|
فلسطين واللعب بمكان آخر
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 14:51
المحور:
القضية الفلسطينية
فلسطين واللعب بمكان آخر صلاح بدرالدين
الممانعة بمختلف تياراتها وجماعاتها الاسلاموية والقوموية الرسمية منها والشعبوية من عرب وترك وعجم في ورطة بعد أن جازفت حسب مزايدات شعاراتية حتى على أصحاب القضية في ركوب – الموجة الفلسطينية – وقذفتها أمواج البحر المتوسط الاسرائيلية الصنع الى ميناء – أشدود – المحتل وتلاشت أساطيلها الصوتية من واحد واثنين الى الثالث المحروس من – حراس ثورة الآيات – وذهب كل التهديدات المنطلقة حسب الطريقة التركية أدراج رياح خمسينات الصيف الحالي المشبعة بأتربة صحاري الربع الخالي والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو : ماهي النتائج التي ترتبت بعد نهاية المشهد الدرامي لاسطول أو قافلة - الحرية - على القضية المركزية والأطراف المعنية ؟. منذ البداية لم تبدأ الحملة الاقليمية الدولية لكسر الحصار على غزة وخرق القرار الاسرائيلي المجحف والمنافي للشرعية الدولية بالتنسيق والتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية الجهة الشرعية الرسمية الوحيدة التي تحظى بالاعتراف الدولي والتعاطي من جانب هيئة الامم المتحدة واللجنة الرباعية الوسيطة والادارة الامريكية التي تدير المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية والجامعة العربية والحكومة المصرية التي تشرف على عملية المصالحة الفلسطينية والمعنية بالحصار والمعابربل أن معظم الأطراف المنخرطة في حملة السفن اما ليس على وفاق مع قيادة السلطة ومناوئا لها ومنحازا لحركة – حماس – الانقلابية المتحكمة في ادارة غزة مما أضعف من حظوظ نجاح الحملة منذ ساعاتها الأولى ورسم علامات استفهام عديدة حول أهداف وأجندة المشرفين الحقيقيين من وراء الستار على العملية تمويلا وتسييرا ومواكبة اعلامية حية والذين اتضح أنهم موزعين بين أنظمة تركيا وايران وسوريا وتوابعها من حزب الله اللبناني وجماعات قريبة من حركات الاخوان المسلمين وامتداداتها من مؤسسات اعلامية وفضائيات ومنظمات اغاثة وجمعيات حقوقية وشخصيات برلمانية وذلك بحسب الأهداف الخاصة المتوخاة والدور المتعلق بكل طرف تحت ستار كسر الحصار على غزة وليس من أجل حل عادل للقضية الفلسطينية المركزية الشاملة غير القابلة للتجزئة بحسب مبدأ حق تقرير المصير . كان واضحا أمام أصحاب القضية والمراقبين أن العملية برمتها لم تكن بريئة وذلك بالتركيز على غزة فقط بهدف تكريس الانقسام الفلسطيني وترسيخ سلطة – حماس – وصولا الى حسم مسألة اقامة امارة حسب النمط – الطالباني - منفصلة عن باقي الجغرافيا الفلسطينية وتأكد ذلك بصورة أوضح لدى رفض – حماس – القاطع منذ بداية الحملة لكل حوار أو مصالحة مع السلطة وحركة – فتح - أو توقيع على الورقة المصرية أو استقبال لوفد الفصائل الذي كان يعتزم القيام بزيارة القطاع وذلك ظنا منها – حماس - أن القوافل ستخرق الحصار والخطة ستنجح وبالتالي ستنفرد هي بقطف الثمار . الأتراك أصيبوا بالذهول أمام حجم ضحاياهم وواجهت حكومة حزب العدالة مأزقا سياسيا لم تنقذها محاولات رئيسها المرتبك وتصريحاته النارية وتهديداته الفاقدة للصدقية وبان للرأي العام التركي والعالمي مدى التناقض الصارخ في نيات السلطات الحاكمة وأهدافها المعلنة : شعارات تضامنية مزايدة مع الفلسطينيين كشعب محروم معرض للاضطهاد والقمع والتجاهل مقابل الرفض والانكار لحقوق الشعب الكردي الذي يتشابه الى درجة التطابق المبدئي مع نظيره الفلسطيني كصاحب قضية قومية عادلة والتعامل مع – حماس – كجهة تحررية المدانة عالميا كحركة ارهابية وفي الوقت ذاته وصم ب ك ك بالارهاب الى جانب ذلك ورغم الالحاح التركي رفضت اسرائيل أي اعتذار ووجه الموقف التركي أمريكيا وأوروبيا بالامتعاض الى درجة أن الرئيس الفرنسي أعلن :" إن أردوغان ذهب بعيدا في تصريحاته ولا بد من إيقافه " كما أن العديد من الأوروبيين غير راضين عن دفاع أردوجان عن حركة حماس ووصفها بأنها حركة وسطية وجهادية تسعى لتحرير أرضها . الايرانييون تراجعوا عن اعلانهم السابق بتمويل وارسال بواخر بمواكبة الحرس الثوري الى شواطىء غزة وحزب الله يتخلى عن وعوده في تسيير باخرتي – مريم وحنظلة – وأكثر من ذلك وفي ذروة التصريحات والتحضيرات من أجل تسيير القافلة رقم 2 في لبنان لدعم الشعب الفلسطيني قامت مظاهرات فلسطينية حاشدة بمشاركة واشراف حركة فتح وممثل السلطة الوطنية ومقاطعة – حماس والجهاد الاسلامي - في بيروت مطالبة بانصاف الفلسطينيين في لبنان والاعتراف بحقوقهم المدنية فيا للمفارقة أين أولئك المزايدون من متعهدي السفن وبائعي حمولاتها من المواد التموينية أو ليس فلسطينييو لبنان أقرب وأولى بالدعم والرعاية والمساعدة من سكان غزة ؟ السورييون لم يمنعهم تورطهم في الحملة بشريا منذ البداية من الانسحاب الهادىء بدون ضجيج وتوقفت بعض المصادر طويلا عند طلب الرئيس بشار أسد مننظيره البرازيلي لعب دور الوسيط مع اسرائيل وهو الذي كان يرفض حتى الوساطة الفرنسية ويصرعلى التركية، وهو ما فسرته المصادر بالتخلي التدريجي عن تركيا في الوساطة. أما اسرائل فمن مصلحتها التركيز فقط على غزة وحصارها وطوي القضية الأساسية أو تناسيها وهي تتعامل مع الموضوع من موقع القوي وكماتريد وبأطول مدة زمنية ممكنة لتحقيق أهدافها التوسعية وتنفيذ نياتها المبيتة في توسيع الاستيطان وقضم الأرض الفلسطينية في أجواء الانشغال بالمواد التموينية وأصنافها المسموحة والممنوعة والاستمتاع بسماع تصريحات قادة – حماس – في دمشق وطهران والتلهي بمشاهد انزعاج وتوتر القادة الأتراك وانفعالات أمين عام حزب الله ومتابعة تكويعات الرئيس السوري .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جدلية التفكيك والتركيب في عملية تغيير أنظمة الاستبداد ( 2 -
...
-
جدلية التفكيك والتركيب في عملية تغيير أنظمة الاستبداد ( 1 -
...
-
مؤتمر- العروبة والمستقبل - والعودة الى نهج- عفلق - ( 2 - 2 )
-
مؤتمر- العروبة والمستقبل - والعودة الى نهج - عفلق - ( 1 - 2
...
-
لك المجد يا شيخ الشهداء
-
أين فلسطين من المنازلة التركية – الاسرائيلية ؟
-
رسالة صلاح بدرالدين الى الصامدين في قبرص
-
ماذا يعني الترجيح - الاقليمي - للسيد علاوي
-
السبيل الى تعميق تجربة كردستان العراق
-
كلنا عرب .. كلنا اخوان
-
- داود أوغلو - يهزم - أتاتورك -
-
- عروبة العراق - ضد - وحدة العراق -
-
ردا على مزاعم باطلة بحق مؤسسة كاوا ( الهيئة الادارية )
-
أهل الدار أولا .. ثم الجوار
-
على ضوء دعوة نيجيرفان بارزاني للاصلاح : اعادة بناء - البارتي
...
-
قراءة في كلمة نيجيرفان بارزاني التأبينية
-
مقاومة التغيير في العراق وخدمة الاستبداد في سوريا
-
نعم لتظاهرات الخارج والوقوف دقيقة في الداخل
-
الشراكة الحقة في - السراء والضراء -
-
المالكي .. حليفا
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|