|
حرب فرنسا الصهيونية على المقاومة
محمود عبد الرحيم
الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 18:53
المحور:
القضية الفلسطينية
ما تقوم به فرنسا ساركوزي، من إنحياز سافر للكيان الصهيوني، وعداء حاد لقوى المقاومة العربية، بات مكشوفا، ولا يقبل الجدل، وليس أدل عليه من المواقف الأخيرة، التى تعيد إلى الأذهان الماضي الأستعماري البغيض لفرنسا، والسجل الإجرامي الحافل لها ضد العرب، خاصة في الجزائر، فضلا عن تذكيرنا من جديد بالتحالف التقليدي بين القوى الإمبريالية والصهيونية، المستهدف - بالأساس- المنطقة العربية، والذي كان من بين ثماره تاريخيا العدوان على مصر، بالتعاون مع بريطانيا وإسرائيل. ولاشك أن القرار الفرنسي الأخير بوقف بث قناة الاقصي، التابعة لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، تحت ذريعة التحريض على الكراهية، في الوقت الذي سارعت فيه الحكومة الفرنسية، مؤخرا، للضغط على دور عرض فرنسية، للتراجع عن وقف عرض فيلم إسرائيلي، إنسجاما مع الغضب العام دوليا، من العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية، وقبلها تحدى مشاعر الشعب المصري، والإصرار على عرض فيلم إسرائيلي في مهرجان فرنسي بالقاهرة، يؤكد ضلوع فرنسا في الحرب الإعلامية الصهيونية على العرب، والمشاركة في الحصار الإسرائيلي للفلسطينيين ليس اقتصاديا وسياسيا فحسب، وانما إعلاميا أيضا. وهذا بلا أدنى شك، يضع فرنسا في خانة أعداء العرب وأصدقاء اسرائيل، ويكشف في الوقت ذاته، عن وجهها الإمبريالي القبيح، خاصة في عهد ساركوزي. وما تصديها لحرب إعلامية خبيثة بالوكالة، ضد أصوات المقاومة في فلسطين، وقبلها في لبنان، الا دليل دامغ على التناقض مع دعاوى ترفعها، بشأن حريات الرأي والتعبير، ورفض الوصاية على الفكر والاعتقاد، وهو ما يجب ألا يمر مرور الكرام، وأن يكون له ثمن باهظ، عليها أن تدفعه من مصالحها في المنطقة العربية، جراء إنحيازاتها لقوى الظلم والعدوان، والسير وراء أمريكا وإسرائيل في سياستهم الشريرة، وحربهم الإعلامية والثقافية على قوى المقاومة العربية، التى لا يزالون يصرون على تشويه صورتها، وإلصاق تهمة الإرهاب بها بالباطل، رغم أن المواثيق الدولية تمنح مشروعية لمقاومة الاحتلال بكل السبل، بما فيها المسلحة، ورغم أن منطق العدل والإنصاف يقتضي معاقبة الجلاد وليس الضحية، ومؤازرة المظلوم وليس الظالم. وللأسف كان منتظرا من إجتماع وزراء الإعلام العرب الإستثنائي الأخير، أن يتخذ موقفا حاسما ضد مثل هذه المواقف العدائية، والتهديدات بحق كل الأصوات الإعلامية العربية، التى تدافع بشرف وكرامة عن الحق العربي ولا تنسجم بالطبع مع أجندة المصالح الغربية والإسرائيلية، وأنما تربك المخططات العدوانية، غير أنهم إنشغلوا بخلافاتهم كالعادة، ولم يبالوا بخطورة مثل هذه السلوكيات، ذات الطابع الاستعماري، على المستوى الإعلامي، فيما البعض منهم يؤيدها سرا أوعلانية، ويشعر بالإرتياح للتضييق على حركات المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين، لأنهم يظنون خطأ، أنها ضد مصالحهم، وأن في إضعافها تدعيم لمواقعهم ك"قوى إعتدال"، حسب التصنيف الأمريكي الإسرائيلي المتداول، منذ العدوان على لبنان في العام 2006. إن المسألة ليست متعلقة بالإنحياز لحماس، أو غيرها من الفصائل الفلسطينية، بقدر ما هو إنحياز لنهج المقاومة، الذي إحدى أدواته المهمة الإعلام، وما يمثله من قوة ضاربة لبناء الوعي، وإحداث توازن، مع الطروحات المغلوطة، وحرب الأكاذيب والحرب النفسية الصهيونية، وتشويه الحقائق اليومي، في ظل مرور الصراع العربي الصهيوني بأخطر مراحله، لذا من واجب الدول العربية، أن تقوم بواجبها في حده الأدني، وتبادر إلى توفير مظلة عربية لحماية إعلام المقاومة، وهذا أضعف الإيمان، خاصة بعد أن تخلت عن دعمها سياسيا وماليا وتسليحيا منذ سنوات. وإذا كان الرئيس المصري حسني مبارك في خطاب أخير له، تحدث عن أن القضية الفلسطينية لا تزال تمثل أولوية للسياسة الخارجية المصرية، فأولى به أن يتبع القول بالفعل ، ويبرهن على صدقية الموقف، بان يأمر بالإستجابة الفورية لطلب الحكومة الفلسطينية المقالة، بإستضافة فضائية الأقصى على القمر الصناعي المصري "نايل سات"، ليكن ثمة رد عربي ذا دلالة قوية ، يحمل معاني الكرامة، و التحدي، والصمود، في وجه الحرب الإعلامية الصهيونية، التى تتورط فيها فرنسا. وهذا ليس غريبا على مصر العروبة، التى ساندت كل حركات التحرر الوطني العربية بالمال والسلاح، جنبا إلى جنب مع الدعم الاعلامي،الذي لازالت إذاعة صوت العرب خير شاهد عليه، فضلا عن عشرات الإذاعات التى كانت تُبث من القاهرة، لفضح القوى الإستعمارية، ودعاياتهم الكاذبة، ومساندة الثوار، وبث العزيمة ،وروح المقاومة في أبناء الشعب العربي. صحيح أن تلك المواقف أبنة حقبة تاريخية سابقة، وترتبط بالزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر، ورسالة ثورته العروبية التحررية، إلا أننا لازلنا نعول على عودة الروح، وإستعادة دور ومكانة مصر العروبة، الداعمة للقضية الفلسطينية، والمناهضة للإمبريالية الغربية والصهيونية، ولو بعد حين. لأن عودة الروح لمصر، تعني عودة الحياة لكل الأمة العربية، من المحيط للخليج، وإنهاء حقبة الهوان التى نلنا منها كفايتنا، ولا نبغي المزيد. *كاتب صحفي مصري Email:[email protected]
#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حين يلون -خان الهندي- صورة السوداء لأمريكا
-
تجريع الفلسطينيين السم بالعسل
-
لا عزاء للفلسطينيين ولا للشعب العربي
-
تجليات الهم الانساني وحكمة العجائز
-
العدو الاول للعرب الذي نراهن عليه
-
مأزق عباس وسلة البيض الامريكية
-
الإنسان حين يصارع ذاته ويحتج بالإنتحار أو الهروب
-
العرب والعودة ل-لعبة العبث- الامريكية الصنع
-
والعرب و-لعبة العبث- الأمريكية الصنع
-
نوستالجيا رومانسية وثرثرة جنسية وتباكي طبقي
-
تهنئة مبارك ل-اسرائيل- والاعتذار الواجب للفلسطينيين
-
انتهت-ازمة التطبيع الفرنسي-وبقى غبار الانتهازين
-
-مهرجان الصورة الحرة-:الخديعة والمتاجرة والهزيمة
-
-عرب المشرق-و-عرب المغرب- والمسافة الفاصلة
-
الجدار والحصار والتقصير الشعبي المصري
-
-مهرجان الصورة- والوجه الصهيوني لفرنسا
-
العرب بين-الايراني فوبيا- و-الصهيوماسوخية-
-
رسالتا العراق وموريتانيا الى قمة سرت..استيعاب ام تجاهل؟!
-
القمة العربية بين خيار المواجهة وثورة الغضب
-
الافلام الروائية القصيرة..ثقافة الثرثرة البصرية وفقر الفكر
المزيد.....
-
-45 ساعة من الفوضى-: مصادر تكشف لـCNN كواليس إلغاء قرار ترام
...
-
مستشار ترامب: يجب على مصر والأردن أن تقترحا حلا بديلا لنقل س
...
-
-الطريق سيكون طويلا جدا- لإعادة بناء غزة من الصفر
-
إدارة ترمب تسحب 50 مليون دولار استخدمت لـ-الواقي الذكري- في
...
-
أميركا نقلت صواريخ -باتريوت- من إسرائيل إلى أوكرانيا
-
-الشيوخ- الأميركي يعرقل مشروع قانون يعاقب -الجنائية الدولية-
...
-
مقتل العشرات بتدافع في مهرجان هندوسي ضخم بالهند
-
ترمب يأمر بتقييد إجراءات عمليات التحول الجنسي للقاصرين
-
دفع أميركي باتجاه وقف هجوم حركة -أم 23- على شرق الكونغو
-
توقيف رجل يشتبه في تخطيطه لقتل مسؤولين في إدارة ترمب
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|