بلقيس حميد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 15:16
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تشكل الكهرباء اليوم عصب الحياة العصرية, ولايمكن ان نطلق على اي بلد في العالم تسمية بلد حديث مالم تصل الكهرباء الى كل بيت وشارع في ذلك البلد..
كنا نقرأ في الكتب الاشتراكية - التي تصل الى ايدينا سرا ونحن في سني الشباب الاولى- ماكان ينادي به القائد الروسي فلاديمير لينين ويصر عليه كأهم وأكبر خطوة تبدأ لكل دولة تريد البناء, حيث كانت كهربة البلاد تتكرر في كتاباته كثيرا, كمطلب من أهم المطالب لبناء دولة عصرية, وهو بهذا لم يكن مخطئا ابدا, فبالكهرباء تدور الحياة بكل نبضاتها وعلى كل الاصعدة وتتوقف الحياة مع توقفها وعلى كل الاصعدة ايضا ..
ليس للحكومة التي من واجبها تقديم الخدمات للمجتمع اي مبرر لهذا التأخير في اصلاح الكهرباء في العراق وجعلها تصل الى كل قصبة وبيت ومصنع ومحل تجاري والى كل مكان يوجد فيه بشر, خاصة وان العراق بلد حار, لايمكنه بعد كل الكوارث التي جعلته يتصحر ان يعيش بدونها.
ان مارأيته اثناء زيارتي للوطن هو ان انقطاع الكهرباء يشكل اكبر مشكلة تشغل الناس , فحياتهم كلها حديث عن كيفية تدبير الحياة بدونها.
لقد رأيت ان مانسبته تسعون بالمائة من مايدور من حوار العوائل في بيوتهم يتعلق بالكهرباء وازمتها, فهنا اجهزة لاتعمل بالمحول, وهناك غرف لاتأخذ حظها من التبريد, وهناك حاجة لماء بارد اكثر والحرارة قاتلة في بلد اصبح عرضة للغبار والعواصف الرملية ولهيب رياح الصحراء, وهنا جهاز تخرب من الانقطاع, وهنا مكان في البيت هجره اهل البيت لعدم قدرتهم المكوث به بسبب عدم كفاية الكهرباء التي لاتحتمل تغطية المنزل.. الامراض التي ترتفع بسبب الحر واولها ارتفاع ضغط الدم والعصبية التي تولد المشاكل العائلية . كل هذا جعل حياة الناس شكوى دائمة وقهر لايطاق, بل يأس يخلف الاحباط والكآبة بعد انتظار سبع من السنين العجاف دون انفراج, سبع سنين من الوعود وانتظار ما لا يجيء..
هل حقا تعجز حكومة غنية عن الوفاء بوعودها في اعادة البلاد او كهربتها بعد انقطاع؟ ام ان هناك تآمرات وخطط ضد شعب يراد له ان ينتهي, وان يشغل عن امور الحياة الهامة, وان لايعاد اعمار وطنه المخرب, وان يستغرق القهر والمشاكل حياة الناس ليلعب في العراق ماشاء ان يلعب , وان يتراجع بعد ذلك كل شيء , واهمها وعي المواطنين وثقافتهم , فتنتشر الشعوذة والخرافات, لقد رأيت وسمعت مايثير العجب على رجال يحملون شهادات يترددون بالمئات على المشعوذات والمشعوذين, والى نساء بالالاف يحملن شهادات كما انهن امهات مطلوب منهن تربية جيل صالح, لكنهن يغرقن بالخرافات والجهل وكأنهن لم يقرأن كتابا في حياتهن..
من يفكر بوعي الجماهير؟ والى اين سائرة رغبات الجهات التي تتلاعب بمصائر الشعب العراقي؟
هل قرر له ان ينتهي شيئا فشيئا, وهل اهمال اعادة الكهرباء إلا مجزرة للابادة البطيئة لشعب اريد له ان لايكون...
25-6-2010
www.balkishassan.com
#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟