قاسم السيد
الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 23:28
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يأتي اللقاء المرتقب بين نوري المالكي وأياد علاوي المفروض انعقاده يوم الاثنين 2010/6/28 اشبه بلقاء الفرصة الاخيرة بعد عجز القوى السياسية لتقديم مشروع سياسي ناضج يمكن من خلاله اخراج العملية الديمقراطية من رقبة الزجاجة الذي علقت فيه اضافة الى ان هذا اللقاء يأتي لتحريك مياه العملية السياسسية الراكدة منذ فترة ليست بالقصيرة والذي سيتسبب في حالة استمرار ركوده في تعفن هذا الماء وفساده مما سيؤدي بالتأكيد الى فساد العملية السياسية برمتها والسقوط المدوي لمشروع الديمقراطية العراقية والتفريط بكل هذه الانجازات والتضحيات التي دفع الشعب العراقي ثمنها دما ومالا وحاضرا ومستقبلا لغرض نجاح مشروع الديمقراطية والذي يبدو من خلال قراءة مواقف قيادات القوى السياسية انها غير حريصة على نجاح هذا المشروع بقدر حرصها على مصالحها الخاصة بحيث اوصلت مشروع الديمقراطية العراقية الى حافة الهاوية وهو المشروع الذي لايملك ذلك الأرث التاريخي وهو من الحداثة البنيوية بحيث لايحتمل اية هزة عنيفة بعد ان استنزفت المواجهات العنيفة مع الارهاب الكثير من قدرات التحمل لدى الشارع العراقي اضافة الى ملف الخدمات المخيب والذي توج بأزمة الكهرباء التي تفجرت احداثها في الايام المنصرمة وكذلك لعمليات الفساد المالي الشبه منظم الذي ينخر اجهزة الدولة على مختلف المستويات اثره الواضح على هذا الملف .
هذا المشهد الميئوس منه يجيء لقاء الرجلين لعلهما يجدا حلا في هذا الوقت الذي يبدو انه ليس له أي تمديد او أي تعويض بعد ان اثبتت القوى السياسية بمختلف فصائلها عقم طروحاتها والتي لاتملك حلولا للمستعصيات من المسائل الشائكة التي تقف وتحول دون تطور العملية الديمقراطية واخر مثل على هذا العقم هو توقف الولادة الناقصة لمشروع التحالف الوطني الذي يجمع بين الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون .
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هل الرجلين فعلا بحجم هذا التحدي وهل يملكان تلك المؤهلات التي تجعلهما بحجم هذه المسؤوليات الجسام والتي كانا هما مع بقية الفرقاء جزءا من ايجادها وهل حقا بأمكانهما أن يصبحا جزءا من الحل .
من مشتركات الرجلين هو معارضتهما لنظام صدام وانهما ينتميان لمدرستين مختلفتين ايدولوجيا ولكنهما يمتلكان من المشتركات بحيث يصعب التفريق بين جغرافيتهما السياسية لمعرفة حدود كل منهما فالمدرستين لاتملك ادبياتهما السياسية أي تعريف واضح للديمقراطية وليس لاي منهما أي برنامج سياسي مكتوب ولايملك أي منهما أي رؤيا لمشروع اقتصادي او تعليمي او ثقافي اضافة للمشروع السياسي بصراحة نحن اما واقعة اشبه بصراع الديكه ولانعرف ماهي القواعد التي اتفق عليها منظموا هذه الواقعه ولله درك ياعراق اذ يرتهن مستقبلك ومصيرك بمثل هذا اللقاء .
#قاسم_السيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟