أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق البصري - دوله حقيقيه .. دوله وهميه !؟















المزيد.....

دوله حقيقيه .. دوله وهميه !؟


صادق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 21:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن ما نراه ونسمعه عن فساد أداري ومالي ينخر بقايا دوله وهو متفشي كالوباء في مفاصلها ومؤسساتها الشكلية الوهمية السقيمة دون رادع يذكر أو قوانين صارمة تحد منه ، هي حقيقة واقعه ،وربما سيقول قائل وما الجديد في ذلك؟ أقول هل تعلمون انه متعمد ومن أعلى المستويات التي تتصدر المشهد السياسي العراقي ،أنها الحقيقة المؤلمة ذلك إن من يقومون بمهام جعله أي الفساد صيغه ملازمه للحكم و دائمة تنتشر وتنتشر لأبعد دائرة أو مرفق حكومي في عموم البلاد سببه أجنده مريضه تختزن في مخيلة ممن يوصفون أنهم ساسة كبار، ومهمة هؤلاء الحؤول دون تأسيس دوله حقيقية عمادها القانون والحقوق والواجبات ، ومحاسبة المقصرين أيا كانوا ، ويمعنون في ذلك تنفيسا عن حقد قديم متأجج يأسرهم وعلى كل شيء يحمل اسم دوله حقيقية ..
أنهم بواقعيه وعبر سنوات حكمهم الماضية يترجمون بحرفيه ما سمعوه وقرءوه ودرسوه في مدارسهم الدينية كون من يتصدر السلطة ألان هم من خريجي تلك المدارس والحوزات، بتوصيات وقصص شيوخهم التي تحذر من السماح بوجود وكينونة دوله حقيقية حديثه تسلبهم امتيازاتهم وتقلص من نفوذهم وتفضح مشاريعهم، وتستند تلك الأفكار على إن ألدوله بمفهومها الحديث لااساس لها في أدبياتهم ، وهي أي الدولة محض شيء وضعي ، وأن الحكومة الحقيقية هي الحكومة الالهيه المجتباة من رحم التاريخ والموصى بها في مناهجهم وأدبياتهم ويمثل (الغائب) فيها الزعيم الأوحد ولحين ظهوره لابد أن يكون هناك من ينوب عنه ليكون هو السلطة البديلة ،فاختاروا أن يكونوا هم البدلاء إلى حين الظهور ويجب إطاعتهم لأنهم لاينطقون عن الهوى!! تسطيحا لعقول ألعامه ، و تمثل السلطة في تلك ألدوله الوهمية المنتظرة الحوزات بتعدد الزعامات الدينية وهي حسب وصفهم الوريث الشرعي للانابه حتى الظهور ، ومن مزايا تلك ألدوله المفترضة في مخيلتهم أن لا مكان لها معروف، فهي تدار من سراديب تحت الأرض وإداريوها مجهولون وهي أي الحوزات السلطة الأعلى فيها تدير البلاد على أتم وجه من خلال فيالقها المنتشرة على هيئة مبلغين وعظيين ظاهريا وسفاحين قتله إذا تطلب الأمر لمن يخالف توجيهاتهم أو يعترض باطنيا ،وبسند شرعي وبذرائع شتى، وينتشرون أولئك (المقدسون) بزي تقليدي قديم في كل زاوية وقريه ومدينه وزقاق موهمين بسطاء الناس عن طريق فذلكة الكلام وتزويقه بالثواب تارة والعقاب طورا آخر وسرد القصص الخيالية الماورائيه على مسامع البسطاء من الناس واستغلالهم أبشع استغلال والإيحاء بقدسية أرائهم التي لاتقبل الجدل لأنها الحقيقة المطلقة، وتلك هي أهدافهم وبما يضمن استحواذهم وبسط نفوذهم لديمومة مكاسبهم ، إما المتصدين للسياسة في هذه ألدوله الوهمية ، ماهم إلا ممثلين شكليين يظهرون على شاشات التلفاز بربطات عنق أنيقة للتعمية، اقتضى دورهم خلع الجبب والطيالس ونتف اللحى،وتقنعوا بلباس مدني لحبك الدور المناط بهم ،في مسرحيه هزليه ليس لها بداية ولانهاية، خبروا لعبه تبادل المصالح الذاتية مع بعضهم البعض ، ودربوا تابعيهم ومن يعملون معهم على فنون ذلك الخراب .. فبمجرد أن تجري حوار مع مسؤول رفيع من هذه العينة في ألدوله الوهمية والتي يديرها سماسرة يحظون بثقة أولئك الزعماء لتلك الحوزات ، شريطة أن يكون الكلام مع هذا السياسي على الصعيد الشخصي أي في حلقه خاصة خارج الرسميات ، تجده يكيل لك المبررات عن تلك الأفعال اللصوصيه والمستهجنة ويقلل من شأنها والتي دائما ما يكون فرسانها من معدن هذا المسؤول ويحظون بحمايته ، إذ يقول هذا المسؤول وهو من حزب ديني يتصدر السلطة حاليا:
بصراحة إن ألدوله التي نريدها في العراق ليس بالضرورة أن تنسجم مع المناخ العام للدول الديمقراطية الحقيقية ،ولنكون أكثر صراحة إن ما تراه من فوضى في مشروع دولتنا الوليدة الخد يجه هو بالضبط ما تؤسس له زعاماتنا الروحية ومنذ زمن طويل ، ولكن ما يعيق مشروعنا يعود إلى إن وضع البلاد مرتبك ويزداد ارتباك مما يجعلنا لا نثق بالمستقبل ، الحقيقة إن العراقيين أتعبونا ، فكيف سنمضي بمشروعنا (الدولة الفاضلة)على غرار الدول الدينية في الماضي والحاضر ، والمجتمع منقسم ولا يذعن لتوجيهاتنا ، فكان لابد لنا من استحداث تشريعات نتزلف بها للمواطن التابع لنا والذي يخضع لادلجتنا مع إن تلك التشريعات تتقاطع مع أدبياتنا إلا إننا نعمل بما يمكننا ( تقيتا) إرضاء للشطر الأعظم من تابعينا بما يضمن وجودنا في أعلى هرم السلطة ، واستمرار مشروعنا المبارك،نعتقد إننا نؤسس لقاعدة أتباع تحمينا إذا ما ادلهمت الخطوب وتم تقويض سلطتنا ، وهذا ما يؤرقنا حقا،لذلك ترى إننا نتهاون مع المفسدين من إتباعنا ، ونغض الطرف عن محاسبتهم ،ناهيك عن تعدد مراكز المسؤولية وتعدد السلطات والتي لنا اليد الطولى في تعميمها ،أمننا هو ما يشغلنا ،هناك دائما عدو متربص بنا وعلى أساس هذه القاعدة لابد أن نستثمر الفوضى والتخبط وعدم الاستقرار للمراوغة مع شعب متقلب يريد كل شيء ولا يفكر بمسؤولياته الدينية وما نطمح له من سعادة اخرويه، وفي خضم تلك الفوضى نتسلل بذكاء ومكر إلى عقول الناس من إتباعنا ضمن ادلجتنا ، من خلال الشعارات وبالترغيب حينا والترهيب حينا آخر وسياسة إغراق الجدران بالجداريات والصور والشعارات التي تملأ الشوارع لزعمائنا الروحيين ومشايخنا للتذكير، وتلك ألطريقه تمثل إيحاء نفسي لإرهاب الناس وتخويفهم كان يتبعها النظام السابق لبسط نفوذه حتى وهو في اضعف مراحل سلطته ونعتقد أنها طريقه مثلى للسيطرة،وكذلك التركيز على إشاعة أدبياتنا في كل محفل وترسيخ مفهوم إننا نمثل ارث (ألدوله الفاضلة) وبدوننا سيفشل مشروع ألدوله المنتظرة ،ووفق هذا المنظور وزعنا الأدوار وتقاسمنا المناصب وأعددنا خريطة تحركاتنا ..

إننا نشفق على من يطالبنا بالخدمات والبناء وتوفير الأمن للمواطن ومسؤوليات كثيرة تضطلع فيها ألدوله ، وذلك يحدث بالنسبة لدوله حقيقية وضعيه،إما بالنسبة لدولتنا المفترضة المنتظرة فهذه الأشياء ليس من اختصاصها إن تلك ألدوله التي نطمح لها تعتبر مشروع عالمي طوبائي يختزل الحدود ويؤسس لصناعة إنسان( مثالي) يقر حاكميتنا ويبتعد عن الشهوات وحب الدنيا ويصير نفسه عابدا زاهدا قانعا يؤمن بأن كل شيء مكتوب باللوح ولايجادل ويكون خاضع لإرادتنا وتوجيهاتنا طواعية ، والامثله أمامك كثيرة لدول دينيه فشلت و اندثرت ، وأخرى صامدة نستمد منها عنفوان التجربة ،لأننا النسل الأنجب على هذه الأرض وفينا سيكون الغائب المخلص حاضرا ليحكم والقوه الغيبية تعاضده ، يمتلك القوه المتناهية لتطويع كل معدن ، وثروة العالم ملك يمينه ،هذا ما تعلمناه ودرسناه وأدبياتنا شاهد على ما نقول ولك أن تسأل أي زعيم ديني كبير من زعمائنا الروحيين سيطلعك على تلك الإحداث التي لابد أن تقع وهي موثقه في كتبنا ومناهجنا ونحن مؤمنين بها وننتظر حدوثها بفارغ الصبر، ومن اجل تحقيقها نناضل وستقرأ العجب إن أنت اطلعت على أخبار تلك القصص في الكتب القديمة والمحاضرات ،وعلى هدي ذلك نحن سائرون ، وبما أوصانا قادتنا ملتزمون..
قدر لنا أن نحمل شرف هذه المسؤولية لنكون شهود على هذا الزمن ونعمل بما هو مستطاع للتبشير بتلك الدولة الفاضلة تمهيدا للظهور ..فلا تسألني عن دوله وضعيه يكثر عليها اللغط الدنيوي ، أو خدمات أو فساد إداري ومالي اوظلم يقع على الناس و فوضى ، كل ذلك هراء دنيوي مقارنه بما نؤسس له من (فضيلة) وما نطمح إليه من فراديس الآخرة.

بهذه الكلمات أنهى المسؤول العتيد حديثه ، ولك أن تتخيل إلى أي مدى يمكن لهذا المسؤول الاستخفاف بعقول البسطاء من الناس واستقتاله من أجل السلطة والثروة ..
إن عتبي ليس على ما قاله هذا الشخص الذي يعتبر نفسه مسؤولا في الحاضر وهو يعيش في الماضي وقصصه الغابرة، إنما عتبي على من انتخب هذا الشخص جهلا ليكون مسؤولا في السلطة ويطلب منه أن يقوم بواجبه في تقديم الخدمات والبناء والأمن للمجتمع وهو لايؤمن أصلا بمفهوم ألدوله الحقيقية الحديثه المعاصره، وليس عندي أدنى شك بعد إن الديمقراطية وصفه غير ناجعة لشعوب تعيش أوحال الماضي وتزخر بتفشي ألأميه وتقدس العبودية..إذ إن الديمقراطية عند هؤلاء مجرد جسر للوصول للسلطة والنفوذ لتطبيق وبمكر ومصلحيه ذاتيه ما روج له مشايخهم بعقلية وهذيان القرن الرابع الهجري ، فبوجود مجتمع أمي قاصر لايعي حقوقه وواجباته لايمكن ومجرد الكلام عن شيء اسمه ديمقراطيه ، أو بناء دوله حقيقية بعقيدة لاتعترف بالدولة ألحديثه أصلا ، فالدول الحقيقية سميت كذلك لان شعوبها حيه تعي قيمة الحرية والديمقراطية وبذلت الغالي والنفيس من اجل تحقيقها ، والامثله كثيرة لدول حقيقية حديثه قويه تقف في صداره العالم تنعم شعوبها بالحريه وتتنفس حقوق الانسان والرفاهيه وهي السباقه بمواقفها الانسانيه لكل الانسانيه، وأخرى وهميه متخلفه تكثر فيها النزاعات وتستحوذ على ثرواتها العصابات وترزح شعوبها تحت وطأة الجوع والمرض والاميه وتسلط الدكتاتوريات والاجندات الدينيه والطائفيه .. فأي مكان يليق بك ياعراق !!؟



#صادق_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أيها النمل ادخلوا جثتي ..
- الصندوق ذي الجلد المرمري ..
- حلم صبي من شمال الجرح ..
- لافتاتٍ...سود
- رجل محافظ
- خطأ
- الليل وأنين انثى..
- حب بلا... حدود
- كذلك قال شوبنهور..
- يا أهل العراقية ماذا أنتم فاعلون !!؟
- سوق..نائم
- قائمة أم محمد الاميري والمشروع الوطني !؟
- مطر..آسن
- عنعنات..
- وصايا المعلم
- المواطن والمرجعيه والشفره الانتخابيه
- المخفي والمعلن..الانتخابات العراقيه انموذجا
- عاجل من وصايا الخبراء..اجتثاث الشعب!!؟
- أمرسن..الوهم وحقيقة فردوس العقل..
- بكائيه ..الى مالانهايه!!؟


المزيد.....




- المرشد الأعلى لإيران: يجب إعدام نتنياهو
- تعهد بدعم المجتمع اليهودي.. كوشنر يكشف عن أول تحرك بعد مقتل ...
- ضربات المقاومة الاسلامية تفشل العدوان.. النصر أقرب
- مصر.. شيخ الأزهر يعلق على قرار رفع أسماء مئات الأشخاص من قوا ...
- مجلس الكنائس العالمي يطالب بتحقيق العدالة والسلام في فلسطين ...
- مصر.. شيخ الأزهر يعلق على قرار رفع أسماء مئات الأشخاص من قوا ...
- -مسجد فوق معبد-.. مقتل 4 أشخاص في تجدد المواجهات ذات الصبغة ...
- مجسم للكعبة ورموز إسلامية: هل كانت ضمن فعاليات موسم الرياض ا ...
- فؤاد حسين: العراق يعمل مع الدول العربية والإسلامية على إيقاف ...
- إعلام أفغاني: شويغو يعلن عزم روسيا على استبعاد حركة طالبان م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق البصري - دوله حقيقيه .. دوله وهميه !؟