قاسم السيد
الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 20:34
المحور:
المجتمع المدني
يوم 1/7 في حياة كثير من العراقيين له معنى ورمزا ذو قيمة وربما يذهب البعض منهم للاحتفال به كعيد ميلاد تم فرضه عليهم عقب تعداد السكان عام 1957 من القرن الماضي ولغاية تعداد عام 1965 من نفس القرن حيث تم اعتماد توارخ الميلاد بعدها وفق وقوعها فعلا ورغم ان اكثر الذين تجاوزا الاربعينات من اعمارهم فما فوق يشتركون في نفس تاريخ الميلاد هذا الا ان هذا الحدث لايعني شيئا بالنسبة للكثيرين منهم اما الاخرون الذين يتذكرونه فأنهم يمرون به على استحياء ولربما يخلوا من أي مظاهر احتفاليه انسجاما مع نسق الحياة الاجتماعية العراقية التي تنبذ الفرح وتتعاطف مع لحظات الحزن والالم .
هذا الكم الهائل من الناس الذين اشتركوا في هذا اليوم كتاريخ ليوم ميلادهم جاء نتيجة التخلف الاجتماعي والحضاري الذي اعرض فيه العراقييون عن أي اتصال بالدولة ومؤسساتها ليس على صعيد تسجيل المواليد وحده بل وصل الامر للعزوف عن دخول المدارس بأعتبارها مؤسسات حرب للاعداء اضافة الى رفض التعاطي مع المؤسسات المالية كالبنوك بأعتبارها مؤسسات ربويه ورفض العمل في الوظائف الحكومية كل ذلك جاء نتيجة للفتاوى الدينية التي حرمت التعامل مع الدولة لكن ايقاع الحياة جعل الناس يتركوا الفتاوى الدينيه والعمل بها لتعارضها مع مصالحهم وبالتالي الاتصال بالدولة ومؤسساتها لترتيب اوضاعهم بشكل قانوني ومن ضمن ذلك تسجيل مواليدهم واصدار هويات الاحوال المدنية والتي كانت تسمى في ذلك الحين بالجنسية وتدعمها بطاقة اخرى تسمى بشهادة الجنسيه كذلك تلبية دعوات الالتحاق بالخدمة العسكرية الالزامية والاحتياط التي كانت سائدة انذاك هذا ليس حكرا على شرائح معينه أي مثلا تخص الريف وليس المدينه او الاميين وليس المتعلمين وهولاء المتعلمين طبعا خارج الاطار الحكومي بل ان شخصيات كبيرة وعلمية كثيرة تشترك مع عموم الشعب في هذه القضية.
نحن في ظل وضعنا السياسي الحالي الذي يسمح بالكثير من النشاطات الاجتماعية لم لانفكر في جعل هذا اليوم يأخذ بعدا اجتماعيا ذو سمة حضاريه بجعله عيدا وطنيا ليس بالضرورة يكون عطلة رسمية وانما تعبيرا عن الاهتمام بالانسان وربطه بالدولة التي تعنى به وتحتفل بيوم فرض في يوم ما تاريخا لميلاد الملايين
#قاسم_السيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟