أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - ملف الغضب














المزيد.....

ملف الغضب


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 15:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما حدث من احتجاجات على تردي مستويات تزويد المواطنين بالتيار الكهربائي هو مجرد رأس جبل الجليد في ملف الغضب الشعبي الآخذ بالتزايد ليس فقط بسبب تقليص ساعات الامداد بالكهرباء وتردي الخدمات وانعدام فرص التعيين بعد تجميدها بانتظار تشكيل الحكومة الذي طال انتظاره، بل الاهم من ذلك بسبب الارقام الفلكية لممارسات الفساد والتراجع الامني واللامبالاة التي تواجه بها الحكومة مطالب المواطنين واحتياجاتهم وتأخير حسم تشكيل الحكومة وحالة التوتر والفراغ التي يعيشها العراق وانتهاكات دولة الجوار العسكرية واستخفافها بالعراق والعراقيين مما يشكل جرحا غائرا في نفوس الناس.
ملف الغضب الشعبي ينمو منذ سنتين تقريبا نتيجة الاغداق بالوعود وعدم الايفاء بها والاصرار على التمظهر بالقوة غير الحقيقية، وملف الغضب قد ينفجر في اي لحظة خاصة بعد المشاركة الجماهيرية في الانتخابات مقابل جمود العملية السياسية وتصلب الكتل النيابية وتمسكها بالمطالب الحزبية والشخصية وتجاهل الوضع الشعبي المتأزم، وملف الغضب كان ينمو تحت انظار المسؤولين والساسة الذين تعاملوا مع هذا الغضب باستخفاف كبير متجاهلين ان هذا الغضب قابل للتحول الى عنف شعبي ضد مؤسسات الدولة والاحزاب والادارات العامة للبلاد.
رئيس الوزراء والوزراء المقربون منه والمحافظون (معظمهم من نفس الحزب) قللوا من اهمية المظاهرات وحاولوا تشتيت مدلولاتها عبر الصيغة التقليدية في التعامل مع ردود الفعل الجماهيرية والتعبير عن الرأي العام بالقول (ان المظاهرات مسيسة) وان (تدخلات خارجية وراءها) دون تسمية الاطراف الداخلية والخارجية المتهمة باستغلال او توجيه المتظاهرين، لكن ان صدقت التصريحات بالاستغلال والتسييس فان ذلك لا يقلل من شأن اهمية المظاهرات والاحتجاجات بل على العكس فهو يضاعف خطرها، فهناك من جهة حالة من الغضب الشعبي وفي المقابل هناك اطراف سياسية داخلية وخارجية لديها الرغبة والقدرة لتفعيل وتوجيه هذا الغضب، وهو ما يعني ان الغضب خرج عن طبيعته الانفعالية والعاطفية الفردية الى الظاهرة العامة المنظمة التي تمسك بزمام المبادرة.
لا احد يعرف سبب اطمئنان القوى السياسية العراقية وتيقنها من عجز الشارع العراقي وحالة التأكد من عدم ظهور قيادات شعبية تحرك هذا الشارع وتقوده وتطلق قسوته ربما وهي القسوة التاريخية المشهودة، فالنقمة الشعبية سبق وان انتجت القسوة التي تعامل بها العراقيون عام 1958 مع العائلة المالكة ونوري السعيد، ولم يخفف من قسوة الجماهير آنذاك وجود حياة سياسية وفصل بين السلطات ووجود دستور ولا حتى وجود الدعم البريطاني للنظام الملكي العراقي.
ان تستدعي الذاكرة لحظات صعبة وبشعة من تاريخ العراق الحديث ليس امرا ناجما عن فراغ بل هي الهواجس والمخاوف التي تنتجها الاحداث المتشابهة في بلد تعجز نخبه السياسية عن التعلم من التاريخ مهما كان قريبا في زمنه ومهما كان وقعه ثقيلا على النفس.
الغضب الشعبي قد يظهر بعدة اشكال من عدم التعاون مع اجهزة الدولة الى استهداف الممتلكات العامة الى عدم احترام القانون الى اليأس واللجوء الى العنف والانضمام الى جماعات الارهاب والعنف، بل ان احد اشكال ظهور الغضب هو تخلي المواطنين عن النظام السياسي وربما الدولة بأكملها ليس عن طريق الهجرة فقط ولكن ايضا في عدم الدفاع عن الدولة ضد اي خطر خارجي وما اكثر الاخطار الخارجية المحيطة بالعراق!!.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسيان أمريكي
- جليد في بغداد
- عندما يضيع الأثر
- ملفات الصحافة في عيدها
- في القراءة الطائفية
- الامن..تحسن أم استقرار؟
- حكومة مصيدة
- عندما لايحدث شيء..جلسة مفتوحة
- واجب وطني وشرعي
- مؤتمرات البعثيين
- خط مستقيم أو صراع ديكة
- الاتراك قادمون
- انسحاب واشنطن سياسيا من العراق
- الانهماك الشعبي بالسياسة
- رئيس وزراء تسوية
- لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد
- لقاء السحاب المستعصي
- مراجعة النظام السياسي
- تدفق الاسلحة على العراق
- إنهيار أمني وإنشغال سياسي


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - ملف الغضب