أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد الفيشاوي - طلب لجوء غير سياسي














المزيد.....

طلب لجوء غير سياسي


خالد الفيشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 14:27
المحور: حقوق الانسان
    


لم يتملكني كل هذا الفزع و الرعب ، مثلما عشت الايام الماضية بعد مشاهدة صورة(عمرو موسي ) المعلق علي مشنقة نصبها لنفسة علي كوبري ( قصر النيل ) ، وصورة حطام وجة ( خالد سعيد ) .
لم اكن أتصور أن تهون الحياة بهذا القدر ، فيضج (عمرو ) منها ، ليخلف صورة –تفوق أية كلمات – لعلها توقظ مشاعر ماتت ،أو كادت تموت ..أو أن يستفحل ارهاب النظام ودمويتة ليقتل شابا، ويمثل بجثته بمثل هذه البشاعة ، وعلي مرأي ومسمع من أصدقائة و جيرانه.
ليس القتل بجديد علي هذا النظام ، فنشر صور حطام (خالد) ، أقعدني عن حضور إجتماع لاحياء ذكري إغتيال الكاتب و المفكر و المناضل ( شهدي عطية الشافعي ) الذي اغتيل تحت التعذيب في أحد معتقلات ( عبد الناصر) ، منذ نصف قرن .
لم يكن (شهدي عطية) أول ضحايا التعذيب ، ومن التفاؤل ألقول "يجب ان يكون خالد آخر هم " .. فالقمع و الاستبداد و الهمجية يزدادوا شراسة.. و الفزع و الارهاب يزدادا هولآ .. و الصفاقة و البلادة لا تعرفان حدا.
في الصباح ، الشوارع المكتظة بقوات الامن ، و عصابات الموت و فرق ( مكافحة الارهاب !) ، تثير الرعب و الفزع ، و تثير المخاوف من حدث جلل .. لكن كل هذه الحشود كانت كالمعتاد لمواجهة مئات المحتجين علي قتل (خالد) ، و مئات المحامين المعترضين علي سجن زملاءهم بعد محاكمة عاجلة، تذكر بمحكمة " الثورة " في غدرها وعدم شرعيتها .
كثيرا ما سمعنا و شاهدنا أفلاما في السبعينيات و الثمانينات عن ( فرق الموت ) التي تغتال المعارضين السياسيين ، في الخفاء و العلن ، في أمريكا اللاتينية ، المحكومة بأنظمة إستبدادية تجمع بين اسوأ النظم العسكرية و الدول البوليسية التي عرفها العالم .. لكننا لم نكن نتصور أننا نتفرج علي أنفسنا في أفلام امريكا اللاتينية .
في المساء .. إتصل إبني من وسط القاهرة ، يطمئننا علي سلامتة و نجاحة في الوصول إلي "نقابة السينمائيين " بعد أن أوقفوه و فتشوه ، وإسترابو فيه لانة يحمل كتاب "كليلة و دمنة" حمدا لله أنة لم يكن " الف ليلة و ليلة " ..وإلا كانو حرقوها و حرقوه .. و حزرني من الذهاب لاحياء ذكري ( شهدي عطية ) .. فالدولة المصرية تحييها بطريقتها .
اكثر من نصف قرن ، نعيش كابوسا لا ينقطع ، بلا هدنة ، بل يزداد هولا . و كلما لاح أمل في مجرد الحد من قسوتة ، تبدد الامل بهول افدح و اكثر همجية .
رغم انني لم ارغب يوما في العيش خارج مصر، و (شبرا) علي وجة التحديد ، رغم ان فرصا كثيرة أتيحت لي ، خاصة في اوروبا ، وقت أن كانت لا تتخوف من العرب و المسلمين ، ولا غيرهم من مهاجري العالم التعيس..إلا أن تفاقم الاستبداد و الوحشية و الاجرام ..يدفعنا للحلم بخروج آمن من هذا الكابوس ، أفر باسرتي إلي الخارج .. أي مكان .. شرط الا يكون محكوما بدولة عسكرية بوليسية ، و ألا تعتبرني الدولة المضيفة لاجئا سياسيا ، ولكن مجرد هارب من الفزع و إنفلات الهمجية و الطغيان .
لكن ، أين هذا المكا ن؟
البلدان المحيطة تعيش كابوسا لا يقل بشاعة و هولا ، فالقومية العربية ، ليست كما نقول عنها .. وحدة اللغة و المصير و التاريخ و غيرهم ، بل عرفناها وحدة الاستبدادو القهر و الاجرام و الفساد و الرقاعة ...و..و..أما الغرب ، أصبح اكثر كرها لامثالنا و يريد التخلص ممن لدية من مهاجرين ..
للاسف الشديد ، ليس لنا خيار .. دائما لم تكن لنا خيارات ..ويبدو أن خيارنا الان إما ان نعلق أنفسنا علي المشانق او أن يحطموا رءوسنا ، او – ياريت – نصحو فجأة من هذا الكابوس .. كيف ؟ .. لا أعرف..
ومن يعرف .. قد نكون مجرد أموات .. و ليس في الامر كابوس ..وإذا كان بعضنا يفزع من صورة (عمرو) علي المشنقة ، وحطام ( خالد ) .. فما أدرانا أنهما لا يفزعان من صورنا .. فصور الموتي دائما مخيفة و مفزعة مهما إختلفت أسبابه . ولا شك أن الموتي المتحركين أشد هولا و بشاعة من الموتي الساكنين .



#خالد_الفيشاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفاية انتخابات -نزيهة-
- صراع اللصوص على المياه
- وهم الدولة الفلسطينية وحلم الدولة الديمقراطية العلمانية
- انتفاضة يناير 1977 ... ذروة ازدهار اليسار
- صراع حول المستعمرات الجديدة فى العالم أوربا تدخل حلبة المناف ...
- استقالة دونالد رامسفيلد: نهاية مجرم حرب
- بعد تزوير الانتخابات فى المكسيك: اليسار يعلن تشكيل -حكومة ظل ...
- العروش الصديقة لواشنطن تهتز..
- تقرير عن أمريكا اللاتينية
- حوار مع تريفور نجوين - جنوب افريقيا والنضال ضد الخصخصة
- المؤتمر العام لليسار المصري
- مالي والمنتدى الاجتماعي العالمي
- مالي : تختتم قمة حكومات أفريقيا – فرنسا وتستعد لاستقبال المن ...
- المظاهرات تحاصر اجتماعات منظمة التجارة العالمية في هونج كونج
- الانتخابات البرلمانية في مصر مفارقات انتخابات مجلس البلطجية
- أوروبا والفاشية في الشرق الأوسط
- الرهان المزدوج على الرضا الأمريكي
- بيان حركة تحرير الحيوان
- تقرير معهد واشنطن - ماذا بعد الانسحاب السوري من لبنان ؟
- ترشيح - وولفوتيز- رئيسا للبنك الدولي التحول الأمريكي من الحر ...


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد الفيشاوي - طلب لجوء غير سياسي