أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - الى اين السفر؟














المزيد.....

الى اين السفر؟


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 22:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


طبقات بصلة التأريخ المتعددة
اهتم الفيلسوف الالماني الكبير هيغل بالتأريخ الى درجة كبيرة
http://en.wikipedia.org/wiki/Hegel
ولكن التأريخ ينقسم هنا الى ثلاثة اقسام:

اولا التأريخ الجغرافي و الجيولوجي الطبيعي اي التأريخ المكاني. هذا النوع من التأريخ خارج ارادة الانسان.

ثانيا نظرة الى التأريخ كسرد الاحداث و الحقائق التأريخية الزمنية كالتي تتناوله كتب التأريخ اما بشكل موضوعي بعد البعد الزمني او تحريفه حسب اهواء الكتاب و الحكومات و هو على الاكثر تأريخ سياسي سطحي يشكل القشرة الخارجية لبصلة التأريخ الزمني لا يمكن الاعتماد عليه كليا بسبب التلاعب. يشبه التأريخ هنا سرد الجدة للقصص الخيالية.

ثالثا نظرة الى الاحداث التأريخية كواقع. التأريخ هنا لا يسرد لان الدول و الحكومات لا تتكون من الفراغ و انما من تطور عقلية وواقع شعوبها. يتحول هنا التأريخ السردي الى فهم الواقع بجميع طبقاته الثقافية و الدينية و العلمية و ما نراه في الفن و الموسيقى و الادب و غيرها من المهارات داخل دولة و يتحول التأريخ من الحدث و الخبر الى موضوع. يطلق هيغل على هذه التواريخ التأريخ الذهني اوالتأريخ المعقول ليقابل التأريخ السردي. يعتبر هيغل هذه التواريخ اهم من التأريخ السردي لانها هي الاساس. هذا يعني ان الشعوب التي لا تعيش في دول مستقلة كالاكراد ليس لديها تأريخ ذهني معقول بل تأريخ سردي. يضع هيغل بعض المناطق الجغرافية على الكرة الارضية كافريقيا و سيبريا خارج التأريخ الذهني و يطلق عليها المناطق اللامعقولة.

فلو نظرنا الى تأريخ العراق منذ تأسيسه كدولة ابتداءا بالحكم الملكي و الانتقال الى الحكم الجمهوري الثوري بقيادة عبدالكريم قاسم تحت تأثير ثورة عبدالناصرالقومية في مصر و كيف تحول البلد رغم قومياته و اديانه و هوياته المتعددة الى بلد قومي عربي اسلامي تنكر حقوق و هويات القوميات و الاديان الاخرى و استمرعلى هذا المنوال تحت عبدالسلام عارف و خفت عصبيته القومية نسبيا بقدوم عبدالرحمن عارف و حكومة البزاز ليكبل بعد ذلك من قبل حزب عربي ليس له هدف و شعارغير القومية العربية والى سيطرة دكتاتور دموي مولع بالحروب و القتل و الاحتلال و انفصال بعض المناطق الكردية في ملاذ آمن بمساعدة امريكا و تحرير العراق من الدكتاتور و سيطرة الشيعة بفضل الاحتلال الامريكي يدخل الاكراد في العراق لاول مرة داخل التأريخ الذهني تدريجيا. هذه مراحل ليست فقط حكومية سياسية عربية و انما تتخللها احداث اخرى اهمها التمرد الكردي بسبب تهميشهم و عزلهم فعليا من الحضور اضافة الى تطور التأريخ السردي و الذهني لدول و حكومات و عقلية شعوب البلدان المجاورة خاصة الانقلاب الاسلامي في ايران و الاطاحة بالشاه رضا بهلوي.

نستطيع ان نقول تحرك العراق بعد تأسيسه من عقلية رجعية اقطاعية ملكية و فلاحية قبائلية الى عقلية (شيوعية) عسكرية عربية تحررية بدائية قبائلية الى عقلية قومية عنصرية عربية اسلامية الى الاحتلال و العقلية الدينية العربية و الكردية القبائلية مشفوعة ببعض الطموحات الديموقراطية. و لكن الواقع الذهني لم يتطور بهذه البساطة لان العوامل الدينية و القومية نمت بعد الملكية و لاتزال تلعب دور مهم و انتقل الفرد العراقي من الاقطاعي و الفلاحي جزئيا الى وظائف حكومية ودراسات جامعية مع ظهور المرأة بنسبة ضئيلة في بلد سيطرت فيها سمعة الفروع العلمية على الادبية و لايزال يعتبر العراقي الى يومنا هذا وظيفة المهندس و الطبيب من الوظائف الاهم في المجتمع رغم ان العقلية التجارية المالية برزت بشكل اوضح بعد الاحتلال الامريكي.

لقد اهمل الرسم الابداعي و التجريدي في جميع المجتمعات الشرقية للغاية و اقتصرعلى رسم بدائي بسيط ينقصه التجريدية الاوربية المعبرة في الالواح الاوربية التي حررت نفسها من القيود السابقة و اعطتها المجتمعات الاوربية مركزا مهما في حياة المواطنين. فبينما وجدنا و لا نزال نجد في بيوت العراقيين العرب و الاكراد و غيرها من الاقوام و الاديان على مر التأريخ صور الملوك و عبدالكريم قاسم و عبدالسلام عارف و احمد حسن البكر و صدام و علي بن ابي طالب و المسيح و صور افراد عائلة البرزاني في البيوت الكردية ابتداءا من الحماية الامريكية اي ان البيت العراقي لا يحتوي على لوحات زيتية تجريدية معقدة بجانب بساط الحائط البسيط. اضافة الى ذلك تنعدم لحد الان المكتبات الشخصية في البيوت العراقية و لكنها تحتوي على صحون للفضائيات و التلفزيونات و الثلاجات بدون كهرباء.

كيف يمكن ان يتطور التأريخ الذهني في العراق اذا كان الشعب العراقي بكل قومياته و اديانه منهمك بمشاكل الكهرباء و السيارات المفخخة و المناصب و اجهزة الفيديو و التلفزيون و الفساد؟
يتبع...



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيفية التعامل مع الاسئلة الحرجة 2
- كيفية التعامل مع الاسئلة الحرجة
- تأريخية العلم و الثقافة
- الملكية اللغوية في العربية و الانجليزية
- دقت ساعة الصفر 3
- دقت ساعة الصفر 2
- دقت ساعة الصفر
- القرآن اولا وثانيا و ثالثا 2
- القرآن و علم الكفار
- العائلة في العربية
- القرآن اولا وثانيا و ثالثا
- التفضيل و الالوان في العربية
- اللانهاية 2
- اللانهاية
- الغش في السلع الغذائية
- التجزئة و التفكيك Deconstruction
- أليس الانسان نصا من النصوص؟
- الديناميكية و ابعادها
- انحطاط معاني المفردات الاسلامية 3
- الزمن المزمن


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - الى اين السفر؟