدمة وطننا.. ولاستيضاح الأمر نورد هنا نص تصريح السيد الوزير.. حيث يقول السيد الخزاعي وزير التربية في تصريح حديث له لوسائل الإعلام بخصوص أسئلة الامتحانات هذا العام مانصه :إن الوزارة أوعزت الى اللجان المشرفة على وضع الاسئله مرحلة السادس الإعدادي (البكلوريا) بضرورة أن تكون اسئله وسطيه ولا تتسم بالغموض وضمن المنهج المقرر..!؟ فأيهما نصدق !!؟.
نناشد وزارة التربية بتدارك الموقف وحشد الطاقات للحيلولة دون ظلم طلبه المراحل المنتهية مرة أخرى،والاستفادة من أخطاء السنوات الماضيه ،والإيعاز للجان تصحيح الدفاتر ألامتحانيه الرأفة بالطلبة والأخذ بنظر الاعتبار الظروف القاتلة التي يمر بها مجتمعنا وبما ينعكس على الطلبه سلبا ،ولا يخفى عنكم ضعف المستوى العلمي للكادر التدريسي في مدارسنا ، مما يجعل ألطلبه في زاوية حرجه إذ هم يسعون للنجاح بعد جهد سنه متواصل وتحت ضغط الأهل والظروف القاسية وبالنتيجة اسئله امتحانيه لا أجوبه لها إلا في عقل من وضعها لغاية لانعلمها !؟.
#صادق_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دوله حقيقيه .. دوله وهميه !؟
-
يا أيها النمل ادخلوا جثتي ..
-
الصندوق ذي الجلد المرمري ..
-
حلم صبي من شمال الجرح ..
-
لافتاتٍ...سود
-
رجل محافظ
-
خطأ
-
الليل وأنين انثى..
-
حب بلا... حدود
-
كذلك قال شوبنهور..
-
يا أهل العراقية ماذا أنتم فاعلون !!؟
-
سوق..نائم
-
قائمة أم محمد الاميري والمشروع الوطني !؟
-
مطر..آسن
-
عنعنات..
-
وصايا المعلم
-
المواطن والمرجعيه والشفره الانتخابيه
-
المخفي والمعلن..الانتخابات العراقيه انموذجا
-
عاجل من وصايا الخبراء..اجتثاث الشعب!!؟
-
أمرسن..الوهم وحقيقة فردوس العقل..
المزيد.....
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
-
مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|