أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هل صوت المرأة عورة ؟؟















المزيد.....

هل صوت المرأة عورة ؟؟


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 21:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنتشر بين الناس المقولة الشهيرة: (صوت المرأة عورة)، وانتشارها ليس قاصرا وحسب على عوام الناس، بل هذه المقولة قام بنشرها بين عموم الناس بعض الفقهاء وبعض شيوخ التيارات الدينية المختلفة، حتى صارت دينا يدين الناس به، ورسخ في خلد الناس أن صوت المرأة عورة حتى ولو كانت تقرأ القرآن، وحمل هذه المقولة الناس على تحريمهم لسماع صوت المرأة بأي كلام كان، وتحريم سماع الغناء منها، وكذلك حرموا مشاركتها في أي نشاط خطابي تقوم فيه بإلقاء خطبة أو محاضرة أو قيامها بالتدريس والشرح للطلاب البالغين وغيرها من الأنشطة التي قد تستخدم المرأة صوتها فيها، والسؤال الآن هل من نص ديني ورد في القرآن الكريم أو في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام يقول أن صوت المرأة عورة؟؟ أم أنها محض خيالات وأوهام أراد من خلالها بعض شيوخ التيارات الدينية عزل المرأة عن المشاركة في الحياة حتى ولو بصوتها؟؟.

لو تتبعنا ما استدل به القوم من أدلة ونصوص تأيد ما ذهبوا إليه لما وجدنا في القرآن الكريم ولا في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام أي آية قرآنية أو نص حديث يقول أن صوت المرأة عورة على الإطلاق، وإنما النص الذي استندوا إليه هو أمر الله سبحانه لنساء النبي تحديدا ودون غيرهن من النساء بألا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، وهذا هو النص على النحو التالي: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْروفاً) (32: الأحزاب).

في هذا النص الكثير من الأشياء التي يجب تفصيلها، منها أن الأمر في هذه الآية متوجه بشكل حصري إلى نساء النبي عليه الصلاة والسلام لا غيرهن من النساء، مما يدل على خصوصية الأمر لأمهات المؤمنين وحسب، بدليل قوله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ)، وليس كذلك وحسب، بل قال بعدها مباشرة (لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ)، مما يزيد الأمر خصوصية وحصرا وقصرا على زوجات النبي لا غيرهن، وجاء الأمر بعد توجيه الخطاب لنساء النبي وحدهن وبعد إعلامهن بأنهن لسن كأحد من النساء إن هن اتقين الله فقال آمرا لهن (فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ)، وبعد أمره بعدم الخضوع بالقول ذكر سبب هذا المنع فقال: (فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)، وذلك لأن الله قد حرم على المؤمنين الزواج من زوجاته عليه الصلاة والسلام من بعده، وذلك لسد جميع الذرائع التي قد تثير الطمع لدى من كان له قلب مريض يريد أن يصبو للزواج منهن أو ينظر لهن نظرة أخرى سوى أنهن أمهات للمؤمنين جميعا، وتم سد هذه الذريعة بمنع نساء النبي من الخضوع بالقول عند التحدث مع الرجال حتى لا ينمو في قلب أحدهم شيئا يطمعه في إحداهن.

ونلحظ في هذا النص كذلك أن الله لم ينه نساء النبي عن التحدث بأي قول وكل قول مع الرجال، وإنما نهاهن فقط عن الخضوع في القول وليس كل القول، ويدل على هذا أمره تعالى لهن في آخر الآية: (وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْروفاً)، أي ليس ممنوعا عليكن سوى الخضوع في القول وحسب، أما لو قلتن قولا لأحد فيجب أن يكون قولكن قولا معروفا، وأقول أنه لا بأس أن تتأسى نساء المؤمنين بما أمر الله به نساء النبي عليه الصلاة والسلام وخاصة المحصنات منهن بالزواج أو بالتبتل.

وبقيت مسألة هامة في هذه الآية قد التبست على كثير من الفقهاء وشيوخ التيارات الدينية لم ينتبهوا لها، ألا وهي أن الآية القرآنية السابقة أمرت بعدم الخضوع بالقول ولم تأمر بعدم الخضوع بالصوت، وشتان بين القول وبين الصوت، فالصوت كما جاء تعريفه في المعجم الوجيز هو: (الأثير السمعي الذي تحدثه الموجات الناشئة من اهتزاز جسم ما)، وأضيف أنا على هذا التعريف فأقول: هو كل اهتزاز يصدر من حنجرة الإنسان حتى ولو لم يكن كلاما مفهوما كالكحة والتنهيد والتأوه والعطس والتثاؤب وغيرها من الأصوات سواء كانت مفهومة كالكلام أو غير ذات دلالة كلامية كالأشياء التي ذكرتها، أما القول فهو الكلام المحكم الذي يدل على أمر ما يفهم السامع له أو القارئ له جملة مفيدة أو معلومة كاملة، ولو عدنا للنص مرة أخرى لوجدنا النهي عن الخضوع بالقول وليس الخضوع بالصوت، ومعنى الخضوع بالقول هو التحدث بكلام محكم ومفيد وواضح يفهم منه السامع ما قد يثير طمعه في القائل وهن زوجات النبي أو غيرهن من النساء، وبالتالي نتساءل فنقول هل تدريس المرأة في الجامعة أو في المدرسة أو إلقائها محاضرة في ندوة أو مؤتمر أو برنامج تلفزيوني أو إذاعي أو تلاوتها للقرآن، أو غيرها من الأقوال التي لا تحمل مضامينها جمل وعبارات تطمع السامع فيها هل كل هذا يدخل تحت الأمر بعدم الخضوع بالقول؟؟ بالطبع لا يمكن لعاقل أن يقول بهذا، إذاً فليس صوت المرأة عورة ولا قولها عورة ولا حديثها عورة. وبقيت مسألة هامة ألا وهي: ماذا عن غناء المرأة هل هو حرام أم مباح؟؟

بعد أن أوضحنا بالأدلة والبراهين بأنه لا يوجد نص آية أو نص حديث يقول بأن صوت المرأة عورة، وبعد أن أثبتنا أن المقصود بقوله: (فلا تخضعن بالقول)، الكلام المحكم الذي يفهم منه السامع مباشرة ما يطمعه في القائل، وكذلك بعد أن أثبتنا بأن هناك فرق كبير بين القول والصوت، بقيت مسألة هامة ألا وهي: هل غناء المرأة وسماعه حرام أم مباح؟؟. أنا أرى أن يتعرف القارئ على إجابة هذا السؤال الهام من الروايات التي وردت في كتب الأحاديث المعتبرة والصحيحة لدى طائفة أهل السنة والجماعة ولن أعلق على تلك الروايات، وسوف يكتشف القارئ أن الروايات أخبرت عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يستمع إلى الغناء من النساء الأجنبيات كما يحلو للبعض تسميتهن بهذا، بل وكان عليه الصلاة والسلام يسمح لهن بالغناء إذا طلبن منه ذلك، بل وفي بعض الروايات قد أحضر عليه الصلاة والسلام مغنية كي تغني لأم المؤمنين عائشة، بل قد قام عليه الصلاة والسلام بتأليف أغنية كما ذكر ذلك ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، وكما سيرى القارئ في الروايات التالية:

جاء في الصحيح "7/28" من حديث عائشة "يا عائشة ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو".. وفي حديث بريدة "في الترمذي رقم:3691": "خرج الرسول "صلى الله عليه وسلم" في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءت جارية سوداء، فقالت: يا رسول الله، إني نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف و(((أتغنى)))، فقال لها رسول الله "إن كنت نذرت فاضربي"."وسنده صحيح".
وجاء في الصحيح "2/20" من حديث عائشة قالت "دخل علي رسول الله وعندي جاريتان، تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي، فأقبل عليه رسول الله فقال "دعهما".
بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم مغنية تمتهن الغناء جعلها تغني لعائشة. عن السائب بن يزيد "أن امرأة جاءت إلى رسول الله، فقال: "يا عائشة، أتعرفين هذه؟" قالت: لا يا نبي الله، فقال: "هذه قينة بني فلان تحبين أن تغنيك؟" قالت: نعم، قال: فأعطاها طبقاً، فغنتها" أخرجه أحمد "3/449"، والنسائي"رقم74"..

وأما ما روي عن أنس مرفوعاً "من جلس إلى قينة فسمع منها، صب الله في أُذنيه الآنك يوم القيامة" ..فحديث ضعيف في سنده "أبو نعيم الحلبي" وهو ضعيف. قال الإمام أحمد: رواية المروذي رقم:255": "حديث باطل"..قال الدارقطني _فيما حكاه ابن حجر عن "غرائب مالك" "لسان الميزان5/349": "تفرد به أبو نعيم عن ابن المبارك، ولا يثبت ذلك عن مالك، ولا عن ابن المنكدر.

قال أبو الحسين (خالد المدني): كنا بالمدينة والجواري يضربن بالدف ويتغنين، فدخلنا على الربيع بنت معوذ، فذكرنا ذلك لها، فقالت دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عرسي وعندي جاريتان يتغنيان وتندبان آبائي الذين قتلوا يوم بدر، وتقولان فيما تقولان: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال أما هذا فلا تقولوه؛ ما يعلم ما في غد إلا الله. رواه الترمذي، وسنده صحيح كما قال الألباني.
ومن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها زفّت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "يا عائشة، هل بعثتم معها بلهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو" وفي رواية شَريك "قال أي النبي صلى الله عليه وسلم: "فهل بعثتم معها جارية تضرِب بالدف وتغني" بل في موضع آخر كما رواه البخاري في صحيحه (كتاب النكاح) عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة ما كان عندكم لهوٌ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو". قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه: في رواية شريك، فقال (فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني؟) قلت: تقول ماذا؟ قال: (تقول: أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم، ولولا الذهب الأحمر ما حلّت بواديكم، ولولا الحنطة السمراء ما سمنت عذاريكم".


نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر_ أسيوط
موبايل/ 0164355385_ 002
إيميل: [email protected]



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين بين استقذار الجنس وازدراء المرأة
- البابا شنودة يتهم القضاء المصري باضطهاد المسيحيين
- حق الزوج على زوجته كذبة كبرى لاستعباد الزوجة
- إلزام الزوجة بخدمة زوجها عبودية ورق
- قناة الجزيرة نبي هذا الزمان
- الإعلام المصري والرئيس مبارك
- الإعلام المصري بين إهدار دم الأقباط وازدراء المسلمين
- الجهل السياسي لحركة حماس هو سر مأزقها
- جماعة تكفير الأنبياء
- أعلن مبايعتي لجمال مبارك رغم أنف إبراهيم عيسى، ولكن..
- هل جمع الله القرآن الكريم؟؟
- لا حرمة في مصر لمن يفكر في الاقتراب من كرسي الرئاسة
- هل أصبحت هيفاء وهبي رمز وطني مصري؟؟
- نعم إن العرب يكرهون مصر والمصريين
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الرابع والأخير
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثالث
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثاني
- هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الأول
- منع الاختلاط بين الرجال والنساء جريمة
- هل القرآن كلام الله؟ رد على المستشار شريف هادي


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هل صوت المرأة عورة ؟؟