أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - آزاد برازي - السياسة الكردية...فعالية أم تخبط















المزيد.....

السياسة الكردية...فعالية أم تخبط


آزاد برازي

الحوار المتمدن-العدد: 927 - 2004 / 8 / 16 - 08:18
المحور: القضية الكردية
    


عندما تكون الحركية والتقدم أي الخروج من دائرة السكون صفة أساسية لشعب ما فهذا يعني بأن هذا الشعب يتصف بالحياة ويمتلك جملة من الاستعدادات الجسدية والروحية للتطور والمساهمة في بناء تاريخه المستقبلي بالدرجة الأولى.
لكن المهم في البداية امتلاك قابلية التطور فهذا مبدأ أساسي ومهم جداً في بناء تاريخ البشرية بمختلف مستوياته السياسية والاجتماعية والثقافية ومع فقدان الفكر ستتحول هذه الحركية عبارة عن نوع من التخبط غير محدد الهدف إلا ما فائدة هذه الحركية من دون تحقيق نتائج مرجوة منها.إذاً التعامل مع هذه الفعالية بنوع من العبثية لا تخدم أبدأً مصلحة أي شعب من الشعوب فلا بد من قراءات موضوعية جادة قائمة على أسس فكرية علمية لإيصالها إلى غاياتها ومن هذا المنطلق سنتناول حركتنا الكردية في سورية فكان لابد لنا منت تقيم فعاليتها من خلال آلية العمل ومدى قدرتها على التفاعل مع المتغيرات على الساحة الدالية والإقليمية والدولية واستيعابها والاستفادة منها.
إن من المفيد جداً العودة إلى التاريخ وقراءتها قراءة تحمل في طياتها ما هو مفيد للمستقبل قد نجد في طياتها ضالتنا في أعادة النظر فيما سبق والنظر إليه بمنظار نقدي وخاصة إلى تلك الأحداث المفصلية التي ساهمت في رسم الخطوط الرئيسية للوضع السياسي سواء كان سلبياً أم إيجابياً لكن من الأفضل الآن الابتعاد عن تقديم أي رؤية تقييمية للواقع قبل تحيق المعرفة المطلوبة لإمكانية استقبال أكبر لفهم الأحداث في سياقها السياسي والاجتماعي.
في الحقيقة أن تناول تاريخ الحركة الكردية في سورية بشكل دقيق تحتاج إلى جهود كبيرة حتى نستطيع أن نصل إلى تاريخ موضوعي لا تتداخل فيه الجوانب الذاتية والأيديولوجية والنظر إلى هذا التاريخ نظرة أيضاً لا تخدم غايتنا فتناول التاريخ بشكل موضوعي يساعد على توفير شروطاً مناسبة لقراءة صحيحة لتصويب سلبيات الحركة ومقدماتها بشكل خاص وانعكاس المجتمع الكردي بسلبياته عليها فحقيقة الأمر المجتمع الكردي ليس بريئاً من تلك السلبيات بشكل مطلق والحركة ليست مدانة بالإطلاق.
فهذه الحركة نتاج لهذا المجتمع فمن الضرورة أن تنعكس عليه فتختلف الظواهر السلبية والإيجابية فالحركة السياسية الكردية والمجتمع الكردي في وحدة عضوية لا تنفصم عن بعضها البعض فالنضج العقلي والاجتماعي لدى الشعوب تتجلى بشكل واضح أو يتجسد بأفضل أشكاله في الممارسة السياسية والثقافية وفي قدرة المجتمعات على تنظيم نفسها وإدارة شؤونها.
إذاً انعكاس تطور الحركة السياسية هو انعكاس لتطور الوعي الكردي بكافة أشكاله فالسياسة هي نتاج لمختلف القوى الاجتماعية فنحن إما نمارس السياسة بشكل مباشر أو غير مباشر.
فكما يقول نابليون بونابرت"إن السياسة مقدرنا وهي قدرنا بالفعل شئنا أم أبينا وعلينا أن نتعامل معها من هذا المنطلق"فكل إنسان في مجتمعنا الكردي دور يجب أن يقوم به وذلك من خلال الشريحة التي ينتمي إليها فإذا قامت شرائح المجتمع بدورها المطلوب على أكمل وجه سنرى تغيراً أكيداً في جوانب مختلفة في المجتمع وخاصة في المجال السياسي والاجتماعي عندئذ نستطيع أن نقوم ترشيد والخروج من حالة التخبط العام في الحالة الحركية.
كلنا نعلم أن الحركة الكردية في كردستان سورية جاءت كحاجة موضوعية نتيجة الممارسات الشوفينية التي اتبعتها المؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية والشخصيات العربية الشوفينية التي حاولت وتحاول تشويه الوعي العربي الذاتي القومي للشعب العربي في سورية وزرع بعض الأفكار المسمومة في عقل الإنسان العربي باعتبار أن وجود الشعب الكردي في سورية هو أكبر خطر على الشعب العربي وتصوير الأكراد كالصهاينة وكردستان كإسرائيل وعلى أنهما صنوان"كردستان-ويهودستان "وقد استفادوا في عملية الخداع من الأرضية التي أقامتها الدول الاستعمارية بعد أن ألحقت بعض الأراضي الكردستانية بالدولة السورية في العشرينات من القرن المنصرم.
إذاً الضرورة الموضوعية هي التي أوجدت حركة سياسية وكانت مسوغاً لها لتدافع عن وجود الشعب الكردي في هذا الجزء من الوطن ولتشارك في مهامها وتأخذ على عاتقها دوراً على الساحة السياسية وذلك رفضاً لجميع التصرفات الشوفينية التي أجريت بحق الشعب الكردي وانطلاقا من مبدأ الإنسانية ورفضه للشوفينية وجميع الممارسات التي تهدف إلى إهانة الإنسان وكرامته فبالتالي جاءت حالة التفاعل مع ضرورات الوضع الجديد وكان لابد من التأقلم مع هذا الواقع بحسب الممكن فكانت بداية وانطلاقة حسنة لشعبٍ يفتقر إلى الكثير وفقدان الكثير أيضاً.
لكن السؤال ماذا حدث بعد ذلك؟ولماذا عاشت حركتنا حالة تخبط وفقدت الفعالية المطلوبة وانتقلت من السياسة التي تعبر عن طموحات الشعب الكردي وأمانيه إلى سياسة المهاترات والصراعات الداخلية؟ومن المسؤول؟
لكن على ما يبدو أن الحركة افتقدت منذ البداية إلى السند الأعظم لها فالجماهير الكردية بمختلف شرائحها كانت تفتقد إلى الوعي القومي الكافي فكان التفاعل مع الحركة له طابعاً سلبياً مما أدى إلى إضعاف الحركة في تجاربها مع الحكومة ونتيجةً لأدراك السلطة مدى ضعف التجاوب الكردي تمادت في ممارساتها الشوفينية التي تفتقد إلى جميع القيم الإنسانية حيث تفنن الشوفينيين العرب في إعدادها كمشروع الحزام العربي ومشروع الإحصاء الخطرين حيث طعن الإنسان الكردي على أخطر مستويين"الجغرافية والديمغرافية"
وما نأسف له هو نجاح القوى الشوفينية في تحقيق مأربها وما طاب لها دون وجود إي قوة كردية لا حزبية ولا شعبية في مواجهتها فلم يكن أمامها إلا مجرد ضعف كردي وحالة تشر ذم وعلى الرغم من ذلك لم يستطع الأكراد لم شملهم فالجماهير بقيت بعيدة عن الحركة السياسية والحركة طاب لها لعبة الانشقاقات والمهاترات وبدل النضال ضد القوى الشوفينية بدءوا بالعمل ضد بعضهم البعض وهو المطلوب للسلطة وبالتالي سوغت لتقزم القضية الكردية في سوري ليس في نظر الحكومة العربية في سورية فقط بل حتى في نظر القوى الكردستانية الأخرى فافتقدت بالتالي إلى الاستقلالية في القرار السياسي فتحولت الشخصية الكردية في سورية إلى شخصية ضعيفة معرضة للأزمات في إي وقت من الأوقات وذلك حسب مصالح القوى المتحكمة بها.
لكن التساؤل المهم هنا ما هي تلك الأسباب التي أدت إلى وصول الحركة إلى تلك الحالة المزرية تلك وطبيعة الحال الأسباب كثيرة جداً فسنحاول أن نذكر بعض الأسباب بحسب ما نعتقد:
1-أن طبيعة العمل السياسي كانت قائمة على أسس عاطفية في حين أن السياسة في جوهرها فعل عقلاني.
2-انعدام الفكر السياسي أدى إلى التركيز على الممارسة السياسية.
3-تضخم الممارسة السياسية على حساب الجوانب الأخرى الاجتماعية والثقافية.
4-قالب الماركسية الجاهز التي تبنته الحركة الكردية كممارسة سياسية إيديولوجية دون إعادة النظر فيه بما يتناسب مع المجتمع الكردي.
5-النزعة الشمولية باعتبار أن كل حزب كان يعتبر نفسه قادراً على تحقيق مطالب الشعب الكردي والمعبر عن مصالحه.
6-انعدام الوعي القومي الكافي لدى الشعب الكردي.
7-الأنانية والمزاج الشخصي وحب الذات لدى معظم القيادات.
8-تناول الأجهزة الأمنية العديدة من الأساليب بغية شل الحركة الكردية واختراق صفوفها.
9-انصراف الكوادر الكردية المثقفة إلى انخراط في صفوف أحزاب خارج الحركة القومية الكردية لأسباب مختلفة وبالتالي أفقدت الحركة السياسية لجهودهم.
فنتيجة لهذه الأسباب والظروف بدت الآثار السلبية واضحة جداً وبعد أحداث المناطق الكردية حيث لم تستطع الحركة الكردية باستثمار الحدث سياسياً لصالح القضية الكردية بل زادت في تخبطها باعتبارها لم تكن مهيأة لمواجهة الأحداث المفاجئة التي انطلقت من القامشلي فبدلاً من مراجعة الذات والتفكير بآليات جديدة تفعل السياسة الكردية وتنهي حالة البؤس الذي تعيش فيه ارتمى معظمهم في أحضان ما يسمى بالمعارضة السورية ولجان المجتمع المدني على الرغم من هذه المعارضة لا تحمل أي شيء للقضية الكردية ولا تعترف بوجود قضية أصلاً لاعتقاد البعض أننا بحاجة للمعارضة السورية التي تحاول جاهدة لاستغلال الأوضاع الحالية والتغيرات التي طرأت على الساحة الكردية على مستوى التفاعل الجماهيري دون أن تقديم أي تنازل بخصوص الحل القومي للقضية الكردية في سورية.
فالمطلوب من الحركة الكردية في سورية الآن العودة إلى حاملها الأساسي المجتمع الكردي فهي فقط الملاذ الآمن وليست المعارضة السورية أو غيرها والتأكيد على الشخصية القومية الوطنية الكردية كشخصية قائمة بذاتها كشريكة في هذا الوطن وتشكيل قوى سياسية ذات ثقل تلعب دور مؤثر في الساحة السياسية السورية وذالك بتشكيل مرجعية كردية جامعة لكل فئات المجتمع الكردي من مختلف الشرائح ضمنها الأحزاب السياسية حتى تكون قادرة على تحديد بوصلة للعمل السياسي الكردي فكما هو معلوم دخلت القضية الكردية في سورية مرحلة جديدة فيجب أن تكون على قدر كافي من المسؤولية لأن الظروف الإقليمية والدولية تحمل لنا في جعبتها الكثير فلابد من العودة إلى الذات لواجهة الاستحقاقات القادمة.



#آزاد_برازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة السورية في تجاهل وتخوين الأكراد
- حتى أنت يا بروتوس


المزيد.....




- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - آزاد برازي - السياسة الكردية...فعالية أم تخبط