أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح الطائي - وقف الأسلمة المزعومة طريق نحو القمة














المزيد.....


وقف الأسلمة المزعومة طريق نحو القمة


صالح الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 19:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بات من المثير جدا أن تجد بعض الأحزاب الغربية المتطرفة المعادية للإسلام تسعى للفوز بالانتخابات عن طريق إعلانها ومجاهرتها بمعاداة الإسلام ومحاربة انتشاره في بلدانها بعد أن توسعت قاعدة الغربيين المنتمين للعقيدة الإسلامية في غضون السنوات القليلة المنصرمة.
هذه المسألة قد تبدو شأنا داخليا لا علاقة للإسلام به ظاهرا ولكنها في الواقع تؤشر حقيقة صراع الأفكار القائم اليوم بين الثقافات المتناقضة والحضارات المتنافسة، كما تبين أن العالم تحول حقيقة إلى قرية صغيرة يؤثر ما يحدث في طرفها القصي على طرفها الأقصى وكأنه حدث فيه فعلا، وأن كل ما يدور في أي جزء من العالم بات على تماس مع كل أجزاء العالم الأخرى ولذا يراقب العالم المتحضر اليوم كل حراك في القارات الخمس وكأنه حراك داخلي يعنيه شخصيا بينما لا تلتفت البلدان النامية والمتأخرة لما يحدث حتى في بلادها مما وسع الهوة الفاصلة بين الجانبين حتى بات من المستحيل على شعوبنا التفكير بعبورها، ومع توسع الهوة وعدم اهتمامنا بعلاج هذا التوسع والبحث عن مناطق ضيقة للعبور ستتأثر سنن التواصل بيننا وبينهم فتبقى بلداننا رازحة تحت سطوة التخلف والدكتاتورية والخمول والجهل بينما يتقدمون هم بتسارع مهول، ويبقى التحرك العدائي لبعض أحزابهم ذا أثر كبير على صراع الداخل.
ومن هذا المنطلق تجد العرب والمسلمين منشغلين بقضاياهم الداخلية التي تتسم بالعدوانية والدموية غالبا دون البحث عن سبب تنامي التوجه المعادي للإسلام في بعض دول العالم المتحضر لدرجة أن السياسيين في تلك الدول باتوا يراهنون على الفوز في الانتخابات النيابية في بلدانهم تساوقا مع درجة معاداتهم للإسلام وعقيدته، ومن أمثلة ذلك ما حدث في الانتخابات النيابية الهولندية الأخيرة، حيث ضاعف حزب الحرية الهولندي المتطرف المعادي للإسلام بزعامة (خيرت فيلدرز) عدد مقاعده في البرلمان من 9 إلى 24 مقعدا ليس لأنه نجح في تطوير الخدمات المقدمة للشعب الهولندي ولا لأنه نجح في بث ثقافة التسامح بين الشعوب ولكن فقط لتمسكه بمسألة منع الهجرة الوافدة، ورفعه شعار وقف أسلمة هولندا، وحظر القرآن، وفرض ضريبة على حجاب النساء المسلمات سواء كن هولنديات أم وافدات من البلدان الإسلامية.
وفي الوقت الذي تظهر المؤشرات فيه أن تاريخ 20 شباط 2010 الذي سقطت فيه الحكومة الهولندية التي يرأسها (بالكينندي) منذ عام 2007 كان نتيجة انشقاقات حول إبقاء القوات الهولندية في أفغانستان ولا علاقة له بالعداء الغربي / الإسلامي، إلا أن ذلك لم يمنع المتطرفين الهولنديين من تكثيف حملتهم المعادية للإسلام على أمل الفوز بمقاعد نيابية جديدة وهو ما تحقق لهم فعلا. وهذا يعني أن مشاكل كثيرة سيثيرها نواب هذا الحزب قد تؤثر كثيرا على وجود المسلمين في هولندا ولربما تقوم الحكومة بترحيلهم إلى بلدانهم التي جاءوا منها فيعودون محملين بحقد كبير يسهم في إذكاء روح العداء والكره للغرب كله
إن بعض المفكرين والكتاب المسلمين يعطون لهؤلاء الحق باعتبار أن موقفهم من الآخر تحدده تصرفات الآخر نفسه وأن المتطرفين الإسلاميين بأفعالهم القبيحة أجبروا الغرب على إتباع مثل هذا النهج متناسين أن للغرب نفسه حصة كبيرة في دفع هؤلاء المتطرفين لارتكاب أعمالهم وإثارة نعرات الكره.
إن كل تلك الشعارات البراقة التي يرفعها الغرب والتي تتحدث عن حرية المعتقد والدين والتكلم والتفكير والسكن والإقامة وما شابه تتعارض كليا مع هذه المواقف العدائية التي تثير المتطرفين الإسلاميين وتدفعهم للانتقام ومعاملة الآخر بالمثل، بل وتثير المسلمين المعتدلين أيضا، بحيث تطغى ثقافة القطيعة والإقصاء على ثقافة التسامح وقبول الآخر وبذا يشترك المتطرفون الغربيون في ارتكاب هذه الجريمة النكراء التي تهدد الوجود الإنساني من خلال تخريبها للعلاقة القائمة بين المكونات العالمية لأنها تزرع القطيعة بين شعوب الأرض فيما بينها.



#صالح_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة واحدة وخط واحد
- واحد أيار لو كان حقيقة
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية
- نحن والآخر والاهتمام المتبادل


المزيد.....




- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح الطائي - وقف الأسلمة المزعومة طريق نحو القمة