النظرية الاخلاقية في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 1 ـ

رياض العصري
كاتب
(Riad Ala Sri Baghdadi)

الحوار المتمدن-العدد: 928 - 2004 / 8 / 17 - 09:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

المباديء العامة :
الوجود = مادة + طاقة + حركة ................. ( فقرة 1 من ثوابت الطبيعة المادية )
المجتمع الصالح = مجتمع + عقيدة صالحة + سلوك عام ايجابي
الانسان الصالح = انسان + قيم صالحة + سلوك فردي ايجابي
مادة + طاقة = حركة ................( فقرة 4 من ثوابت الطبيعة المادية )
انسان + قيم = سلوك
الانسان : هو الكيان المادي الذي تتمثل فيه الفضيلة أو الرذيلة .
القيم : هي المفاهيم والاعتبارات الكامنة في أعماق الانسان والتي تمثل القوة الدافعة أو المحركة للسلوك , وقد تكون تكون هذه القيم ايجابية ( الخير ) أو تكون سلبية ( الشر ) أو تكون عقيمة ( لا خير ولا شر ) .
السلوك : هي كل ما يصدر عن الانسان البالغ من أفعال أو أقوال والتي هي انعكاس للمفاهيم الكامنة في أعماقه , ومن الطبيعي ان المفاهيم الايجابية تعطي سلوكا ايجابيا والمفاهيم السلبية تعطي سلوكا سلبيا .
معايير القيمة الانسانية = الفضيلة + المعرفة + العمل ........ ( فقرة 3 من ثوابت الطبيعة البشرية )
الفضيلة = القيم الايجابية = الحق + الخير + التضامن الانساني .....( فقرة 5 من ثوابت الطبيعة البشرية )
مفاهيم الحق : الحقيقة , الصدق , الانصاف , المبدأية , العدالة , الحرية , المساواة , عدم التمييز , عدم الانحياز .
مفاهيم الخير : المروءة , المحبة , التسامح , الصداقة , الاحترام , الوفاء , الاخلاص , النظافة .
مفاهيم التضامن الانساني : التعاون , التكافل الانساني , الوقوف مع حقوق الانسان في كل مكان في العالم .
الثوابت :
1ـ الانسان كائن حي ذو قدسية , ويتمتع بحقوق أساسية ومطلقة وهي : ـ
أ ـ حق الحياة , اذ لا يجوز ابدا الاعتداء على حياته او معاقبته بحرمانه منها مهما كانت الاسباب والظروف .
ب ـ حق الحرية , ويشمل حرية الانتماء ( دين , مذهب , حزب سياسي , منتدى , ...الخ ) وحرية تغيير الانتماء , وحرية التعبير عن الرأي والمعتقد قولا أو عملا , وحرية الاختيار .
مع ملاحظة ان الحرية يجوز ان تصادر من الانسان عندما يرتكب عملا مخالفا للقوانين لكي لا تتحول الحرية الى فوضى ( الحرية مسؤولية يستحقها من هو جدير بمسؤوليتها ) .
ج ـ حق الاحترام , اذ لايجوز ابدا امتهان كرامة الانسان ولا يجوز استخدام وسائل التعذيب معه مهما كانت المبررات .
2 ـ لكي يتمتع الانسان بحقوقه الانسانية كاملة ينبغي ان يلتزم بمعايير القيمة الانسانية , وهي الفضيلة والمعرفة والعمل , والفضيلة تعني التمسك بقيم الحق والخير والتضامن الانساني , وان أي سلوك يقوم به الانسان ( أفعال أو أقوال ) ويكون فيه مخالفا لمفاهيم وقيم الفضيلة فاننا نعتبره سلوكا منكرا ينتقص من القيمة الانسانية ويتوجب على مرتكبه اصلاح سلوكه .
3 ـ العلم , المال , القوة : ـ قيم مادية ضرورية للانسان , وهي بمثابة أسلحة ذات حدين , فمثلما هي ضرورية لقوى الفضيلة لنشر وتعزيز مفاهيم الحق والخير والتضامن الانساني في المجتمع , فاننا لا ننكر ان قوى الشر والرذيلة لا تتورع عن استغلال هذه القيم المادية لصالح أهدافها الشريرة .


وصايا وتعاليم أخلاقية : ـ
ـ ايها الانسان اعلم أنه ليس فقط بالنواياالطيبة والاعمال الصالحة ينتصر الخير على الشر , وانما يحتاج الخير كذلك الى القوة لكي يحقق انتصاره الكاسح على الشر , والقوة المطلوبة هي القوة المادية المستندة الى المنطق والى الحقائق العلمية وليس الى الاوهام والتضليل والافكار الغيبية , لان الاوهام لابد يوما ان تنكشف وحينئذ تنهار القوة وتصبح ضعفا . ان الخير حتى يحرز الانتصار على الشر فانه يحتاج الى العمل والى التضحية والى الثبات على المبدأ اضافة الى امتلاك القوة الكافية , وعلى أصحاب الحق أو أصحاب الخير ان لا يظنوا انهم بنواياهم الطيبة أو بكلامهم الطيب يستطيعون ان ينتصروا على قوى الباطل او قوى الشر , يجب ان تعلم قوى الخير انهم اذا لم يكونوا أقوياء فلا خير فيهم ولن ينفع كلامهم الطيب ولن تنفع نواياهم الطيبة لان الاشرار لهم القدرة على تكميم الافواه وسحق النوايا الطيبة باستعمال المبدأ الشرير ( المال المبذول والسيف المسلول ) وحينئذ لن تنفع الدعوات ولا التمنيات ولا التوسلات لأصحاب الخير .
ـ ايها الانسان انك تمتلك جسما وهو عبارة عن مادة وطاقة ( روح ) وتمتلك ايضا شيئا أعظم وهو القيمة الانسانية , جسمك انت لم تصنعه ولم يكن لك رأي في طريقة تكوينه أو تشكيله , انه تكون وفقا لقوانينه التي هي جزء من قوانين الطبيعة , أي أن الجسم الذي تمتلكه لم تختاره انت بنفسك , فأنت لم تختار طبيعة البنية التي أنت عليها , ولم تختار حجم جسمك ولم تختار طول قامتك ولا لون بشرتك ولا لون عينيك ولا لون شعرك , فجسمك اكتسب مواصفاته بموجب القوانين المكونة له وهي قوانين الوراثة التي هي جزء من قوانين الطبيعة .
واما بالنسبة للطاقة ( الروح ) الموجودة في جسمك فهي أيضا مرتبطة بجسمك , فطالما جسمك قادر على توليد هذه الطاقة فأنت على قيد الحياة , وانت لا دخل لك في توليد هذه الطاقة داخل جسمك حيث انها تتولد وفقا لقوانينها الطبيعية .
اما قيمتك الانسانية فأنت المسؤول عنها وانت الذي تختار لهذه القيمة المكانة التي تكون عليها من خلال مدى تمسكك بمعايير القيمة الانسانية والتي هي ( الفضيلة والمعرفة والعمل ) فلا قيمة ولا كرامة مع الرذيلة والشر ولا مع الجهل والتخلف ولا مع البطالة واستنكاف العمل , فاجعل قيمتك عالية ايها الانسان واحرص عليها وصنها من الاذلال , اعلم ان الاشرار يمكنهم ان يسحقوا جسمك , ويمكنهم ان يزهقوا الطاقة ( الروح ) التي تكمن في داخل جسمك فتصبح جسما بلا طاقة , أي بلا حياة , ولكن لا يمكن لأحد أبدا ان يهين كرامتك أو يسحق قيمتك كانسان الا أنت فقط , فلا قيمة لجسدك ان أهدرت انت كرامتك , ولا معنى لوجودك ان أذللت قيمتك الانسانية , فلا تجعل حبك للحياة وحرصك عليها يدفعك الى التخلي عن قيمتك الانسانية , بل احرص على قيمتك رغما عن الحياة , انتزع حقك بالحياة الكريمة انتزاعا , ولا ترضى بالذل والهوان حتى لو أدى بك ذلك الى خسران الحياة فلا قيمة لحياة انت فيها كائن بلا قيمة . اياك ايها الانسان ان تساير الاشرار الطغاة المتجبرين فتلين لهم وترضخ لمطاليبهم وتسير في ركابهم حتى وان كان السير في ركابهم يجلب لك المال والثروة والجاه , لبئس المال وبئس الجاه الذي يجعلك تبيع نفسك للاشرار. أتشعر بالفخر والعز ايها الانسان عندما يمنحك الاشرار المجرمون المال مقابل ان تبيعهم قيمتك كأنسان وتصبح أداة مسخرة بأيديهم لتكريس الشر والظلم والطغيان ؟ أترضى لنفسك ان تحيا شريرا من أجل المال والجاه والنفوذ ؟ وكم سنة ستحيا ؟ وماذا أبقيت من شرف لنفسك ولأبنائك من بعد موتك ؟ ان شرف الانسان وفخره هو في ان يكون صانع للخير وناشر له وفي ذلك تتجلى قدسية الانسان , اما من أراد ان يكون صانعا للشر أو رضي لنفسه ان يكون أداة مسخرة بيد الاشرار فقد أضاع نفسه وأهدر كرامته وأبخس قيمته , فأنظر لنفسك ايها الانسان فأنت تملك حرية الاختيار وانت المسؤول عما تفعل .
ملاحظة : ـ يتبع الجزء التالي

#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات