أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - مجلس النواب ... للدفاع عن مصالح الشعب ام لسرقة حقوقه وامواله ؟














المزيد.....

مجلس النواب ... للدفاع عن مصالح الشعب ام لسرقة حقوقه وامواله ؟


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس ثمة اثنان يختلفان على ان الفوضى التي يعيشها العراق كان او سيكون لها مثيلا في مكان اخر من العالم , فهي (( تجربة )) فريدة من نوعها , تستحق من المهتمين الوقوف عندها طويلا لدراسة اسبابها وتمحيصها للاستفادة منها مستقبلا , ليس في بلدنا فحسب , بل وفي شتى انحاء المعمورة , بعد ان اعتلى العراق منصتها ليتبوأ احد المراتب المتقدمة في الفساد والجريمة والهدم وتخريب النفوس والثقافة ... ـ رغم التحفظ على بعض الاستبيانات التي لم تكن نزيهة لاسباب عديدة معروفة ـ ...
فالفوضى امتدت الى كل مفاصل الحياة اليومية , ولم تعد مقتصرة على نفر بعينه او جماعة او تيار , فهي تمارس من الوزير نزولا الى الموظف البسيط الذي يجلس في غرفة الاستعلامات ... والحال لن يختلف كثيرا في السوق والشارع , وحتى في البيت عندما تكتشف ان ولدك الصغير يحاول ابتزازك بطريقته الخاصة التي اكتسبها من المدرسة او الحارة ...
والعراقيون اليوم لايملكون سوى الاشفاق على من يراجع دائرة ما للحصول مثلا على اجازة بناء او اصدار شهادة الجنسية او جواز سفر ... وتعسا لمن اراد ان يشتري جهازا كهربائيا او غيره فهو لا يعمل اكثر من ثلاثة او اربعة اشهر بعدها عليك اختيار الطريقة الملائمة للتخلص منه وبأقل كلفة ...
صحيح ان النظام السابق كان هو من وضع اسس هذه الفوضى , سيما في سنواته الاخيرة , غير ان ما نحن عليه الان اشد قتامة وظلاما , فالموظف لم يعد يخاف مسؤولا طالما كان ثمة حزب او تيار يحميه ويسنده , والتاجر (( كثير منهم )) تجرد عن ضميره ولم يعد يحسب اي حساب للجهات الرسمية والرقابية , بعد ان تمكن شراء ذمم موظفيها ... وصار الاستثناء في البلد ان تجد موظفا نزيها لا يتقبل (( السحق الحرام )) .ولن ات بجديد مهما كتبت واستطردت , واعرف ان هذه الملاحظات لن تكون دواء لافة الرشوة والفساد , فالامر بحاجة الى كي , عساه ان يكون اخر الدواء , وان نتمكن عن طريقه اقتلاع هذه الفوضى من جذورها ...
ما دفعني الى هذه المقدمة , خبر تناولته وكالات الانباء مؤخرا , استشهد به كمثال على حجم الفساد الهائل الذي استشرى كالنار بين الهشيم , وليمتد الى مؤسسة ارادها الشعب ان تحميه من لصوص النهار , فأذا بها تسرق نهارا وليلا ... انها مجلس النواب والميزانية الضخمة التي خصصت له والتي تزيد عن ميزانية العديد من الدول الافريقية على سبيل المثال ... ولكي لا اذهب بعيدا وحتى لااطيل , فسأختار هنا جانبا واحدا ولنا ان نقيس بقية الجوانب على ضوئه , يقول الخبر , ان مخصصات السكن التي رصدت للنواب الجدد ستبلغ خمسون مليار دينار ـ اي اكثر من اربعين مليون دولار ـ خلال دورته الحالية , هذا المبلغ الضخم سيدفع للفنادق وايجارات البيوت والدور الفارهة ...
اي حكمة اراد بها المشرع وهو يخصص هذا المبلغ الهائل للنواب , وكم ستبلغ الميزانية الكلية اذا كانت مخصصات السكن وحدها خمسون مليار دينار ... انني اجزم ان من شرع ذلك لم يكن هدفه سوى المغالاة في الفساد والفوضى التي يشترك فيها الجميع ويريد استمرارها , مستغلا الظرف غير الطبيعي الذي يمر به البلد ... فالنائب جاء من رحم مجتمعه وناسه , وهو لم يكن يسكن العراء او معدما قبل انتخابه ليفكر مسؤول الادارة او موظف الحسابات في المجلس في كيفية توفير السكن له , بل ان كثير منهم ما صار نائبا الا بعد ان صرف ووزع مليارات الدنانير هنا وهناك , فهو ليس في حاجة الى بيت للسكن او غرفة في فندق ... وان من هو بحاجة الى ذلك هم العوائل المشردة التي لا تجد لها مأوى سوى بيوت الصفيح والتنك ... بمثل هذا المبلغ يمكن استيراد مصنعا او اكثر يضمن لقمة العيش لمئات الانفس التي يفتك بها الجوع والحرمان واتخذوا من مكب النفايات مصدرا رئيسا لغذائهم هم واطفالهم ... ان ننشأ مستشفى تخفف معاناة مئات الالاف من المرضى المبتلين بامراض جلبتها لنا الحروب والمفخخات ... ان تخصص للزراعة التي صارت تتلاشى يوما بعد اخر , للكهرباء والماء والخدمات الاخرى ... اما ان تصرف الى النائب الذي لا يختلف حاله عن اي موظف اخر , فسيكون مئال هذه المليارات الى المجاري لا غير , ولعمري حينها لن تنفع حتى ان تكون سمادا ... !! .
ان ما يحز في القلب , ورغم ان المجلس الجديد لم يعقد سوى جلسة يتيمة , الا ان عددا من اعضائه عبر عن استيائه وتذمره من الخدمة التي وفرتها لهم ادارة فندق الرشيد , ملمحين الى صعوبة وعدم امكانية حضور جلسات المجلس مستقبلا اذا ما استمر ت هذه الخدمة على حالها ...!! , ان ما قاله هذا البعض يدلل بشكل لا يقبل النقاش انه لم يأتي سوى للحصول على المزيد من المكاسب والامتيازات , واما مصالح الشعب ومن انتخبوه فلهم رب يرعاهم , عليه ان يفكر , كم سيدر عليه الراتب ومخصصات الحماية والنقل والنثرية والايفاد ... ولن يكون ما سوف يقدموه بأفضل من سابقيهم , اؤلئك الذين وقفوا وقفة رجل واحد وحجبوا عن منتخبيهم اكثر من مائة الف وظيفية , وهم من عطل العديد من المشاريع الحيوية التي تمس الحياة اليومية المباشرة للمواطن كعقود الكهرباء وغيرها , بذريعة ان جهة سياسية ستسفيد منها وتستغلها للدعاية الانتخابية , في حين نسوا خلافاتهم ومشاحناتهم عندما كان الامر يتعلق بمصالحهم ومكاسبهم الشخصية فحضروا جميعا ليصوتوا على قرار تخصيص قطع الاراضي وبمواقع متميزة لهم وحصولهم على جوازات سفر دبلوماسية لهم ولعوائلهم ...
واخيرا اود ان اشير الى ما قاله احد النواب السابقين ممن لفظه الشعب ولم يصوت له لدورة ثانية ...قال , اذا ما كشفنا عن الفساد المالي والاداري فستنطبق السماء على الارض ... نعم يا سيادة النائب كنت هذه المرة على حق , ذلك ان بلدا وشعبا يتحكم بمصيره مجاميع الجهلة سيكون حتما هذا مصيره .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابداع عربي...سجادة لعد الركعات وثمة من يحسب حروف القران !!
- لنحول بعض المساجد الى مدارس ومنتديات علمية ودور سكن *
- افكار متواضعة حول المقالات والتعليقات المنشورة في الحوار الم ...
- أمحقة الكويت في سلوكها ازاء العراق ؟
- ألا ليت اللحى كانت حشيشا لنطعمها .... !! *
- وا حسرتاه على العراق ... اطفاله ونساؤه ((تباع كالرقيق )) !!
- هل اتفقت الاديان على اله بعينه ؟
- اطفال بلدي... لا تغتاضوا ان تخلى عنكم الرب !!
- المسيح ... واختلاف النص بين الانجيل والقرأن
- ظلاميو مصر يسعون لمصادرة رواية الف ليلة وليلة
- انه زوجي وليس ابي !!
- ثمة مسلم يريدني ان اكون معاقا او ذا عاهة ... !!!
- الكويت ...قزم توهم نفسه عملاقا !!
- دعوى امام هيئة اجتثاث البعث ضد الرب ...!!
- كان بعضهم (( يبزخ )) على انغام ب (( الروح بالدم )) ... !!
- ايعقل ان يكون ربنا الذي خلقنا (( ارهابيا )) ؟؟
- قناة الجزيرة الفضائية ... مالفرق بين الارهاب والمقاومة ؟
- الحجاب ... واللغط الذي فاق حده ..
- اانتم قادة العراق ؟
- بعضهم ارهابي مع سبق الاصرار


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - مجلس النواب ... للدفاع عن مصالح الشعب ام لسرقة حقوقه وامواله ؟