ماريو أنور
الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 23:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تحمل خلية الانسان عمرين : عمر زمنى و عمر نفسى وتحمل باطناً و ظاهراً . فالباطن هو عمرها النفسى , والظاهر أو الخارج هو عمرها الزمنى . لذا , نرى أن تشكل الإنسان فى رحم المرأة يشير إلى أن الخلية التى ستنمو لتصير إنساناً تحمل الماضى كله فيها : إنها تحمله بباطن هو طاقة نفسية , وخارج هو طاقة مادية , وبعمر زمنى و عمر آخر نفسى . ومن هذا . ندرك أن بدء تشكل الإنسان فى رحم المرأة يشير إلى انغلاق الأرض كلها , بطاقتها و كتلتها . فى الخلية التى ستصير هذا الكائن . و بالإضافة إلى هذا , ندرك أن نمو هذه الخلية أو تكاثرها أو انقسامها يشير إلى صيرورة , أو تكوين نشوء , ضمن خطين متوازيين : خط كمى , وهو خارج – جسد – متعضية , وخط كيفى هو باطن – نفس . ويتابع الكائن الإنسانى فى رحم المرأة صيرورته عبر الأحقاب و المراحل التى اجتازتها الخلية الأولى , أو الخميرة الأولى خلال تطورها و نموها , وإذا كان التشابه قائماً بين التكوين الإنسانى الأولى , حتى الشهور الثلاثة الأولى , والتكوين الحيوانى , فليس لأن الإنسان مر بالمرحلة الحيوانية و تابع مسيرته إلى عالم إنسانيته , بل لأن التكوينين متشابهان فى الكم , حتى هذه النقطة , ولأن الخمائر واحدة , رغم اختلافها بالكم و الكيف .
يتابع الإنسان , فى رحم أمه , مسيرته التطورية حتى يبلغ المستوى الذى بلغته الطبيعة فى التركيز الدماغى و التركيز النفسى . ويشير هذا إلى أن الإنسان , وهو فى رحم أمه , يمثل ,طيلة الأشهر التى يقضيها فى غفوة طبيعته أى فى أحضان الطبيعة , المرحلة الزمنية الكاملة التى قضتها الحياة لبلوغ الأنسنة . وهذا يعنى أن التطور , المنطلق من الخلية الإنسنانية الأولى حتى الإنسان عبر ملايين السنيين . يكرر ذاته فى رحك الكرأة خلال شهور تسعة . فمن الخلية ينشأ النفس . ومن هذه العملية نستنتج أن الجسد كله و النفس كلها مركزان فى الخلية و منطويان فيها . إذن , فالإنسان , فى بدء تكوينه , يحمل العمر الزمنى كله و العمر النفسى كله . ويمكننا القول : إن الإنسان يمثل , فى المرحلة الجنينية حتى الخروج من رحم أمه , تكثيفاً للتطور كله حتى ظهوره على كوكب الأرض . ويتسم خروجه من رحم أمه بتطور آخر يمثل التطور بعد وجود الإنسان . وليس ثمة منظور آخر يفسر لنا مقولتنا هذه وهى أن الإنسان أداة للتحول التطورى ...
#ماريو_أنور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟