أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نجيب الخنيزي - هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ (3)















المزيد.....

هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ (3)


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 23:35
المحور: حقوق الانسان
    


في المقال السابق تحدثت عن أنواع البطالة السائدة في العالم، وأنها خاصية ملازمة اتسم بها نمط الإنتاج الرأسمال الذي تشكل وتطور على مدى القرون الثلاثة الماضية، منذ بواكير الثورة الصناعية الأولى (1750- 1850 ) والثورة الصناعية الثانية ( 1860-1914) التي شهدتها أوروبا على وجه التحديد ثم انتقلت إلى العالم الجديد ( القارة الأمريكية الشمالية ) التي استوطنها المهاجرون الأوروبيون.
هذا النمط الاقتصادي الرأسمالي يحكمه الميل الدائم نحو تراكم الرأس المال و تعظيم الأرباح، والذود عن حرية التجارة، والبحث عن منافذ جديدة للأسواق لتصريف منتجاته، وللمواد الخام الرخيصة الضرورية لصناعته. استند هذا النمط الأقتصادي قبل كل شيء على وجود الأيدي العاملة الرخيصة المتحررة من كل أنواع القيود ( الاجتماعية والسياسية والفكرية ) التي تكبلها. ويمكن القول بأن ذلك العامل إلى جانب عوامل أخرى، لعبت دورا حاسما في دك وتحطيم النظام الإقطاعي القديم في أوروبا، ومهد الطريق لقيام الصيغة الحديثة للدولة / الأمة، وما أعقبها من تجلي ظاهرة الاستعمار والامبريالية لاحقا التي اجتاحت العالمين القديم ( أسيا وأفريقيا ) والجديد ( القارتين الأمريكيتين ) وبقية أرجاء المعمورة.
تلك الاستهدافات أخذت بعدا جديدا مع الثورة العلمية / الصناعية الثالثة، وبروز ظاهرة العولمة والتي شملت ميادين الإنتاج والتبادل والاستهلاك والمال في ظل ثورة المعلومات والمعرفة والاتصالات على نحو غير مسبوق.
غير أن العولمة لم تلغ الأزمات الاقتصادية الدورية للرأسمالية بل فاقمتها على نحو أشد، والتي من بينها أزمة البطالة المرتبطة تاريخيا بنشوء الرأسمالية وتناقضاتها الأخرى الملازمة مثل أزمة فيض الإنتاج وميل الربح للانخفاض، كما حدث في أزمة 1847 التي كانت الفتيل لاندلاع الثورات والانتفاضات العمالية العنيفة التي اجتاحت غالبية دول أوروبا كما نذكر أزمات عام 1857 و عام 1866 وعام 1873 ، وما سمي بالكساد الكبير في عا م 1929 ، غير أن الرأسمالية بما تمتلكه من مرونة وقدرة على التكيف استطاعت من خلال اعتماد المصالحة بين العمل ورأس المال، وتقديم تنازلات مهمة على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، ومن خلال فرض التدخل النشط للدولة في العملية الاقتصادية / الاجتماعية والتي عبرت عنها النظرية الكينزية ( نسبة إلى مؤسسها جون كينز ) التي دشنت ما سمي بدولة الرفاه العام التي استمرت في الغرب طيلة فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ( 1945 – 1975 ) وحتى منتصف السبعينات من القرن المنصرم، حيث بدأت تطفو على السطح وتسود في البلدان الصناعية المتقدمة ثم في باقي أرجاء العالم ما يسمى بالليبرالية الجديدة، ومفادها رفع القيود من قبل الدولة، و إطلاق العنان لقوانين السوق للعمل بحرية مطلقة وكف يد الدولة عن التدخل والضبط في الميدانين الاقتصادي والاجتماعي، وقد عبرت عنها منذ مطلع الثمانينات الريغانية والتاتشرية على نحو فاقع وجلي، وتفاقمت في ظل ترسخ العولمة.
لقد شهد العالم منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي عدة أزمات مالية طالت دول الجنوب بالأساس نذكر من بينها المكسيك (1994) والأزمة المالية الآسيوية (1997-1998) التي امتدت إلى أمريكا وأوروبا وكادت أن تعصف بالاقتصاد العالمي، أزمة روسيا (1998) و البرازيل (1999)، تركيا (2000)، الأرجنتين (2001)، البرازيل من جديد (2002) وغيرها. العولمة نجم عنها كونية القضايا المشتركة بأبعادها الحضارية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، البيئية، والأمنية، وبالتالي جملة الأزمات والمشكلات التي تولدها، كما نلحظه في الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة التي بدأت في الولايات المتحدة كأزمة ائتمان مالي في قطاع الاستهلاك ( المنازل) أعقبه انهيار مالي واقتصادي، غير إن ارتدادته شملت العالم بأسره، وطالت بالعمق الاقتصاد الرمزي ( المال والسندات والأسهم ) و الاقتصاد الحقيقي ( منتجات السلع والخدمات) على حد سواء ، والتي لاتزال مفاعيلها وتأثيراتها المدمرة ماثلة في انكماش وركود وتضخم (الركود التضخمي) ومديونية وبطالة متزايدة سواء في البلدان المتقدمة (الصناعية) وعلى نحو أشد في البلدان النامية.
البطالة في الولايات المتحدة التي تمثل أكبر اقتصاد عالمي وصل حجم البطالة فيها إلى 9،5 في المائة ووصل عدد العاطلين فيها ما يقارب 15 مليون شخص، ووفقا لكبير الاقتصاديين في منظمة التعاون والتنمية شمت هيبل أن بيانات البطالة في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (أمريكا وكندا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) التي تصل إلى نحو 36 مليونا ستزيد بمقدار 25 مليونا في دول المنظمة وبأن معدلات البطالة قد تزيد على (9%) في أغلب الدول لأول مرة منذ أوائل تسعينات القرن العشرين. البطالة في روسيا وفقا للإحصاءات الروسية تقدر 6.3 مليون شخص، أو 8.3 % من عدد السكان الناشطين اقتصاديا. ووفقا لتقديرات البنك الدولي فإنه لأول مرة في التاريخ يتجاوز عدد الجوعى في العالم المليار شخص في حين دخل قرابة 61 مليون شخص إضافي في عداد البطالة في العالم و غالبيتهم الساحقة في بلدان العالم الثالث . الأزمة الاقتصادية العالمية تأثرت بها المنطقة العربية كغيرها من مناطق العالم حيث أفاد تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2009، أن هناك 65 مليون عربي يعيشون في حالة فقر. كما جاء في التقرير أن عدد الجياع في المنطقة العربية يبلغ عددهم خمسة وعشرين مليونا ونصف المليون أي نحو 10% من إجمالي عدد السكان. وحسب بيانات منظمة العمل العربية (2008) كان المعدل الإجمالي لنسبة البطالة في البلدان العربية أكثر من 14% من اليد العاملة (أكثر من 17 مليون عاطل) مقارنة بـ 6،3 % على الصعيد العالمي. هذه المشكلة معرضة للتفاقم على نحو أشد مستقبلا، لأن اتجاهات البطالة ومعدلات نمو السكان تشير إلى أن الدول العربية ستحتاج بحلول العام 2020 إلى 51 مليون فرصة عمل جديدة.
إذن يمكن القول بأن البطالة باتت قضية كونية تعاني منها الاقتصادات المتقدمة والنامية على حد سواء بغض النظر عن أشكال تجليها ومقدار سعتها، أو عواملها ومسبباتها الموضوعية والكامنة تحديدا في طبيعة المسار والتكوين الاقتصادي / الاجتماعي الذي يحكمها، غير أن سبل مواجهتها ووضع الحلول لتخفيف وطأتها تختلف وتتباين مابين الدول المختلفة... السؤال هنا: هل البطالة في بلادنا وبهذه النسبة المرتفعة وخصوصا بين النساء هي حالة موضوعية وقدر حتمي لا مفر منه وبالتالي لابد من التعايش معها ؟، أم أن جزءا رئيسا من المشكلة يعود إلى مسببات أخرى غير موضوعية وإنما مرتبطة بشيوع فلسفة نفعية للعمل ( وخصوصا لدى القطاع الخاص ) تقوم على الاعتماد شبه الكامل على العمالة الوافدة، ناهيك عن وجود المعوقات الاجتماعية والبيروقراطية، وعدم كفاءة أو ضعف تشريعات العمل والتوظيف، ودور الجهات الرقابية المسؤولة على هذا الصعيد؟..
وللحديث صلة



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ «2»
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ ( 1 )
- الذي يأتي ولا يأتي
- المثقف العربي .. بين سلطان السياسة وسلطة المجتمع
- التحرر من سطوة - الأبقار المقدسة -
- شهداء أسطول الحرية .. وإرهاب الدولة المارقة
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية / حداثة وتنمية مبتورة( الح ...
- بيان تضامني مع - قافلة الحرية- وإدانة للمجزرة!
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/الثابت والمتغير ( 4 )
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية .. مركزية غربية ومركزية مع ...
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/ الأنا والآخر ( 2 )
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية / البعد الأيديولوجي ( 1 )
- 10 سنوات على رحيل المشري .. الغائب الحاضر!
- رحيل أحد أعمدة التنوير العربي في عصرنا الراهن
- التسامح كقيمة دينية ( 1 )
- تجديد الخطاب الديني .. ضرورة الراهن!
- العنف الرمزي كحالة ثقافية – مجتمعية (1)
- البوح.. هموم ذاتية.. مسرة خاصة ( 1 )
- احتفاء بالشخصية الوطنية البارزة عبد العزيز السنيد ( 1)
- - ماراثون - القطيف في معرض الكتاب في الرياض


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نجيب الخنيزي - هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ (3)