|
مظاهرات الكهرباء و عجز المحاصصة الطائفية !
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 3047 - 2010 / 6 / 28 - 00:47
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اندلعت التظاهرات صاخبة و مدويّة في صيف العراق الأكثر التهاباً، و هي تطالب بالكهرباء الذي يعني الكثير في زماننا الراهن . . من التبريد و الثلج و دوران عجلة المصالح الإقتصادية المتنوعة في المدن، الى الزراعة و تحقيق الأمن اضافة الى الإتصالات التلفونية و خدمات الأنترنت لمن يملكها، و الذي يعني انقطاعه، استمرار الإنعزال المظلم السابق عن العالم و مجرياته و تنويره . . بعد ان تواصل و تزايد انقطاع الكهرباء، رغم الخطط المعلنة و رغم سيلان فلكي لمليارات و ملايين الدولارات بلا حسيب او رقيب، و التي لايعرف كيف و اين استقرّت و لمن . و رغم ماقيل و يقال عن كونها استغلال سياسي من جهة ضد اخرى، وعن وجود نواقص في اعداد و تهيئة المظاهرات التي انطلقت بشكلها الواسع و لاتزال في ثغر العراق " البصرة " ، و عن وجود خروج عن مألوف في مدينة الناصرية الباسلة، الاّ انها عنت و تعني الكثير الذي قيل و مايزال يعتمل و يقال، في محافظتين شهدتا معاناة و انفجارات عاصفة سواء في مواجهة الدكتاتورية و حروبها او في مواجهة موجات طائفية متنوعة، وتسبب ذلك بفواجع شهدتها المدينتان سواءً في الحرب او في انتفاضة الربيع ضد الدكتاتورية التي وصفتها بـ (الشجرة الخبيثة) . . فرغم اعلان نتائج انتخابات آذار منذ شهور، لم تتشكّل الى اليوم الحكومة الجديدة وفق الأصول الدستورية المعلنة، في صراع كشف عن كونه لايتعدى عن كونه صراعاً فوقياً و صراع دوائر وافراد، معزولاً عن حقيقة مجريات الواقع العراقي المؤلم الذي تفجره الآن ازمة الكهرباء في صيف لاهب، في واقع تتواصل معاناته، من مشاكل توفر الماء الصالح، البطالة التي تتزايد بلا حدود، التدهور الصحي المستمر، التخريب، السرقات الأسطورية و الفساد و المليارات المفقودة، والأخرى التي لايعرف كيف صرفت و امور لاحد لها لم تستطع ايقافها جهود لكونها غير مؤهله لذلك بتقدير اوساط متزايدة . . صارت احاديث و اجتهادات الساعة لوكالات الأنباء العالمية . . و فيما يتواصل استمرارها و توسع نطاقها الى محافظات و مدن اخرى، رغم ضرب المظاهرات الأولى بالنار، و رغم تأديتها الى استقالة وزير الكهرباء في الحكومة المستمرة حالياً الى حين تشكيل الحكومة الجديدة، التي كشف السعي لتشكيلها عن سلوك تعنّت و استبداد عبّرت عنه تصريحات و استعدادات لأعمال عسكرية لقادة في المسيرة تناقلتها وكالات انباء متنوعة، و صارت يثير خشية اكثر من جهة داخلية و اقليمية لأسباب كثيرة التنوع تتعلق بملفات و خطط دوائر لايتسع لها المقال، تهدد بمحاولات عودة الى المربع الأول . . فان تلك التظاهرات و برأي محللين و خبراء تشكّل التحدي الشعبي الذي اخذ ينتظم على اساس وطني شامل و ليس طائفي، لأن المعاناة تعيشها اوسع الأوساط الكادحة العراقية سواء كانت سنية ام شيعية، مسلمة و غير مسلمة، عربية و غير عربية، حتى صارت تجتمع و نتشط معاً من اجل تحقيق مطالب من شأنها التصدي لواقع مرير، على طريق ايجاد حل يتناسب مع حقوق و هول التضحيات و الصبر و الصمود، الذي يواجهه العراقيون رجالاً و نساءً ، و خاصة الأوساط الكادحة، التي كانت و لاتزال وقود المعاناة و بالتالي المواجهات المنظّمة و الظافرة في بلد النفط و المليارات التي تتقاتل عليها انواع الإحتكارات و الدوائر، بشتى الواجهات . . و يرى آخرون انها ستوسع النشاط المطلبي الوطني الذي يوحد الأطياف العراقية في بودقة السعي لتحقيق المطالب المشروعة، النشاط الذي شكّل جوهر الحياة العراقية و الذي حققت به نجاحات قدّمت العراق و الحياة فيه على اسس انضج و اجدى ، والذي ابتدأت بتشويهه المنظّم الدكتاتورية السابقة و ارهابها، فيما يستمر التشويه اليوم تحت تشريع حكم المحاصصة الطائفي . . النشاط الوطني الذي يشكّل عاملاً جماهيرياً اساسياً يضغط من الشارع العراقي لشق الطريق نحو تشكيل حكومة مدنية حديثة تتحرر من المحاصصة الطائفية، تأخذ بعين الأعتبار نتائج الإنتخابات رغم ثغراتها و غلبة الطابع الطائفي عليها برغم التحسينات التي اجريت على واجهتها .. في غمار عملية ديمقراطية صارت تتسم بالبلادة وفق تعبير اوساط نافذة متنوعة الأطياف فيها، بعد ان شهدت الحياة العراقية صعود ضباع حروب و قطط سمان من الوان و مواصفات جديدة افرزها ميراث الدكتاتورية و الحروب و الإحتلال و الإرهاب و المحاصصة الصمّاء، و دور كل ذلك و غيره في رسم المسيرة الجارية، فيما تتواصل معاناة اوسع الأوساط الشعبية رغم سقوط الدكتاتورية . . النشاط المطلبي الجماهيري الوطني المنظّم الذي من شأنه الضغط لأجل ان تلعب الكفاءات العلمية و الإدارية العراقية دورها على اساس الشعور بالأنتماء الوطني و الكفاءة و النزاهة، وعلى اساس الهوية العراقية الوطنية و ليس الهويات الطائفية و العرقية و الدينية، و ليس على اساس المحاصصة الطائفية التي ان صلحت لتمشية حال يوماً ما، فانها لم تعد تصلح كآلية للحكم، بشهادة السنوات السبع الماضية التي اثبتت عدم صلاحيتها لمواجهة التحديات القائمة . المحاصصة التي جرى اعتمادها و تشريعها، رغم تحذيرات متواصلة لأوساط ديمقراطية و يسارية و علمانية واسعة متنوعة الأطياف، اضافة الى تحذيرات مرجعية السيد السيستاني وتاكيداتها على اهمية وحدة العراقيين باطيافهم و اعلانها عن وقوفها على مسافة واحدة من جميع الكتل . . من اجل النجاح في مواجهة المحن و السير نحو عراق ديمقراطي فدرالي موحد، عملاً بروح الدستور .
27 / 6 / 2010 ، مهند البراك
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صراع الكتل و مخاطر الإستبداد !
-
العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 3
-
العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 2
-
العراق و المنطقة . . بين الآمال و الواقع ! 1
-
مَنْ ينتصر على مَنْ ؟
-
هل تحقق الإنتخابات ما عجز عنه العنف ؟ 2 من 2
-
هل تحقق الإنتخابات ما عجز عنه العنف ؟ 1 من 2
-
باقة ورد عطرة للبروفيسور كاظم حبيب
-
نعم . . لايمكن تصور مستقبل مشرق للعراق دونه !
-
مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني 2 من 2
-
مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني ! 1 من 2
-
الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 2 من 2
-
الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 1 من 2
-
- اتحاد الشعب - كتحالف ديمقراطي يساري !
-
لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 2 من 2
-
لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 1 من 2
-
د. حبيب المالح في الذاكرة ابداً ! * 2 من 2
-
د. حبيب المالح في الذاكرة ابداً ! 1 من 2
-
دولنا العربية و (حزب الأغلبية الحاكم) 2 من 2
-
دولنا العربية و (حزب الأغلبية الحاكم) 1 من 2
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|