أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تجمع اليسار الماركسي في سورية - طريق اليسار العدد 21:















المزيد.....



طريق اليسار العدد 21:


تجمع اليسار الماركسي في سورية

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 09:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية /تيم/


الحرية لرفاقنا معتقلي حزب العمل الشيوعي: عباس عباس، أحمد نيحاوي، توفيق عمران، غسان الحسن، ولجميع معتقلي الرأي!

E-M: [email protected]
العدد 21: حزيران / 2010 /
في هذا العدد:
1- افتتاحية ____________________ ص1
2- بيان من تيم _________________ ص 3
3- المشهد السياسي / حزيران 2010 _ ص 5
4- محمد سيد رصاص: ”أردوغان في المد والجزر“ _______________________ ص 9
5- نايف سلوم: ”مغزى التحركات التركية الأخيرة “_____________________ ص 11
6- صالح العبدو: ”الجار لوجار“______ ص 12
7- نذير جزماتي: ”هل يعيد تاريخ بلاد الفرس نفسه؟“ ______________________ ص 13
8- معتز حيسو: ”مشروع الضمان الصحي لقطاع التربية ..“ _______________ ص 16
9- محمد صالح عبدو: ”اقتلاع الفلاحين من جذورهم“ ____________________ ص 18
10- أبو جهينة: ”أصابع للعض.. “ ____ ص 20

افتتاحية
خطوة كبيرة إلى الأمام؛ غزة وفلسطين بعد "أسطول الحرية"!
مرغمة، بلعت قيادة نتنياهو الموس التي أجبرها أسطول الحرية على ابتلاعه، حيث لم يكن أمامها من خيار سوى أحد أمرين: فإما ترك الأسطول يصل إلى غزة فينهار الحصار تماما ، لأن مئات السفن ستعقبه محملة بما يحتاجه أبناء غزة للبقاء أحياء ومرفوعي الرؤوس وأقوياء، أو مواجهة الأسطول الأممي الإنساني بوحشيتها ، وهو ما فعلته، بهدف إدامة الحصار و قتل إرادة التضامن بين البشر الأحرار، فتضع كيانها الغاصب بوجهه القبيح ، عاريا أمام الإنسانية جمعاء، مما سيستنهض المزيد من أصحاب الضمائر الحية في العالم كله، وسيضع الكيان دون تأخير في مواجهة أكبر وأصعب، وهو ما يحصل عمليا.
حتى اليوم، ترتبت عدة نتائج على مبادرة أحرار أسطول الحرية وكيفية المواجهة الصهيونية له، أهمها:
1 ـ إخراج قضية حصار غزة من دائرة الإهمال والعزلة التي وضعتها فيها مساعي الكيان الصهيوني بالتفاهم مع الإمبريالية الأمريكية والاتحاد الأوربي، وبتواطؤ ودعم مشين من بعض الأنظمة العربية،لتعود إلى قلب دائرة الضوء والقضايا الحية التي تشغل البشرية. والضوء والعلنية هما أول شروط فضح الجريمة لتحشيد قوى البشرية ضدها.
2ـ وضع العلاقات التركية الإسرائيلية على طريق المواجهة الحادة سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا، والتدهور السريع عسكريا، وربما اقتصاديا( في حين كانت القيادة الصهيونية تحلم بإرجاع تركيا إلى بيت الطاعة، عبر ضرب الأسطول وقتل عدد من رعاياها عمدا).
3 ـ التسبب بمزيد من تعرية الكيان الصهيوني، ومدى استخفافه بالقانون الدولي ، و جاهزيته لارتكاب أبشع الجرائم حين يرى أنها تخدم مصالحه. وهو ما أحرج حلفاء الكيان أوربيين وأمريكيين وعربا، وأجبرهم( بعد سبات طويل!) على إطلاق تصريحات مناوئة للحصار والتحدث عن ضرورة إنهائه، بما فيهم أوباما و بان كي مون، وشجع أيرلندا على طرد دبلوماسي إسرائيلي لدوره في تزوير جوازات سفر استخدمت في جريمة اغتيال( الشهيد المبحوح) في دبي ، كما شجع بولونيا على اعتقال أحد المتهمين بالمشاركة في تلك العملية. وهاهو باراك يمتنع عن السفر إلى فرنسا خشية توقيفه قضائيا ومثله قادة آخرون، فيما تسحب شركة إسرائيلية موظفيها من تركيا خشية تعرضهم لغضب الشعب التركي ، وللمرة الأولى يعلن الصليب الأحمر الدولي رسميا أن إسرائيل تخرق القانون الإنساني الدولي بحصارها لغزة... والحبل على الجرار.
4 ـ التسبب بإحراج كبير للنظام المصري الذي يلعب دور الشريك في الحصار الإجرامي، مما اضطره لفتح معبر رفح شكلياً ، والسعي إلى تفاهم مع حماس حول تنظيم العبور ، الأمر الذي ظل يرفضه طوال السنين الماضية بحجة أو بأخرى.
5 ـ إحراج الأنظمة العربية المتخاذلة والمتواطئة أمام شعوبها، إلى درجة دفعتها لاتخاذ قرار على مستوى الجامعة العربية بإنهاء الحصار، ودفعت عمر موسى لزيارة غزة المحاصرة( للمرة الأولى منذ سنوات !) والتأكيد بأن قرار رفع الحصار يجب أن ينفذ! كما دفعت الكويت( شبه المحتلة) لإعلان انسحابها من (مبادرة السلام العربية) باقتراح من البرلمان لم تستطع رفضه.
6 ـ توليد ضغوط إضافية على نهج محمود عباس ومفاوضاته العبثية اللانهائية، من قبل الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة، حيث أن مواجهات أحرار العالم للغطرسة الصهيونية أعادت الاعتبار لقيم الكفاح والتضحية وقدمت برهانا ساطعا على فعاليتها وجدواها، مقارنة بنهج الاستسلام الذليل بحجة ميزان القوى وعدم جدوى النضال.( ذكرت صحيفة ها آرتس يوم الأحد 13/ 6/، أن عباس أبلغ أوباما بأنه ضد رفع الحصار عن غزة في هذه المرحلة لأن ذلك سيقوي حماس! وأن النظام المصري معه في هذا الموقف! وقد نفى أبو ردينه ذلك .... طبعا !).
7ـ تحفيز أعداد كبرى من أحرار العالم مثقفين وبرلمانيين وسياسيين وناشطين في الهيئات الحقوقية، وآخرين، على التداعي للمشاركة في( أسطول الحرية ـ 2) الذي ينتظر أن يكون أضخم بكثير من سابقه، والذي قد يوجه الضربة القاصمة للحصار إذا ما وصل إلى شواطئ غزة، الأمر الذي تبذل جهود كبرى من إسرائيل وحلفائها لإجهاضه والالتفاف عليه قبل أن يولد، عبر بحث سبل للتراجع الجزئي عن الحصار، تجنبا لانهياره التام قسرا، بصورة تضعهم في موقع الهزيمة الكاملة ، بما لها من تداعيات كبرى، سياسية وشعبية ومعنوية.
إن المعركة الكبرى الآن هي كسر الحصار رغم أنف الكيان الصهيوني، وبقوة أساطيل الحرية وتضامن أحرار العالم معه، دون إتاحة الفرصة أبدا لأعداء الحرية لفبركة تنازلات جزئية لن تزيد في الحقيقة عن (تجميل الحصار) واستمراره فعليا.
لم يلق أعداء الحرية السلاح بالتأكيد، فالمعركة من أجل حرية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ما زالت طويلة، وغزة ليست سوى واحدة من محطات كثيرة على الطريق. وهاهم هؤلاء يسلطون أبواقهم على تركيا وزعامتها تحت ألف حجة وحجة، محاولين تخويف الشعوب العربية من ( العثمانيين الجدد !) و من الإسلاميين الجدد والقدماء( حماس والجهاد الإسلامي وتركيا وإيران وغيرهم) ومن اليساريين وكل أصحاب الضمائر في العالم. ومع أن ثمة نقد يمكن ويجب أن يوجه ـ في وقته المناسب ومكانه المناسب ـ لهذا الطرف أو ذاك، فإن القضية اليوم هي كسر الحصار الإجرامي على غزة، وشد أزر كل من يسهم في خدمة هذه القضية سواء لأن مصالحه تقتضي منه ذلك، أو لأن مبادئه تدعوه له. وفي الوقت نفسه، فضح كل تفكير أو دعوة للتخاذل ، وكل مسعى للتفريق بين المناهضين للحصار ، وكل مشاغلة للشعب عن المعركة الدائرة اليوم من أجل حرية غزة البطلة، سواء بالثرثرة التي لا تنتهي عن الخطر الإيراني أو الخطر التركي أو الخطر الإسلامي أو غير ذلك، أو بالرهان على مفاوضات فارغة لا تخدم سوى الكيان الصهيوني بتغطيتها على قضمه المستمر للأرض، وذبحه للشعب هنا،وخنقه هناك.
فليكسر الحصار عن غزة وشعبها الصامد. فلترتفع راية المقاومة بكل أشكالها وألوانها.
كل الدعم والتضامن مع أحرار أساطيل الحرية القادمين من كل بقاع العالم، عربا وأتراكا و آسيويين وأفارقة وأوربيين وأمريكيين، يساريين وقوميين ومسلمين ومسيحيين ،أيا تكن معتقداتهم ومبادئهم.
الخزي والعار للصهيونية وكيانها العنصري، ولكل داعميها والمتواطئين معها والمؤيدين لحصار غزة ، أيا تكن جنسياتهم وقومياتهم ومعتقداتهم. هيئة التحرير


بيان
من تجمع اليسار الماركسي في سوريا / تيم/
الكيان الصهيوني في مواجهة قافلة الحرية
ثقافة الوحشية والهمجية .. في مواجهة ثقافة الإنسانية والنبل ..
رجال ونساء أحرار وشجعان حقا
أصحاب ضمائر حية حقا
ثمان مئة إنسان من أربعين دولة من أصقاع العالم ، يدعمهم جهد ومساهمات عشرات آلاف النشطاء الأحرار ، ويؤيد مسعاهم الملايين.
حملوا لأهل غزة الصامدة الطحين واللباس والخيام والمنازل الجاهزة والإسمنت والخشب .... وخمس مئة كرسي متحرك للمعاقين جسديا .
قطعوا آلاف الأميال للقيام بما أيقنوا حق اليقين أنه واجبهم تجاه إخوتهم في الإنسانية، غير مبالين بالعناء الشديد والخطر الذي يعرفون أنه ينتظرهم، فإرضاء ضمائرهم الحية أهم عندهم من ذلك كله ،وخرق الحصار الهمجي على مليون وسبع مئة ألف إنسان من الرجال والنساء والأطفال، واجب يستحق كل ما يقتضيه الأمر لتحقيقه، دماء وأرواح و وقتا وجهدا وكفاءة ومالا.
مناضلون أحرار حقا، وشجعان حقا، قل مثالهم في زمن تسيدت فيه الإمبريالية المتوحشة العالم واستفردت فيه بشعوب بلدانها وأكثر منها بالشعوب المستضعفة مجازر واستعمارا جديدا وحصارا، وتدميرا للطبيعة وهتكا للقيم الإنسانية والثقافات ومسخا لها ، بما فيها قيم وثقافة الرأسمالية نفسها زمن صعودها قبل أكثر من قرن، وقبل أن تدخل في طور تعفنها الراهن ، بزعم العولمة ومكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية وغير ذلك من الشعارات الكاذبة التي توظف لخدمة عكس ما تقول، والهدف دائما واحد: المال والأرباح، وضمان المزيد من المال والأرباح ... في نهم مجنون لا حدود له.
حين هاجمت( قوات النخبة) الصهيونية قافلة الحرية ،وارتكبت مجزرتها الدولية الأشد عريا و انفضاحا في تاريخها، لم تهاجم فحسب هؤلاء البشر النبلاء الذين يشكل ما قاموا به وسام شرف على صدر الإنسانية جمعاء ، بل هاجمت أيضا ما يجسدونه من قيم وثقافة عند الجنس البشري كله. كانت تريد قتل هذه القيم وتدميرها وإرهاب كل من عن محاولة تجسيدها في سلوكه وحياته، لكي لا تتكرر ظاهرة ( أسطول الحرية) ، ولكي يستمر الحصار الوحشي على غزة( دون منغصات) حتى يركع كل أهلها ويستجدون الرحمة من الصهيونية والإمبريالية، خاضعين لشروطهما المذلة . وبهجومها هذا جسدت بأقصى وضوح تناقض قيم وثقافة الكيان الصهيوني وحكومته وجيشه، مع قيم وثقافة البشرية الحرة والنبيلة، وفي قلب هذه البشرية وقاعدتها: الشعوب المضطهدة والمحتلة أراضيها، لاسيما الشعب الفلسطيني.
بهذا ارتكب هذا الكيان أمام البشرية كلها الجريمة ـ الفضيحة، الأشد تعبيرا عن طبيعته كاستعمار عنصري لا حدود لوحشيته وغطرسته وعدائه لكل ما هو إنساني عند البشر، ولاستهتاره بالقوانين والمواثيق والشرائع الدولية. ولم يدرك مجلس الوزراء المصغر الذي اتخذ القرار بالهجوم على سفن مدنية في المياه الدولية، ولا قائد البحرية الذي أعطى الأوامر بإطلاق النار على بشر عزل ينقلون مساعدات إنسانية ولا شيء غيرها، لم يدرك هؤلاء المجرمون أنهم بفعلتهم هذه يكشفون قبح و همجية الوجه الحقيقي لكيانهم الغاصب ولثقافته وقيمه، أمام العالم كله، بعد أن بذلت الصهيونية جهودا هائلة لترويج سياق كامل من الأكاذيب المدروسة والمخططة، و أنفقت مليارات الدولارات على مدى عقود من السنين، لإخفاء ذلك الوجه بإتقان، خلف قناع زائف من ( التمدن والحضارة و الرقي الإنساني).
وبهذه الجريمة ـ الفضيحة، اندفع الكيان الصهيوني المأزوم تاريخيا اندفاعة واسعة على طريق كشف أوراقه وحقيقته العنصرية المتوحشة أمام البشرية كلها، وسيدفع غاليا ، وأكثر بكثير مما توقع قادته ، ثمن جريمته هذه. وليست الاحتجاجات والإدانات والتظاهرات واجتماعات الجهات الرسمية وغير الرسمية في العالم، إلا بداية متواضعة لما سيعقبها من نتائج ، أول ما اتضح منها هو مؤشرات تحول عميق في العلاقات التركية الإسرائيلية، في حين يرتبط كثير منها بحجم الضغوط والتحركات الشعبية المتصاعدة في سائر أرجاء العالم يعيد الفعل الشجاع الذي قام به مناضلو أسطول الحرية الاعتبار للقيم الإنسانية الرفيعة، قيم النضال و المسؤولية الحقة تجاه المضطهدين من شعوب الجنس البشري والتضامن الأممي معهم، وقيم الضمير الحي والشجاعة والاستعداد للتضحية من أجل الواجب. ويفضح في الوقت نفسه ثقافة وممارسة التخاذل والجبن والاستسلام والاستجداء من قوى البغي والقهر ، تحت حجة أن العين لا تقاوم المخرز، وأن النضال والتضحية لا يجديان ما دام العدو قويا و قادرا على السيطرة بالقوة والعنف ..... فها هي العين تقاوم المخرز ... وتنتصر !
ويضع هذا الفعل كل قوى العالم أمام الامتحان، منظمات دولية ( الأمم المتحدة، محكمة الجنايات الدولية، منظمات حقوق الإنسان وسائر المنظمات الحقوقية ... الخ) و حكومات وأحزابا بل وأفرادا أيضا، وهو يفضح بقوة هائلة تواطؤ المتواطئين مع جريمة حصار غزة، وتخاذل المتخاذلين أيضا، بقدر ما يفضح بصورة لا سابقة لها ، الوجه المتوحش والهمجي للكيان الصهيوني وحصاره لغزة الباسلة بتواطؤ بعض الأنظمة والقوى العربية وتخاذل بعضها الآخر.
وفي الوقت نفسه ، يشكل هذا الفعل النضالي الشجاع علامة كبرى جديدة لبداية النهاية لحصار إجرامي عنصري يفرض على شعب غزة الباسل، رغم أنف القوة الإسرائيلية العاتية والدعم الإمبريالي و الرجعي العربي الواسع لها.
إن القضية الأبرز الآن هي كسر الحصار الصهيوني ـ العربي الرسمي عن غزة، وإسقاط كل الذرائع الإجرامية المستخدمة لتبريره، سواء كانت ذريعة سيطرة حماس عليها أو ذريعة الإرهاب أو أي ذريعة أخرى، في سياق المواجهة التاريخية مع المشروع الصهيوني العنصري ، واستعادة الشعب الفلسطيني في كل موقع لكامل حقوقه المشروعة على تراب بلاده، واستعادته قبل هذا لوحدته الوطنية بنبذ نهج أوسلو العقيم ، و إيقاف المفاوضات التي لا تنتهي ولا تثمر إلا خدمات للكيان الصهيوني ،مما يفتح الباب لالتفاف كل أبناء الشعب حول برنامج وطني كفاحي يجمع غزة والضفة والشتات في إطار موحد، يصب طاقات هذا الشعب المكافح في مواجهة المشروع الصهيوني العنصري المجرم.
فليكسر الحصار عن غزة الباسلة وليفتح معبر رفح فورا.
فلترتفع عاليا رايات الإنسانية الأممية وقيم النضال والتضحية في مواجهة المشروع و الكيان الصهيوني العنصري.
كل الإجلال لشهداء وجرحى ومناضلي أسطول الحرية البواسل، أتراكا وعربا وأوربيين ومن كل البلدان.
الحرية لغزة الصامدة ... النصر للشعب الفلسطيني و كفاحه وقضيته العادلة.
1/ 6/ 2010
تجمع اليسار الماركسي في سوريا/ تيم/


المشهد السياسي
حزيران / 2010

المفكر الكبير محمد عابد الجابري وداعاً
أجرت واشنطن وبكين في 24 و25 أيار/مايو 2010 الحوار الاستراتيجي والاقتصادي الذي بدأ في تموز/ يوليو العام الفائت 2009 في واشنطن. وقد قال وزير المال الصيني أنه ينبغي على الصين والولايات المتحدة أن تعملا على دعم الاستقرار الاقتصادي وتنسيق السياسات لمواجهة الأخطار التي تهدد الانتعاش العالمي والمتمثل في أزمة ديون أوربا. ومثّل أميركا في اجتماع بكين 200 مندوب على رأسهم وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون ووزير الخزانة الأميركية تيموثي غاينثر الذي قال:إن الولايات المتحدة والصين في "قارب واحد تتقاذفه العاصفة وعليهما مواجهة التحديات المشتركة معاً."وأشار نائب لجنة التطور والإصلاح الصيني إلى أن تعافي الاقتصاد العالمي ليس "صلباً بعد"..واعتبر الاقتصاد الأوربي جزءاً كبيراً من الاقتصاد العالمي..("الحياة"24و25/5/2010)
وأكد طلال أبو غزالة رئيس الائتلاف العالمي لتقنية المعلومات والتنمية أن سوء النظام العالمي يتمثل في أسوأ أوضاعه في الولايات المتحدة الأميركية، لأنه ليس هناك نظام مالي للرقابة. وعندما نسمع عن انتعاش الاقتصاد العالمي، فهناك تشويه للمعاني. فلأزمة بدأت مالية وليس اقتصادية. وهناك تمييز بين سوق المال وسوق الاقتصاد.. سوق المال هي السوق الموازية، السوق غير المنتجة للدخل القومي... ولم يعد صحيحاً إذا عطست أميركا يصاب العالم بالانفلونزا، بل كما يقول أوباما، بأن انتعاش أميركا يعتمد على ازدهار الصين("الشرق الأوسط .
25/5/2010) . ونقول إن الأزمة التي بدأت في قطاع المصارف وبنوك الرهن العقاري والاستثمار في حافظة الأوراق المالية امتدت وانتشرت لتشمل الاقتصاد الرأسمالي عامة، بالتالي بتت تظهر تداعياتها الاجتماعية (اليونان على سبيل المثال)..وإذا كانت أوربا قد تضررت كثيراً من الأزمة المالية فلأن هناك ترابطاً اقتصادياً يمثل 70% من استثمارات أوربا في أميركا، و70%من استثمارات أميركا في أوربا. وبالنسبة إلى الصين، فهي لم تتضرر لأسباب كثيرة، منها "اشتراكية " الصين ، ولأن "النظام الشيوعي" في الصين رفض أن تصبح العملة الصينية عالمية (رفض ربطها بالتقلبات المالية الدولية)، ورفض أن تسعر بالدولار. كما أن اقتصاد الصين مكتمل داخلياً، وهو اقتصاد ذو طبيعة اجتماعية مختلفة عن أي اقتصاد إمبريالي رأسمالي . وهناك دول في أوربا ستواجه مشكلة صعبة جداً، اليونان ،والبرتغال ..وبدلاً من توجه الاتحاد الأوربي إلى المزيد من التواصل، سينتقل إلى الانحلال، لأن دول مثل ألمانيا غير مستعدة لأن تفلس كي تنقذ دول أوربا الأخرى ومن جهة أخرى، تعود إلى الواجهة، بين فترة وأخرى، قضية مؤامرات أبطالها المصارف للتآمر على المواطن العادي. وآخر هذه المؤامرات هي التي يتصدرها أكبر مصارف في أميركا التي سرقت 3 تريليونات دولار(التريليون يساوي ألف مليار، أي واحد وأمامه 12 صفراً) من أموال البلديات ("الأخبار"27/5)
وسياسياً أو عسكرياً هاجمت إسرائيل في المياه الدولية "أسطول الحرية" وقتلت وجرحت وأسرت العشرات ، ثم أفرجت عن معظمهم بقوة الغضب العالمي (انظر" بيان تجمع اليسار الماركسي")
واستولت بتاريخ 5/6 على سفينة "راشيل كوري"الفتاة الأميركية التي دهستها دبابة إسرائيلية عام 2003 لأنها حاولت أن تحمي بجسدها كوخ صغير في قطاع غزة.
وفي المقابل جددت الوثيقة النهائية للمؤتمر الدوري لمراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية بإجماع كل المشاركين الـ 189، أي من ضمنهم الولايات المتحدة ، دعوة إسرائيل بالاسم للانضمام إلى المعاهدة وفتح منشآتها للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية(السفير 31/5) و بالمناسبة، تحية لمردخاي فعنونو "الإسرائيلي" الذي دفع من حياته 18 سنة في السجن لأنه فضح وجود منشأة ذرية في إسرائيل.. ومُنع من مغادرة إسرائيل..وزج به في السجن من جديد قبل أيام..
وكتب جيلبر الأشقر في "الأخبار5/6 أن الاستنكار العالمي للمجزرة جاء عظيماً على الفور ليؤكد أن صفحة قد طويت منذ العدوان الإسرائيلي على غزة قبل عام ونصف، وأن الدولة الصهيونية بدأت منذ العدوان على غزة تخسر معركة الرأي العامل العالمي التي طالما كانت متفوقة فيها علينا..وينبغي ألا يعوض عنها بعض المواطنين الفلسطينيين والعرب كالمعتاد بمواقف تافهة تسخرها الدعاية الصهيونية في تشويه صورة العرب..
أصدرت الأميركية سوزان جورج كتاباً جديداً في سلسلة كتبها المناهضة للعولمة الرأسمالية التي يقودها اليمين الأميركي والغربي عموماً. ومن هذه الكتب: ”كيف يموت النصف الآخر من العالم“ و ”عالم آخر ممكن “ و ”هل انطفأت الأنوار في أميركا؟“ تدين فيها الغرب في وجهه المتغطرس ، الجشع، اللاإنساني .
وترى الكاتبة أن الغرب الأميركي سرق من أوربا أكثر من أربعمائة ألف باحث علمي عن طريق دفع مرتبات ضخمة لا تستطيع جامعات أوربا أن تدفعها . وليس غريباً والحال هذه أن تحصد أميركا جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء والطب .. إلا أن ذلك لا يشفي المجتمع الأميركي من مرض الأصولية الناتج -حسب هاشم صالح في ”الشرق الأوسط“ - 23/ 5 / 2010 من تخمة الحداثة أو حتى شططها وانحرافها وعربدتها.
وتقول الكاتبة : ”إن سيطرة اليمين “ على مقاليد السلطة في أميركا لا تنحصر في وجود رجل كجورج دبليو بوش في البيت البيض ، ولن تنتهي برحيله.. في حين أن اليسار غارق في الفوضى والتفكك والأحلام الطوباوية والنزعة الملائكية .. وفي الوقت الذي ضربت الرأسمالية المتطرفة عرض الحائط بكل قيم التقدم والعدالة الاجتماعية الموروثة من عصر التنوير..
وما أن عبّرت عميدة الصحافة في البيت الأبيض هيلين توماس الأميركية من أصل لبناني عن رأيها بإسرائيل صراحة، أي أن تتم عودة اليهود إلى ألمانيا وبولونيا وأميركا ، حتى قامت الدنيا ولم تقعد بعد، وإن كانت في التاسعة والثمانين من عمرها، وبدأت العمل في البيت الأبيض منذ عهد جون كنيدي في ستينات القرن الفائت . ولهيلين عدة كتب عن البيت الأبيض وقامت بتمثيل شخصيتها في أفلام ”ديف“ عام 1993 و ”ذا أمريكان بريزيدانت“ 1995 .
وأنهى وزراء المال وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة العشرين اجتماعهم الذي استمر يومين في 5/ 6 في بوسان بكوريا الجنوبية بغية مراجعة مستوى التقدم في سلسلة من المبادرات التي جرى الاتفاق عليها السنة الماضية لجعل النظام المالي أكثر أماناً، وحماية دافعي الضرائب من الاضطرار لتمويل برامج إنقاذ المصارف مجدداً . وقد جاءت الدعوة للاجتماع وسط مخاوف بشأن أزمة الديون في دول عدة بمنطقة اليورو .. وخلا البيان من ذكرمحدد لسياسات الصين بشأن عملتها..
وعربياً ستقيم الولايات المتحدة الأميركية مظلة صاروخية بين إسرائيل ودول الخليج للحماية من إيران .. ونشرت بعض الصحف صوراً كثيرة للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وهو يتنقل في الأسواق الشعبية في المنامة - ويتساءلون عن سبب امتناغ محطة ”الجزيرة“ عن نشر هذه الصور الفاضحة للنهج القومي الذي تعلن قطر عن تبنيه.
ووافقت إسرائيل على تجميل الإجراءات أو ما أطلق عليه ”حصار“ القطاع . ولكن هناك من يعترض ، إنه محمود عباس الذي أبدى معارضته لفك الحصار أو تخفيفه .. وقال صراحة لصحيفة الأيام الفلسطينية : أنا لا أرفع الحصار خارج بوابة ”الشرعية“ [وكأن وجوده في الرئاسة الفلسطينية شرعياً؟!] . ويقصد محمود عباس أن تصبح المعابر تحت إشراف قوات الأمن الفلسطيني ، أي تحت إشراف جماعته التي تعتبر أمناً إسرائيلياً أيضاً. . وإذا ما تم رفع الحصار قبل تطويع حماس ، حصلت حماس على شرعية دولية ق“قد تحرق قلب “ عباس .
وتخوض الطبقة العاملة المصرية كفاحاً قاسياً ضد السلطة المصرية استمر لأكثر من سنة ونصف .. واضطر العمال المضربون إلى النوم على الأرصفة وهم يواصلون كفاحهم للحصول على حقوقهم .. وكتبت صحيفة ”المصري اليوم“ أن هشام طلعت مصطفى قاتل سوزان تميم قد دفع 750 مليون دولار لعائلة سوزان تميم لقاء تنازلهم عن الحق المدني في القضية التي يحاكم فيها ، وهو عضو بارز في الحزب الحاكم .. وأسرته في سبيلها لدفع مبلغ لزوج القتيلة عادل معتوق ..
وأنتجت انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى المصري سيطرة مطلقة للحزب الحاكم و ”فتات“ للمعارضة. ولبنانياً ، قال وليد جنبلاط أن اليمين اللبناني أغبى يمين في العالم كله.. وأضاف بعد فترة أن غباء اليمين اللبناني يوحد القوات والكتائب والعونيين .. وكتب رائد شرف في ”الأخبار “ 10 / 6 / 2010 تحت عنوان : ”حرب النظام على الفلسطينين“ : أن اللبنانيين يزايد بعضهم على بعض ، ويجمعون على ضرب مخيم نهر البارد ومحاصرته .. وتدور الآن معركة حامية الوطيس في البرلمان اللبناني حول منح الحقوق الإنسانية الطبيعية للإنسان الفلسطيني وتعارضها أوساط اليمين بحجة الخوف من التوطين وعدم العودة إلى فلسطين .. وإلى أن تصبح ”العودة“ ممكنة يعيش الفلسطينيون أسوأ عيش بسبب منعهم من ممارسة ثمانين مهنة وحرفة (ستصدر دراسة رائد شرف في كراس)
وأخيراً عقد حزب ”التقدم والاشتراكية“ المغربي مؤتمره الثامن بنجاح كبير .. فقد حضر جلسة الاففتتاح أكثر من ألفي ضيف بينهم مسؤولون في الحكومة ، وكان عدد أعضاء المؤتمر نحو الفي عضو يمثلون بين 36– 40 ألف عضوا .. وكشف التقرير المالي عن عجز مالي بسبب تقصير الأعضاء في دفع رسم اشتراكهم .. والحزب مشترك في الحكم من مواقع تختلف عن مواقع رفاقنا في الحزب الشيوعي السوري ، وله فلسفته التي بحاجة إلى دراسة من جانبنا (ستصدر دراسة أولية عن الحزب المذكور في كراس خاص ).
بعض الأخبار السريعة
- ثلاثة ألاف مفكر يهودي يوقعون في أوربا على "نداء العقل". والاستيطان خطأ سياسي وأخلاقي..وانطلقت "جي كول" هذه من البرلمان الأوربي (السفير 3/5)
- وروسيا تستحضر الانتصار السوفياتي على النازية في أضخم عرض عسكري بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في 9/5
- هل تنقذ الخطة الأوربية منطقة اليورو ؟ أم أن اسبانيا والبرتغال ودولٍ أخرى ستلتحق باليونان؟

- المحافظون يشكلون الوزارة في بريطانيا بعد 13 عاماً ويشكلون ائتلافاً منذ 70عاماً
- أكثر من مسؤول إسرائيلي هددوا قبل أيام أن بإمكان إسرائيل أن تخوض حرباً ضد إيران وسوريا وحماس وحزب الله..ثم ما لبثوا حتى قالوا أن إيران هي التي تجر المنطقة إلى حرب..
التبلد العربي مقدمة للانتحار الجماعي (فهمي هويدي)
- رسالة من المثقفين الأكراد إلى البرزاني بمناسبة زيارته إلى تركيا يدافعون فيها عن حزب العمال الكردستاني وعن أوجلان.
- تمديد مصر لقانون الطوارئ لسنتين تاليتين
- وإسرائيل تحاصر عرب 1948 بتهم التجسس لصالح "حزب الله" ومؤخراً ألقت القبض على مناضلين..
- لم يجد نفعاً التحرك العربي لعدم حضور إسرائيل في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (الشرق الأوسط 12/5) كما لن تجد نفعاً محاولة منع وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان من حضور اجتماع دول المتوسط في اسبانيا أوائل الشهر القادم.
- 11/5 كان يوم دام جداً في العراق125 قتيل وأكثر 200 جريح..
- أميركا تجدد أو تمدد العقوبات المفروضة على سورية سنة أخرى.. ووصف الرئيس الروسي الوضع في الشرق الأوسط أثناء زيارته سوريا بالمتوتر والمنذر بكارثة..ولذلك التقى بخالد مشعل وطلب منه إعادة شاليط إلى إسرائيل وإتمام مشروع المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية..وتمخضت زيارة الرئيس الروسي عن توقيع عدد من مشاريع التعاون ومن ضمنها تعاون نووي، انزعج منه البيت الأبيض. ودعم حق إيران النووي وإدانة الاستيطان الإسرائيلي ..انظر"البيان المشترك.

أردوغان في المدّ والجزر أو... عدنان مندريس مستعاداً
محمد سيد رصاص

كان صعود حزب السيد رجب طيب أردوغان صاروخياً منذ أن بدأ من نقطة تأسيس في شهر آب2001 كانت غير مضمونة النتائج لما خرج من رحم حزب الفضيلة (وريث حزب الرفاه الإسلامي التقليدي بزعامة نجم الدين أرباكان، والمحاصر آنذاك من العسكر والعلمانيين حتى قرار حله في حزيران2001، وليكون فوزه في انتخابات برلمان 3 تشرين الثاني/ نوفمبر2002 مفاجئاً وغير متوقع.
تجسد هذا الصعود في ثلاثة انتخابات ، اثنتان برلمانية في 2002 و2007 والثالثة بلدية عام 2004 حيث لا تختلف الأخيرة من حيث عكسها لاتجاهات الرأي العام عن الانتخابات العامة مادام كل شيء مؤدلج في تركيا منذ أن ربط أتاتورك في العشرينيات بين قضايا الزي (الحجاب- الطربوش-القبعة...الخ ) وكثير من القضايا الاجتماعية – الثقافية مع مسألة العلمانية: كانت أرقام تلك الانتخابات الثلاث على التوالي (34,4%،42,2%،46,6%) تعكس بوضوح هذا الصعود. لم تحط الأرقام فقط بحجم هذا الصعود وإنما كانت هناك أمكنة أعطته دلالات خاصة مثل أن يفوز (حزب العدالة والتنمية) بنسبة 35,4% من أصوات أزمير في انتخابات2007 التي ظلت لثمانية عقود معقلاً للأتاتوركية العلمانية وأيضاً أن يحصل على نسبة 42%من أصوات مدن البحر الأسود في تلك الانتخابات، متجاوزاً حدود الأماكن التقليدية للتدين وللإسلاميين في مدن وريف إقليم الأناضول وفي القسم الآسيوي من استانبول، فيما لامس في المناطق الكردية رقم 30% من الأصوات. كان هذا مرفوقاً مع قيادة أردوغان للصعود الاقتصادي التركي حتى وصلت تركية إلى الرقم 16 من حيث الترتيب العالمي عبر حساب الناتج المحلي الإجمالي (أرقام2008، وفقاً لموسوعة "روزنامة العالم 2010 "، نيويورك، ص738) والأولى في منطقة الشرق الأوسط الممتدة بين باكستان والمغرب. كذلك كان هذا الصعود متزامناً (أو مترابطاً ) مع نظرة أميركية جديدة إلى إسلام معتدل"ما" أتت على خلفية ما حصل لبرجي نيويورك في11 أيلول2001، ومع تولي أنقرة برعاية أميركية لأدوار محورية في مثلث (الشرق الأوسط - البلقان- القفقاس)الذي تقف تركية في وسطه، وخاصة في الشرق الأوسط حيث كان التعثر الأميركي في العراق وأفغانستان وتداعيات فشل إسرائيل في حرب تموز2006 مرفوقاً مع صعود القوة الإقليمية لطهران في المنطقة الممتدة بين كابول والشاطئ الشرقي للبحر المتوسط من دون نسيان صعدة في اليمن.
في الربع الأول من عام 2009، ووسط موجة أصبح فيها نجم أردوغان عالياً جداً في عموم المنطقة وخاصة عند العرب أثناء حرب غزة وما أعقبها بأيام بينه وبين بيريز في مؤتمر دافوس، بدأت في بلاد الأتراك مؤشرات معاكسة: انعكاسات كبيرة للأزمة المالية-الاقتصادية العالمية البادئة في نيويورك بأيلول/ سبتمبر2008 أوصلت الاقتصاد التركي إلى معدلات بطالة بنسبة13% آنذاك مع مؤشرات بداية ركود في النمو الاقتصادي . بداية هبوط أرقام (حزب العدالة والتنمية ) في الانتخابات البلدية يوم 29 آذار / مارس2009 وبنسبة نزول لامست رقم 8%عن أرقام 2007 فيما كل الأحزاب الأخرى في حالة صعود بما فيها العلمانيون الأتاتوركيون في( حزب الشعب ) وطورانيو (الحركة القومية) وأكراد عبد الله أوجلان في(حزب المجتمع الديمقراطي) وإسلاميو (حزب السعادة) الأصولي الذي حقق أصوات ملفتة بتلك الانتخابات

في مدينتي قونية وملاطية بالأناضول وفي الأحياء الآسيوية من استانبول.
بالترافق مع هذا، شهد عام 2009 ثم 2010 بداية اصطدام أردوغان بالجدار المسدود في ملفات عديدة: انحصاره بين متشددي المؤسسة العسكرية وتصلب حزب العمال الكردستاني ما أدى لعدم قدرته على إحداث أي اختراق اعتدالي في الموضوع الكردي. بداية انقلاب التوازن الاستراتيجي لصالح الروس في المدى الجغرافي الممتد بين القفقاس وقرغيزيا فيما التفكير التركي القديم منذ أيام توركوت أوزال (رئاسته : 1989-1993) كان منصباً برعاية أميركية على إقامة عالم تركي يمتد بين بحر إيجة وتركستان عند الحدود الصينية يقوم بملء الفراغ السوفياتي إذا لم يكن أيضاً ممتداً بمفاعلاته إلى تركستان الصينية . عدم قدرة أردوغان على إحداث أي اختراق في الموضوع العراقي يساهم في تحجيم النفوذ الإيراني هناك. انسداد أفق التسوية بين سوريا وإسرائيل مع صعود نتنياهو بعد أن بدأت أنقرة دور الوسيط في المحادثات غير المباشرة منذ أيار 2008. فوز القوميين الأتراك المتشددين على المعتدلين في انتخابات القسم التركي الشمالي من جزيرة قبرص. وصولاً إلى الذروة في 17 أيار2010 لما ساهم أردوغان في إبرام اتفاق بطهران مع الرئيسين البرازيلي و الإيراني يتناول الملف النووي الإيراني قامت الولايات المتحدة بإحالته إلى عالم الأموات بعد ساعات من حصوله عندما أعلنت واشنطن الاتفاق مع روسيا والصين على مشروع قرار جديد من مجلس الأمن بتشديد العقوبات على إيران، ليقود هذا إلى مسار جعل صدور هذا القرار يوم 9 حزيران / يونيو، والذي اعترضت عليه تركية والبرازيل، بمثابة ورقة نعي لاتفاق طهران وإعلان "ما" من واشنطن والدول الكبرى بأن موضوع كبير مثل الملف النووي الإيراني هو أكبر وأخطر من أن يتم تسليم مقود حله إلى الدول المتوسطة مثل تركية والبرازيل.
بدون قراءة تل أبيب لهذا الشرخ في العلاقات بين أردوغان والإدارة الأميركية ما كانت إسرائيل لتتجرأ على مهاجمة سفن المساعدات الآتية من استانبول إلى غزة بعد أسبوعين من (اتفاق طهران)، وهي خطوة تدل كثيراً على انقلاب المشهد الذي حصل بمؤتمر دافوس يوم30 كانون ثاني / يناير2009 بين أردوغان وبيريز إلى عكسه أميركياً لما استند رئيس الوزراء التركي إلى حالة مدِ كان يعيشها دور أنقرة الإقليمي عند واشنطن فيما كانت إسرائيل خارجة لتوها من تكرار ثاني للفشل في الأدوار بغزة بعد ذلك الفشل الذي حصل بصيف 2006 في لبنان بخلاف أدوار تل أبيب الناجحة لصالح الأمريكان في حربي 1967 و 1982.
هنا ، يلاحظ ، في الفترة الممتدة بين عامي 2002و 2008، أن صعود نجم أردوغان كان شاملاً للداخل التركي وللنطاق الإقليمي وأيضاً يطال الجو الدولي . أعطت انتخابات 29 آذار / مارس 2009 مؤشراً على بداية انتهاء المد الأردوغاني في الداخل، ثم لتأتي استطلاعات رأي ، مثل التي نشرت نتائجها مؤسسة"بولستر سونار" في 30أيار/ مايو2010 والذي جرى بيومه التالي الهجوم الإسرائيلي ، لتبيِن لأول مرة تفوق (حزب الشعب) على حزب أردوغان لو أجريت الانتخابات النيابية ذلك اليوم ونزول الأخير بنسبة 15%عن أصوات انتخابات برلمان 2007 .
عندما يحصل هذا الجزر في القوة الداخلية بالترافق مع فشل وانسدادات في ملفات داخلية وإقليمية وبداية سحب الغطاء الدولي، فإن كل هذا يعني بداية حالة الكسوف السياسي. هنا، إذا أردنا المقارنة، فقد كان صعود عدنان مندريس و(الحزب الديمقراطي)، وهو إسلامي أو معاد للأتاتوركية ومتلاقٍ مع واشنطن بالحرب الباردة ، أكثر صاروخية عبر انتخابين للبرلمان التركي في عامي 1950و1954 منذ فوزه بأغلبية 52,6% من الأصوات و(397487 من مقاعد البرلمان) عام1950 وإنزاله حزب أتاتورك من كرسي السلطة.. في انتخابات برلمان1957 نزلت مقاعد حزب مندريس من (503541) عام 1954 إلى(424610). ترافق هذا النزول في القوة الداخلية لاحقاً مع فشل وانهيار حلف بغداد إثر انقلاب 14 تموز1958 على الهاشميين ونوري السعيد في بلاد الرافدين، ومع صعود الناصرية، وتنامي المد السوفياتي بالشرق الأوسط. في يوم27 أيارمايو1960 جرى انقلاب عسكري أتاتوركي التوجه على عدنان مندريس ، قام بتفصيل دستور1961 الذي جعل"مجلس الأمن القومي"حاكماً فعلياً من وراء المشهد السياسي الحزبي ، ووضع "المحكمة الدستورية العليا" سيفاً مسلطاً فوق رأس الحياة السياسية التركية.
هل يستطيع أردوغان تفادي هذا المصير؟....
مغزى التحركات التركية الأخيرة
نايف سلّوم

يمكن لأي مراقب مستقل غير مأخوذ بالضجيج الإعلامي ، في قراءة التحركات التركية السياسية والدبلوماسية الأخيرة ، أن ينظر إلى الأمر من زوايا مختلفة ومتفاوتة في الأهمية.
فمن زاوية أولى مفترضة يمكن مقاربة التحركات التركية الأخيرة على ضوء تزايد نفوذ الأيديولوجية الدينية الإسلامية في المجتمع التركي على أرضية التحريض الإمبريالي الغربي ضد الثقافة الإسلامية ، وما تبعه من مواجهات ثقافية بين "الغرب" من جهة و " الإسلام السياسي" من جهة ثانية .
وإذا كان ذلك كذلك ، يكون تفسير السلوك التركي على أرضية نفوذ الشارع ذو المزاج الإسلامي ، ويكون التاريخ مفسراً بالثقافة أو بالأيديولوجية التي عششت في رؤؤس الجماهير. صحيح أن الأفكار عندما تتملك الجماهير تغدو قوة مادية فاعلة ، لكن ذلك لا يفسر حركة التاريخ خاصة عندما يؤخذ هذا البعد في التفسير معزولاً عن الطبقة المسيطرة في تركيا وطبيعتها الاجتماعية وتاريخ تشكلها بداية القرن العشرين ، وعلاقاتها بالنظام الإمبريالي خاصة الأميركي. وعلاقاتها العسكرية والتجارية مع إسرائيل.
من زاوية ثانية : يمكن مقاربة التحركات التركية الأخيرة على أرضية فشل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي ، بالتالي محاولة الحكومة التركية تحت قيادة حزب "إسلامي" ليبرالي فتح نوافذ وأبواب باتجاه دول الإقليم ، أو تنويع اتجاهات الانفتاح نحو العرب وإيران وروسيا ، خاصة وأن تركيا ذات ملمح "شرقي" و "إسلامي" في نمط ثقافتها السائدة في العقد المنصرم. كل ذلك في سبيل الضغط على أوربا من جهة وإغرائها بلعب تركيا دور الجسر بين أوربا وآسيا من جهة أخرى.
الزاوية الثالثة في النظر هي مقاربة التحركات التركية اعتباراً من احتلال العراق والاستقطاب الذي حصل في الشرق الأوسط ، على خلفية استهداف التحديث الإيراني ومنه المشروع النووي ، ومواجهة النفوذ الإيراني المتصاعد في الشرق الأوسط على أرضية دعم المقاومة العربية في فلسطين ولبنان والعراق.
بهذا المعنى ومن هذه الزاوية يمكن فهم مغزى التحركات التركية على أرضية تحجيم الدور والنفوذ الإيرانيين بالحجب ، فالسلوك التركي السياسي/ الدبلوماسي في السنوات الأخيرة يجد تفسيره الكامل عبر هيمنة هذا البعد في التفسير على الأبعاد الأخرى . فمنذ احتلال العراق 2003 وتركيا تتقدم للعب دور يحجب الدور الإيراني المتنامي والمتصاعد في منطقة الشرق الأوسط خاصة المنطقة العربية.
فخلال حرب تموز 2006 لم تحرك تركيا ساكناً ، بالرغم من المجازر الإسرائيلية الرهيبة ، بعكس سلوكها أثناء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة . حيث ظهرت تركيا رسمياً وشعبياً كأخ أكبر لحركة حماس . كذلك دخلت تركيا في انفتاح كبير على سوريا الحليف الاستراتيجي لإيران في المنطقة العربية كتعويض لعلاقة سوريا مع إيران في حالة نجاح التسوية مع إسرائيل وانفكاك التحالف السوري/ الإيراني .
تركيا التي انزعجت كثيراً على غزة إثر العدوان الوحشي ، تبين مع فضيحة الاعتداء الإسرائيلي على "قافلة الحرية" ، أن لديها خطة لثلاث مناورات عسكرية مع الجيش الإسرائيلي ومباراة كرة قدم . تم إلغاءها على أرضية الفضيحة المذكورة .
تركيا كما صرحت إحدى الصحف لا تحارب إسرائيل بقطع علاقاتها الدبلوماسية معها ولا بتهديدها بالصواريخ البالستية (في إشارة إلى أسلوب إيران) ، ولا بالانسحاب من جهود حلف شمال الأطلسي في أفغانستان والبلقان ولبنان ، ولا بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي أصلاً ! ولا بإلغاء صفقات الأسلحة مع إسرائيل (طائرات من دون طيار) . هي تحاول ومعها الإعلام العربي المؤمرك حجب الدور الإيراني المتنامي بتشجيع أميركي / إسرائيلي هنا بالضبط يكمن مغزى التحركات التركية السياسية/ الدبلوماسية في السنوات الأخيرة . وحتى تظهر الصورة مقنعة أكثر قام حزب العمال الكردستاني الذي بات مدعوما أميركياً بعد احتلال العراق في تزامن مريب مع هجوم إسرائيل على "قافلة الحرية" ، وتزامن مع التهجم التركي الدبلوماسي على التصرف الإسرائيلي ، بالهجوم على قوات تركية على ساحل اسكندرون. وهي سابقة . وكل ذلك حتى تظهر الولايات المتحدة وهي تضغط على تركيا كي تمارس ضبط النفس تجاه جرائم إسرائيل!
لا شك يوجد تفارق ما بين التحرك الشعبي من جهة والتحرك الحكومي ، لكن التحرك الحكومي يوظف هذا المزاج الشعبي لخدمة الإستراتيجية الأميركية الكبرى وهي أنه على تركيا تعبئة فراغات الشرق الأوسط في غياب الحضور الأميركي القوي والمباشر بدلاً من إيران . فتركيا صديقة أمريكا، وإيران عدوتها في الأفق المنظور.
هكذا يجد النظام الإمبريالي الأميركي ومعه الصهيوني إستراتيجية متوسطة المدى للتعاطي مع صعود التحديث الإيراني بعد فشل التهديد بالحرب والعدوان ، وفشل أسلوب الضغط عبر العقوبات والمفاوضات . بالرغم من أن توسع العقوبات لتشمل بعض أشكال الحصار البحري قد يقود إلى صراع مسلح في أية لحظة.
الجار ولو جار!
صالح العبدو

وقائع من الماضي: لا نعود إلى الماضي لنكون أسرى ولكن لأخذ العبر.
نزلت قبيلة تركية مهاجرة من أواسط آسيا ضيفة على أبناء عمومتها من التركمان، بين بيزنطة والدولة العباسية. وبسرعة أسست إمارة توسعت على حساب التركمان وبيزنطة 1453 ميلادي واحتلال بغداد 1535 ميلادي. استمرت سيطرة بني عثمان قروناً، وارتبط النظام الجمهوري بالغرب، وساهم بكل مشاريعه، من استخدام أبجدية اللاتين، إلى السيطرة على أجزاء من سوريا، الانضمام إلى حلفهم الأطلسي الاستعماري، وصوتها المرجح لإنشاء دولة الاستعمار الاستيطاني في أرض فلسطين 47-1948 وهددت مراراً بالحشود العسكرية والألغام، والتقتير في تدفق دجلة والفرات متحكمة بالسدود.
وقائع الحاضر: استفاد الأتراك من دورهم الوظيفي في المنظومة الغربية لتقوية دولتهم، وحتى سقوط التجربة الاشتراكية الأولى. وخلال التسعينيات انقلب الأتراك إلى حب الشرق مستفيدين من مكانتهم في الغرب. وفاض الحب قوة: بدؤوا يصدرون لنا نظرياتهم في العلاقات العامة...نحن نعرف ونفعل ما نريد.
وكانت زيارة أحمد نجدت سيزر إلى دمشق2000م، وتأسست جمعية الصداقة البرلمانية، ودفعت العدالة العلاقات أماماً. وتم توقيع اتفاقيات إزالة الألغام ومشاريع الإنماء، ورفض سياسة العزل والحصار.
في 1/1/2007 تأسست المنطقة الحرة، وأزيلت الرسوم لتوسيع التجارة وتشجيع الاستثمار.
تشكل مجلس للتعاون المشترك وعقد أولى جلساته في حلب وعينتاب 13 تشرين أول 2008 فحضرت مشاريع اتفاقيات لكل جوانب الحياة، حتى التعاون الاستراتيجي، 56 اتفاقية تؤدي إلى التكامل.
بلغت التجارة البينية حوالي 2 مليار دولار، 900 مليون تركي مقابل 800 مليون سوري، والطموح لمضاعفتها.

وضعت خطة تشاركية بـ 50 مليار دولار للنفط والغاز والكهرباء والسكة الحديد.
اعتبار تركيا مدخلاً لأوربا، تعاون سياحي، مناطق صناعة تركية في سوريا، ومراكز فنية.
العين التركية: يرى الأتراك سوريا بوابة إلى عالم عربي 350 مليون نسمة سوق استهلاك ومصدر للطاقة لرخيصة.
61% من تجارة تركيا مع العرب، قفز التبادل من 6 مليار دولار 2001 إلى 40 مليار دولار 2009، صدرت تركيا حديد بقيمة 6 مليار دولار إلى العرب، حصلت على 10 مليار دولار مقاولات في قطر، توظيفات عربية في تركيا 35 مليار دولار.
ترتبط تركيا باتحاد جمركي مع أوربا، مما يجعلها محطة بين أوربا والعرب.
في الصحافة: كان رجب طيب أردوغان صادقاً حين صرح: أساس العلاقات يقوم على المكاسب والربح.
صرح غول: نحن ننتمي إلى هذه المنطقة...نتمنى أن يكون الانتماء لمصلحة شعوب المنطقة.
أعطى وزير الخارجية تفسيراً للموقف من الحرب العدوانية على غزة:
إن ردنا على أسس مبدئية، تعتمد على المشاعر الإنسانية، ونقداً للتطرف الإسرائيلي.
قد تكون تركيا لاعباً إقليمياً ودولياً بغطاء غربي.
وقد تكون فرصتنا الثمينة.
وفي غياب المشروع العربي...لا بد أن ننتظر ...ونرى



هل يعيد تاريخ بلاد الفرس نفسه؟
نذير جزماتي

لم تبق منطقة في الشرق الأوسط والأدنى وشمال أفريقيا وبلاد اليونان وقسم كبير من آسيا الوسطى إلا وبسط الفرس في القديم سلطانهم عليها. ووصلت جيوشهم في عهد دارا إلى نهر الفولغا في الروسيا، والى نهر السند في شبه القارة الهندية. وكان أهل البلاد الجبليون الأشداء ينتمون إلى الجنس الهندو-أوربي، ويلوح أن الفرس كانوا أجمل شعوب الشرق الأدنى القديم. وبقيت الإمبراطورية الفارسية لأكثر من ألف عام تصد أوربا المتوسعة خصوصاً في عهد الرومان وقبلهم اليونان الذين نجح اسكندر المقدوني في تقليم أظافرها لفترة قصيرة، ثم عادت لتقف سداً منيعاً في وجه الهجمات الرومانية التي لم تتوقف، واحتفظت في زهو وخيلاء بثقافتها الفذة تحت حكم ملوكها الساسانيين الأشداء الشجعان. ومع أن شابور الأول كان يكره الحرب فقد حمى جناحه الأيمن بإقامة أسرة لفارس في أرمينيا عام 252، وخرج إلى الرومان وانزل هزيمة ماحقة بالإمبراطور فيلريان وأسره عام 260* أما شابور الثاني (309-379) فقد شن عام 337 حرباً ناجحة على روما ..وظل أربعين سنة يقاتل أباطرة روما مما اضطر جوفيان أن يعقد معه صلحاً تنازل بمقتضاه عن الولايات الرومانية الممتدة على نهر الدجلة ..وعندما شعر كسرى بضرورة شن حرب على جستنيان الذي حقق انتصارات هامة في أفريقيا زحف على سوريا عام 539 واحتل أنطاكية ثم عاد محملاً بالغنائم إلى بلاده عام 541. وأدى له الإمبراطور جستنيان عام 542 ألفي رطل من الذهب ثمناً لهدنة تدوم خمس سنوات، على أن يؤدي إليه بعد انتهائها 2600 رطل ذهب أخرى نظير امتدادها خمسة أعوام أخرى جديدة. وبعد حروب طويلة بينهما تعهد جستنيان في عام 562، بأن يؤدي للفرس ثلاثين ألف قطعة من الذهب كل عام لكي يدوم السلام بينهما خمسين عاماً..
ونتيجة عوامل حضارية لا تخفى على أحد أمكن لبلاد الفرس أن تحتفظ بكل ما أحرزته وبذلك تحول فتح العرب المسلمين لإيران إلى نهضة فارسية جليلة الشأن تتجلى أكثر ما تتجلى بالعلماء والأدباء والفنانيين الذين ارتقوا بالحضارة العربية الإسلامية إلى أعلى الدرجات
وإذا كان الفرس قد حرروا اليهود من الأسر البابلي، وفتحوا لهم طريق العودة إلى فلسطين التي لم يعد إليها وقتئذٍ إلا عدد قليل جداً، فان إيران في سبيلها الآن أيضاً إلى المساهمة مساهمة فعالة في تحرير الشعب العربي الفلسطيني من ربقة الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي المفروض بقوة الامبريالية العالمية وعلى رأسها الامبريالية الأميركية. ويجب الأخذ بعين الاعتبار الجدي أن تقدماً كبيراً قد أحرزته هذه الجمهورية الإسلامية على كافة المستويات. وأصبحت رقماً يصعب تجاهله من جانب الصديق أو العدو . وبالتالي فقد سارت في سبيل التقدم محققة انتصارات هامة إن كان على المستوى السياسي بتطبيق الديموقراطية ، أو على المستوى الاقتصادي المتمثل بالتصنيع الذي يُعترف بتحقيقه من قبل كل الجهات. ولعبت إيران وتلعب على المستوى العالمي دوراً ليس أقل أهمية مما لعبته على المستوى الداخلي، فهي قد وقفت وتقف في وجه الهجمة الامبريالية الاستعمارية التي استغلت غياب الاتحاد السوفياتي للانفراد بالتحكم بمصائر شعوب العالم أجمع، ومن جهة أخرى، أقامت وتقيم أفضل العلاقات مع القوى المناوئة للامبريالية والصهيونية في كل مكان.. وفي هذا الصدد لا يجوز أن نسمح للشجرة مهما كانت أن تمنعنا من رؤية الغابة بأكملها، أي أن لدى كل منا ملاحظات وتمنيات بأن يكون هذا الجانب أو ذاك أفضل مما هو عليه، ولكن ليست كل الأمور مستقيمة مثل شارع نفسكي في بتروغراد .. وبعد أن سارت الولايات المتحدة الأميركية في طريق فرض العقوبات باسم المجتمع الدولي حتى نهايته، وبعد أن تدخل الكثيرون من أصحاب الضمائر الحية بدءاً بالصينيين والروس، وليس انتهاءً بشخصيات من وزن "لولا دا سيلفا" و رجب طيب أردوغان وغيرهم..وصار طريق مجلس الأمن زائد واحد شبه مقطوع، ردت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، على رفض وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، لأي عقوبات على إيران من خارج إطار مجلس الأمن الدولي، مشددة على أن ذلك "حق سيادة لكل دولة عضو(في مجلس الأمن) بسن التشريعات التي تجدها ضرورية من أجل تطبيق سياستها الخارجية وأن الكونغرس يعمل على ذلك في الوقت الراهن**
وفي المقابل فقد تكللت بالنجاح مساعي رئيس جمهورية البرازيل (لويس ايناسو) لولا (دا سيلفا) ومساعي رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان في الوصول إلى اتفاق ثلاثي أكدوا في الفقرة الأولى منه التزامهم باتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية. ويشددون "على احترام حقوق جميع الأعضاء، ومن بينها الجمهورية الإسلامية، في تطوير الأبحاث وتنمية واستعمال الطاقة النووية (وكذلك امتلاك دورة الوقود النووي ومن ضمنها نشاطات التخصيب)، وذلك لغايات سلمية من دون تمييز".. وفي الوقت الذي رحب الرئيس الروسي ديمتري مدفيدييف بالاتفاق، أعلنت الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا تزال لديهم "مخاوف جدية" بشأن الاتفاق الثلاثي، لكنهم لا يرفضونه كلياً. أما الأمم المتحدة فرأت الاتفاق "مشجعاً" ، (لكن ينبغي على إيران أن تستجيب لقرارات مجلس الأمن الدولي *** . إلا أن كل ذلك لم يمنع السيدة كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية (يمينية الهوى) من أن تقول أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن توصلت إلى اتفاق بشأن مسودة مشروع القرار التي عممت على بقية أعضاء المجلس الـ15
هوامش
* بالاستناد إلى وول ديورانت في "قصة الحضارة"
**"جريدة الأخبار" اللبنانية 15/5/ 2010
*** المصدر نفسه ، 18/5
مشروع الضمان الصحي لقطاع التربية: ملاحظات أولية..

معتز حيسو

‏يشكّل قانون الضمان الصحي الذي تم توقيعه بين وزارتي التربية والمالية خطوة على المسار الصحيح والإيجابي، لكن وجود بعض الثغرات و إبعاد نقابة المعلمين عن صياغة وتوقيع المشروع يستدعي طرح المشروع للحوار والنقد.
يشمل التأمين الصحي في قطاع التربية /360/ ألف مدرس ومعلم وإداري من الفئة الأولى وحتى الفئة الخامسة، ويشكل هذا العدد50% من القطاع الإداري في الدولة والذي يعادل / 750/ ألف عامل سيشملهم التأمين الصحي في خطوة لاحقة. وقد دخل المشروع حيز التنفيذ اعتباراً من 1/6/ 2010/،حيث تم اقتطاع 250 ليرة سورية كاشتراك شهري قبل توزيع البطاقات على المشتركين، وقبل الإعلان عن المشافي والأطباء الذين تم التعاقد معهم.وتقدر أقساط التأمين لهذه العقود بـ/2,880/ مليار ليرة سورية ستتحمل منها الخزينة العامة للدولة /1,8/ مليار ليرة سورية.
كان أمل العاملين في التربية، أن يشمل الضمان الصحي العامل المدرس وكافة أفراد أسرته، وأن يطبق من بداية التعيين حتى لحظة الوفاة، كون حاجة العامل لطبابة تزداد كلما تقدم به العمر، وتحديداً بعد التقاعد، لأن كثيراً من الأمراض (السكري والضغط وأمراض القلب وتصلب الشرايين ...) إضافة إلى أن الأمراض المهنية تظهر في عمر متقدم. لذلك فإن تحديد الضمان الصحي بسنوات الخدمة هو قرار مجحف بحق كافة العاملين في قطاع التربية. ومما يزيد من حجم الضغوط المادية والمعاناة النفسية والجسدية. أولاً:تحديد سقف الدعم للعمليات الجراحية بمبلغ / 250،000 ليرة سورية/ يدفع منها العامل 10%. ثانياً: التعاقد مع طبيب أو طبيبين لكل اختصاص على مستوى المحافظة. ثالثاً: التعاقد مع مشفيين في كل محافظة.رابعاً: المشافي والأطباء المتعاقد معهم في مركز المحافظة. هذه النقاط تقلل من المحتوى الاجتماعي والإنساني لمشروع الضمان الصحي. لذلك يجب التأكيد على: أولاً: بحث إمكانية تعديل سقف العمليات الجراحية نظراً لارتفاع تكاليف بعضها. ثانياً: دراسة إمكانية التعاقد مع أطباء مختصين في بعض المدن والمناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة، والتي يرتبط بها عدد قرى كثيرة، وبذات الوقت بعيدة عن مركز المحافظة. ثالثاً: بحث إمكانية التعاقد مع عدد أكبر من المشافي.
مثال: يبلغ عدد العاملين في قطاع التربية بمحافظة حماه ثلاثون ألفا، وأي حالة مرضية تستلزم السفر لمدينة حماه،(ملاحظة: تبعد بعض القرى في محافظة حماه عن مركز المحافظة أكثر من 150 كم، ويمكن أن تكون المسافات أكبر في المناطق الشرقية) ولكم أن تتصوروا حجم المعاناة التي سيتحملها المدرس المريض من معاناة وتكاليف تنقل، نتيجة تمركز الخدمات الطبية في مركز المحافظة. ومما يزيد من حجم المعاناة والضغوط النفسية تفشي الروتين والبيروقراطية في المؤسسات المختصة...
إن ما نعرضه يعبّر عن هموم العاملين في قطاع التربية. لذلك نتمنى على الجهات المعنية الأخذ برأيهم، كونها كما تقول تقدم خدمة كبيرة من خلال مشروع الضمان الصحي.
إن إقرار الضمان الصحي في ظل استبعاد مشاركة نقابة المعلمين، جاء مخيباً لآمال العاملين في التربية ومخالفاً لتوقعاتهم و متجاوزاً المقترحات والتوصيات التي تقدمت بها الفروع النقابية.
ونؤكد في هذا السياق على ضرورة تمكين النقابات من ممارسة دورها في الدفاع عن مصالح أعضائها بشكل فاعل وأكثر استقلالية. وفي ظل التحولات الليبرالية على المستوى الاقتصادي
( حتى لو لم نكن نوافق على هذه التحولات) من البداهة بمكان أن تترافق مع ليبرالية سياسية، إذ لا يجوز تقييد وضبط النشاطات النقابية والحد من استقلاليتها في ظل إطلاق حرية القطاع الخاص وتحرير الأسواق والسياسيات الاقتصادية من رقابة وضبط مؤسسات الدولة الرسمية. إذ من البداهة بمكان أن الليبرالية تقوم على دعامتين اقتصادية وسياسية. وإن تغييب الحريات السياسية والمدنية والنقابية في ظل الليبرالية الاقتصادية سيقود بداهة إلى تشوهات وإشكالات وتناقضات في البنى الاجتماعية ؟
أخيراً: نؤكد بأن إقرار مشروع الضمان الصحي بشكله الحالي سيكون له تداعيات سلبية، و في مقدمتها زيادة عدم استقرار أوضاع المدرس النفسية والذهنية والاجتماعية والمادية و الأسرية، هذه الآثار وغيرها ستنعكس سلباً على سير العملية التربوية. ونعلم بأن القطاع التربوي يشكل الرافعة الحقيقية لتطوير المجتمع بكافة عوامله ومستوياته،أي أن مستقبل المجتمع مرهون بمستوى استقرار العلمية التربوية، وتطور القطاع التعليمي والتربوي. ومن المعلوم بأن غالبية الدول المتطورة تسعى إلى تخفيض السن التقاعدي للمعلمين حرصاً على رفع المستوى التعليمي الذي يشكل الحجر الأساس في تطوير المجتمعات.
اقتلاع الفلاحين من جذورهم
بقلم: محمد صالح عبدو

أبلغت مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في الحسكة عن طريق دوائرها في المناطق مئات الفلاحين في مختلف مناطق محافظة الحسكة, بشطب عقود إيجارهم وعقود أجور المثل والانتفاع, وعللت ذلك بحجة عدم حصولهم على الترخيص القانوني وفقاً لأحكام القانون 41 لعام 2004 وتعديلاته, وبالتالي إنهاء علاقتهم بتلك الأراضي تمهيداً لانتزاعها منهم .
في مختلف المحافظات السورية تم منح سندات تمليك للفلاحين للأراضي التي وزعت عليهم بموجب قانون الإصلاح الزراعي, وكان فلاحو الحسكة واتحاد الفلاحين والقوى السياسية يطالبون بمعاملتهم بالمثل ومنحهم أيضاً سندات تمليك, وأثيرت هذه المسألة في أعلى المستويات في القيادة السياسية للبلاد, ولكن شيئاً من ذلك لم يتم على أرض الواقع, ومعلوم أيضاً أنه قد جرت تحقيقات أمنية في مختلف مناطق المحافظة منذ أكثر من سنة تتعلق بواقع الفلاحين المنتفعين وأجور المثل وعقود الإيجار, ظن الفلاحون أثناءها أن الدولة بصدد تمليكهم الأراضي التي يستثمرونها أسوة ببقية المحافظات, ووفقاً لقانون الإصلاح الزراعي, ولذلك فإن القرارات الأخيرة الصادرة لم تكن فقط مفاجئة للفلاحين, وإنما لمختلف القوى السياسية في البلاد, لمخالفتها الصريحة لقانون الإصلاح الزراعي ولمصالح الفلاحين, بل لمصالح البلاد عامة.

أبلغت مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في الحسكة عن طريق دوائرها في المناطق مئات الفلاحين في مختلف مناطق محافظة الحسكة, بشطب عقود إيجارهم وعقود أجور المثل والانتفاع, وعللت ذلك بحجة عدم حصولهم على الترخيص القانوني وفقاً لأحكام القانون 41 لعام 2004 وتعديلاته, وبالتالي إنهاء علاقتهم بتلك الأراضي تمهيداً لانتزاعها منهم .
في مختلف المحافظات السورية تم منح سندات تمليك للفلاحين للأراضي التي وزعت عليهم بموجب قانون الإصلاح الزراعي, وكان فلاحو الحسكة واتحاد الفلاحين والقوى السياسية يطالبون بمعاملتهم بالمثل ومنحهم أيضاً سندات تمليك, وأثيرت هذه المسألة في أعلى المستويات في القيادة السياسية للبلاد, ولكن شيئاً من ذلك لم يتم على أرض الواقع, ومعلوم أيضاً أنه قد جرت تحقيقات أمنية في مختلف مناطق المحافظة منذ أكثر من سنة تتعلق بواقع الفلاحين المنتفعين وأجور المثل وعقود الإيجار, ظن الفلاحون أثناءها أن الدولة بصدد تمليكهم الأراضي التي يستثمرونها أسوة ببقية المحافظات, ووفقاً لقانون الإصلاح الزراعي, ولذلك فإن القرارات الأخيرة الصادرة لم تكن فقط مفاجئة للفلاحين, وإنما لمختلف القوى السياسية في البلاد, لمخالفتها الصريحة لقانون الإصلاح الزراعي ولمصالح الفلاحين, بل لمصالح البلاد عامة.القرارات لا تتفق مع القرار السياسي الذي جاء بالإصلاح الزراعي, وإنما هو قرار سياسي ضار بالوطن والمواطن, لا يرعى مصالح الشعب ومصالح الوطن, ولا حاجة للتلاعب وتغطية تلك القرارات بلبوس القانون, وعدم الحصول على الترخيص القانوني, فتلك مهزلة لا تنطلي على أحد.
إن هذه القرارات تأتي وسوريا تتعرض جهاراً نهاراً إلى تهديدات بالعدوان عليها, وهي في الواقع تهديدات خطيرة وجدية, فكيف تتطابق هذه القرارات مع مصالح البلاد وضرورات خلق الاستقرار وتعزيز الوضع الداخلي الذي هو حجر الصمود الأساسي أمام أي عدوان. إننا في تجمع اليسار الماركسي في سوريا /تيم/ انطلاقاً من موقفنا المبدئي في الدفاع عن العمال والفلاحين وسائر الكادحين ، إذ ندين هذه القرارات الجائرة التي جاءت بالتضاد مع مصالح الوطن والمواطنين فإننا نعلن عن تضامننا الكامل مع هؤلاء الفلاحين، وعن مساندتنا الكاملة لهم في تمسكهم بأرضهم وعدم التخلي عنها، ونعلن أيضاً عن استعدادنا الكامل للوقوف إلى جانبهم في أي عمل أو نشاط سياسي أو جماهيري سلمي ديمقراطي يؤدي إلى إفشال هذا القرار الذي لا يستند على أي قانون والمخالف للدستور, فإننا نطالب الجهات المعنية بالتدخل لإلغاء هذه القرارات وإعادة الطمأنينة إلى الفلاحين في مصدر رزقهم الوحيد, ونطالب كل الوطنيين والتقدميين والديمقراطيين في البلاد بالتضامن مع هؤلاء الفلاحين ورفع أصواتهم بالتنديد بهذه

القرارات الجائرة والمطالبة بإلغائها, ونطالب كل الفلاحين بالتضامن وتوحيد صفوفهم والدفاع عن حقوقهم وأرضهم وعدم التخلي عنها تحت كل الظروف ومهما غلت التضحيات.
إن كافة الفلاحين الذين تم تبليغهم لغاية تاريخه بشطب عقود إيجارهم هم من الفلاحين الكرد, وهنا يتشابك الطبقي والقومي, وتتوضح مرامي الجهات التي تقف وراء هذه القرارات, إن هذه القرارات تطال كل الفلاحين وبخاصة الأكراد منهم, وبذلك تنضح من هذه القرارات رائحة سياسية واضحة لا حاجة لإنكارها .الجميع يعرف أنه قد جئ بعرب الغمر إلى محافظة الجزيرة بعد عام1973, وتم منحهم سندات تمليك, وأن الفلاحين الذين تم شطب عقود إيجارهم يستثمرون أراضيهم بموجب قانون الإصلاح الزراعي منذ بدايات الستينات من القرن الماضي, ومع ذلك تصدر قرارات كف يدهم عن الأراضي التي قاموا باستصلاحها وتحسينها, فأية مفارقة هذه؟ وأي تمييز جائر هذا الذي يجري؟ والعالم كله يعلم أن نزع الأرض من الفلاح يعني نزع روحه وأكثر من روحه.
وإذا كانت القرارات الصادرة لغاية تاريخه تشمل قسماً من الفلاحين، فإننا على يقين تام بأنها في النهاية تشمل كافة الفلاحين على امتداد الوطن السوري، وأن واجبنا الوطني والطبقي في /تيم/ يحتم علينا الدفاع عن كل الفلاحين بكل جرأة وحزم لإفشال أية قرارات تصدر اليوم أو في المستقبل تتضمن الهجوم على حقوق العمال والفلاحين وسائر الكادحين في البلاد.
وأخيراً نسأل السادة القابعين وراء هذه القرارات: هل تم التراجع رسمياً عن قانون الإصلاح الزراعي؟

أصابع للعض.. وأخرى لرسم شارات النصر!
أبو جهينة

حدثنا أحد الساسة المتباوعين (ذي الباع الطويل) ، بعد أن صال وجال، واهترأ نعله من كثرة الترحال والتجوال قال: مررت بجماعة تعض أصابع يديها، و أخرى تلطم على وجهها وتولول، وثالثة تجلس ساكنة من دون حراك، فقط ترسم بأصابعها شارات النصر!
أما الذين يعضّون على أصابعهم ، فهم جماعات من شعوب الاتحاد السوفياتي ، الذي انهار أمام أعينهم ولم يدافعوا عنه ولو باللسان . وهرولوا وراء سراب المجتمع الأمريكي وديمقراطيته الزائفة ، فعانوا من جراء ذلك الجوع و الحرمان ووقعوا تحت رحمة عصابات السرقة (المافيات) التي سيطرت على البلاد ، وكأنما لم يكن هناك (حكم وصف بالحديدي) . فنهبوا القطاع العام وأتلفوا الاقتصاد ، و"قلبوا عاليها واطيها". فأضاعوا بذلك هويتهم الوطنية ، ومكانتهم العالمية ، ناهيك عن التجزئة والتشرذم الذي أصاب الدولة السوفياتية التي تبعثرت إلى دويلات، التحق قسم منها بركاب الغرب ، وأحلافه العسكرية ، مما جعلها في الخندق المعادي لروسيا الاتحادية ، وريثة الاتحاد السوفياتي السابق..
وأما الذين يلطمون على وجوههم ، فهم من شعوب العالم الثالث ، الذين فقدوا كل دعم وحماية، وانكشفت ظهورهم ، وأصبحت عرضة لسياط الكابوي الأميركي ، الذي راح يحتل أراضيهم، ويمتص خيراتهم، ويسيطر على اقتصادياتهم ، ويفرض عليها الإتاوات لتمويل الحملات العسكرية التي يقوم بها جنده في إقصاء هذا الحاكم أو ذاك ، وتبديل النظم والحكومات ، بأموالهم التي يجبيها منهم .. فهو يبعثرهم إلى دويلات ليسهل احتوائها ضمن أطر سياسية تخدم مخططاته الإجرامية ، ضارباً عرض الحائط بكل القيم الإنسانية، متجاوزاً قوانين ونظم الهيئات والمؤسسات الدولية بما فيها مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة .
أما الجماعة التي لا تأتي حراكاً ، فهم الشعب العربي وشعوب البلدان الإسلامية ، التي أسلمت
مصيرها لإرادة القطب الواحد المتمثل بالولايات المتحدة الأميركية . حيث سيطرت هذه الأخيرة على ثرواتهم النفطية ، والمالية والاقتصادية . وأحكمت السيطرة أكثر فأكثر ، حيث اختلقت لهم موضوع الإرهاب ، وجندتهم لمكافحته في بلدانهم أولاً ، ثم في بلدان العالم كافة.
ونصبت نفسها لقيادة هذه المعركة الوهمية ، وأخذت تنعت بالإرهاب كل الحركات الوطنية والتحررية . وكل من لا يخضع لها من المنظمات والدول ! مما جعل أغلب هذه الشعوب تمشي في ركابها.
هكذا أصبحت هذه الشعوب مغلوبة على أمرها ، وأصبح نضالها كله يتمثل برسم شارات النصر بأصابعها أمام شاشات التلفزة ، وفي المؤتمرات الصحفية ، والمسيرات المرسومة . فبكى صاحبي المتباوع (ذو الباع الطويل) حتى ابتلت لحيته أسفاً على نعاله التي اهترأت ، وأتلفها دون أن يستفيد منها (على الأقل) بقذفها في وجه الظالمين ، الطامعين ؛ أعداء الإنسانية، ولسان حاله يقول: "دكي ، دكي يا ربابة ، ضاع أهلي والصحابة"!
مقتطف من كتاب جورج بليخانوف
”أبحاث في تاريخ الما دية “
"إن تطور البشرية الأخلاقي يتبع عن كثب خطى الضرورة الاقتصادية، ويتكيف بالتحديد مع احتياجات المجتمع الفعلية، غير أن العملية التاريخية لهذا التكيف تحدث خلف ظهر الناس، وبغض النظر عن إرادة الأفراد وتفكيرهم" .
"يقود ديالكتيك التطور التاريخي لا إلى أن "يصبح المعقول لا معقولاً، والمفيد ضاراً فحسب، بل كذلك إلى أن تتحول المصالح الأنانية لمجتمع أو طبقة ما في قلوب الأفراد - إلى نبضات مليئة باللاأنانية والبطولة. ويكمن سر هذا التحول في تأثير البيئة الاجتماعية" .




الموقع الفرعي في الحوار المتمدن:
htt://ww.ahewar.org/m.asp?i=1715



#تجمع_اليسار_الماركسي_في_سورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيان الصهيوني في مواجهة قافلة الحرية ثقافة الوحشية والهمجي ...
- جدل - العدد 7 أيار / مايو 2010
- طريق اليسار - العدد 20: أيار/ 2010 /
- طريق اليسار - العدد 19: آذار/مارس 2010
- طريق اليسار - العدد 18: كانون الثاني 2010
- طريق اليسار ملحق العدد 17
- طريق اليسار العدد 17: كانون الأول 2009
- نعوة مناضل - الرفيق سهيل الشبلي المدلجي
- طريق اليسار - العدد 16: تشرين الأول 2009
- جدل - العددالسادس - تشرين الأول2009
- جدل - العدد الخامس- أيار2009
- طريق اليسار - العدد 15: سبتمبر/ أيلول 2009
- طريق اليسار - العدد 14: تموز 2009
- طريق اليسار - العدد 13: حزيران 2009
- طريق اليسار العدد 12: أيار 2009
- طريق اليسار - العدد11، مارس/ آذار ، 2009
- مشروع المهمات البرنامجية المرحلية
- جدل - مجلة فكرية-ثقافية-سياسية - العدد(4)-شباط2009
- طريق اليسار العدد 10: شباط
- طريق اليسار - العدد / 9 /: كانون الأول/ 2008


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تجمع اليسار الماركسي في سورية - طريق اليسار العدد 21: