ماذا دهاك يا شعب الحضارات

حيدر الفريجي

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 18:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الم تكن ذلك الشعب الذي علم الانسانية الكتابة والحرف الم ترسم في كل خطوة من خطوات مسيرة امجادك نبراسا يضئ الدرب للاخرين الم تمتلئ ارضك من الجبل الى الخليج بعشرات الحضارات الا تعود مسلة حمورابي اليك وارض بابل وجنائنها المعلقات الم تجري فروع انهارها بين جنبات تلالك و لا اسالك عن الحضر واشور واور فكلها ملك يمينك الم تتقدس ارضك بخطوات الانبياء والاولياء والصالحين الم تنحدر اجيالك من ظهور اولئك العظماء الذين بنوا اجمل وابهى حضاراتك ، الى من تنتمي يا ترى وبمن اقتديت ولمن نظرت ولاي سمعت ، وهل يمكن لشعب مثل شعبك ان يعاني من قحط الارض وجدب الصحراء وغياب ضمير بعض من يدعون الانتماء اليك ، ماذا دهاك يا شعبي العظيم ام انك تغيرت وتبدلت وتلونت هل غيرت الريح الصفراء التي ضربتك طوال اربعين سنة طيب ريحك وكرامة اصلك وسخاء ارضك ام ان الفقر والقهر والظلم والارهاب نخر عظام عظمائك وارخى حبال ابطالك وسود بيض قلوب ابريائك ، ام ان المال والكرسي سيطر على عقول وقلوب سادات ابائك وابنائك ، ماذا دهاك ايها الشعب العظيم ليتقاتل ابنائك فيما بينهم على فتات موائد اسياد ظلامتك ، ماذا دهاك ايها الشعب العظيم ليتفتت شملك وتتنازع ملتحمات عروقك من اجل بناء امجاد هزيمتك على يدي ناسك واهلك ، اسالك بكل ماضيك المجيد وحاضرك الشديد ومستقبلك القريب والبعيد وبكل حرف كتب ويكتب على ارض بلادك وبكل نبي مرسل وولي صالح وملك منزل وعبد فالح سار في وديانك هل ينتمي اولئك المدعون اليك وهل تمتد جذورهم الى
تاريخ جذور اجاد اجدادك لتلقتي مع اصول اصولك وتذوب مع مياة نهريك وترتوي من نسيم هوائك وضوء شمسك وطيب ترابك اجبني اجبني فقد كثر المدعون وتهافت المتهافتون وارتفعت دعوات المدعين لينادي الجميع بصوت واحد ونداء واحد ونفس واحد وصفار وجة واحد وشر عيون واحد وطمع قلب واحد وظلم رجل واحد باننا نحن من يرعى مصالحكم ونحن من سنبني مجدكم ونحن من سيصون عرضكم ونحن من سنوفر لكم امنكم وننور منازلكم وحياتكم ونعطيكم مما تحبون وترضون وفوق ما تتمنون فاذا تولوا امرك وسعوا سعيهم باصواتك نسوا وتناسوا وخذلوا وتخاذلوا وعموا وتعاموا فنعقوا وتناعقوا وسبوا وتسابوا وبرأو وتبرأو فعدت كما كنت تنهب اموالك ايدي عمالك وتنهش لحمك ذئاب غاباتك ويكون حاميك حراميك فلا تفرق بين الحاكم والجلاد والصالح والطالح والمخلص والخائن فتصبح وتمسي في حيص بيص وخلط بيط فلا تدري اين تولي بوجهك والى من ترنو بناظريك يا غريبا في ارضك ويا فقيرا بين خزائن كنوزك ويا وحيدا بين اهلك واحبتك ، ماذا دهاك يا شعب الحضارات اجبني اهولاء هم من سيبني مستقبلك فالكل يجري ويجري ويريد ويريد لا يعطي شيئا ولا يزيد خيرا وكان الجميع قد لبسوا قناعا واحدا ولباسا واحدا ولبوا نداء واحدا ، ماذا دهاك يا شعب الحضارات لينزوي الصالحون من ابنائك ويطفوا الطالحون من اعدائك ويختبي العلماء ويظهر الجهلاء ويعزل الفضلاء ويكرم السفهاء ،أ هذا هو انت انت امن هولاء اجبني فقد دار الزمان وتحول المكان وفاضت الوديان واختلطت الامور على القاصي والداني اين معدنك الاصيل وحسامك السليل وادبك الجليل وعلمك الفضيل اعلم انك ستصول وتجول ولن يصح الا الصحيح واما الزبد فيذهب جفاءا واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض واي ارض غير ارضك واي سماء غير سمائك واي ماء غير ماءك واي تراب غير ترابك يصلح لذاك يا شعب الحضارات الاصيل

#حيدر_الفريجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات