أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى حقي - مقرات للرفاهية خمس نجوم وتسمى سجون، صدق أو لا تصدق ..؟















المزيد.....

مقرات للرفاهية خمس نجوم وتسمى سجون، صدق أو لا تصدق ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 09:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الحضارة والعصرنة ليست لعبة نلهو بها أو عبارات نتمنطق بذكرها في مجالس اللهو أو عبر وسائل الإعلام ، ألحضارة عصارة تجارب وتقدم الشعوب عملياً وبمرتبة عالية ورائعة في مصلحة الإنسان والأنسنة وعبر ديمقراطية مثالية وحرية التعبير عن الرأي والمعتقد ، وشعوب تتقدم في كافة المجالات كل يوم عطاءً إنسانياً وتكنلوجياً مذهلاً ، وأخرى تتراجع القهقرى عبر قطارات الظلام وهي توزع الدعوات والفتاوى وتبشر بالجنان والحور والغلمان ، حور عذارى بكارى دائماً وغلمان مرد بيض وشقرٌ ، وخمرالجنة تجري أنهاراً ، وأما في الدنيا سجون كئيبة تحت الأرض وفي سراديب مظلمة والجلاد يلسع بسوطه الأجساد اللدنة ليتمتع بأنّات المعذبين ويجز الرقاب بسادية الحكام ويبتر الأطراف وهو يردد ألله أكبر والمجد للسلطان ؟ ولم أصدق الكاتب حبيب محمد تقي عبر مقاله مذكرات مترجم عن وصف السجون في مملكة السويد والتي قريبة الشبه جداً من الجنة أقتبس من مقاله التالي :
سأختصر قدر المستطاع في وصف مشاهداتي الميدانية والحية لتلك ( السجون ) أو الأصح تلك الإصلاحيات ، ووصفها بأمانة من الداخل .بدءاً بمواقع تلك السجون ، فأول ما يدهشك ، في تلك الصروح المشيدة بإتقان متناهي ، المواقع الطبيعية الساحرة والخلابة التي اختيرت لتلك الإصلاحيات ، من خضرة الطبيعة الزاهية ومياه البحيرات العذبة و المنسابة والمحيطة بهدوء حولها ، وبالوجوه والمظهر الحسن ، للكفاءات من العاملين في داخل تلك الإصلاحيات ، سواء من نساء أو رجال . مروراً بالبناء المعماري والهندسي لتك الإصلاحيات والتي تتميز بالحداثة والعصرنة ، والإدامة والصيانة ، والتي تنم وتدل على مبلغ الاهتمام الكبير والرعاية الفائقة بها كمؤسسات حيوية ، لا غنى عنها في المجتمع السوي . وكما ذكرت ذلك في موضع سابق ( لولا الأسوار المحيطة بها ، لما استدليت عليها كسجون أصلاحية ) . وحتى تلك الأسوار ، تفنن المهندسون والفنيون في تشيدها ، إذ تعتمد على نظام الأتمتة في فتحها وإغلاقها وحراستها. فليست بحاجة لأدوات الرعب المعمول بها حتى يومنا هذا في معظم سجون ومعتقلات دول العالم ، من كلاب بوليسية للحراسة ولا أبراج مراقبة مدججة بقاذفات الرعب والموت . والزائر لتلك الإصلاحيات يفتش آلياً عبر الممرات المغناطيسية ،المعمول بمثيلاتها في المطارات الدولية . وتتميز مساحة الإصلاحية بكبر فضاءاتها ، التي تتسع لمرافق عديدة في داخلها . بدءاً بالأبنية السكنية بطابقين أوثلاث والمقسمة إلى مجموعة غرف ( تعرف بالزنزانة ) ، يبلغ عددها حوالي ، من مئتين الى ثلاثمائة زنزانة . وكل زنزانة معدة لنزيل واحد . فلكل نزيل غرفته الخاصة به ، وتلك الزنزانات مكيفة ، صيفاً وشتاءاً ، ومجهزة ( بتواليت ومغسلة ) ، وتلفاز بالإضافة الى خزان ملابس . وفي العادة يتوسط مبنى الإصلاحية ، قاعة واسعة إلى حد ما ، وهو المطعم الذي يتجمع فيه النزلاء كافة ، لتناول وجباتهم الرئيسية الثلاث . بالإضافة الى وجود قاعات معدة كورش للعمل وللتدريب المهني ومجهزة بآلات ومعدات غاية في الحداثة والتطور . أيضاً تحتوي الإصلاحيات تلك ، على صالات شتائية مغلقة ، لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية ، هذا بالإضافة إلى الملاعب الصيفية المفتوحة لنفس الغرض . ولا تخلوا هذه الإصلاحيات مطلقاً ، من وجود قاعة خاصة للكتب والمجلات والجرائد ، على اختلاف لغات نزلاء تلك الإصلاحيات ، بما في ذلك كتب ومجلات وجرائد باللغة العربية ، وللنزيل الحق في الحصول على أي كتاب أو مجلة او جريدة يشاء ، وحتى في حال عدم توفر هذا الكتاب أو ذاك في مكتبة الإصلاحية ، يتم استعارتة للنزيل ، من خلال حجزه من مكتبات من خارج الإصلاحية ، بغية توفيره للنزيل هذا أو ذاك . كما تتوفر الفرصة لنزلاء الإصلاحية ، وخصوصاً الشباب منهم ، في استغلال تلك القاعات والمجهزة بأحدث تقنيات الأنترنيت ، لاستكمال دراستهم الثانوية أو الجامعية عبر المراسلة من خلال ، تقنيات الأنترنيت المتوفر والمتاحة في قاعات المطالعة ، في هذه الإصلاحية أو تلك . والى جانب المكتبة ، الملحقة بالإصلاحية ، هناك قاعة أضافية مخصصة ، للقاءات والاجتماعات الموسعة وللمحاضرات والندوات ، وتستخدم أيضا من قبل بعض القساوسة وأئمة المساجد الذين يزورون تلك الإصلاحيات ويلتقون بنزلائها وبانتظام ، لتلبية احتياجاتهم الدينية والروحية . أو اللقاء بوفود وممثلي الجمعيات والمنظمات التي تعني بشؤون المساجين . للاطلاع على أحوالهم وللاستماع الى معاناتهم . وإضافة لتلك القاعات ، هناك غرف أكبر حجما مرفقة بالإصلاحية بعضها يتسع لعائلة من طفلين ، وهي معدة لاستقبال الزوار ، الذين يودون الانفراد بسجينهم وتبادل الحديث معه ، دون تطفل من أحد ، ودون وجود لأجهزت رقابة أو تصنت . وفي بعض تلك الغرف تتوفر فيها اللعاب للهو الأطفال الزائرون لأحد ذويهم في الإصلاحية . كما تتوفر في الإصلاحية وبشكل دائم عيادة طبية مؤلفة من معاون طبيب وأخصائي اجتماعي ونفساني ، زد على زيارة الطبيب في مواعيد منتظمة للعيادة الدائمة في الإصلاحية ، وهذه العيادة تقدم كل أشكال الرعاية الصحية ، سواء العضوية منها أو النفسية وبما فيها الرعاية بالأسنان . وعند الحاجة لأجراء عملية جراحية لنزيل ما في الإصلاحية . لاتتأخر عيادة السجن في تحويل الحالة بشكل طبيعي إلى المستشفيات المختصة ، لأجراء ما يلزم مجاناً وعلى حساب مصلحة التأمين الصحي والاجتماعي ، التابعة للدولة ، بغض النظر عن صغر أو سعة أو تكلفة التدخل الجراحي لهذا السجين أو ذاك . أما العاملون في هذه الإصلاحيات فهم أناس على درجة عالية من الخبرة والكفاءة ومعظمهم يتمتع بحسن السيرة والسلوك والاستقامة . وغالبيتهم أعدوا لهذا العمل بعد المرور ، بعدد غير قليل من الدورات التعليمية والتدريبية ، قبل وبعد اعتمادهم الوظيفي . وغالبيتهم تلقى دروساً مستفيضة بحقوق الإنسان السجين ما له وما عليه . ولم تسجل أي حالة خرق ولو واحدة بحق العاملين في هذه السجون (انتهى) والآن هل تصدقون ان المكان الرائع والموقع الفردوسي هو بناء سجن ولكل سجين غرفة واحدة يا للرفاهية والدلال لهذا المواطن الخارج على القانون عندنا والنزيل الذي هو بحاجة إلى الإصلاح عندهم والسجن إصلاحية وليس مركز تأديب وتعذيب وترويع وتشليح ومعهد تخريج كوادر بدرجة الدكتوراة في كل أنواع الجرائم عند أهل السجون والمعتقلات ، هل تمانعون لو ان إدارة تلك الإصلاحيات قد دعتكم لزيارتها والإقامة فيها شهراً واحداً .. لا أعتقد أن هناك من يرفض مثل هذه الدعوة الدسمة الحضارية ؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلف العصري مستورداً....؟
- ألعلمانية مساواة في المواطنة واحترام الأديان والقوميات خارج ...
- هل البرقع أوالنقاب زي اختياري أم إلزامي ...؟
- هل النقد الجارح ينفع في إزالة لصقة التوارث الديني المزمنة .. ...
- مهاجرون خارج سرب الحضارة ..؟
- الإنسان أولاً ...؟
- القرضاوي وتحكيم الشريعة والتكفير ...!؟
- من يسرق رغيفاً تقطع يده ومن يسرق حرية إنسان يكرّم سيداً...؟
- حرية العمال في عيدهم العالمي ...؟
- الحرامي والحمار ...؟
- واهجروهن واضربوهن ويكرم الإسلام المرأة ،وشكراً دكتوره فوزية ...
- الإصلاح في الإسلام مابين الشعار والواقع ... ؟
- الصلوات تزيد من مياه الأنهار والملاهي تُشحها.. ولله في خلقه ...
- الحجاب فرض طقسي بيئي سابق للأديان ..؟
- ونسأل من أين تأتينا البلاوي ومبدأ المساواة يرفضها القرضاوي . ...
- الاعتدال في الإسلام حقيقة أم وهم ..؟
- أين هي الديمقراطية في الوطن العربي ...؟
- الوطن أولاً وأخيراً...؟
- العلمانية الوطنية وديمقراطية الحداثة
- استهداف أقباط مصر هدم للوحدة الوطنية فيها والبلاد العربية وا ...


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى حقي - مقرات للرفاهية خمس نجوم وتسمى سجون، صدق أو لا تصدق ..؟