نغم مندائي على شفاه الوردة .!

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 21:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

1

على أريكة الماء والقصب ، يجلس حنان الله وعطر الأساطير ورموش النساء المسكونة بأريج الموسيقى ولمعان الذهب وثمالة ذكريات الجنوب البعيد لأقدارنا الدافئة .!
تجلس العمارة وسوق الشيوخ وباريس وملبورن وأمريكا بعدتها وعددها والدبابات وأسراب البط وبياض ثوب التعميد وخلخال جدتي وطبيخ الأعياد السحرية .!
يجلس البابا ومؤذن الجامع وكنزفرا المندي وحاخام توراة عينيك من بابل حتى أورشليم .!
تجلس أمي وإنجيلا ميركل وانجيلا جولي ونيلسن مانديللا ومتصوفة باب الآغا وتكية كل شهداء حروب الظن ونعاس نعوش البلد المهجر ما بين دمعة البطة وذيل القطة ومفخخات بغداد .!
كلهم يجلسون ويدركون مع مندائي الله :أن السماحة في النور معضلة .لا يحلها إلا عشق أثنين في وسادة الآس .!
هكذا أفترض معدان القصب الأمر .جعلوا العابدات نية قلب .وجعلوا الصلاة مواويل ليل وروحانية سومرية ..!
اشتروا فتنة الغيب من لحى شيوخ الطائفة ..
ومشوا بسفن كولمبس إلى مدن احمر الشفاه ..
تحرسهم أساطيل الجواميس وبارجات الأسطول السادس ودموع أمهاتنا ..
وهناك على شفا وردة من عطر لوران ..
كان الريف يوسع غرامه في صباحات محلات الصابئة ...
وكل أميرة تذهب للمدرسة ..
عربات الآلهة البابلية تمشي ورائها
وكأن تنصيب ماري انطوانيت اليوم
وكأن زغاريد بغداد أطلقت مدافع نافارو في فرح ولادة فيصل من رحم عالية ..ملكة العراق ..
ونحن ملكنا ..
جواز السفر والكرين كارت وأسئلة القضاة
لماذا تهاجرون الفردوس ..!
ترد الكتب المتوارثة صدى كل مذاهب الأدب وسريالية الرسم وممثلاث الشاشة الفضية :الهجرة عصفورا بذيل طويل ،يهزه هروبا من غدر المتخلف ولجوءا عند دمعة يحيى في القبر الأخضر .!
وبلادكم ؟
بلادنا .هناك .جرها إنها بلاد معطلة في سباب اللصوص وأحلام الشعراء وكوادر الحزب الأحمر .!
حائرون مثلنا :ماذا نفعل .وكل القداسات سيوفا وبنادقا وفتاوي تستعجل القتل بأقليات الورد ...!
أنها معضلة .
لاتساوي في حزنها انتحار مارلين مونرو .وشيخوخة عفيفة اسكندر وبرجيت باردو وهند رستم ....!
بل تساوي اللحظة التي همس فيها بيكاسو لاهل الاهوار :هذه جورنيكا لكم .فحافظوا على معانيها مثلما حافظ المندائيون على كتبهم المقدسة ..!
الوردة ابتسمت ...........!
من عطرها صنعنا صواني القيمر .!

2
من اللحظة الحالمة يصنع المندائي طقس تأمله ..
كما عاشقة تصنع قبلتها الفاتنة من اشتعال النار ..!

3
على أريكة المساء ...أهلنا يصطحبون الأحلام في كد نهار جوزائي متعب .ويعودون محملين بإشراقة ضوء المنجل ومحد السكين وطحين التيزاب ومنقاش تصليح أقراط الأذن ...
افندية الطائفة يعودون بغبار طباشير الدرس وهموم الأرقام في معادلة الرياضيات .........!
في الليل ...
عمتي ناجية سهر طوبان ...
تعد لنا شايا اخضرا وهدوءا ماركسيا ..
نفترش أجفانها من اجل ملاقاة آلهة القصيدة ورسائل الغرام ..
والى الصباح
تتلوا أدعيتنا بخشوع كاهنات معابد أور ...
ومتى يطل الفجر مرتديا حذاء الملكة البريطانية ...
الشمس تداعبنا بخواطر الحليب ...وعطر أشجار النخل وسدرة لن تشيخ لن آدم من زرعها ...
وسوية نبارك اليوم الأسطوري بنعاس أوربا ونحاكي المكان الجميل :سعدت أيها الظل .!
ففي أعضاء السمكة الأنثوية بذرة قمح وبذرة الوطن وختم جوازات السفر.!
من بين كل هذه المشاهد .
يطل برج الجفن بارتفاع قامة السماء ...
يؤرشف لذاكرة المدن جنوبا مصنوعا من اجمل أثواب السهرة
نكتب تأريخنا بخواطر ابن بطوطة وهيموروس وجدنا المندائي عبد الكريم فرحان
فتبسم الشيوعية والديانة وكل خواطر دفاتر المدرسة الثانوية .....!
ومثل حضن دافئ .
تقول قارة استراليا إلى قارة أوربا خذيهم إلى حلمة نهديك وارضيعهم مثلما افعل أنا .!

4
نغم مندائي على أجفان الوردة ...يطل بصباحات على عينيك فتبتهج الدنيا من صبغ الأظافر إلى أسطوانة أغنية وحيدة خليل ( مضيع بالعرب صوبين )...
هم ضيعوا العراق ، ولكن حتما سيجدوه في يوم ما ..!
ترابه بعيد ، لكن ظله وماءه وهواءه في قلوبهم ..
له>ا .ه>ا النغم الموسوم بصوت الله وأنبياء غنوص لحظة العشق
سيبقى صداه في مناه ..
أن يكون خفق قلبه نخلة ونجمة وثوب تعميد ابيض..!

ألمانيا في 26 حزيران 2010

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات