|
اقلام منديالية في الجزائرنيوز6
احميدة عياشي
الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 08:13
المحور:
عالم الرياضة
كتاب المونديال في الجزائرنيوز6 ثنائي معقد يحتفل بالهزيمة ولايؤمن بالانتصار احميدة عياشي مديرعام صحيفة الجزائرنيوز ذات يوم، الإرادة الإلهية أرادت ذلك، اكتشف الجزائريون و الجزائريات، أن لديهم مشروع فريق وطني في كرة القدم، بإمكانه أن يعيد لهم الفرحة بعد طول حزن وكآبة استمرا عشرية مليئة بالإضافة إلى ذلك كله بالرعب والذعر والصخب والدم، وراح هذا المشروع يتبدى في ملامحه كخيوط وأشعة شمس الشتاء البارد والقارس لكن المتجدد دفئا وشبابا•• ثم بدأ المشروع يزحف شيئا فشيئا باتجاه قلوب الجماهير•• وفتحت الجماهير المتعبة والحزينة عيونها وكأنها لا تريد أن تصدق أن زمن الأخضر بلومي وعصاد ورابح ماجر قادر على العودة وقادر على اختراق كل تلك الدياجير التي كادت أن تحيل بيننا وبين لحظة الأمل•• قاوم هذا المشروع جدران اليأس وأسوار الاستسلام وارتدى في لحظة متدفقة ومنعشة لباس الحقيقة المشعة والمنيرة••• تحول في لحظة إلى صوت جامع، مدمدم وجامح احتشدت وراءه كل الجماهير بكل طبقاتها وتناقضاتها وأجيالها ليصبح أميرها الحقيقي، وفارسها الذي لا غبار عليه ليقودها نحو ساعة المجد وساعة الانتقام والثأر من كل الإنكسارات التي عاشتها والآلام المرة كالعلقم التي تجرعتها والإحباطات التي سكنتها كالأشباح الشريرة•• وهذا الفريق لم يكن سوى أبناء لم يكن يعرفهم أحد، لم يكن يتكلم عنهم أحد•• لم يعرفوا الجزائر إلا من خلال حكايات آبائهم وأمهاتهم الذين تركوا الوطن ذات يوم بحثا عن لقمة العيش•• كانت الجزائر التي يعرفونها حلمهم الذي لم يعرفوه ولم يستنشقوا نسيمه العليل، والمعتل في الوقت ذاته، كانت ذكرى عامرة بالروائح والألوان والأصوات التي ظل يحملها والديهم الذين ظلوا يحلمون بعودة راحت تستحيل مع الوقت وزحف الزمن••• كانوا مشتتين هناك وراء البحر، في بلدان باردة وتحت سماوات دائما مليئة بالضباب والغيوم سماهم يحنون إلى شمس الأسلاف والأجداد والآباء والأمهات•• كانوا برغم تألقهم ومجدهم الكروي يشعرون بإحساس أبتر، وكان يشعرهم بذلك الإحساس الأبتر لون جلدتهم، أوشام آبائهم وأمهاتهم، لكنتهم وما تبقى من عصير ثقافتهم ودينهم•• كان وعيهم أكثر إشراقا وصفاء، عادوا من بعيد إلى الحضن الكبير الذي كان أشبه بالفردوس المفقود••• أعادوا اكتشاف قسما •• أمدوا جسور المحبة الجديدة مع الذاكرة الحية، مع النبضات المتدفقة من حناجر الجزائريات والجزائريين المنبعثين كالعنقاء من تحت الرماد•• أعاد الجزائريون اكتشاف سلطة الراية البيضاء والحمراء والخضراء الروحية، وانصهروا في بوتقة هذا اللقاء الرائع بين من كان غريبا هناك وغريبا هنا، ليصبحوا لحمة قوية وحارة ومشتعلة•• وصاح الجميع ها نحن نعود بفضل هذه اللعبة السحرية التي حققت ما عجز عنه الساسة وقادة الرأي•• وصار أهل البلد بفضل عودة هؤلاء الأبناء الغرباء الذين استعادوا هويتهم اللغوية والوطنية والروحية شركاء في الحلم•• حلم التحدي والمقاومة والانتصار••• وبالفعل تحقق جزء من هذا الحلم•• وعادت الجزائر إلى ملعب المونديال بعد طول غياب•• وطول انتظار•• ويجب أن نشكر الله، لأن الله كان معنا في معركتنا من أجل استرجاع الأمل•• وباب الأمل المسترجع سيظل قائما ومفتوحا برغم الخروج المبكر من المونديال الذي تسبب فيه القائمون على رأس الفريق الوطني، وبالتحديد ـ وهذا للتاريخ ـ الثنائي محمد راوراوة ورابح سعدان ولا حول ولا قوة إلا بالله••• كان بين أيدينا كل أسباب القوة والنجاح والذهاب بالتحدي إلى أقصى حد، لكن حدود هذا الثنائي النفسية والفكرية أساسا حالت دون ذلك، وتواطأت مع الأمريكان والسلوفانيين في إجهاض جزء من هذا الحلم الجميل••• لم يكن الثنائي راوراوة وسعدان يؤمنان بالمعجزة الجزائرية، ومعجرة الانبعاث•• وهذا ليس لأنهما غير وطنيين أو صادقين، بل يعود ذلك إلى تلك العقدة، عقدة الصغير الذي لا يستطيع أن يؤمن أن قواعد لعبة الصغير والكبير قد تغيرت••• والدليل على ذلك، فلقد تمكن آخرون كانوا في نظر العالم مجرد صغار بفضل الإرادة والإيمان وتوظيف الذكاء من تحقيق المعجزة••• معجزة كنا قادرين على تحقيقها أو الإنضمام إلى هذا الجوق الجديد الذي قام بإنجازها تاريخيا•• أجل لقد تمكن السلوفاك من طرد إيطاليا صاحبة اللقب من ساحة المونديال طردا مذلا وصاخبا وتمكن اليابان من فرض آسيا على أوروبا في هذا المونديال التاريخي، وتمكنت غانا بمثابرتها، وإصرارها الحار على إنجاز ما أخفق القائمون على شأن الفريق الوطني في إنجازه••• وهذه الحقيقة يجب أن ننظر إليها بشجاعة وهدوء وبالتفكير جديا في تحويل ما تبقى من الأمل إلى قوة وذخيرة حية من أجل غد أفضل•• ما تكبدناه هو نتيجة منطقية عندما يستولي القادة الفاشلون على فريق لامع وناجح•• يمتلك كل أسباب التفوق والفوز•• يجب علينا أن لا نخضع لهؤلاء الفاشلين الذين يريدون أن يزينوا لنا فشلنا في الدور من المونديال على أنه كان ناجحا ومشاركة مشرفة•• لا• لنكن واقعيين ما حققناه لم يكن نجاحا، ولم يكن مشاركة مشرفة•• بل كان سطوا كبيرا لفرصة انتصار كبير كان بين أيدي الفريق من قبل مسؤولين يرضون وهم فرحون بالهزيمة ولا يؤمنون بالنجاح•••
**********
فلنحاسب ولا نخشي وحوش الغابة احميدة عياشي مديرعام صحيفة الجزائرنيوز في مونديال 1986 قاد سعدان فريقا وطنيا واعدا وقويا إلى فشل غير منتظر، وبسبب عناده وحدوده الفكرية والنفسية وبؤس مخيال، كرر سيناريو 1986 من جديد وأخرج الفريق الوطني في وقت مبكر من مونديال جنوب إفريقيا وهو يريد أن يوهمنا أننا كنا غير محظوظين••• أجمع مختلف المحللين والخبراء الفنيين أن نقطة الضعف الكبرى كانت في خط الهجوم•• وقد ظهرت نقطة الضعف هذه في المنافسات الإفريقية وفي المقابلات الودية التي أجراها الفريق الوطني، لكن سعدان ظل يسخر من الإنتقادات واعتبرها من وجهة نظر ذاتية وكأنها موجهة لشخصه، وظل سعدان راكبا رأسه وبذلك رهن الفريق ورهن أنصاره معه إلى غاية ساعة الحقيقة•• والآن، لا معنى للتباكي والتأسف•• لقد حانت ساعة الحساب، ونحن هنا لا نشجع فقط على قطف رأس سعدان، لوحده، بل كل من ساعدوه على غيّه وضلاله، وكل من جعلوا منه دميتهم لأنهم وجدوا فيه المنادجير الأضعف والفاقد لروح المبادرة وثقافة الفوز••• وحتى لا يفوت الوقت ويحدث للفريق الوطني ما حدث لفريق 86 بعد الخروج من المنافسات، علينا أن نقوم كمسؤولين بالقرارات الحاسمة والجذرية ليس فقط من كان على رأس الفريق الوطني، بل تجاه كل هذه القيادات التي أوصلت الرياضة الجزائرية إلى الحضيض• فاللاعبون اللامعون الذين أعطونا الكثير من الفرح والأمل كانوا بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة، علينا كشف ما في الغابة من وحوش لا ننتظر منها أي خير لمستقبل الرياضة في الجزائر••• احميدة• ع **********
هدافون ولو في الصين عزالدين ميهوبي لم يخرجوا مثل الديكة الفرنسية على وقع فضيحة هزت أركان أمة بأكملها، فيخجلون بمشاركتهم، ولم يخرجوا مثل النووي الكوري الذي انفجر بمن فيه، فيندمون لأنهم تأهلوا، ولم يخرجوا كالنسور النيجيرية التي حلقت خارج المونديال، فيرجمون في الشوارع، ولم يخرجوا مثل أسود الكاميرون التي هزمتها سذاجتها، فيكونون مسخرة على الألسنة، ولم يخرجوا مثل البافانا بافانا الذين غرقوا في نفير الفوفوزيلا، فيختلط شرقهم بغربهم•• ولكنهم خرجوا تحت هتافات وان تو ثري فيفا لالجيري •• خرجوا كالأبطال الذين قاوموا على كل الجبهات ولم يرفعوا في أي لحظة الراية البيضاء، وظلوا بعنادهم أشبه بعظم في حنجرة الإنجليز، وغصة في حلق الأمريكان، وكسبوا احترام العالم، لأنهم لم يذهبوا إلى المونديال ليكملوا الحلقة الثانية والثلاثين في تعداد المشاركين، ولكن ليتركوا بصمة الكرة الجزائرية العائدة بعد سنوات من الغياب•• ولأن الشيطان يسكن في التفاصيل، فليس هناك ما يفيد إذا أكثرنا الحديث في أسباب الخروج من جنة المونديال، وفي القول ماذا لو•• ماذا لو •• ونحن نعرف ماذا تفعل لو، لو ركزنا عليها•• وكل الحديث اليوم يكمن في مسألة أساسية هي استكمال بناء الفريق، خاصة بعد اعتماد سياسة الاحتراف، التي تبنتها الحكومة الجزائرية، وتعهد الرجل القوي في الاتحاد محمد روراوة بإرسائها، وبالتالي يمكن الاستعانة بالبطولة المحلية لتدعيم المنتخب، وليس العمل فقط على جلب الجزائريين المنتشرين في ملاعب القارات الخمس، وهم مكسب حقيقي للكرة الجزائرية، ولكن بتحسين أداء المنظومة الكروية الجزائرية يبدأ من الداخل، وربما يشكل منتخب المحليين الذي تأهل لأمم إفريقيا القادمة بالسودان، نواة لإسناد منتخب المحترفين بقيادة بوقرة ولحسن ومبولحي الاكتشاف الكبير لنا وللعالم• لقد بدا الشارع الكروي العربي مرتاحا لأداء المنتخب الجزائري، بعد أن اعتقد بعضهم أن رفاق مطمور الصائمين عن التهديف، سيخرجون وفي جعبتهم سلة أهداف سلوفينية وإنجليزية وأمريكية، ولكن ثبت بالأرقام أن محاربي الصحراء سيطروا في مبارياتهم الثلاث وفرضوا لغتهم، وكانوا على أبواب التأهل للدور الثاني•• لكن يبدو أن قدرهم أن يفكروا فيما هو آت، بمعالجة الاختلالات، لأن المواعيد ليست بعيدة• وما سمعته وقرأته في وسائل الإعلام العربية، أن كثيرا من ارتياح الناس كان ممزوجا ببعض الأسف، لأن ما ينقص تشكيلة سعدان يعرفه العالم كله منذ سنة، فليس فيها إيتو أو دروغبا، وأعتقد أن شعار المرحلة المقبلة يكون البحث عن هدافين من أصول جزائرية•• ولو في الصين • كوستيمة سعدان المشؤومة عبد الله الهامل سعدان بكوستيمته السوداء، ذكرني بأعضاء اللجنة المركزية للأفلان في زمن الحزب الواحد الأغبر، البائد، وهم يجلسون خلف تلك الطاولات الطويلة بوجوههم الصمّاء، الجافة، ومساطيشهم الكثة، وتعابير وجوههم البلهاء، وهم يستعدون للخطب الخشبية لأساطين الحزب أمثال محمد الشريف مساعدية بينما برادلي المدرب الأمريكي كان يقفز ويصرخ ويوجه اللاعبين ويتفاعل مع اللعب سعدان بقي كالصنم الأخرس. وقد أخبرني أحد التقنيين العارفين بشؤون كرة القدم أن لاعبي الفريق الوطني بإمكاناتهم واحترافيتهم أكبر من هذا السّعدان•• الأمريكان يلعبون كرة حديثة ومتطورة•• لا مجال فيها للإستسلام، دائما إلى الأمام•• ورأينا في الدقائق الأخيرة عتة سعدان عندما أدخل العجوز رفيق صايفي، ودكة البدلاء كان فيها شبان حيويون قادرون على إحداث الفرق•• هذا العجوز في اللحطات الحاسمة يضيع الكرة أمام المرمى الأمريكي، يأخذ الأمريكيون الكرة، ويركلونها إلى الأمام•• إلى الأمام دائما، حارسنا العملاق امبولوحي يتصدى للكرة التي تجد (دونوفان) فيركلها إلى الأمام، في الشبكة، ركلة واحدة إلى الأمام ومر الأمريكان إلى الدور الثاني•• أما لاعبينا فقد علمهم سعدان أن يركلوا الكرة إلى الخلف، وإلى الأعلى بعيدا عن إطار المرمى•• ؟؟؟ على سعدان أن يستقيل•• أما أنا فسأناصر الأرجنتين بلد التانغو وتشي غيفارا، لأنهم يركلون الكرة جيدا إلى الأمام•
*******
جياب قالها سيد علي لبيب لا نغير فريقا ينتصر• هذه القاعدة الرياضية التي ألهمت بشكل واسع السياسيين، للأسف عندنا الأمر يختلف• أسمح لنفسي أن أحيل قراءنا الأعزاء إلى العمود الصغير الذي كتبته غداة الهزيمة في مواجهة سلوفينيا• مساء الأربعاء، ضد الأمريكان، كل الأخطاء التي سبق وأن كشفت عنها وآخرين قاموا بذلك معي تم إعادة ارتكابها بدقة متناهية وبنجاح، وهو ما يجرني إلى ذكرى من شبابي• كنت قد حضرت قبل فترة طويلة خطابا تاريخيا ومشهودا للجنرال الفيتنامي جياب بقاعة حرشة حسان• احتفظت بجملة ظلت عالقة بذاكرتي، قيلت في سياق آخر، على ميدان آخر وتختصر هي لوحدها الإحساس الذي أشعر به غداة الإقصاء من كأس العالم بـ نحن لا نحفظ دروسنا • ورغم ذلك يجب الاعتراف أن الخضر أتموا مهمتهم بتواضع الهزيمة الصغيرة التي تلقوها في نهاية 93 دقيقة من الجهد والمثابرة، مؤشر موثوق به لمستقبل فريقنا الوطني لكرة القدم• يبقى الشروع في عمل تقييمي كبير بدون مجاملة، معالجة كل النقائص وبالخصوص إعادة بعث جدية لكرة القدم داخليا• إنها ورشة عملاقة ويتطلب إقحام السلطات العمومية، الفدرالية، إضافة إلى كل الشركاء في كرة القدم الجزائرية• فيما يخصني، كنت قد حضرت نفسي بدافع تفاؤل مفرط على ما يبدو أو بشوفينية ربما لكتابة أعمدة أخرى حول ومن أجل فريقنا الوطني• الخروج المبكر، حتى ولو كانت بشرف تجبرني على تحيتكم بقوة• سأضع قلمي غير بعيد في حالة ما إذا تطلب الأمر إخراج لأشغل نفسي• في انتظار أيام أحسن والتي لن يطول انتظارها• أشكركم على صبركم وكرم قراءتكم• شكرا لك أيها الشيخ الحكيم علي مغازي إسمحْ لنا أن ننحني محبة وإكراما لك، إسمحْ لنا أن نرفعك فوق رؤوسنا ونتباهى بك أمام الجميع•• لأنك نسجت بعقلك المستنير وإرادتك الصلبة قصة كفاح رائعة إنتهى فصلها الأول وستليها فصول أخرى، وعلى التاريخ أن يكتب •• المناوئون يقولون إنك لم تحقق حلم بلوغ الدور الثاني في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا•• ونحن نقول لك، إنك فعلت أكثر مما كنا نطلب منك، لقد ناضلت لتكون جديرا بالرسالة الوطنية التي تحملها•• فكنت كذلك بالفعل، النموذج الأبهى والأجمل للجزائري المكافح المؤمن بطاقاته والقادر على البذل في كل لحظة•• كنت كبيرا وشهما وجزائريا حتى النخاع•• علّمت رجالك أن يناضلوا بإخلاص وشرف ونزاهة•• لقد قاتلوا من أجل ألوان بلدهم، وواجهوا الكبار، فقدموا العروض المشرفة التي اشرأبت لها رؤوس الجميع، ورغم أن الحظ والوقت القصير والظروف الصعبة وشروط اللعبة وقلة التجربة حالت دون بلوغهم الحد البعيد في النهائيات كما توقع الجميع، إلا أنهم بالمقابل بلغوا الحد الأبعد في قلوبنا، وفجروا نبعا متدفقا من مشاعر الحب لهذه الوطن الجميل•• كم كنا بحاجة إليك، وكم نحن سعداء وفخورون بك •• •• نعم نعلم ذلك•• نعلم أن وقت رحيلك قد حان، إنها ساعة مؤلمة لكنها ضرورية، حيث تتمازج دموع الكبرياء بدموع الفراق وتختلط مشاعر الفخر بلوعة الحنين، فيكون المشهد الأصعب على قلوبنا•• إنها الحقيقة، وإنه قدرك أن تبقى الرجل الذي يأتي في لحظة غير متوقعة، يخترق الصفوف المنهارة ويختطف الراية من أيد أصابها الوهن واستسلمت للخنوع ويرفعها عاليا عاليا، لم يكن لأحد أن يصدق ما حدث، لكنك فعلت هذا حقا وبدأت العمل•• خطأك الوحيد أنك أعطيتنا من الأمل أكثر مما تتسع له قلوبنا•• كنا نريد•• نريد فقط•• أن ترحل بنا ـ عبر فريق تؤسسه في وقت وجيز ـ إلى كاس إفريقيا (أنغولا)، فمنحتنا فرصة اللعب في الدور نصف النهائي، فصرنا قاب قوسين من بلوغ النهائي والظفر بالكأس، لولا أخطاء حدثت لم تكن في الحسبان•• هل لأحد أن ينسى معركتك الكبيرة في (بانغيلا) مع فيلة كوت يفوار••؟ ولم يكفك هذا، بل جعلت تأشيرة الرحيل إلى مونديال جنوب إفريقيا ممكنة•• لكن الفراعنة أرادوا الوقوف سدا منيعا في طريقك وإنهاء حلمك الذي طالبك به الجزائريون، كانوا في أوج قوتهم وتألقهم، لكنك تمسكت بالأمل ووضعت يدك على جراحك وانطلقت، فسجل لك التاريخ موقعة أم درمان التي أبهرت بها العالم•• كان انتصارا مذهلا كرويا وأخلاقيا وعلى كل المستويات•• وتحقق حلم كبير يحسدنا عليه الجميعئ• وفي كأس العالم بجنوب إفريقا، دخلت الملعب بلاعبين جدد تنقصهم الخبرة والتحضير والانسجام، ناضلت ببسالة وأبقيت على حظوظنا حتى آخر دقيقة، وهذا في حد ذاته إنجاز يحسب لك•• لم تحقق حلم بلوغ الدور الثاني في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا•• لكنك فتحت طريقا أوسع لحلم لا بدّ أننا سنحققه في الرهانات المقبلة مع حكيم جزائري آخر يستحق شرف أن يكون خليفتك ويتعلم منك أن الرياضة التي لا تعود بأبنائها من شتات المهجر وهوامش اليأس في الداخل إلى حضن الوطن ليرفعوا العلم ويرددوا السلام الوطني ويناضلوا في الملعب من أجل القيم النبيلة ورسالة الشهداء ليكون لفوزهم تلك النكهة الجزائرية الخالصة التي لا يدركها إلا الجزائريون الأحرار•• دمت بخير أيها الشيخ الرائع رابح سعدان •• ومرحبا بالشيخ الذي سيخلفك بشرط أن يكون جزائريا وإلا فإنه سيتلف الحديقة التي غرستها في صحراء أيامنا •• [email protected]
مارادونا الساحر هابت حناشي هناك مجانين كرة في هذا العالم، لكن يوجد من لا يعرف بعد أن كأسا للعالم تجري حاليا في جنوب إفريقيا، وقد قرأت في الصحف أن ممثلين عالميين قالوا من هوليوود أن فريق برشلونة هو الذي سيقوز بالكأس العالم ضد فريق الأنتر الإيطالي، لأنهم يعتقدون أن المباراة النهائية ستجري بين هذين الفريقين وليس بين منتخبات وطنية، أي منتخبات الدول، وهذا يؤكد أن لله في خلقه شؤون، بعض الخلق في واد والبعض الآخر في واد، ولكل امرئ هواه في العشق، حسب قول أحد الشعراء• وبالنسبة للبعض منا، انتهى المونديال بخروج المنتخب الجزائري من المنافسة، لكن بالنسبة للبعض الآخر المونديال لم ينته، وأنا من بين هؤلاء، فالمونديال سيدوم شهرا كاملا، وقد خرج ستة عشر فريقا من المنافسة، لكن بقي ستة عشر فريقا آخر يتنافس على اللقب، بينهم فرق مشهورةئ وأخرى مغمورة، مثل كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة الأمريكية، مغمورة في كرة القدم طبعا وليس في العلم والاقتصاد والتكنولوجيا• وقد تأسفت لخروج الفريق الجزائري من الدورة، لكن العالم بالنسبة إلي لم ينته، ففي كرة القدم، مثل الحياة نفسها، هناك دائما منتصر ومنهزم، والمنتصر والمنهزم، كلاهما حزء صغير من عالم كرة القدم، مثل شعرة المرفق المشهورة التي تكلم عنها الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي، لهذا لم أندهش ولم أكتئب بسبب خروج الفريق الجزائري من المونديال، وكل ما في الأمر أنني تأسفت وتوترت بعض الشيء، لأن المنهزم من بلدي وليس لأنني مهووس بالمنتخب، فأنا في الحقيقة من أنصار الأرجنتين منذ كنت صبيا، ولو لم أكن جزائريا لما ناصرت أبدا الفريق الجزائري، وإنما فريقا أخر هو الأرجنتين، وهو فريق ممتع ويدربه مدرب ممتع ويلعب له لاعبون مبدعون سابقا وحاليا وبالتأكيد لاحقا• وبالنسبة للنوادي، كنت ومازلت مناصرا لفريق برشلونة الإسباني، فهو يضم لاعبين مهرة مثل ليونال ميسي، أحسن لاعب في العالم، وضم في السابق لاعبين كبار مثل كرويف ومارادونا ورونالدو ورونالدينيو وروبرتو كارلوس وغيرهم• وبالنسبة للمنتخبات، فأنا -مثلما قلت من قبل- فمن أنصار الأرجنتين، فهو في نظري أحسن من البرازيل، من ألمانيا وإسبانيا، ربما بسبب وجود مارادونا فيه، لاعبا أو مدربا، أو وجود ميسي، اللاعب الصغير الذي أصبح رمزا للأرجنتين• كنت أخشى، كلما اقترب المونديال أن تلتقي الأرجنتين مع الجزائر، وكنت أقول في قرارة نفسي إذا حدث ذلك فسأشجع بلادي ، ففي نهاية المطاف الأرجنتين هي الأرجنتين والجزائر هي الجزائر، وكرة القدم تبقى كرة قدم، سواء تغير الزمن أو بقي على حاله، لكن الحمد لله لم يلتق الفريقان ولم أقع في الحرج الذي تخوفت منه، على حدئ التعبير الرائع للملعب والصديق اللذيذ الطاهر بن عيشة• والحقيقة أنني أجد الأرجنتين أحسن فريق في المونديال، فهو لم ينهزم لحد الآن، ومارادونا هو أحسن مدرب على الأقل بسبب جرأته وقدرته على المواجهة• وقد أعجبت به عندما انتقد اللاعب الأسطورة بيلي وطلب منه الذهاب إلى المتحف، وانتقاده الشديد للاعب ميشال بلاتيني وجوزيف بلاتير، الذي حرمه من حضور قرعة المونديل في جنوب إفريقيا•
********
نستفيق فيلعبون بنا كرة مهدي براشد انتهى الحلم الكروي• سنشاهد الآن الخمسة أرباع من المونديال المتبقية بكل راحة، دون خوف، في هدوء رتيب، ولن نخشى صعود السكر في الدم ولا الضغط الدموي ولا قرحة المعدة والتهاب القولون• سنشاهد الكرة ونتابع الكرة من أجل الكرة، ولكننا سنشاهدها بعيوننا لا بقلوبنا، لذلك فإنها لن تلعب بنا، لن ترفعنا إلى الفوق إلى الأعلى الأعلى حتى نصاب بالدوار ثم ترطمنا بالأرض• كم كانت تلعب بنا هذه الكرة العجيبة، كم كانت تجرنا إلى الأمام ثم إلى الخلف، توهمنا بأنها ستصل بنا إلى هدفنا، فنركض خلفها لاهثين وعندما نصل نقطة الهدف يكون جزاء اللهث السراب• كم كانت تأخذنا هذه الكرة ذات الشمال وذات اليمين نقطع معها عرض الأرض في لفح الهجيرة ثم تتركنا على الهامش وعلى التماس وفوق كرسي الاحتياط• كم رقصنا لها وبحت حناجرنا لها بالزغاريد وكم ألفنا لها الأغاني والشعارات والأهازيج ورفعنا لها الرايات عاليا، ووضعناها فوق رؤوسنا فنطحتنا برأسية إلى خارج المستطيل وخارج الملعب وخارج المدرجات وحرمتنا حتى من التفرج• ملعونة أنت أيتها الكرة المستديرة تلاعبيننا وتلعبين بنا، حتى إذا ما أصابنا الدوار تقولين لنا استفيقوا فنستفق• فترد عليّ: أحمق أنت، عد إلى حلمك، عد إليّ، فمعي لن تشعر بهم يرفعونك إلى الأعلى حتى تصاب بالدوار، ثم يرطمونك بالأرض، يجرونك إلى الأمام ثم إلى الخلف يوهمونك بأنهم سيصلون بك إلى هدفك، فتركض خلفهم لاهثا وعندما تصل نقطة الهدف يكون جزاء اللهث السراب• يأخذونك ذات الشمال وذات اليمين تقطع معهم عرض الأرض في لفح الهجيرة ثم يتركونك على الهامش وعلى التماس وفوق كرسي الاحتياط• سترقص لهم وتبح حنجرتك لهم بالزغاريد وستألف لهمئالأغاني والشعارات والأهازيج وترفع لهم الرايات عاليا، وتضعهم فوق رأسك فينطحونك برأسية إلى خارج المستطيل وخارج الملعب وخارج المدرجات ويحرمونك حتى من التفرج•
********
فشل سعدان الذريع عادل صياد بعد خروج فريقنا الوطني من المنافسة المونديالية، من حقنا أن ننتقد خيارات المدرب دونما أن توجه إلينا أصابع الإتهام بالتشويش علىالفريق وتركيزه• فقد بدا واضحا من خلال المباراة الأخيرة أمام أمريكا أن سعدان يحتكم في خياراته إلى شرعية الماضي أكثر منه مغامرة باتجاه المستقبل وصنعه• وليس أدلّ على ذلك إلا رهانه على الكهل صايفي غير القادر على تقديم الإضافة بدلا من بودبوز الصاعد والمتحفّز لتفجير طاقاته، وتفضيله زياني رغم تراجع لياقته البدنية على عبدون المتواجد في فورما عالية، وكان بإمكانه إيجاد الحلول لوسط الميدان الهجومي؛ ولو لم تكن هناك ضغوط فوقية على سعدان لأبقى منصوري قائدا للفريق ولاعبا أساسيا• ولعل القطرة التي أفاضت الكأس هي رهانه على لاعب مثل غزال أثبت عجزه عن تسجيل الأهداف وألحق أضرارا جسيمة بالفريق في مباراته الأولى، علاوة على ما تسبّب فيه من مناوشات صبيانية وأنانية جراء عدم إشراكه أساسيا في المقابلة الإفتتاحية• صراحة•• عندما استمعت إلى سعدان وهو يقول بأن الفريق الجزائري جاء إلى جنوب إفريقيا لكي يتعلم ويحضر لمونديال 4102، خاب ظني في هذائالمدرب• فهل نسي سعدان أننا في المونديال للمرة الثالثة، وأن أكثر من تسعين بالمئة من التشكيلة الوطنية تلعب في أوروبا، وأن الدولة لم تتأخر في توفير كل الإمكانات المادية لهذه التشكيلة، ليس لكي تتعلم وتحضر، ولكن لكي تصنع الفارق عن آخر مشاركة مونديالية، تماما كما فعلت نيوزيلندا في مشاركتها للمرة الثانية، حيث لم تنهزم وحققت ثلاثة تعادلات بطعم الانتصار رغم خروجها من الدور الأول• فريقنا الوطني كان بحاجة إلى مدرب يقول بصريح العبارة إننا في جنوب إفريقيا من أجل نيل اللقب، وتحقيق طموحات الجماهير الجزائرية التي رفعت سقف أمانيها إلى ما يشبه المستحيل، وفي طلب المستحيل تحديدا تكمن القدرة على تخطي كل الصعاب وترهيب المنافس أيا كان حجمه والذهاب إلى أبعد من الدور الأول، لأن مونديال جنوب إفريقيا هو مونديال المفاجآت، وقد شهد خروج بطل العالم ووصيفه من الدور الأول، فماذا كان يمنعنا من بلوغ الأدوار المتقدمة؟
#احميدة_عياشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقالات منديالية في الجزائرنيوز 5
-
شكرا لكم ايها المقاتلون الجميلون
-
أقلام منديالية في الجزائرنيوز3
-
اقلام منديالية في الجزائرنيوز-2-
-
اقلام مونديالية في الجزائرنيوز-1-
-
مقالات منديالية
-
أوهام شوار الشهية
-
تاريخ الحرب أم حرب التاريخ
-
الصقر ينتظر
-
الحكومة والثورة . . صراع علي القوة
-
الرجال والنظام
-
غواية الثورة
-
بومدين وكاتب ياسين- الثورة واليوتوبيا -
-
بومدين -محاولة اقتراب من الصورة -
-
يااهل مصر -نحن لا نكرهكم- وانتم ؟
المزيد.....
-
النجم بيكهام يكشف علانية إصابته بمرض مزمن
-
بينها هدف صلاح.. الكشف عن قائمة أجمل أهداف الموسم الحالي للد
...
-
طرح الدفعة الثانية من تذاكر كأس القارات للأندية قطر 2024
-
بالفعل أشعل المنصات.. ملايين المتابعين لرونالدو وضيفه خلال س
...
-
بعد العملية الجراحية.. طبيب نيفيز يصدم نادي الهلال السعودي
-
ثورة فليك ترفع القيمة السوقية لشباب برشلونة
-
رونالدو يثير تفاعلا بإجابة على دعابة -أنت على وشك الموت- في
...
-
من هم المختلون نفسيا؟.. رسالة -مبطنة- من محمد صلاح (صور)
-
شاهد.. هل امتنع تايسون عن ضربة قاضية لجيك بول؟
-
خوان ماتا يقتفي أثر بيكهام ويستثمر في الدوري الأميركي
المزيد.....
-
مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
/ ميكايل كوريا
-
العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء
/ إدريس ولد القابلة
المزيد.....
|